الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بواكيبواكير التنظيمات الشيوعية في الجيش العراقي

وصفي أحمد

2013 / 4 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



إذا كان هنالك شيء يميز خيري عن غيره من القادة الشيوعيين في امور السياسة فهو المغزى الكبير الذي أعطاه للدعاية الشيوعية داخل القوات المسلحة . و شكل الجنود و صغار الرتباء لبّ إهتمامه . و بدا الضباط أبعد من إمكانية الوصول إليهم . أو غير جاهزين بعد لتقبل الأفكار التي يحملها . و كان انقلاب 1936 قد كشف بالفعل في أية مواقع حاسمة كان يوجد القادة الرفيعون و المتوسطون في تشكيلة سلطة الدولة . و لكن ماذا يحصل لو إذا لم يساير الجنود وضباط الصف رؤسائهم في لحظة الأزمة ؟ لقد اعتقد خيري أن إحدى المهام الرئيسية للثورة إنما تكمن في اغتراب الجنود و بعدهم عن النظام القائم .
ووردت في مخطوطة شيوعية لم تنشر عنوانها (( الجيش العراقي )) , و يبدو - من دلائل داخلية – أن زكي خيري أعدها سنة 1953 لتدريب اكادر في سجن الكوت , رواية عن بدايات العمل الشيوعي داخل القوات المسلحة . واستنادا إلى هذه الوثيقة , فإن (( عددا من الثوريين )) ( مؤكد أن زكي خيري و يوسف متي وآخرين كانو بينهم ) دخلوا سنة 1935 (( مكانا ما )) في الكرادة الشرقية , حيث كان يوجد حوالي عشرين جندياً و عاملاً ينتمون إلى إحدى المنظمات الوطنية , و كانوا يناقشون (( بحرارة و بساطة )) مسائل سياسية ذات أهمية عامة . و كان الجنود و العمال يؤمنون بطريقة الارهاب . و اعتقد هؤلاء أن اغتيال السفير البريطاني و بعضاً من عملائه العراقيين يكفي لجلب الحرية للوطن . و دخل الشيوعيون في جدال و أقنعوهم بعقم تفكيرهم و كسبوهم بهذه الطريقة .
و بدا هؤلاء بتشكيل خلايا في فوج الاتصالات الذي ينتمون إليه و الذي كان معسكراً في الكرنتينة , و بعد فترة قصيرة تكاثرت الخلايا ووجدت طريقها إلى لواء الجيش الثاني في كركوك , بالقرب من كاورباغي . وفي أعقاب اغتيال بكر صدقي في آب ( أٌغسطس ) 1937 و ما انتشر من استياء نتيجة لذلك بين صفوف القوات الكردية – إذ كان بكر صدقي كردياً – نمت الحركة أكثر فأكثر . و في تشرين الثاني ( نوفمبر ) , و بعد أن نجحت الشرطة في تعقب آثارها , كانت الحركة قد جذبت إليها , حسب مصدر شيوعي داخلي , لا أقل من أربعمائة جندي و ضابط صف . و على العموم , فإن السلطات لم تعتقل سوى خمسة و ستين رجلا حكم على ثلاثة منهم , بالإعدام وهم : علي عامر و عبد الرحمن داود و وضاحي فجر , ثم خفضت إلى السجن لمدة 14 سنة بعد توسط الزعيم الوطني جعفر أبو التمن . و خرج قائد الحركة وروحها , زكي خيري , بحكم بالسجن لمدة سنتين ونصف السنة .
و بدت الشيوعية في بغداد و كأنها ماتت ثانية بعد توجيه الضربة القاسية إلى منظمة زكي خيري . واختفى كل مريديها البارزين . و استقر يوسف اسماعيل في باريس , بينما غادر نوري روفائيل العراق في 19 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1937 بعد يوم واحد من اعتقال زكي خيري , و أنتهى في أسبانيا مع الكتيبة الأممية التي خدم فيها برتبة رقيب أول في موكز مراقبة في جبهة كاتالونيا حيث نال في النهاية شهادة مناضل . و في وقت سابق سحبت الجنسية من مهدي هاشم ونفي إلى إيران حيث دخل حزب (( تودة )) . أما بقية القادة الشيوعيين في بغداد فذبلوا في سجون كريهة أو هم انجرفوا إلى أشغال مجزية .
و في هذه الأثناء , كانت الموجة القومية في عز تدفقها , و خلال السنوات التالية , 1938 – 1941 , عندما أصبح (( العقداء الأربعة )) حكام السلطة في بغداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة