الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات من واقع مدهش كلب في المطار

محمد البوزيدي

2013 / 4 / 15
الادب والفن



بثقة في النفس سألت المسافرة عن مصاريف كلبها الذي سيرافقها في الطائرة ،توقفت الموظفة مشدوهة قبل أن تتبين حقيقة الأمر: كلب صغير بشعر ناعم يسافر مع سيدته في طائرة البوينغ المتجهة من البيضاء إلى أكادير،قام الزوج بإتمام كل الإجراءات الخاصة بهم قبل أن يمر إلى مرحلة وضع القفص أمام الميزان حيث أن الكلب يزن مع قفصه 11 كلغ ،كان المسافرون مشدوهين من مكر الزمن الذي جعلهم ينتظرون حتى تكتمل الإجراءات الخاصة بالكلب الهادئ الذي يحرك ذيله بفرح طفولي كإثبات للذات وبأنه موجود عن سبق إصرار وترصد ،إنه يتميز بأخلاق عالية فلا ينبح على خلاف إخوانه وأبناء عمومته الذين يتوزعون بين مختلف الأحياء الشعبية ويصيبون الناس بداء السعار ، كان العابرون من هنا يلتقطون صورا تذكارية للكلب الذي صعد فجأة إلى منضدة الموظفة كتذكار وإشهاد للجميع على ضمان المغرب واحترامه لحقوق الكلاب المتعارف عليها هنا في المطار على الأقل وأهمها حق الأسبقية والكرامة حيث لم يتجرأ أحد على نهره أو إزعاجه حتى ولو اقترب وشرع يشم بأنفه النقي أمتعة ولباس المنتظرين لدورهم في إجراءات السفر .
ولأننا في دولة الحق والقانون والشفافية وبدون محسوبية طالبت المستخدمة المسكينة التي تجد نفسها لأول مرة في هذا الموقف الغريب صاحبة الكلب بأداء المصاريف الخاصة به والتي حددت في 550 درهما ،فجأة وفي غمرة الازدحام الذي بدأ يعم المكان توقف كل شيء للبحث عن مطبوع خاص بالكلب، وحين تم العثور عليه بتظافر جهود كافة الخبراء الذين استنجدت بهم المستخدمة ، تعطل البرنامج الخاص الذي سيسجله في الحاسوب، لذلك لا حل لسيدته إلا بالذهاب إلى جناح آخر من المطار لاستكمال الإجراءات ،حاولت أن تحتج على عدم جاهزية كل شيء لأن ليس لديها وقت لتضيعه للذهاب إلى أمكنة أخرى ،فكرت في تذكيرهم بالشباك الوحيد المعمول به في إدارات أخرى ،لكنها خشيت من تهمة الاحتجاج خاصة أنها لا تحفظ عبارات ومصطلحات حركة 20فبراير جيدا، وحين كانت تفكر كما فكر لينين مالعمل ؟ طلب منها الموظفون أن تضع الكلب في القفص ليحمل مع باقي الأمتعة طلبت منهم التأجيل، فمازال الزمن بعيدا لإقلاع الطائرة لذلك يجب أن لا يسجن منذ الآن....حيث فضلت السيدة المخملية أن يرافقها في جولتها بالمطار واحتساء قهوة المساء و تناول سندويش خفيف لأن الأطعمة التي توزع في الطائرة قد لا تلائمه صحيا،ولتحافظ أكبر وقت على حريته قبل دخول السجن المؤقت.
قبل العبور إلى مرحلة ركوب الطائرة أحس الكلب بالغربة والوحشة وكاد يذرف دموعا حارة إذ لم يأتي أي كلب لتوديعه كما يفعل الناس مع بعضهم..لكن وجد راحته مؤقتا في توديع أهل عائلة السيدة المخملية له، فهو منهم وإليهم....ونحن على ذلك من الشاهدين.
البيضاء 5 ابريل 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً