الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرايا - بيت جن - منفى الأحرار- الصورة الثانية

مسعد خلد

2013 / 4 / 16
الادب والفن


في مقال بعنوان الشُّيُوعِيَّة خَمِيرَةُ الأَرْض" بقلم: د. خالد تركي من حيفا (1) ، يكتب ذكريات عن عدة شخصيات منهم محمّد مصطفى علي أبو إصبع (أبو سلام) والذي نُفِيَ، أوّل مرّة، في منتصف الخمسينيّات من القرن الماضي، مع ثُلّة من رفاقه وهم: شاكر عازم، عبد الرّحيم عازم، محمّد حسنين وعثمان أبو راس، بعد أن تصدّوا للسلطة، في منطقة المثلّث. يقول أبو سلام:"نفونا وقسّمونا إلى فرقتين الفرقة الأولى نفيت إلى قرية كسرى والثّانية إلى قرية يانوح، وطلبوا من أهل البلدتين عدم احترامنا لأنّنا نعارض سياسة الحكومة، حيث كان علينا إثبات وجودنا في مركز شُرطة ترشيحا مرّتين، صباحًا ومساء، وكنّا نسلك الطّرق الوعريّة للمركز حيث نعرّج على بيت الرّفيق ميخائيل بشارة وهناك كان وزوجته يقدّمان لنا الأكل والمشرب. ولم يتركنا الشّباب في هاتين القريتين للحظة حيث كانوا متعطّشين لسماعِ محاضراتنا وأناشيدنا كما ودعوناهم لجمع التّواقيع ضدّ الأرنونا (ضريبة بلديّة) المُجحفة وضدّ التّجنيد الإجباري لأبناء الطّائفة العربيّة الدّرزيّة، الموحّدين، وهربوا مُختفين بعيدًا في أحراش الجليل كي لا يذهبوا إلى الخدمة الإجبارية، لكنّ الشّرطة لاحقتهم وأمسكت بهم وأودعتهم في مركز الشّرطة ومن بعدها إلى ثكنات الجيش، ومن أجل الحقّ والإنصاف أنّ أهلنا في هاتين القريتين قد أحسنوا وفادتنا وشعرنا بينهم أنّنا من أهل بيتهم".
أمّا عمليّة النّفي الثّانية لأبي سلام فقد كانت إلى قرية بيت جن، وذلك في شهر نيسان من العام ألفٍ وتسعِمائةٍ وسبعةٍ وخمسين بعد أن عقد الفرع اجتماعًا للدّفاع عن حقوق الفلاحين في منطقة المثلّث، الأمر الذي استفزّ الحاكم العسكري وقام بنفي الرّفاق "لأنّنا كنّا نُدافع فيه عن حقوق الفلاحين، وأذكر أنّه كان من بين الرّفاق المنفيّين: شاكر عازم ولطفي فارس وعبد الكريم أبو راس وعبد الرّحيم عازم وابراهيم بيادسة ومصطفى اشريِّم عازم ومحمود الحصري (أبو العفو)".
ويتابع أبو سلام قوله: "ووقف مختار الحارة الشّرقيّة في بيت جن، أبو محمود كنج قبلان، مرحّبًا بنا وساردًا لنا تحريض الشّرطة علينا وأعلن أنّ بيوتهم مفتوحة لنا وسيضعوننا في عيونهم".
وهنا أيضًا وزّعوا الرّفاقَ إلى فرقتين وإلى بيتين بحيث يمنع عنهم منعًا باتًّا النّوم داخل البيوت وعندما سمع المُختار أبو محمود كنج طلب الشّرطة، رفضه وطالبها بالسّماح له بإيواء جميعهم، لكنّهم في النّهاية سمحوا فقط لأربعة من المنفيّين البقاء في بيت المختار أبي محمود والباقي عند مختار الحارة الغربيّة أبو رفيق نجيب علي أسعد، ويتابع حديثه: "لقد أثبتَ سُكّان بيت جن أنّهم عربٌ أقحاحٌ كباقي أبناء شعبهم، كريمو النّفوس وأنهم أهلٌ للضّيافةِ حيث كانوا يتناوبون لتقديم الغداء والعشاء وكلّ ما نحتاجه خلال النّهار، زد على ذلك زيارات الرّفاق من الجليل ومن النّاصرة حيث كان يأتي رفيقنا محمّد نفّاع لزيارتنا مع كلّ وفد. لقد كان علينا إثبات وجودنا في مركز الشّرطة، في ترشيحا، حيث كنّا نسير مشيًا على الأقدام ونذهب إلى قرية البقيعة حيث كان صديقنا الصّدوق شفيق متري يستقبلنا ويُكرِمنا وينقلنا بسيّارته، يوميًّا، إلى شرطة ترشيحا".عندما دعا السيّد أبو حسين شقيق مختار الحارة الشرقيّة، أبو محمود الكنج، المنفيّين إلى وليمة عشاءٍ، ليُحسن وفادتهم، فذبح ذبيحةً كرامةً للرّفاق "وإذ بالضّابط يدخل الدّار ليرى الطّاولة مفتوحة وعامرة بالصّحون الكبيرة المليئة باللحم والشّحم والأرزّ، مخيِّرًا إيّانا، إمّا الذّهاب معه إلى مركز الشّرطة في ترشيحا حالاً أو نذهب إلى هناك مشيًا على الأقدام وفضّلنا الخيار الأوّل، يعني طلِعنا في هذيك الليلة بدون عشاء فاخر!" وقد قام المختار لاحقًا باستنكار هذا العمل الدّنيء وبتقديم دعوى، طالبًا فيها من شرطة طبريّا أن تخفِّف من إجراءاتها وأن تكتفي بإثبات وجود يوميّ مرّة واحدةً، وكان له ما طلب..
ويتابع الرّفيق محمد أبو إصبع: "ومن تجربتي مع إخوتي من بني معروف الأشاوس، إن كان المنفى أو السّجن أو هذه الحادثة فإنّي أكنُّ لهم الاحترام والمحبّة والإخلاص، وبعد فينا خير لأبناء شعبنا الواحد".
____________________________________________________
(1) مذكرات بلشفي، خالد تركي – حيفا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب