الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مامعنى رأيك؟

ثائر زكي الزعزوع

2005 / 4 / 15
حقوق الانسان


حذرتني إحدى الصديقات من مقالي السابق الذي نشر في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 14/4/2005، وقالت بلهجة مستغربة: ألا تخاف من التوقيف؟!!
مقالي الذي نشر بعنوان "بيانان.. الأخوان المسلمون ورفعت الأسد يدعوان إلى المصالحة الوطنية والديمقراطية" لا يتضمن أية إساءة لأحد، ولكنه يحمل رأياً شخصياً، لا يسيء إلى الدولة أو أجهزة الأمن أو المسؤولين الكبار والصغار... لكن مع هذا فقد انتاب الصديقة الخوف أو ربما الدهشة كوني لم أتعرض للتوقيف بعد...
التفسير الوحيد الذي خرجت به بعد التفكير باستفسارها هو أن شعبنا المسكين وعلى مدى سنوات طويلة اقتنع بأنه لا يحق له إبداء رأيه في أي شأن مهما كان، حتى أطلق نكتة أرويها للقارئ الكريم، رغم قناعتي بأنها ستفقد الكثير من جمالياتها بسبب تحويلها من العامية إلى الفصحى (يقال: كان هناك ثلاثة أشخاص أميركي وفرنسي وسوري، سألوا الاميركي: ما رأيك بانقطاع الكهرباء؟ فقال بدهشة: ما معنى انقطاع! وحين سئل الفرنسي السؤال نفسه أجاب الإجابة عينها، أما صاحبنا السوري فقد أطرق قليلاً ثم قال: ما معنى"رأيك"؟!).
وهنا، برأيي، تكمن الطامة الكبرى... فعلى الرغم من أن هذه النكتة منتشرة بين العامة بشكل كبير، إلا أن الوقوف عندها يتضمن مفاهيم تشي بالكثير من معاناة الشارع"الخائف، الذي ترتعد أوصاله حين يحاول إبداء رأيه في قضية ما".
وللاستطراد أكثر في وصف الحالة، لابد من ضرب مثال عليها:
سألني أحد الكتاب السياسيين"المحسوبين على الدولة" عن رأيي بوجهة نظره التي أبداها كتابيا في واحدة من صحفنا الثلاث، فظننته، بسذاجة، يسألني ليعرف رأيي، وحين أبديت رأيي الصريح بمقالته وبوجهة نظره، فرض عليّ حظراً من التعامل مع الصحيفة التي كنت كتبت مقالات فيها لمرتين أو ثلاث مرات، فأهمل كل ما أرسلته من مقالات بعد تلك المناقشة بيني وبينه، وما عاد بإمكاني النشر في "صحيفته".
و كنا تعلمنا منذ الصغر أن"الاختلاف في أمتي رحمة" وأن"الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" وتعلمنا لاحقا" أنني قد أختلف معك في الرأي، لكني أضحي بحياتي لتقول رأيك".
وعلى الرغم من أن حرية إبداء الرأي حقّ يضمنه دستور أية دولة في الأرض، إلا أنه بند شكليّ في الكثير من الدساتير، بل هو مخالفة دستورية في بعض دساتيرنا العربية، وهو حقّ تضمنه الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية.... وإلى ما هنالك من مؤسسات ومنظمات، وجمعيات...
لكنه ظل حبرا على ورق في شرقنا الحبيب، ووضع إما كنوع من الترف اللغوي، أو لإرضاء طرف أو أطراف ما.
في إحدى تعليقات المبدع زياد الرحباني في" العقل زينة" يقول: هذا الحزب سيء واستغلالي وإمبريالي ووو.. فتقول له الممثلة التي معه: ولكنهم يقولون في شعارهم: العدالة والتنمية والحرية ووو، فيرد ضاحكاً: تخيلي أن يكون شعاره الحزب السيء الاستغلالي الإمبريالي....
فتخيلوا معي فقرة في دستور، أي دستور على وجه المعمورة ة تقول: يتعرض للسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات كل مواطن يبدي رأيه في القضايا الاجتماعية والاقتصادية و السياسية.
فما معنى رأيك؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير المالية الإسرائيلي: إسرائيل لن تنتحر للإفراج عن الأسرى.


.. مراسل العربية: قصف إسرائيلي يستهدف النازحين في المواصي ونسف




.. السودان.. قوات الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى بمبادرة أح


.. ماذا تعني الأمم المتحدة بالصدمة الزلزالية في حديثها عن الوضع




.. المتحدث باسم -الأونروا-: هناك مئات الآلاف من الإصابات بالكبد