الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلآم باخ

نوفل الصافي

2013 / 4 / 16
كتابات ساخرة


باخ .. الموسيقار يوهان سباستيان باخ؛ ولد في ألمانيا عام 1685 في مدينة إيزيناخ وتوفي ـ للأسف ـ عام 1750 م في لايبزغ بألمانيا ودفن في كنيسة القديس يوحنا . ثم نُقل رفاته في عام 1894م ـ أي بعد 140 سنة ـ الى كنيسة سان توماس "ولاءً وتقديرا لإبداعه " !!! من أشهر مؤلفاته "ألآلام " .. آلآم باخ .. ياسلام .. ؛ باخ تتسابق الكنائس لنيل شرف احتضان ماتبقى من رفاته .. ويتنافسون من أجل تكريم مبدعيهم والاحتفاء بهم.. ولحسن حظه أنه لم يكن (مِنّا أو فينا) وإلا فأنه سيعيش ضائعا، هائما يحمل شعورَ و (كبْت) من لو قلبوا إسمه .. نعم لو قـُلِب اسم (باخ) لكان (خاب) .
وخاب فعل ماضٍ خاص بالعرب بامتياز وليس لغيرهم .. لغة يعني (الفشل أو الخذلان ) و خاب فلان: أي فَشِل، ولكل فشل نتائج وتبعات نفسية تنعكس على من وقع عليه هذا الفعل.
وإن تفحصنا جيدا الكلمة أو المفردة هذه ـ التي هي خاب ـ لوجدنا وحصلنا منها على مشتقات كثيرة مثلا " خيبة ، مُخيِّب، مُخيَّب ، مُخيَّبون ،وللمؤنث مُخيَّبات ومفردها مُخيَّبة.. الخ . وكما هو معروف في لغتنا العربية ـ لغة أهل الجنة ـ فإن لكل فعل فاعل قام به؛ ومفعول به وقع عليه الفعل. فلو قلنا (خاب الرجل) فالفعل خاب يحتاج الى فاعل ومفعول به .. جملة (خاب الرجل) تامة ، والرجل هو الفاعل؟ فمن هو المفعول به ؟ بمعنى آخر على من وقع الفعل؟ ومن هو المُخيَّب؟ فلايصح ـ منطقيا ـ أن يكون الفاعل والمفعول به واحد !! حيث أن النقيضان لايجتمعان كما يقول المناطقة. ولو أن النحويين قد وجدوا تخريجا وتأويلا لهذا الأمر المُشْكِل وإن كان غير مقنع . ولو افترضنا ـ محض افتراض ـ أن فقهاء النحو وجهابذته وعلماء اللغة والبلاغة من سيبويه وابن عقيل ومالك والجرجاني وابن قتيبة كانوا معنا ـ افتراضا كما قلنا ـ في عراق مابعد التغيير أو التحرير او سمّه بما شئت ؛ ولنقل ما بعد 2003 ؛ فلو افترضنا وجودهم لما حاروا؛ وضربوا الأخماس بالأسداس؛ ولما اجتهدوا في ايجاد تأويل لهذه الجملة التي هي (خاب الرجل) إن قلنا لهم إعربوا لنا بعضا من هذه الجمل :
* انتخب المواطن العراقي فخاب ظنه.
* شارك العراقيون في الإنتخابات ولكن السياسيين خيّبوا طموحاتهم.
* انتخبت النساء العراقيات فخابت آمالهن.
.............الخ
لو راجعنا تلك الجمل التامة السامة التي أهلكت وأحرقت من العراقيين الحرث والنسل والأخضر واليابس لعشر سنين عجاف خلت ؛ لوجدنا ووجد آباؤنا البلغاء والفصحاء وأصحاب النحو وأهل اللغة ان المواطن الذي انتخب وخاب ظنه ؛هو الفاعل والمفعول به في ذات الوقت ؛ لأن المواطن بشحمه ولحمه وعظمه هو الذي سعى بقدميه عن سابق عزم وتصميم وبـ ( نيّة ) متصلة غير منقطعة؛ وبسبب هذا الفعل رجع السيد المواطن خائبا ؛ وإن المواطنة العراقية وبدافع الوطنية ووعود بناء العراق الجديد وسيراً على خطى الرجل ـ الذي رجع خائبا ـ كذلك رجعت هي كشريكها في العملية الإنتخابية تحمل تاء التأنيث بين عينيها فأصبحت خائبة؛ وكان هو مخيَّب؛ وهي مخيَّبة.. فعادا سوية (خائبان) .وليس بغريب أن تكون لمفردات النداء في الأغنية العراقية ( الحقيقية ) لها صلة بفعل خاب فرحم الله طائر الجنوب داخل حسن (شيخ المغنين ) كما وصفه الشاعر محمد الغريب رحمه الله ..
رحم الله داخل حسن وهو يقول ( ياخايبه اهنا .. چوري وتعالي ) ولازال البعض من كبار السن ومنا أيضا يستخدم جملة (خايب تعال ) ولاأدري هل أن لعنة دعاء المصريين ( جاتك خيبة ) قد أصابتنا قبل أن تصيبهم ؛ مادعانا الى أن ننتج فيلم ( الخائبون ) ؟ وهل ان بذور الخيبة مزروعة في نسيج الذاكرة العراقية من الأزل ؟ وهل أن المختصين غفلوا عن دراسة أسباب هذه الخيبة ؟وهل لازال المواطن العراقي بعيدا عن أصول وثقافة اختيار المرشح الذي سوف يمثله بجدارة ان شاء الله ولن يخيب ظنه؟ وهل تعاد الكرّة بتجييش ألسنة الخطباء ووعاظ السلاطين بإطلاق فتاواهم بحرمة النساء على من لاينتخب قائمة سين أو صاد؟ وهل يمارس البعض ـ في الكتلة الواحدة ـ من نصب الأفخاخ للناخب ولصوته عبر اختلاق الخلافات فيما بينهم قبل الانتخابات كي لايفلت هذا الصوت أو ذاك منهم ؛ وهل ستنطلق حملة ( سرفنة) و( تشمير ) الأذرع والزنود للميليشيات والأجنحة و(الحواصل) العسكرية للكتل الحيتانية الضخمة ؛ و( تزييت مسدسات كواتم الصوت ) استعدادا لنشر ثقافة الخوف من الآخر والتحريض عليه لقيادة سرب الاصوات الخائبة لصناديق جهات مذهبية أو مناطقية أو دينية أو قومية أو إثنية أو أو أو أو .
ومن المخيِّب للآمال أن أكون من ضمن المخيَّبة آمالِهم .. وأتحدث مع المخيَّبين أمثالي ؛ الذين لو رشحوا مخيَّبا واحدا منهم عن قائمة ( المخيبون ) فلا أشك ـ قطعا ـ بأنه سوف يكتسح قوائم المرابين والمتاجرين بماء وسماء ودماء ثروات الوطن البشرية والطبيعية .
أيها المخيبون ..
يمعودين .. اختاروا زين وإلا فإنهم يمصون دماءنا ونبقى... بس للأسف نبقه " أولاد الخايبه " وانتم بكيفكم؛ اتريدون تبنون مجتمع وثقافة أمة حضارية تحتفل بشخص مثل باخ؟ أو تردون اتعيشون انتم وابناؤكم و(أبناء ابنائكم) مع مقلوب إسمه والاختيار يمكم .
رحم الله إسم (باخ) ولعن الله فعل (خاب) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال