الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجعجعة التركية لن تنتج طحيناً

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2005 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كان يفترض بالرئيس التركي أحمد نجدت سيزر القيام برحلةٍ إلى تاريخ جمهوريته التركية , والتي قامت على المجازر وبحيرات الدم , وعلى حساب الشعوب الحية التي تثبت اليوم دونما مواربة أنّها أقوى من الكثبان العسكرية التركية وتيارات سياساتها الطورانية العمياء , لإجراء نوعٍ من المصالحةِ مع تلكم الشعوب والتاريخ والذاكرة بدلاً عن زيارة سوريا .
منذ عقودٍ وجمهورية العسكر المحمدجليك الطوران هذه مشتتة الذهن والجوارح بين إغراءات الغرب ونوستالجيا الشرق . منذ عقودٍ وتركيا المتأزمة هذه تبحث عن موطأ قدم لها في المنطقة كنوعٍ من الحنين الى صفحات ماضيها المقبور على أيدي الأحرار المنتفضين في كل بقعة من جغرافيتها العثمانية المديدة .
لكنهم لها بالمرصاد . أبعدوا قبرص عن مظلتها . ثم أثقلت كاهلها الرفسات الأوروبية المتكررة لملف عضويتها المنتظر في المحفل الأوروبي وإزهاق روح تركيا عبر إعدادها سيكولوجياً لمفاوضاتٍ ماراتونيةٍ لأجل العضوية . الى جانب المطرقة الأرمنية المنبعثة من رماد المجازر الحميدية والطورانية والتي رويداً .. رويداً تحشر تركيا في الزاوية الأكثر ضيقاً على سندان السياسة العالمية ولا ننسى الكابوس الكردي المزمن الذي يقض مضجع بني طوران . من ثورات 1913 – 1914 وثورة الشيخ سعيد وانتهاءً بملف كركوك الذي يشكل أحد الأوهام والأساطير المؤسسة للسياسة التركية .
تركيا التي كانت في عهود الحرب الباردة مجرّد جوكر معوّل عليه من قبل الغرب , أصبحت تصوغ استراتيجيةً جديدةً محورها الأبرز هو البحث عن مكانة دولية تنطلق من العمق الشرق أوسطي
العربي والإسلامي عبر تصفيرها للمشكلات مع دول الجوار : إيران – سوريا – اليونان – بلغاريا – روسيا .ولا يبدو أنها تفكر - على الأقل - في الوقت الحالي بالابتعاد عن المسرح العراقي , فمصير التركمان وهم مسمار تركيا في كردستان العراق يؤرقها , يؤرقها أكثر أنّ أمريكا حائطٌ عالٍ في وجه المسعى التركي القديم الجديد لفرملة الأكراد هناك وكبح حراكهم المتصاعد , لا تفيد في ذلك كلّ التطمينات الأمريكية والكردية لها ولدول الجوار في أنْ ليس هنالك أيّ نزوعٍ نحو إعلان دولةٍ كرديةٍ في المنطقة .
الكثير من مفردات المنطقة السياسية تغيرت رأسا على عقب فوت الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط نظامه الشمولي , ولكن سلوك دول الجوار العراقي لم يتغير ويبدو أنه لن يتغير .
فالموضوع الأبرز على أجندة اجتماعات الطرفين السوري والتركي في دمشق هو العراق , ومن العراق شماله العصي على السياسات التركية في تعلقها الغريب بعقدة الماضي المجيد . والحل الأنجع برأي الطرفين هو وحدة العراق دولة وشعبا , فالوحدة تنفي الانفصال الكردي على قاعدة قانون نفي النفي الهيغلي .
وليس غريباً أن يكون مقدم الرئيس التركي الى سوريا نوعاً من المساعي الحميدة التركية !!! لوقف مسيرة الإصلاحات السورية بخصوص المكوّن الكردي لسوريا , وذلك لما رشح في الآناء الأخيرة عن خطوات ستتخذها دمشق تطوي بها بعض الملفات الداخلية العالقة ومنها : ملف الكرد المجردين من الجنسية . هل التحسن المفترض للحالة الكردية في سوريا يزعج تركيا ؟ ...
على كل حال يبقى هذا نوعاً من الفرضيات لا نريد الاستطراد فيه .
إنّ خيارات تركيا الأنّوية , المرحلية ليس بمقدورها الصمود والثبات أمام التغيرات العاصفة . تركيا مدعوة أكثر الى تحسين أوضاعها الداخلية المتعلقة بملفات حقوق الإنسان , والمسألة الأرمنية , والمسألة الكردية , لضمان مستقبل أفضل لشعوبها في أفياء الاتحاد الأوروبي التي تلهث عبثاً وراءه منذ ستينات القرن المنصرم , أمّا تعاطي العقل السياسي التركي النوستالجي مع جمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز ودول الحرم التاريخي التركي فلن يفيدها بتاتاً .
البروفسور / أحمد داوود أوغلو / مستشار رئيس الحكومة التركية ومنظر سياسات تركيا الخارجية مدعو الى برمجة تعزيز الحريات الداخلية , والقفز فوق ورقة الأخطار الأمنية التي تبدو ورقة خريفية ساقطة ولا مبرر للتستر بها منذ اعتقال / أوجلان / .
أخيرا , هل طريق تركيا الى الاتحاد الأوروبي يمر من دمشق .؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً