الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة هوية في اسرائيل

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


متابعة لما أوردناه في مقالتنا السابقة حول معارضة المتطرفين اليهود للإنسحاب من المستوطنات, يجدر أن نضيف بعض المعلومات الخاصة بتشكيلتهم السياسية وأفكارهم, بالاستناد الى مصادر مجموعة الأزمات حول الشرق الأوسط,التي تقول ان أوزي لانداو يتولّى قيادة تحالف المتمرّدين ، وهو يُعتبر بوجه عام متحدّثا قديرا . إن التحالف عبارة عن مجموعة متباينة متحدة من خلال ما هو أكثر قليلاً من معاداة خطة الانسحاب، و تتكوّن من ثلاثة فصائل:
1- الفاتيكيم (vatikim)، وهم من قدامى المتمرسين في حزب الليكود، حيث أن العديدين منهم كانوا ينتمون إلى المنظّمة السريّة العسكرية التي كانت تنادي بالتعديل قبل نشوء الدولة. إنهم يتمسّكون بعقيدة الليكود التقليدية بخصوص إسرائيل الكبرى التي تعارض عمليات الانسحاب من المناطق، كما تعارض وضع الدولة الفلسطينية. ولكي تحصل لديكم فكرة عنهم , فإليكم بعض ما يقوله زعيم تشكيل الفاتيكيم : "إنني لا أصدّق الفلسطينيّين، كما أني لن أثق بهم أبداً. إنهم عصابات من القتلة. لن يكون هنالك سلام معهم أبداً. علينا أن نحيا دائماً بقوة السيف. وحتّى لو قدمنا لهم مدينة القدس، فإنهم لن يتوقّفوا ويلينوا. إنهم يريدون تدميرنا". "إن جزءاً كبيراً من الليكود يشعرون بأن أرييل شارون قد سلب الحزب. إن هذا هو الوضع بشكل خاص بالنسبة للأعضاء القدامى والمتمرسين الذين يعتقدون بأرض إسرائيل (Eretz Israel). إنهم لا يستطيعون التخلّي عنها". وبالنسبة للفاتيكيم يعتبر شارون متطفلاً داخلياً. وفي الواقع إذا أخذنا في الاعتبار جذوره كعضو في الماباي –لقد كان حزب الماباي هو الطليعة السابقة لحزب العمل- فقد كان دائماً كذلك. "إن كلّ ذلك مدوّن في تاريخه الشخصي. لقد عمل مع رابين. إننا لم نصدّقه أبداً".

2- مانهيغوت يهوديت Manhigut Yehudit (الزعامة اليهودية) والتي تأسست في عقد التسعينات من القرن الماضي، هي كتلة متماسكة وصاخبة تعمل بصراحة ووضوح لتأسيس دولة يحكمها رجال الدين – "دولة لجميع اليهود المتواجدين فيها". إنها تعمل كمجموعة ضاغطة تدفع بأجندة متطرّفة داخل حزب الليكود، وتسعى إلى تجنيد الأشخاص الذين غالباً ما لا يصوتون للحزب وقت الانتخابات. إن الكتلة التي يتزعّمها موشيه فايغلن –والذي قال عن خطة فكّ الارتباط أنه "ما من أحد يستطيع التغلّب على إرادة الله ليبقينا في غزّة"- هي كتلة تعارض بصلابة وعناد اتفاقيات أوسلو وتسليم أي جزء من الأرض إلى "العدو". إن مانهيغوت يهوديت، التي تعتبر الصهيونية كأيديولوجية علمانية توافق ضمناً على المساومة حول المناطق، ترى فرقاً ضئيلاً بين شارون ومعظم معارضيه من حزب الليكود. "حتى أوزي لانداو سيتصرّف بنفس طريقة شارون لو قُدّر له أن يصبح رئيساً للوزراء. لقد بيّن لنا نتنياهو ماذا فعل كرئيس للوزراء. إننا البديلون الوحيدون. لقد سبق لهم، أي زعامة الليكود الحالية، أن وافقوا على دولة فلسطينية، والفروق هي تكتيكية – مقدار ما سيتم التخلي عنه وكيف".

3- إن المجموعة الثالثة هي فصيل أقلّ تنظيماً من كونه ممثلاً لشعور وجدان الأعضاء التقليديين والمحافظين في حزب الليكود –إن عدداً كبيراً منهم هم من اليهود السيفارديم (اليهود الشرقيّين) القادمين من قرى التنمية ومناطق الجوار الأكثر فقراً- الذين يوافقون على إقامة وتأسيس دولة فلسطينية، ويشاطرون رغبة شارون في تقييد نطاقها، إلا أنهم غير مرتاحين لطريقته في معالجتها. ومن بين المجموعات الثلاث، فإن هذه المجموعة هي الأهم بالنسبة لشارون بسبب وزنها العددي ولأنها تبقى عرضة للإقناع. ويندب أحد مؤيدي شارون بأن العديدين منهم لا يفهمون بوضوح الـهدف من الخطة. ففي رأيهم، وبعيداً عن استبعاد اتفاقية نهائية على غرار اتفاقية جنيف، فإن فكّ الارتباط أحادي الجانب يخاطر بأن يؤدي إليها. إن الدعوة الموجّهة إلى شارون للقضاء على الإرهاب قبل تسليم أيّ أراضٍ تتناغم مع جمهور من المؤيدين الذين يسيئون الظن بالعرب. إن حقيقة أن خطة شارون ليست بحاجة إلى بدل فلسطيني حقيقي مقابل لها تمثّل قلقاً خاصاً، حيث يتم النظر إليها بأنها تشكّل مكافأة للإرهاب، وبالتالي تشجّع على القيام بهجمات في المستقبل. علاوة على ذلك، فإنها تحذر بأن إسرائيل قد تفقد بسهولة السيطرة على العملية بمجرد أن تبدأ، حيث أن الانسحاب من غزّة سيعمل كسابقة لحدوث المزيد والكثير منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد استهداف نصرالله.. ما مصير لبنان؟ | المسائية


.. -البطريق- يشن حربا على كل العصابات في-غوثام سيتي- وكولن فارا




.. عاجل | تحركات غير مسبوقة.. لهذا السبب الجيش الإسرائيلي يستدع


.. عاجل | دوي انفجارات كبيرة في تل أبيب.. والجيش الإسرائيلي: صا




.. تدمير مبان واشتعال حرائق جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحي