الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغزى وأبعاد التصعيد النووي الكوري الشمالي

عليان عليان

2013 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بات واضحاً ومنذ أكثر من شهر بأن كوريا الشمالية هي من يصنع الحدث ، وأن الولايات المتحدة ، ومن يدور في فلكها " اليابان وكوريا " في موقع رد الفعل ، حيال إصرار بيونغ يانغ ، على إجراء تجربة إطلاق صاروخ باليستي ، قادر على حمل رأس نووي ، لمسافة تزيد عن 4000 كيلومتر ، وذلك في الذكرى أل ( 101 ) ، لميلاد الرئيس الأول لكوريا الشمالية ، الراحل كيم إيل سونج ، وفي الذكرى السنوية الأولى لتولي حفيده كيم جونغ أون سدة الرئاسة .
وجاءت هذه التطورات ، في ظروف إجراء الولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة ، مع القوات المسلحة لكوريا الجنوبية ، وبعد مسلسل العقوبات ، الصادر عن مجلس الأمن ، أو العقوبات الأحادية الصادرة عن دول الغرب ، ذلك المسلسل ، الذي لم يتوقف ، بحق كوريا الشمالية وآخرها قرار العقوبات ، الذي فرض عليها ، بعد إجرائها تجربة إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى ، في في كانون أول الماضي ، يصل مداه ( 4000 ) كيلومتر ، وقادر على الوصول لطوكيو وسيول وجزيرة جوام في المحيط الهادي ، بالإضافة إلى إجرائها تجربة نووية.
الرسالة التي يرفض الغرب التعامل معها ، وهي أن كوريا باتت دولة نووية بامتياز ، وأنها لن تتوقف ، عن تطوير برنامجها النووي وعن صنع الأسلحة النووية ، حيث لم يتوقف الغرب عن استخدام أسلوب الترغيب والترهيب ، لإجبارها ، أو إقناعها ، لإغلاق مفاعلاتها النووية والتخلي نهائيا ً عن برنامجها النووي ، لا سيما وأنها لا تحصر العلم النووي بنفسها فقط ، بل تقوم بتصدير هذه التكنولوجيا لبعض دول العالم الثالث ، لمواجهة العدو المشترك ، ألا وهو الولايات المتحدة .
لقد تمكنت كوريا الشمالية ومنذ أكثر من ست سنوات من اللعب على قضية المفاوضات ، مع الولايات المتحدة ، وبمشاركة كل من الصين وروسيا ، بشأن وقف تخصيب اليورانيوم ، وكانت تتظاهر بأنها تستجيب لمطلب الولايات المتحدة ، لكنها عملياً كانت تشتري الوقت ، من أجل صناعة أكبر كمية ، من الصواريخ النووية هذا ( أولاَ ) ( وثانياً) من أجل ابتزاز الغرب للحصول على تكنولوجيا مفاعل الماء الخفيف ، لتوظيفه في الاستخدامات المدنية ( وثالثا ) ومن أجل الحصول ، على المساعدات الغذائية ، من المجتمع الدولي جراء الجدب الذي أصاب البلاد ، في السنوات السابقة .
وزير الدفاع الأمريكي ريتشارد هاجل يهدد ، ويلوح باستخدام قاذفات القنابل النووية ، والصواريخ النووية ، المنتشرة في أكثر من قاعدة بحرية في المحيط الهادي ، ويحذر كوريا الشمالية ، من اللعب بالنار واليابان مستنفرة ، وتستعد لنشر صواريخ باتريوت ، في جزيرة أوكيناوا ودول الثمانية الكبار تدين وتشجب ، وكوريا الجنوبية تفقد أعصابها وروسيا والصين ، تنددان بتحدي بيونغ يانغ ، لقرارات مجلس الأمن .
لكن بيونع يانغ ، تتعامل مع الأزمة بهدوء ، وتتصرف كدولة عظمى فهي تنقل صاروخي موسودان ، إلى ساحلها الشرقي ، وتضعهما على منصات الإطلاق ، وتهدد بقصف العاصمة وواشنطن ، وطوكيو وسيول ونسف جزيرة غوام ، وفي ذات الوقت يوقع الرئيس كيم جونغ أون ، أمر الرد النووي لوزير الدفاع ، في حال استشعاره ، لهجوم أمريكي مفاجئ .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما هي ابعاد ومغزى هذا التصميم الكوري الشمالي ، رغم حالة العزلة والحصار ، التي تعيشها هذه الدولة الشيوعية الستالينية؟؟
الجواب في التقدير الموضوعي يكمن في ما يلي :
أولاً : أن تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية ، وتشغيل جميع محطات الوقود النووي ، من المنظور الكوري الشمالي ، تشكل تهديداً مسبقاً بالردع النووي ، للولايات المتحدة وحلفائها ، وحتى لايساورهم أدنى تفكير بضرب كوريا الشمالية في المستقبل .
ثانياً : أن بيونغ يانغ ، تريد اختبار الموقف الحقيقي ، لكل من موسكو وبكين بعد انتهاء القطبية الأحادية ، للولايات المتحدة الأمريكية رغم الإدانات الشكلية الصادرة عنهما ، حيث أنهما لم تلتزما سابقا بالعقوبات المفروضة على كوريا الشمالية ، من قبل مجلس الأمن الدولي .
ثالثاً : أن قيادة الحزب والدولة في كوريا الشمالية ، مطمئنة لوقوف الشعب ورائها ، ومستعد للتضحية ، في ضوء الالتزام الصارم بفكرة " زوتشة " التي تقضي بالاعتماد على الذات ، والتضحية ، في سبيل الحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها .
elayyan_e@yahoo.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #