الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الأسير الفلسطيني

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2013 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يوم الأسير الفلسطيني

الإعتقال إفراز طبيعي لحالة المجابهة والمقاومة للإحتلال ، وهي ضريبة تقدم على مذبح الحرية والإستقلال ، لا يمكن تحقيق حرية شعب دون طليعة مقاتله تحمل على عاتقها مسؤلية النضال التحرري الذي يشتد ويمتد إرتباطا بالظروف المحلية والإقليمية .
الأسر أضحى من الحالات الثابته التي يمر بها شعبنا الفلسطيني ، حيث تجاوز عدد الأسرى والمعتقلين منذ العام 1967 ال750 ألف أسير ومعتقل مما يشير إلى حقيقتين هما: -
الحقيقة الأولى : المخزون الكفاحي والنضالي الهائل لجماهير شعبنا والإستعدادية لمواصلة النضال التحرري وصولا لتحقيق أهدافنا الوطنية المتمثله في العودة والدولة وتقرير المصير.
الحقيقة الثانية : فشل سياسات الإحتلال في قمع إرادة شعبنا رغم إستخدامه لكافة الأساليب الفاشية من قتل وطرد وتشريد وإعتقال .
هذا يؤسس إلى ضرورة إعتماد النضال كأسلوب حياة في مواجهة السياسات الإحتلالية الرامية إلى دفع الفلسطينيين للقبول بالإحتلال على أرض الوطن أو البحث عن وطن بديل .
وبما أن النضال معطى تاريخي لا يمكن تحديد شكله بشكل إرادوي، علينا دوما إشتقاق الأساليب والأدوات النضالية التي تنسجم مع الظروف الموضوعية والذاتية ، إن إسقاط أي شكل من أشكال النضال يضعنا أمام تحديات لا يمكن تجاوزها تعطل من فعلنا التغيري وتحولنا من قوى فاعله في التاريخ إلى حالة تعايش مع الظروف تتشكل ولا تشكل حالة قادرة على النهوض والتغير .
لقد رفض الأسرى منذ بدايات الإعتقال التسليم بمنطق القوة التي عملت إدارة السجون على تسييده كلغة وحيدة للتعاطي مع مطالبهم المحقة فشرعوا على تطوير وسائل وأدوات نضالية في التصدي لعنجهية الجلاد، غيروا من خلالها معادلة الصراع داخل السجون وكانت البداية خلق حالة من الإنتظام لمجموع الأسرى لتضحوا المجابهة بين الحركة الأسيرة والإحتلال عبر مديرية السجون تكثيف للصراع الدائر خارج المعتقلات بين الحركة الوطنية الفلسطينية والإحتلال الصهيوني ، استطاع الأسرى كسر إرادة السجان في أول إضراب تاريخي شهده سجن عسقلان ، رغم محدودية المطالب التي حققها الأسرى كان للإضراب نتائج عديدة تمثلت بالتالي :
• خلق حالة من التفاعل بين الأسرى والجماهير الشعبية .
• توسيع دائرة المجابهة مع الإحتلال وإخراجها من المعتقلات إلى الخارج .
• الحفاظ على منهج المقاومة والصراع مع الإحتلال في كل الظروف .
• فضح السياسات الصهيونية تجاه الأسرى .
بعد إضراب عسقلان تتالت الإضرابات في السجون والمعتقلات الصهيونيه إستطاع أسرانا من خلالها تغيير واقع الأسر بفرض قوانين جديدة ، حافظت على كرامة الأسرى وعززت الروح النضالية حيث باتت حالة الإعتقال محطة للتصليب النفسي والفكري والتدريب النضالي على مجابهة الإحتلال خارج الأسر .
على الرغم من مضي 65 عام على الإحتلال الصهيوني لفلسطين؛ لا زال الإعتقال حالة متلازمة للإحتلال وما زال الأسر جرح دامي يعيشه كل بيت فلسطيني الأمر الذي يضعنا أمام مسؤوليات تاريخية تجاه من ضحوا بحريتهم الشخصية من أجل أن نتمتع بالحرية , علينا تحويل قضية الأسرى لفعل نضالي ناظم لحركة الشارع الفلسطيني يؤسس لإشتقاق أساليب وأدوات نضالية تساهم في إنهاء حالة الأسر، فلا يعقل أن يمضي أسرى أكثر من 35 عام بالأسر دون محاسبة الإحتلال على هذه الجريمة، ولا يمكن تفهم قبولنا إنتظار إستشهاد الأسرى للتضامن مع ذويهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |


.. بايدن يكشف تفاصيل ومراحل مقترح وقف إطلاق النار الجديد الذي ق




.. #حزب_الله يسقط طائرة بدون طيار من نوع #كوهاف- #هيرمز 900 #سو


.. كيف تبدو الصورة في السوق المركزي بمخيم جباليا؟




.. عاجل| حزب الله يسقط مسيرة إسرائيلية في لبنان