الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا تائهة بين سجالات القوى المتصارعة

بنكين مصطفى تمو

2013 / 4 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سوريا تائهة بين سجالات القوى المتصارعة
بنكين تمو (Bengîn temo)

مع تزايد عمليات العنف المروعة و جرائم القتل والتعذيب والدمار والاعتقالات الجماعية من قبل النظام المجرم على الشعب السوري اليتيم وأمام الصمت الدولي والعالمي والإسلامي تجاه ما يمارس بحق هذا الشعب ، أولاً الجامعة العربية لن تستطيع أن تقدم أكثر مما قدمت من مبادرات أفشلها النظام السوري وكان آخرها مهمة الإبراهيمي والتي كان يلوح في أفقها بأنها فاشلة منذ البداية لأنه تمسك بالحل السلمي للأزمة في ظل إصرار النظام على التمسك بعمليات القتل والعنف لإخماد ثورة الشعب السوري ، فيبدو أن الصراع بين الدول والقوى قد تنتهج منهجاً انتقامياً من الشعب السوري فالمعرفة السياسية التي تتحرك عليها تلك القوى على الأراضي السورية توضح أن مصيرا مجهولا ودماراً شاملا يقرع باب الشعب السوري.
المعارضة السورية الخارجية بدأت بالتسليح وتكسب تأييدا متناميا من المجتمع الدولي ظاناً أن هذا المجتمع سيقف معها ويطيح بنظام بشار الأسد خلال أشهر أسوة بثور الشعب الليبي ، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان فعدم التعامل بالحس الإنساني والأخلاقي من قبل المجتمع الدولي ألجأ الشعب السوري في أماكن ساخنة إلى حمل السلاح وتشكلت أرضية خصبة لتلك الدول التي لها مآربها في تدمير بنية المجتمع السوري اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً وسياسياً .
للأسف وكما قلت في كثير من المواقف بأن المعارضة السورية بشقيها الداخلي والخارجي لا تستطيع أن تمثل متطلبات الثورة السورية وتقديم رؤية مستقبلة تضمن حقوق كافة مكونات الشعب السوري ، فعلى مدى أكثر من سنتين لا تزال المعارضة تبحث عن توحيد صفوفها وبدلا من أن تبحث عن السبل التي من شانها أن تجبر المجتمع الدولي على الوقوف بكل أخلاقية مع هذا الشعب الذي يذبح يومياً ولم تستطع أيضاً أن تفرغ لحل خلافاتها الداخلية وأرى انه من الأفضل لتلك القيادات أن تقدم استقالاتها وتخرج من أحضان الدول الإقليمية والعربية لتفسح المجال لقيادات شابة جديدة يمكن أن تعبر عن رؤية مستقبلية لتجعل المجتمع الدولي في مأزق حيال هذا الصمت
الثورة انحرفت عن مسارها والنظام المجرم هو سبب الانحراف وأيضا العقلية الطائفية هي التي آلت إلى ظهور مبايعات لزعيم القاعدة ، مما أدى إلى زعزعة استقرار القوى المقاتلة على الأرض وفي مقدمتهم هؤلاء الذين انشقوا عن النظام وانضموا إلى ثورة الشعب (الجيش الحر) فكيف لهم أن يتعاملوا مع منظمة مصنفة ضمن لائحة الإرهاب من جهة ، ومن جهة أخرى هي التي تعمل وتقاتل من أجل إسقاط النظام المجرم بكل شراسة .
يشهد التاريخ اليوم في ساحة الصراعات التي اتخذت سوريا أرضاً لها تحولات عميقة أثرّت كثيراً في دول العالم الثالث والدول النامية، أمام التحدّيات والتحوّلات العميقة. أدت إلى فراغ كبير في عقل المجمع السوري الذي تسبب في غياب فكرة بناء الدولة من ناحية الديمقراطية والمدنية ، و منها الوعي الاجتماعي والاقتصادي، وافتقاده للحضن الدافئ لها وجد في الإسلام السياسي مكاناً دافئاً ومنبعاً ثقافياً لعقله الذي تم استلابه واختراقه بمشاريع خارجية تحت ذريعة الإسلام السياسي الذي لا يميز بين النهج الديمقراطي ومابين العنف التفكيري في التطبيق
وكما يقول الشاعر أبو العلاء المعرّي: "إن الناس نوعان... ذو عقل لا دين له، وديّنُ لا عقل فيه". وهذا ما ألغى العقل، ونهج التفكير السليم في هذه السجالات ،لذا لابد من إنقاذ هذا الشعب عبر إخراج الثورة من بوتقة ثورة أهل السنة والجماعة وندخلها إلى أحضان الشعب السوري .
على القوى السياسية التي تعمل من أجل إنقاذ الشعب السوري أن تعلم بأن سقوط نظام بشار الأسد يمر عبر إسرائيل فقد أثبت هذا النظام بأنه حامي الحمى لإسرائيل وحدوده لذلك يجب أن نكون براغماتيين وأن نعرف من أين تأكل الكتف هذا الصمت الدولي وهذه الصراعات هدفها إسقاط الدولة وليس إسقاط النظام من أجل أن لا تنهض هذه الدولة لعدة عقود وأن تؤلف تلك الدول الغربية والأوربية نظاماً على مقاسها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -