الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام من الذاكرة الجميلة بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لمؤتمر ساحة السباع - 14/4/1948 تأسيس إتحاد الطلبة العراقي العام

جبار ياسر الحيدر

2013 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أيام من الذاكرة الجميلة

بمناسبة الذكرى الخامسة والستين

لمؤتمر ساحة السباع - 14/4/1948

تأسيس إتحاد الطلبة العراقي العام


إطلعت على موضوع الأخ الأستاذ فاضل فرج خالد والموسوم بعنوان ( الرابع عشر من نيسان 1957 - يوم في ذاكرتي ) والمنشور في صحيفة طريق الشعب الغراء هذا اليوم الثلاثاء 16 نيسان 2013 ، وقد أثار شجوني وذكرياتي عن تلك الأيام الخالدات حيث بلغت الحركة الوطنية الطلابية ذروتها آنذاك .. كما اعادت ذاكرتي بوصفه الرائع لأجواء تلك الايام وكأني أعيش تفاصيلها هذا اليوم .. فقد إنطلقت المظاهرات الطلابية المتلاحمة مع جماهير الشعب العراقي بجميع شرائحه بعد العدوان الثلاثي الغاشم على مصر أوكتوبر 1956 وباشتراك غارات جوية عراقية غير معلنة من الحبانية قي ذلك العدوان


إنطلقت الشرارة الأولى للمظاهرات من مجموعة الكليات في الكسرة وهي دار المعلمين العالية وكلية الهندسة وكلية التجارة وكلية الحقوق وثانوية الصناعة وبتضامن كليات الحكمة في باب المعظم ( كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والموظفين الصحيين ) وبسبب تمترس قوات الشرطة السعيدية ورجال الأمن المدججين بالسلاح في ساحة باب المعظم كان من الصعوبة بمكان التحام المتظاهرتين ، ولكن بعزم وإقدام المتظاهرين القادمين من الكسرة والاعظمية وجماهير الشعب الأخرى حصل الإشتباك بينهم وبين رجال الشرطة وهم يطلقون النار عشوائيا على المتظاهرين في ساحة باب المعظم ، فسقط الشهيد الأول البطل ناجي نعمة السماوي احد طلاب دار المعلمين العالية ، وإلتحمت جموع المتظاهرين مع الشرطة من عدة إتجاهات ، وشاهدت الشهيد بعد قليل في منظر مؤلم لن انساه أبدا وهو بين ذراعي خطيبته وزميلته الطالبة في نفس الكلية وسط حزن وغضب عارم من قبل المتظاهرين


وإستمر الغليان لعدة أيام وحتى إيقاف العدوان على مصر بتدخل دولي حينذاك وقد لعب الإتحاد السوفيتي دورا حاسما في إيقافه ، بعدها طالت الإعتقالات والمطاردات للعديد من الطلبة فهدأت الأوضاع نسبياً


كانت تربطني بالشهيد المناضل ناجي نعمة السماوي صداقة حميمة وكان زميلي لسنتين في الإعدادية المركزية وهو من ضمن مجموعة طلبة من السماوة وأقربهم اليه هما المرحوم عبد جايد السماوي ( مدير تربية السماوة فيما بعد ) وعبد العظيم عبد الصاحب السماوي ( مهندس استشاري فيما بعد ) ، كانوا خلال المواسم الدراسية أيام الإعدادية يسكنون في الفنادق ، وبعدها في الأقسام الداخلية ، وكانوا في زيارات مستمرة لي للتذاكر سوية أحيانا في دارنا في محلة الكريمات / الدوب ، ومن الأشياء الجميلة التي ميزتهم كاصدقاء يتصفون بدماثة الخلق والطيبة ، كانوا يطلبون من والدتي ( رحمها الله ) أن تطبخ لهم أكلات مندائية مميزة ، فكانت تلبي طلباتهم بين فترة وأخرى لأنهم في بغداد عزاب وغرباء وتطلب مني أن أدعوهم .. وعند قدومهم نرى فيهم روح الفرح والدعابة والإمتنان والتلذذ بالأطباق المندائية ... فقد رحل أحدهم الشهيد البطل ناجي نعمة السماوي قبل أوانه تاركا أهله وخطيبته وأصدقائه بالآلام والحسرة .. ولكنه بقي خالداً في قلوب أهله وأصدقائه ومحبيه


أما المرحوم المربي الفاضل عبد جايد السماوي والمهندس الإستشاري عبد العظيم عبد الصاحب السماوي فقد إستمرت علاقتنا وصداقتنا لعشرات السنين وحتى سنين قليلة قبل سقوط الصنم والتغيير في العراق


أما عن الإحتفال بالذكرى التاسعة لميلاد إتحاد الطلبة العراقي بتاريخ 14/4/1957 والذي تطرق له الإستاذ فاضل فرج خالد ولم تسنح الفرصة لبقية الكليات بالإشتراك به معنا في السفرة لهذا الغرض ، فقد قام إتحاد الطلبة في كليات الحكمة (الطبية والصيدلة وطب الأسنان والموظفين الصحيين) بتنظيم سفرة طلابية الى بساتين سدة الهندية / الحلة في اول جمعة بعد 14/4 للإحتفال وإحياء الذكرى الخالدة .. وكان تجمعاً طلابياً كبيراً واحتفالاً رائعاً لازال عالقاً في الذاكرة


ولكن للأسف لم تسير الأمور بعدها على مايرام .. إذ ألقي القبض على أحد الطلبة المفصولين من الكلية الطبية لأسباب سياسية ( جبار حسين البصري _ تخرج طبيبا بعد الثورة ) وعثر في جيبه على قائمة أسماء كثير من الطلبة وفيها عناوينهم ... وشنت السلطة حملة إعتقالات طالت العشرات من الطلاب الناشطين وأنا منهم وكذلك إبن عمتي المرحوم شاكر يوسف الحيدر الطالب الناشط في كلية الآداب ، وبقينا في معتقل التحقيقات الجنائية في شارع النهر ( المستنصر ) وقد تعرضنا للتعذيب الجسدي والنفسي ( لا زلت أتذكر ذلك الطنين المؤلم في إذني نتيجة صفعات قوية على وجهي من قبل ذلك الضابط اللعين المعروف فزّاع ) ، ولعدم تمكن التحقيقات من إنتزاع إعتراف من المعتقلين وإنكار المتهم جبار حسين لقائمة الأسماء أطلق سراح معظم المعتقلين ألا هو ، وحكم عليه بالحبس لمدة ستة أشهر


عاشت ذكرى مؤتمر ساحة السباع في 14/4/1948 يوم ميلاد إتحاد الطلبة العراقي العام

المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية


جبار ياسر الحيدر

تورونتو / كندا

نيسان 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن