الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعل أولاً، سياسة زراعية لتجذير الوجود والصمود

عبدالحميد البرغوثي

2013 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يعرف جميع المعنيين بالقطاع الزراعي أن الوطن المحتل يعتمد على الزراعة بشكل كبير وخاصة على الزراعة التقليدية والبعل والمزارع العائلية الخاصة إن كانت زراعة الزيتون أو العنب أو العديد من الخضار وحتى تربية أغنام وتربية دواجن وغيرها، خاصة إذا ما أخذنا ما تولده من دخل وفرص عمل للغالبية العظمى من سكان الريف والذين لا زالوا يشكلون أكثر من نصف السكان.

وقد كتبت منتقداً رسملة الزراعة وتغول رأس المال في القطاع الزراعي وتأثيرة العكسي على الآثار الإجتماعية والإقتصادية الإيجابية للزراعة خاصة في الريف والتي لا زالت تشكل نسبة عالية من سكان الضفة الرغبية ولاذهم الإقتصادي الآمن في حال تردت الأوضاع وخاصة الأمنية والسياسية.

وجدت مقالتي تلك بعض التحفظ خاصة من الزراعات المكثفة إن البلاستيكية أو حتى زراعة النخيل في الأغوار، وقد كان ذلك النقد في محله حيث أن رسملة بعض الزراعات لا تشكل ضغطاً على قاعدة الغنتاج الإجتماعية إذا ما كان النمط الزراعي غير دارج ومنتشر في المناطق الريفية وبالتالي لا يعتبر بديلاً وإزاحة للزراعات التقليدية التي تشكل مصدر دخل لشريحة واسعة من أبناء الريف.

فما قصد من المقالة السابقة لم يكن موجهاً ضد الزراعة المكثفة بشكل عام وإنما ضد الزراعات التي تضح الفلاح الفلسطيني في موضع منافسة مع منتجات المزارع كثيفة رأس المال وبشكل غير متكافئ وبالتالي تعمل، شئنا أم أبينا، على إخراج المزارع من المهنة بعد أن خرج أبناءه والعائلة منها، فتكون النتيجة ليس ضرب البعد الإجتماعي الإقتصادي الوطني للزراعة فحسب وإنما وضع إستدامة الإنتاج الزراعي في مهب الريح وأكثر من مجرد في محل مخاطرة.

هذا التحليل يشير من ناحية إلى أن مجرد النظر إلى قيمة الإنتاج الزراعي ومساهمته في الدخل أو التصدير لا يشكل مقياس ومؤشر مناسب للحكم على التنمية الزراعية وخاصة من بعدها الوطني والمستدام وإنما مؤشرات مخادعة وإحصاءات تضلل أكثر مما تفيد، فالقيمة المضافة لبضع مزارع كثيفة راس المال قد تطغى على إنتاج وقيمة الإنتاج الزراعي لمجموعة قرى أو حتى محافظة برمتها، وهذا لا يخدع إلا من لا ينظر إلى الزراعة إلا كربح مالي وآني أو غير مستدام.

هناك أهمية لإعطاء الزراعة التقليدية كثيفة اليد العاملة والزراعة البعلية والعائلية وصغيرة الحجم أولوية التنمية والدعم والإهتمام ويجب أن يكون مقياس وضع السياسة الزراعية الوطنية مدى تأثيرها على هذه الأنماط الزراعية ومدى تأثير الزراعات الأخرى على هذه الأنماط وذلك من أجل حمايتها من الآثار السلبية لنمو الزراعات كثيفة الرأسمال وغير المستدامة أو أقله الأقل إستدامة وأكثر عرضة لتقلبات السوق العالمية والعوامل الخارجية.

في بلد يعتمد وجوده وصموده وتصديه على القطاع الزراعي وعلى العلاقة بين المزارع والارض يجب أن يتم التعامل مع القطاع الزراعي الوطني (البعل والعائلي والصغير الحجم) كمنجم ذهب وتقاس القرارات والسياسات الموجهة لهذا القطاع بميزان الذهب من حيث الدقة والعمق في التحليل ولن تغفر لنا الأجيال القادمة إن ورثناها هياكل حديدية وهناجر وآثار لمزارع كانت في يوم من الأيام تشكل الزراعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحذر من -صيف ساخن- في ظل التوتر على حدود لبنان | #غر


.. البيت الأبيض: إسرائيل وحماس وصلا إلى مرحلة متقدمة فى محادثات




.. تشاؤم إسرائيلي بشأن مفاوضات الهدنة وواشنطن تبدي تفاؤلا حذرا


.. هل يشهد لبنان صيفا ساخنا كما تحذر إسرائيل؟ أم تنجح الجهود ال




.. بسبب تهديد نتيناهو.. غزيون يفككون خيامهم استعدادا للنزوح من