الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة العراقية وانعدام المعارضة الحقيقية

دلشاد عبدالله حسين

2013 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


المعارضة من الناحية اللغوية جماعة أو مجموعة أفراد يختلفون مع الحكومة – على أساس ثابت وطويل الأمد عادة ،وهي مختلفة من دولة لاخرى ومن نظام سياسي لاخر، ولا يخلو نظام ديمقراطي في العالم من وجود معارضة حقيقية،معارضة برلمانية تختلف مع الحكومة في الاطر والقرارات والتشريعات،ممهدة الطريق للوصول الى السلطة عن طريق الانتخابات و العراك الديمقراطي السلمي،مع ضمان حق المواطنة للمواطن،وان تصبّ المنافسة بينها وبين السلطة في مصلحة المواطن الذي سيصوت في الانتخابات لمن كان الاقرب منه ولمن كان الاكثر خدمة.
هناك يخطر ببالي سؤال، وهو اين نحن في العراق من هكذا معارضة،وهل الكتل التي تتجاذب فيما بينها وتتصارع من تسعة اعوام قد استطاعت ان تعطي المواطن حقه؟ وهل نملك في نظامنا الديمقراطي الحديث التاسيس معارضة حقيقة؟
ان مراقب الوضع السياسي العراقي يلاحظ انعدام المعارضة الحقيقة،فمنذ انهيار النظام البعثي في 2003 و حتى الان ورغم تاسيس نظام ديمقراطي الا اننا لم نشاهد ولحد الان معارضة سياسية حقيقية في هذا البلد،مع العلم ان وجود قوة معارضة في النظام الديمقراطي يعتبر احدى لبناته وعمودا من اعمدته،وغيابه يؤدي الى مانحن نعيشه اليوم بالعراق،فان كانت هناك معارضة برلمانية حقيقية لما احتار العراقي اليوم لمن يصوت فكل من موجود تحت قبة البرلمان مشارك في الحكومة بغض النظر عن القوى والكيانات الصغيرة والتي لم تشارك في الحكومة لان الكتل لةم تعطيها الفرصة ،اذن كيف يعارض من كان جزءا من الحكومة؟
حتى المظاهرات القائمة اليوم في بعض المحافظات ليست بمعارضة للحكومة بل انها مرتبطة بكتلة ما من الكتل المتجاذبة وان وصلت هذه الكتلة مع الحكومة الى حل انتهت الازمة،اذان اين يكمن الحل،لو افترضنا ان العراق ومع تاسيس الديمقراطية في 2003 امتلك معارضة وليدة من رحم الشعب ،لكانت اكثر المشاكل الموجودة اليوم قد حلت،حتى الحكومات كانت تؤدي اداءا فعالا فالوقت الذي تنشغل فيه في حل نزاعاتها مع الشركاء السياسيين كانت تستثمره في خدمة المواطن الذي بات اليوم في اسوء حال،فبسبب الصراعات بين الكتل لسياسية اصبح العراقي اليوم اكثر اشباعا من الوجوه التي لا تعرف المواطن الا عند العملية الانتخابية وماان تنتهي الا وترى المواطن قد ادخل في دائرة نسيان المرشح الذي صعد على اكتافه ونال المنصب ونسي ماكان عليه في الغد.
اذن على الكتل السياسية العراقية ان تفكر الان اكثر من اي وقت مضى في تشكيل تيار برلماني معارض تحمل على عاتقها رقابة اداء الدولة بحس وطني هدفه خدمة البلد والمواطن،فالعراقي قد استاء من هذه الصراعات وهو بحاجة لمن يقدم له الافضل لا من يتعب كاهله ،فقد نال مانال في الحقبة السابقة من ويلات وهو اليوم بصدد نفض غبار الماضي و بدء صفحة مشرقة يستمتع بها بحيرات بلاده التي اصبح نقمة لا نعمة لهذا المسكين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات روسية تدخل قاعدة أميركية في النيجر ووزير الدفاع الأميرك


.. ترمب: القضاء في نيويورك انتزع حقي الدستوري في التحدث علانية




.. جولة التغييرات المقبلة بالجيش الإسرائيلي قد تشمل رئيس الأركا


.. مراسل العربية: قصف إسرائيلي على منزل في شمال رفح قتل أسرة كا




.. شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق