الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة التصحيح الثانية .. القضاء على الثورة أو الثورة على القضاء

محمد الشهابى

2013 / 4 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


منذ إندلاع ثورة الخامس والعشرون من يناير والشعب يتطلع لتغيير ملموس فى نمط حياته وتفاصيل يومه الكئيب الذى إزداد كآبه على كآبته مع حالات الإنفلات الأمنى وإنهيار شبه تام فى مؤسسات الدولة المختلفة , الأمر الذى أصاب الغالبية العظمى من الشعب المطحون بالإحباط الشديد .. حيث تحولت الهنات إلى أصوات وأخذت تتعالى وتزداد مع كل أزمة أو كبوة تتعرض لها مصر بقصد أو دون قصد .

وإرتفعت أصوات المعارضة لنظام الحكم فى مصر وتحالفت مع فلول النظام السابق الذين خرجوا من جحورهم عندما أيقنوا بضعف الدولة وزوال هيبتها فتجرأ عليها الرويبضه وتعالت أصواتهم بقصد إسقاط الدولة للقفز على السلطة متوهمين أن بالقضاء الفاسد والإعلام الخائن يستطيعون تطويع وتركيع هذا الشعب , فكانت المحاولات الفاشلة لجر التيار الإسلامى إلى مواجهة صريحة مع مرتزقة يقاتلون مع من يدفع لهم لتعم الفوضى البلاد وحينها فقط يستطيع رموز النظام السابق الذين يقبعون فى السجون بالخروج منها لمحاكاة ماتم إبان الثورة المجيدة يوم 28 يناير عندما فتحت السجون بتخطيط من داخلية المخلوع لتعم الفوضى أرجاء البلاد , ولكن هيهات ان يتم ذلك ..

الوضع الحالى فى مصر من محاكمات هزلية لرموز النظام السابق ومهرجان البراءة للجميع الذى يشرف عليه قضاء فاسد مسيس هو فى إعتقادى الفرصة الأخيرة والكارت المتبقى فى جعبة أعداء الثورة المصرية فى الداخل والخارج , فهم يحاولون إستفزاز التيار المؤيد للرئيس وحكومته بأى شكل وبكل الطرق القذرة بدءاً من حرق مقرات أحزاب الحرية والعدالة والنور والوسط ومرورا بالتعدى على النائب العام ثم حرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين والإعتداء على المساجد كل ذلك فى محاولة مستميتة لنقل الصراع السياسى لصراع حقيقى فى الشارع تسيل فيه الدماء وتتوقف فيه الحياه لتشل مفاصل الدولة ليمكنهم من إسقاط النظام وجره لمواجهة صريحة وحينها لابد ان يتدخل الجيش ويضطروه للنزول إلى الشارع مرة أخرى .. هكذا توهموا وهكذا فشلت محاولاتهم البائسة .. ولكن .. هل سترضخ التيارات المؤيدة للشرعية لهذه الإستفزازات ؟

إن أخطر مايهدد الثورة المصرية هو القضاء الفاسد .. القضاء الذى إستطاع وبجدارة حتى الآن من إفشال الثورة بإمتياز ولم يتبقى أمامه سوى خطوات بسيطة جداً لإعادة إفراز النظام السابق بكل تفاصيله وهكذا يخططون ويدبرون فى ليل , فكانت المواجهة مع هذا القضاء الفاسد هو شر لابد منه وذلك لكون هذه المواجهة حتماً مقضياً ـ فإما نجاح الثورة فى تطهير القضاء الفاسد ومن ثم تقليم اظافر قوى الشر والمتمثل فى الإعلام الخائن العميل وتطهير شرطة المخلوع لتصبح فى خدمة الشعب وليس العكس وإما الرجوع إلى ماقبل الثورة وأسوأ ـ هكذا أرى الصورة .

دعت القوى الثورية الشريفة لمليونية تطهير القضاء الفاسد يوم الجمعة القادم الموافق 19 إبريل والتى أعتقد أنها مطلب شعبى وتعطى للقيادة السياسية ظهيراً شعبياً مهماً لإتخاذ قرارات حاسمة فى إحالة مايزيد عن 3000 قاضى ومستشار فاسد للتقاعد فى مذبحة لن يقوى عليها الرئيس وحده مالم تتوفر لديه المساندة الشعبية والغطاء القوى الذى يستمده من الحشد الشعبى فى الميادين فى ذلك اليوم الذى أعتقد بل أكاد أجزم بأن هذا التاريخ هو الميلاد الحقيقى للثورة المصرية والذى أتوقعه أياماً طويلة من المواجهة الشرسة لما أتوقعه من حشد لفلول النظام السابق لبلطجيته وعصابته الفاسدة بدعم مالى غير محدود السقف سواء كان هذا الإمداد المالى داخليا من خلال رجال أعمال المخلوع أو خارجياً من دعم بعض الدول التى تراهن على إفشال الثورة المصرية وبالتالى القضاء على حلم الربيع العربى .

والرهان الآن يقع على الشعب المصرى بالكلمل وليس فصيلا أو حزباً بعينه .. فلن يرحمنا التاريخ عندما نقوم بتعليم أبناءنا دروساً عن كيف ولماذا فشلت الثورة ؟
وأنا هنا واثق كل الثقة من نجاح ثورة تصحيح المسار على الرغم من يقينى بضرورة دفع ضريبة باهظة لإقتلاع ماتبقى من جيوب للنظام السابق متمثلاً فى رموز للدولة العميقة المتغلغلة فى جميع مؤسسات الدولة والتى ستقاوم بشراسة فى معركة حياة أو موت بالنسبة لهم .. موعدنا الجمعة القادم فى تحدى مع النفس للحكم على قدرتنا فى مواجهة آخر معاقل النظام السابق والمتمثل فى ذراعه القوى ورأس حربته ـ القضاء الفاسد ـ فإما ثورة على القضاء أو القضاء على الثورة .. تلك هى المسألة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة