الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو انسحب العراق من الجامعة العربية

ميثم مرتضى الكناني

2013 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا لاينسحب العراق من الجامعة العربية ؟


عندما قررت دولة الدومنيكان ان تنظم طواعية لتكون ولاية اميركية (بدون احتلال) فان شعبها نظر لمصلحته في ذلك, ونفس الشئ فعلته تركيا عندما قبلت كل حذاء اوربي للانظمام للاسرة الاوربية وتنكرت لانتمائها القاري الذي تركت بموجبه سبعا وتسعين بالمئة من مساحتها في القارة الصفراء لترتمي في احضان اوربا , العكس تماما نطالعه في مصر التي لم تعبا بشقها الاسيوي المتمثل بشبه جزيرة سيناء والذي اعطته ظهرها لتيمم وجهها صوب افريقيا حيث المجال الحيوي المصري والزعامة التاريخية والمصالح الاقتصادية والتاثير الجيوسياسي المصري فيها وهنا ايضا كانت المصلحة هي الدافع وراء ارتباط مصر بافريقيا اما استراليا القارة الدولة فبعد ان اعيتها محاولاتها المتكررة للصعود الى مونديال كرة القدم بسبب ضعف فرصهابالتنافس على نصف تذكرة مع الاقوياء في اوربا او اميركا الجنوبية والتاهل للمونديال الكروي
فقد توجهت للانظام للاتحاد الاسيوي لكرة القدم لاحبا بقارة اسيا وانما لمصلحتها في تامين وصولها للمونديال على حساب ابناء القارة الاصليين,, بعد هذه الحزمة من الامثلة التي تنقلنا فيها بين القارات المختلفة لابد لنا من ان نواجه انفسنا قبل سياسيينا (العباقرة) بسؤال كبير وهو ما الفائدة التي تمثلها الجامعة العربية بالنسبة للعراق ؟مالذي قدمته من مواقف؟ مالذي منعته من اخطار؟مالذي جلبته من خيرات للعراق؟ مادورها في منع او على الاقل تحجيم اثار وكوارث حروب صدام المقبور وتداعياتها على الشعب العراقي؟ ماذا كان موقف هذه الجامعة مقابل استخدام صدام لكل الاسلحة التقليدية والمبتكرة لاذابة شحوم العراقيين ؟اين كانت الجامعة عندما وصمت جباه العراقيين بالصليب وقطعت اذانهم ؟اين كانت الجامعة من جوع وتشريد طال الملايين من العراقيين( قبل الاحتلال الاميركي) طيلة سنين الحصار الظالم الذي التزم به العرب التزاما حرفيا منع دخول حتى السبورات والطباشير بحجة قرارات الشرعية الدولية؟ اين كانت الجامعة عندما نامت نساؤنا على ارصفة الساحة الهاشمية وتحولن الى (دلالات ولن اقول شيئا اخر يعرفه جميع العراقيين) ؟ اليست هي ذاتها الجامعة العربية ( وياسبحان الله) التي رفض امينها العام( في حينه) عمرو موسى وطبعا بضغط واضح من عواصم عربية معروفة رفض حتى مجرد مناقشة مبادرة الشيخ زايد رحمه الله التي قدمها الى قمة بيروت والتي تعرض على صدام التنحي الاختياري لتفادي العملية العسكرية الاميركية وكانت حجته انذاك هو ان هذا الطلب يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية للاعضاء ( وياسبحان الله) مالذي جعل التدخل الان في سوريا مسموحا بل ومباركا مع التجييش والتسليح بل وارسال الانتحاريين ايضا, اين كانت الجامعة عندما كانت الطائرات الاميركية تقصف العراقيين منطلقة من قواعدها في الظهران والسيلية , ان تاريخ العراق مع هذه الجامعة منذ تاسيسها في العام 1945حتى الان لم يعود على العراق باي فائدة تذكر بل كان سببا في دمار واستنزاف العراق وتبديد ثرواته على هؤلاء الذين تنكروا للعراق في كل المواقف وهاهم اليوم يتزعمون حملاتهم الصفراء ضد وحدته الوطنية وتماسكه الاجتماعي من خلال اثارة النعرات بين ابناء الوطن الواحد, ان عقد القمة في بغداد في العام الماضي كان بمثابة اخر اختبار لجدية العرب في احتضان العراق الا ان مستوى الحضور والتمثيل الهزيل والمضحك لهذه الدمى الفاسدة من حكام الدول العربية لتكشف باليقين عدم صوابية الاستمرار مع هذه الانظمة وهذه الجامعة بل وهذه الشعوب التي تنكرت للعراق وهي ترسل افاعيها لتحرق اسواقنا وتقتل اطفالنا وتهدم مساجدنا وكنائسنا, ان اموال العراق هي حق للعراقيين الذين يعيش قسم كبير منهم على القمامة لايحتويه بيت ولا يضلله سقف ويجدر بالسياسيين الاشاوس عدم اتباع اسلوب الطاغية المقبور عندما كان يتشدق بالعروبة ليسوق نفسه ونظامه دون الالتفات الى معاناة جياع الشعب , ان بناء مستشفى للامراض العقلية في الصومال او تاهيل مطارات جزر القمر او منح موريتانيا منحة مادية او منح مصر والاردن منحا نفطية تمثل خيانة لشعب يموت يوميا ويفتقر لابسط اساسيات الحياة من ماء وكهرباء وطرق ووظائف ,ان الذين اقاموا الدنيا ضدنا عندما اسقط الاميركيون نظام العهر الصدامي بحجة احتلال عاصمة الرشيد لم يكن يعنيهم من امر العراقيين سوى شئ واحد هو خشيتهم من انطلاق العراق ضمن المنظومة الغربية بعيدا عن قذاراتهم التي ارجعت العراق قرونا تحت شعارات العروبة وتحرير فلسطين والتي لم ترجع في نصف قرن ليمونة اويحرروا زيتونة او برتقالة كما يقول الشاعر نزار قباني وهاهم اليوم وبعد ان نجحوا في استدراج سياسيينا الاشاوس عندما اخضعوهم الى تنويم اعلامي قسري والزموهم بتبني عقائد فاقدة للصلاحية من قبيل محاربة الاحتلال والتحرير والجهاد هاهم بعد ان غادرنا الاميركي يلوذون ببسطاله ليحميهم ويلقي عليهم ببركاته في مواجهة البريق النووي الايراني , ان المؤمن لاليدغ من الجحر مرتين ولكن مع الاسف اقدام العراقيين تورمت من الافاعي ومامن معتبر.
الدكتور ميثم مرتضى الكناني
ناشط مدني عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة