الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه !.

إبراهيم فتحي

2013 / 5 / 19
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -104- سيكون مع الأستاذ إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - حول: تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه !.

 

يرجع تاريخ اليسار فى مصر وليس تاريخ اليسار المصرى إلى زمن بعيد قبل إنتصار الثورة الإشتراكية فى روسيا ( أكتوبر 1917 ) . فقد انشئت فيها حركة عمالية على قدر من التنظيم وظهر فيها اهتمام بالأفكار الإشتراكية . ولكنها كانت مقصورة على الأجانب من يونانيين وايطاليين وأرمن ويهود . وفى ثورة 1919 من أجل الاستقلال والدستور لعب العمال المصريون دورا مهماً من أمثلته إضراب السكة الحديدية الذى أغلق القاهرة والأسكندرية فى وجه حركة الجيش البريطانى طيلة أغسطس 1919 وأتحد فيه للمرة الأولى العمال المصريون مع العمال الأجانب . وقد أسهمت اضرابات 1919 فى تكوين الجناح العمالى للحزب الإشتراكى الناشئ . كما سبق تأسيس هذا الحزب تكوين مجموعات الدراسات الإشتراكية التى نظمها وادارها اليونانيون واليهود . أما الطلبة المصريون الموفدون للدراسه فى اوروبا فإنهم الذين بدأوا فى نشر الأفكار الإشتراكية بعد عودتهم إلى الوطن بداية من العقد الأول من القرن العشرين . وبطبيعة الحال إنتموا إلى طبقات ميسورة . لذلك كانوا أقرب إلى التأثر بأفكار تبدو لهم معتدلة اصلاحية مثل أفكار الفابيين البعيدة فى اعينهم عن المغالاه والتى تنبذ الصراع بين الطبقات وتنتهج أساليب العمل السلمية . وأبرز ممثل لذلك الإتجاه هو سلامة موسى وكان معادياً لتحالف أقلية ضيلة العدد من ملاك الأرضى المصريين مع رأس المال الأجنبىى عبر سلطة الاحتلال ، واضعاً الشعب بأكمله تحت نير الإستعباد . ومن الظواهر المبكرة الإبداعية فى مصر أن كاتبا لم يذهب إطلاقاً إلى أوروبا ولم يقرأ ماركس إلا عبر ترجمات قام بها الأجانب المقيمون فى مصر استطاع تأليف كتاب تاريخ المذاهب الإشتراكية هو مصطفى حسين المنصورى ولأنه لم يقف عند النقل والتعريف بل كان متميزاً بالالتصاق بالارض المحلية إلى درجة تقديمه فى خاتمة الكتاب برنامجاً مقترحاً لإنشاء حزب اشتراكى فى المستقبل لم تكن الظروف قد نضجت بعد لتأسيسه .وقد انتهت الخطوات المتعددة لإعداد برنامج اشتراكى بنشر برنامج الحزب الإشتراكى المصرى فى أهرام 29 أغسطس 1921 وقعه ثلاثة مصريون فى صدارتهم سلامة موسى . ولكن أحد المؤسسين الرئيسيين للحزب وهو الصائغ وتاجر المصوغات اليهودى ذو الأصل الروسى والجنسية الإيطالية جوزيف روزنتال ابتعد عن أن يكون ضمن الموقعين ، وعلى الرغم من الصفة العمالية النضالية لتأسيس الحزب الإشتراكى المصرى كانت هناك صبغة أخرى معاكسه هى أكثرية القيادة الأجنبية والمتمصرة للنشاط الحزبى والتى تضفى عليه صفة الجسم الغريب داخل الكيان الوطنى على الرغم من اشتراك شيوخ أزهريين ومناضلين مصريين فى ذلك التأسيس . وهناك طابع آخر لازم ذلك التأسيس هو الطابع الإصلاحى اليمينى عند الأجانب والمتمصريين الذين ارتفع مستواهم الاقتصادى عن مستوى المصريين عموماً بفضل الإمتيازات الأجنبية عليهم .
وكان نشر الأفكار الإشتراكية فى مصر سواء من جانب الأجانب والمتمصرين أو من جانب الطلبة العائدين يتجنب صراع الطبقات وينتهج أساليب النضال التى يسميها سلمية والتى تقوم على المساومات والتنازلات المشتركة . وقد أثر هذه الإتجاه الاصلاحى فى الفكر المصرى عموما ، ونشر فكرة خاطئة عن اختلاف جذرى بين الإشتراكية والشيوعية وعن أنهما نظامان متغايران كيفياً وليستا مرحلتين متعاقبتين للتطور الاقتصادى . بل مكن هذا الفكر الحكام أدعياء الاشتراكية من أن يقدموا أنفسهم على أنهم معادون للشيوعية التى يزعمون أنها عميلة للإتحاد السوفيتى .

ومن الملاحظ أن الترجمات المبكرة لمصطلحات الإشتراكية والشيوعية لم تختلف عن ترجمات كل الحركات المعارضه وشبه المعارضة والمختلفة مجرد اختلاف عن النظام الرأسمالى من فوضوية وعدميه كان ينقلها مترجمون يمينيون بالكتابة الصوتية لنطقها الأجنبى بحروف عربية ، فالإشتراكية سوسياليزم والشيوعية كوميونيزم والفوضوية أنارشيزم والعدمية نيهليزم. وقد تعمد الناقلون أن يدمجوها معا كأنها مترادفات لا فرق بينها . وذلك لتأكيد أنها جميعاً مذاهب شاذة مرفوضة تذهب فى غرابتها بعيداً مهددة للمصريين والعرب .وحينما اتجهت الترجمة الى استعمال العربية استخدم بعض المترجمين المنتشرين كلمة . "خوارج" لترجمتها جميعاً . بل واقترحوا ترجمة كلمة شيوعية بكلمة إباحية بزعم إباحتها اغتصاب الملكية الخاصة . والمقصد الهجائى واضح وكذلك البعد عن الموضوعية تماماً . وقد لعب ذلك بعض الدور فى تنفير بسطاء الناس من الشيوعيين الخوارج والاباحيين فى ذلك الزعم .
أما برنامج الحزب الإشتراكى المصرى الذى نشر فى جريدة الأهرام عدد 29 أغسطس 1921 فلم يكن فى المسألة الوطنية متميزاً عن البرنامج الوفدى . وكان موجة ضائعة فى بحر الجوقه الوطنية العامة ، ويقف عند المطالبة بجلاء قوات الاحتلال من البلاد وبوحدة وادى النيل بدلا من الكفاح المشترك بين الشعبين المصرى والسودانى . واستمر الهتاف فى الشارع بوحدة وادى النيل يصيح نيل واحد ملك واحد!!!! كما يريد الحزب تحقيق المطالب الإشتراكية فى صيغتها الاصلاحية دون صراع بين الطبقات رغم الفوارق الطبقية الهائلة آنذاك وكان هذا البرنامج متمشياً مع سيطرة "المعتدلين". ولكن بعد نجاح ثورة أكتوبر الاشتراكية فى روسيا ثم تأسيس الكومنترن نشأت مجموعة أخرى أكثر جذرية ترغب فى الانضمام الى أممية الاحزاب الشيوعية ، أى صار الحزب مفتقرا إلى التجانس الفكرى وعرضة للإنقسام . وهذا الاستعداد للتشرذم والإنقسام كان عند بعض المؤرخين سمة للحركة الشيوعية المصرية طوال تاريخها أدت بطبيعة الحال إلى ضعف تأثير الحركة وانعزالها .

وفى الحقيقة كان هناك فى المسألة الوطنية خطران يهددان الحركة الشيوعية المصرية منذ بدايتها . الأول :- الذى أنهك تلك الحركة طوال تاريخها هو الذيلية للقطاع المعارض للإستعمار سياسياً واقتصادياً من البورجوازية ( الوطنية ) وعدم التميز الواضح لخطه السياسي جذرياً فى الحركة الوطنية . فالشيوعيون المصريون الأوائل لم يهدفوا كالشيوعيين الصينيين أو الفيتناميين مثلاً إلى الدمج بين المسألة الزراعية والمسألة الوطنية فى حركة فلاحية منظمة تقاوم الأحتلال الأجنبيى وتعزله فى تحالفه مع كبار ملاك الأرض شبه الإقطاعيين . ولم يعملوا على انشاء تنظيمات نقابية فلاحية أو إتحادات فلاحية من اجل انتزاع الحقوق الفلاحيه ومقاومة الإحتلال ، والخطر الثانى :- هو خطر اليسارية المتطرفة الإنعزالية التى تغفل الخصائص الوطنية والقومية والدينية للشعب المصرى ، وتزعم أن الرأسمالية ( الوطنية ) متواطئة ومتحالفة مع الإستعمار واحتلاله مما يجعل من الواجب محاربتها على قدم المساواة معه على الرغم من أنها كانت تقود جماهير غفيرة .
ولكن البرنامج الجديد للحركة الشيوعية المتبنى فى بدايات 1923 تحرك جزئياً إلى الأمام فى المسألة الوطنية الفلاحية فقد طالب بتأميم قناة السويس على حين أكتفى الوفد بالمطالبة بإخلاء القناة من الأسلحة الأجنبية . كما طالب بإسقاط الديون كافة عن الفلاحين الذين يملكون أقل من 30 فداناً والأعفاء الكامل من الضرائب لمن يملكون ما لا يزيد عن عشرة أفدنة . ولكن هذا الحزب لم يصل قط إلى المطالبة بأن تكون الأرض لمن يفلحها وتحريك الفلاحين فى هذا الاتجاه . وكانت السلطة الإستعمارية لا تدخر جهداً فى محاربة الشيوعية بالمنع والتشوية فوزعت نسخاً من فتوى كانت استصدرتها عام 1919 من مفتى مصر الشيخ مخلوف لابعاد الفلاحين عن الشيوعيين الكفار فقد أعلن المفتى أن الشيوعية حرام . واخطأ الحزب الإشتراكى بمقاطعة الانتخابات التى اكتسحها الوفد مؤيدا من الجماهير وقال بعض المؤرخين أنه كان يتخبط من انحراف يمينى إلى انحراف يسارى . ورأى الحزب أن التوقيت مناسب مع وصول الوفد إلى السلطة للقيام بإضرابات واسعة فى المدن الكبيرة تطالب بتقليل ساعات العمل وتحسين شروطه . ولم يتردد زعيم الأمة "سعد زغلول" فى استدعاء القوات البريطانية لإيقاف ما أسماه شغباً . وتم القبض على قادة الحزب الاشتراكى المصرى بتهمة كاذبة هى العمالة للأجنبى السوفيتى مما اساء كثيراً إلى الحزب وسط الشعب ظلماً.

ولم يكن الوفد منذ وصوله إلى الحكم مهتماً إطلاقاً بأى تعاون مهما يكن ضئيلاً مع الشيوعيين لأن الدعاية البريطانية التى اهتم الوفد بالتفاوض مع أربابها تعلن كذبا أنهم طابور خامس للسوفيت فى مجال نفوذ تعتبره اغتصابا لمجالها الشرعى . وكان سعد زغلول يقول عن الانجليز أنهم خصوم شرفاء معقولون. وفى ذلك الوقت بلغت عضوية الاتحاد العام للعمال الذى يقوده الشيوعيون عشرين ألف عضو، وهو عدد ضخم بمقاييس ذلك الوقت حين لم يتجاوز عدد سكان مصر 16 مليوناً . ولمحاربة ذلك الإتحاد أسس الوفد فى مارس 1924 ، الاتحاد العام الوفدى للعمال. ولكن ذلك المشهد انتهى كله فى نهاية 1924 حين جئ بزيور باشا إلى الحكم بدلاً من سعد زغلول . فقامت قوات البوليس المصرى ذات القيادة البريطانية بالتعاون مع قوات المخابرات البريطانية بالقاء القبض فى حركة دعائية صاخبة على جميع أعضاء اللجنة المركزية للحزب الإشتراكى فى 30 مايو 1925 كما تم اعلان الحزب بأكمله حزبا خارجاً على الشرعية .
ويعتبر بعض المؤرخين ذلك التاريخ نهاية للحركة الشيوعية الأولى فى مصر ، وهى حركة على الرغم من إشتراك عمال فى نضالها لم تكن قياداتها اطلاقاً للعمال وغابت تلك الحركة أو كادت عن الساحة المصرية ما بين 1925و1940 لأن سياسه الانجليز كانت مصممة تصميماً لا هوادة فيه على استعمال القوة المفرطة بكل أشكالها لكى لا تدخل الشيوعية مصر على الإطلاق فى تلك الفترة ، فترة محاصرة الإتحاد السوفيتى البلد الإشتراكى الوحيد داخل ستار حديدى والقيام بمؤامرات مستمرة لتقويضه من الداخل والحيلولة دون انتشار الفكر الشيوعى الذى يحارب الإمبراطورية البريطانية والنظم الرأسمالية فى العالم .
ولكن علاقة بريطانيا بالشيوعية والإتحاد السوفيتى تحولت بعد بروز مخاطر النازية والفاشية منذ أوائل الثلاثينات ، فقد غزا موسولينى الحبشة عام 1936 ووقعت معركة العلمين على حدود مصر فى 1942 وصاحبتها معركة ستالينجراد فى روسيا . ولم يكن متصوراً أن تركز بريطانيا على معاداة الشيوعية المناهضة للنازية والفاشية بل حدث تحالفا مع "شيطان" الشيوعية حينما هددت النازية بغزو بريطانيا نفسها بعد احتلال هتلر لبلدان أوربية متعددة فلم تتدخل كما كانت تفعل من قبل لمنع تكوين أى منظمة شيوعية . وكان اليهود يتعرضون للإبادة فى المعسكرات النازية وصار الشيوعيون الذين يحاربون النازية فى كل مكان حلفاء طبيعيين لليهود . ولكن الشخصيات اليهودية لم تعمل على إنشاء حزب شيوعى واحد بل انشأت تنظيمات متعددة متنافسة وكأنها دكاكين تجارية متحاربة . وهل كان ذلك الإنشاء بإفتراض حسن نوايا بعض الأفراد يستهدف تحرير الشعب المصرى من الاستغلال الطبقى الذى تناضل الشيوعية من أجله؟ لا يرى ذلك المناضل الراحل محمد سيد أحمد الذى عاصر تلك النشأة وكان فى قلبها . بل يرى أن الأمر عند اليهود من مؤسسى الحركة الثانية الشيوعية فى مصر يتعلق عندهم بقضية الدفاع عن الشخصية اليهودية التى كانوا يريدون الدعاية لها بوصفها متسعة رحبة على النطاق المحلى والعالمى حتى لا يستفحل ما كانت تعرضها له الممارسة النازية من أخطار فى تلك الأيام . وكانت القيادات اليهودية تستغل الدعوة الشيوعية للتأثير فى الجماهير حتى لا تقتصر النظرة إليهم على أنهم مجرد طائفة دينية معزولة تحيط بها الكراهية بل بإعتبارهم مناضلين تقدميين من أجل الانسانية بأكملها بغض النظر عن ديانتهم . وفى تلك الأيام كانت الشيوعية العالمية فى أوج انتصاراتها بعد معركة ستالينجراد وتواتر أنباء فوز الشيوعين الصينيين فى حروبهم الفلاحية ضد الغزو اليابانى وتأجج حركة المقاومة بقيادة الشيوعيين فى بلدان أوروبا ضد الاحتلال النازى . فكانت ترمز لحركة عالمية قوية ذات جاذبية كبيرة أرادت شخصيات يهودية الإفادة من الإنتساب إليها حماية للشخصية اليهودية من أخطار معاداة السامية التى روجت لها النازية .

وفى مصر نمت الحركة الوطنية المصرية وبلغت ذروتها فى فبراير 1946 مع تشكيل لجنة العمال والطلبه . وقد ضمت اللجنة بعض أعضاء إحدى المنظمات الشيوعية المتنافسة التى قادها يهود ( منظمة اسكرا أى الشرارة) . ولم تكن اسكرا هى التى اشعلت احداث فبراير 1946 ولكنها جندت طلبة قياديين فى الجامعة لم يكونوا فى مراكز قيادية داخلها . ولم تكن اسراثيل قد أنشئت ولم تكن جرائمها قد ذاعت . وكانت قله من اليهود المصريين خيوطاً فى النسيج المصرى استمرارا ليعقوب صنوع وداود حسنى وتوجو مزراحى وقطاوى باشا وغيرهم ، لم يكونوا صهيونيين بل مختلفين بشدة مع الصهيونين . ولم يكن اليهود وحدهم هم السباقون إلى تأسيس منظمات شيوعية للحلقة الثانية من الحركة . إن أول منظمة شيوعية تنتمى إلى هذه الحركة الثانية هى "تحرير الشعب " شارك فى تأسيسها يساريون مصريون أصحاب قدرات فكرية وفنية عظيمة كما أثبت التاريخ، وهم كبار فى مجالاتهم مثل صلاح أبو سيف المخرج السينمائى ،وعبد الرحمن الشرقاوى ،ونعمان عاشور ،وسعيد خيال ،وأنور كامل ، وأسما حليم ، وأسعد حليم، وابراهيم سعد الدين ، وفوزى جرجس ،ومصطفى كامل منيب، وقد أتفقوا على الا يتولى أجنبى منصباً قيادياً فى التنظيم الشيوعى .
وأنشأ مصريون وحدهم منظمة القلعة ومن مؤسسيها ،أحمد حمروش ومصطفى هيكل وعدد من كادر الحركة الشيوعية الثانية فى مختلف التنظيمات فيما بعد فؤاد عبد الحليم وحمدى عبد الجواد وأحمد الرفاعى وعبد العزيز بيومى . فلم يكن تأسيس الحركة الشيوعية الثانية مقصوراً على اليهود وخدمهم كما أشاعت أجهزة الأمن ولم يكن وضع الحركة الشيوعية الثانية المنقسمة المتصارعة فكريا المتحاربة حتى على المستوى الشخصى بإلافتراءات يمكنها من قيادة الغليان الثورى فى منتصف الأربعينات وان شارك كثير من أعضائها العمال والمثقفين فى خوض معاركه وتقديم التضحيات الهائلة من أجل أهدافه . وقد برز احتياج وسط أعضاء جميع المنظمات إلى توحيدها . وحينما استأنفت حكومة النقراشى مفاوضاتها الفاشلة مع لندن اتحدت منظمتان هما الحركة المصرية للتحرر الوطنى (ح.م.ت.و) وايسكرا ( الشرارة) فى مايو 1947 لتكوين الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (ح.د.ت.و) التى يقال أنها ضمت حوالى أربعة آلاف من الناشطين فى 1947 ، وأصدرت جريدة رائجة هى الجماهير (جريدة اسكرا سابقاً) بإدارة شهدى عطية .

أما تنظيم (د.ش) أى الديمقراطية الشعبية الذى سمى فيما بعد طليعة العمال كان خطة السياسي العمل داخل الجناح اليسارى للوفد . وشاركت أغلبية المنظمات الشيوعية أيامها فيما سمى الجبهة المتحدة مع الوفد وكان ملمحها الابرز اعطاء الاستقلال الوطنى ( ولم يكن القومية العربية قد صارت بعد شعاراً رائجاً) الأولوية على المسألة الاجتماعية وقد طبع ذلك الحركة باليمينية لأنها لا تضع فى الصدارة قيادة الطبقة العاملة وتحالفها مع الفلاحين فى برنامج التحرير الوطنى وأساليب نضاله .
وجاءت مشكلة هجرة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة اسرائيل لتقلب الأوضاع . وكان جروميكو وزير الخارجية السوفيتى هو الذى أعلن أقرار التقسيم فى الأمم المتحدة فى نوفمبر 1947. وقد أدى ذلك إلى افقاد الشيوعية جاذبيتها السابقة بين الجماهير العربية ومنها الجماهير المصرية . وتصاعد وسطها موقف يتهم الشيوعيين بالتواطؤ إن لم يكن بالتعاون مع اليهود واسرائيل التى أنشئت فى هذا الإتهام بفضل الاتحاد السوفيتى .
واستغل اعداء الشيوعية سيطرة قيادات من اليهود على المنظمات الشيوعية فى ترويج الاتهام الكاذب عن تحالف مزعوم بل وعن هوية ملفقة تضم الشيوعية فى مصر والصهيونية . وفى هذا الوقت حدث انفجار كبير داخل "حدتو" بدعوى انها اغفلت البعد القومى العربى تمثل فى "تكتل ثورى" قاده شهدى عطيه وأنورعبد الملك لتأكيد ذلك البعد وحينما أنشئت اسرائيل فى مايو 1948 واعترف بها الاتحاد السوفيتى وضع ذلك الأحزاب الشيوعية العربية فى وضع بالغ الصعوبة وخاصة الحركة الشيوعية المصرية بقيادتها اليهودية ، مما سهل على اعدائها التشكيك فى ولائها القومى . كما سهل ذلك على الحكومة المصرية القيام بجوله واسعة من الاعتقالات ضد الشيوعيين ذوى الأصول الأجنبية ونفيهم خارج مصر بعد حرمانهم من الجنسية المصرية وكل الحقوق السياسية والمدنية ، وأولها حق العيش فى البلد الذى ناضلوا وضحوا من أجله . ويقول مؤرخون إن بطش الرجعية المصرية قام بأكبر دور فى تمصير الحركة الشيوعية المصرية حتى قيام حركة ضباط يوليه 1952 . والظاهر أن بعض الضباط ذوى الأصول اليسارية مثل يوسف صديق وخالد محى الدين وغيرهم من المشاركيين فى حركة الجيش كانوا قد انضموا إلى حدتو التى تقول إن عدد أعضائها بلغ فى ذلك الوقت قرابة 3آلاف عضو . ولكن العلاقة الحسنة بين الشيوعيين وحركة الجيش ظهر فى سمائها غمام بعد 12 أغسطس1952 , حينما اضرب عمال كفر الدوار المؤيدون أصلا لحركة الجيش مطالبيين بالسماح لهم بنشاط جماهيرى يدعم الضباط ضد الرجعية بالاضافة إلى مطالب عمالية روتينية وقدعوقب هؤلاء العمال بالسجن وتم اعدام قائدى الاحتجاج خميس والبقرى فى سبتمبر بتهمة كاذبة هى عضويتهما فى حزب شيوعى محظور معاد للوطن . ويقال إن ( حدتو) ارسلت ممثلاً لها إلى كفر الدوار هاتفاً ضد خميس والبقرى مؤيداً لإجراءات الحركة "المباركة". وكانت حدتو قد ايدت حركة الضباط منذ وقوعها ، وتعمق تأييدها لنظامها بعد الإصلاح الزراعى فى 9 سبتمبر . ( وتماثل موقفها مع موقف طليعة العمال حينئذ) . ونتيجة لذلك الموقف حينما لم تكن حركة الجيش قد قامت بعد كما قامت به مستقبلا من انجازات ثورية وكان نظام حكمها يتصف بالدكتاتورية .

حدثت داخل حدتو قلاقل انقسامية اشترك فيها عضو بارز فى اللجنة المركزية على رأس ما سمى بالتيار الثورى ، وكذلك تكتل آخر بمثابة طبعة جديدة من تنظيم قديم بإسم " نحو حزب شيوعى مصرى" وإنقسام وحدة الشيوعيين المصريين الذى ستتطور أفكاره بأسماء مختلفة حتى حزب العمال الشيوعى المصرى . وقد اشتدت الرقابة الخانقة على الصحف ووسائل النشر وصدر اعلان فى يناير 1953 بحل الأحزاب السياسية جميعاً ولم تحل جماعة الأخوان المسلمين لأن بعض قادة حركة الجيش مثل أنور السادات أو حسين الشافعى أو كمال الدين حسين كانوا قريبين من الجماعة التى لم تعارض الاستبداد أو تصفية التعددية الحزبية والنظام البرلمانى . ونتيجة لإتساع نطاق اليساريين والديمقراطيين اتفقت المنظمات الشيوعية بما فيها حدتو على ادانة ما اسمته الطبيعة الفاشية لنظام يوليو .

وقد حكم على رئيس تحرير " المصرى " بالسجن عشر سنوات ، وهى جريدة واسعة الانتشار عاطفة على الوفد . ثم حلت نقابة الصحفيين وتخلص عبد الناصر بنهاية 1954 من كل صوت معارض . وبلغ عدد المعتقلين عام 1955 حوالى 3آلاف معتقل سياسى وسجين أغلبهم من الشيوعيين مع عدد صغير من الليبراليين أو المتعاطفين مع النظام الملكى . على أن الشيوعيين المصريين عادوا الى الاقتراب من نظام عبد الناصر نتيجة لإشتراكه فى مؤتمر باندونج مع القائدين الشيوعيين تيتو وشواين لاى فى أبريل 1955 ثم اقراره اتفاقية استيراد الأسلحة السوفيتية من تشيكلوسلوفاكيا . ثم جاء عدوان السويس فى 1956 ليؤيد الشيوعيون عبد الناصر تأييداً تاما حتى اعتقالتهم فى أول يناير 1959 . وكان عبد الناصر قد قدم بعض التنازلات للشيوعيين مثل السماح بتقديم أشتات من آرائهم دون السماح لأى منهم بنقد السياسة الرسمية ولم يكن ذلك الاتكتيكا مؤقتا كما أظهرت موجة اعتقالات صيف 1957 لبعض الناشطين الشيوعيين . وقد أدى تحسن العلاقات نسبياً بين الشيوعيين والنظام الحاكم إلى التعجيل بمناقشات بين منظماتهم السرية من أجل التوحيد وإتحدت حدتو والراية لتشكيل الحزب الشيوعى المتحد عام 1957 . وحيا الحزب الجديد عبد الناصر بوصفه بطلاً قومياً ، وفارس النضال العالمى ضد الإمبريالية ، على الرغم من أن هذا الحزب اتهمة النظام رسمياً فى المحاكمات بأنه يهدف الى قلب نظام عبد الناصر بالقوة المسلحة !!!. وقد تصاعد الإندفاع نحو توحيد الشيوعيين بتأثير الموقف الخارجى الشيوعى من النظام الناصرى اكثر من أن يكون نتيجة لتقارب حقيقى فى الأفكار أو لتنسيق حدث بأى درجه فى مجالات عمل . وفى 8 يناير 1958 انضم حزب العمال والفلاحين الذى كان اسمه السابق طليعة العمال الى الوحدة . وأعلن عن قيام الحزب الشيوعى المصرى . ومن المعروف أن مجموعات يهودية كانت تعلن عن عدم ترحيبها بهذا الحزب الذى يرفض وجود يهود فى القيادة .
ويقول محمد سيد أحمد إنه بالوحدة تحولت التنظيمات الشيوعية من تابعة لليهود عند انشائها الى تنظيمات تابعة للناصرية دون استقلال لها فى نظر الجماهير على الرغم من أن عبد الناصر أمر فى أول يناير 1959 بالقبض على الشيوعيين جميعاً وعلى من تواجد معهم أثناء القبض ثم اصدر مرسوما بتقديم جميع المنظمات الى محاكمات عسكرية . واستمر التعذيب فى اوردى ليمان أبو زعبل طويلا حيث أغتيل كثيرون أبرزهم شهدى عطية أثناء التعذيب كما تم قتل عدد من المناضليين اثناء المطاردة والقبض. وقد شاع فى أذهان الجماهير تطابق فكر الشيوعيين المصريين مع الآفاق الاجتماعية للناصرية على الرغم من أن محمد حسنين هيكل كتب فى اهرام 29 يناير 1965 – بعد الاجراءات "الاشتراكية " والإفراج عن الشيوعيين سجناء ومعتقليين وبعد ترويج الأخوان المسلمين للإدعاء بأن عبد الناصر يميل الى الشيوعية المعادية للإسلام – مؤكدا إنه ليس هناك مكان فى مصر لحزب شيوعى ، لأن الاتحاد الاشتراكى كاف لتلبيه كل مطالب المجتمع المصرى . وفى الشهور الأولى من 1965 قررت حدتو ثم قرر ما يسمى الحزب الشيوعى المصرى (حزب 8 يناير ) الحل الذاتى بزعم توحيد ما توهما أنها قوى اشتراكية مصرية كافة داخل حزب اشتراكى موحد .
ويرى محمد سيد أحمد أن حل التنظيمات الشيوعية كان صفقة بين عبد الناصر وخروشوف ويقدم قرائته على ذلك ، فلم ينفرد الشيوعيون المصريون بحل أنفسهم بل حل الحزب الشيوعى الجزائرى نفسه كذلك . وكانت هناك تجربة كوبا حيث حل الحزب الشيوعى نفسه ونصب كاسترو الذى لم يكن شيوعيا بل كان مناضلاً ضد الامبريالية الأمريكية زعيما له . وكانت النظرية السوفيتية أيامها تزعم إن القادة الوطنيين صاروا فى موازين قوى عالمية جديدة تدعى أن المنظومة الاشتراكية فى صعود هائل وأن الرأسمالية فى إنحدار هائل . ويجد هؤلاء القادة الوطنيون أمامهم فرص تطور جديدة متاحة لهم الآن , وهى أن يرتقوا إلى مكانة روافد للمنظومة الاشتراكية الصاعدة التى يكرر السوفييت الادعاء الكاذب بأنها حققت معجزات لا ينكرها أحد فى الحاق الهزيمة الحتمية بالإمبريالية والرأسمالية . وفى هذا السياق الوهمى لا ينبغى للتنظيمات الشيوعية المحلية الضئيلة الوزن بالقياس الى "جبروت" المنظومة الاشتراكية أن تعوق تطور القادة الوطنيين الذين يسيرون فى طريق نمو لا رأسمالى نحو أن يصيروا روافد لهذه المنظومة . إن مجرد وجود هذه التنظيمات الشيوعية المستقلة عن القادة الوطنيين الابرار الذين ساروا من تلقاء أنفسهم فى طريق يسميه السوفييت لا رأسماليا يزعجهم ويقلقهم أن يتحول هؤلاء الشيوعيون ضدهم فى يوم ما أويدينوا بالولاء لدولة اجنبية خارج المنظومة التابعة للسوفييت على غرار الصين ويوغوسلافياوالبانيا . ورأى السوفييت أنه من المستحسن تشجيع الشيوعيين فى البلاد الوطنية السائرة فى طريق التطور اللارأسمالى على حل أحزابهم لكى تواصل هذه البلاد طريقها المفتوح نحو الاشتراكية أو حتى نحو الماركسية اللينينية رويدا رويدا!! ومن هنا كانت المشكلة أمام خروتشوف أن يخرج الشيوعيون المصريون من السجن بكرامتهم ؛ بمعنى أن يكف النظام عن مطالبتهم بإستنكار الشيوعية كشرط للإفراج كما ظل يفعل . وقد كف النظام بالفعل فجأة فى أبريل 1964 قبل وصول خروتشوف الى مصر لإفتتاح السد العالى ، وافرج عن كل الشيوعيين مسجونين ومعتقلين دون التفات الى مدة العقوبة ودون مطالبة بإستنكار . ويتساءل محمد سيد أحمد هل يمكن تفسير ذلك إلا بصفقه بين النظام والسوفييت ؟. وقد تم حل " الحزبين " الشيوعيين المصريين بمباركة السوفييت وهذا موقف غريب من "الأممية" يقضى بأن ينتحر حزب يدعى تمثيل الطبقة العاملة من أجل الذوبان فى نظام يصفه شيوعيون يتهمون بالانحراف اليسارى بأنه يعتمد على ولاء البيروقراطية المستغلة ولا يسمح للطبقات الشعبية بالتعبير المستقل عن مصالحها ؛ لا بالتنظيم الاقتصادى ولا بالتنظيم السياسي المستقلين ولا يريد منها سوى التصفيق لكل شئ يفعله ولا يريد من الشيوعيين غير الولاء لقيادته والدعم غير المشروط دون أى مشاركة بالنقد أو فى اتخاذ القرارات . فاشتراكية النظام المعلنة كما وصفها أحمد بهاء الدين هى "أشتراكية بدون اشتراكيين " ولم يشارك فى الجدل حول الميثاق فى 1961 – 1962 الذى كانت لجنته التحضيرية بقيادة السادات الذى لم يخفى قط اعجابه بهتلر إلا قليل من اليساريين والمثقفين عموما. فالسلطة كلها فى جميع الأمور لم تكن لمجموعة اشتراكية مدعاة أو يسارية فى طريق لا رأسمالى بل لبيروقراطيين يأمرون الشعب بالولاء والخضوع التامين للنظام . وعندما طلب بعض المثقفين الغاء قانون العزل السياسي الذى شمل الشيوعيين وكثيرين من الديمقراطيين رفض عبد الناصر شخصياً أى نقد بحجة دفاع عن الثورة ضد اعداء الشعب. ولكن بعد صدور الميثاق رأى فيه مناضلو حدتو تحولا كيفياً للنظام الوطنى نحو الاشتراكية بينما دعا " الحزب الشيوعى مناضليه إلى دعم مشروط للدولة الاشتراكية الجديدة . وكان النظام يطالب الشيوعيين مقابل مجرد بقائهم خارج السجن بمساندته مساندة مطلقه مع وعود لم تتحقق بإدماجهم فى منظماته التى يسميها إشتراكية وبإدخال كتابهم فى مجال الصحافة الحكومية . وقد اختار عبد الناصر حتى اسم مجلة " الطليعة " لمنبر من المفروض أنه منبر اليسار المصرى المعترف به رسمياً ومنحه حريات نسبية . ويستنتج كثيرون أن وراء قرارى الحل بالاضافة الى الأسباب "الرسمية " الخوف من قمع جديد ضد مناضلى اليسار نتيجة لحمله ترهيب يقال أن هيكل قادها لإقناع الرفاق بحل تنظيماتهم . وقد ضغط الحزب الشيوعى الايطالى فى اتجاه الحل عبر اعضائه داخل المجتمع الايطالى فى مصر والموجود أغلبهم فى الإسكندرية منذ القرن التاسع عشر . فقد كان هذا الحزب الجماهيرى الفعال فى بلادة يعتبر الدولة الناصرية ذات اتجاه اشتراكى واضح وملتزمه بموقف ثورى معاد للإمبريالية العالمية . ولكن داخل مصر أنشأ عبد الناصر منظمة سرية داخل الاتحاد الاشتراكى لخلق ايديولوجية يدعى أنها ايديولوجية اشتراكية مصرية كما أشار الميثاق عام 1962 عرفت بإسم "التنظيم الطليعى " وضع على رأسه عدوا شديد العداء للشيوعية هو شعراوى جمعه ( وزير الداخلية ) لمجابهة تأثير الشيوعيين الذين ظل عبد الناصر يعتبرهم متآمرين محتملين عليه لا يسمح لهم بالمشاركة فى اى قياده وبأكثر من الدعاية لنظامه . ولم يسمح بالدخول فى التنظيم "الطليعى " إلا لما لا يزيد عن 36 شيوعياً ، كما رفض لشيوعيين كثيرين مجرد الانضمام الى الاتحاد "الاشتراكى " وفى أكتوبر عام 1966 تم اعتقال عدد من اليساريين معظمهم من المنتسبين الى وحدة الشيوعيين المصريين من شعراء وقصاصين ونقاد وصحفيين . وبعد ذلك بقليل تم اعتقال عدد من اليساريين المستقلين مثل لطفى الخولى ومحمود الخفيف وابراهيم سعد الدين . ويرجع مفكرون هذا الاعتقال إلى ضعف علاقتهم بقيادة التنظيم الطليعى التى هيمنت عليها عناصر معادية للفكر اليسارى ؛ وكانت مخترقة من جانب المخابرات . فالتنظيم الطليعى ظل يدعى أن اليسار وعلى الأخص اليسار الشيوعى فى خدمة قوى أجنبية فكل من يبدى رأيا فيه نقد لسلبية من سلبيات النظام عميل ليس وطنياً .. ونتيجة للمارسات الاستبدادية المقصودة للسلطة اتجه بعض الشيوعيين والمتعاطفين مع الشيوعية الى اعادة النظر أو رفض مبررات حل التنظيمات الشيوعية والى الانتقاد الحاد للإشتراكية المزعومة حتى وإن لم تكن تنظيماتهم أو حلقاتهم أو نضالهم كأفراد على شئ من القوة . ومن ناحية أخرى إنبثق بين المثقفين والعمال النقابيين ذوى الميول اليسارية رفض للمصير المأساوى للحركة الشيوعية وميل الى اعادة بنائها من جديد متحررة من سلبياتها القائلة وأولاها التهادن مع الطابع الاستبدادى المعادى للديمقراطية الذى يسم النظام .

وقد أعادت هزيمة 1967 النهوض وسط اليسار القانونى والذى يريد الاستقلال والتميز الى موضوع غائب هو دور الجماهير الشعبية فى إدارة الدولة على الرغم من اقرار الميثاق له اقرارا لفظياً منذ 1962 فقد ظلت الجماهير مهمشة وإن انتشر بينهما اكبار ضخم لدور المقاومة الفلسطينية المسلحة باعتباره الرد العربى الحقيقى على العدوان والتوسع الاسرائيليين كما رفض اليسار بجميع أطيافه الخطوات الأولى لعبد الناصر نحو التصالح مع أمريكا . وقد نشبت حركة طلابية جماهيرية تنتقد النظام الناصرى فكرا وممارسة ويقودها طلاب ينتمون الى تنظيمات شيوعية هى بوادر الحركة الثالثة . وكانت هذه التنظيمات قد شرعت فى انتقاد الناصرية قبل وفاة عبد الناصر وعملت على أن تطرح الحركة الطلابية بجلاء مطالب الحريات الديموقراطية وطورت المطالب الجامعية تطويراً أكثر ديموقراطية ، وخرجت على أغنية اشتراكية الحكومة ، وتشابهت مع الحركة الشبابية والطلابية الأوروبية فى مايو 1968.
وعاصر هذا النشاط الطلابى فى بداية السبعينات الميلاد الجديد للحركة الشيوعية وتحالفات السادات مع الحركات الاسلامية التى استشرت فى الجامعه بضرب اليسار والناصرية والديموقراطية وكان اليسار قد انتشر فى الجامعة رافعا شعارات النضال الفدائى الفلسطينى والفيتنامى وفى امريكا اللاتينية ضد الامبريالية والعنصرية ومثله الأعلى جيفارا . وكون الطلاب جزءاً ملموسا من نشاط الحركة الشيوعية الثالثة على حين كان اليمين الشيوعى مازال يدعى محافظة السادات على خط وطنى اشتراكى يجب تدعيمه فى مواجهة اعدائه . كما وجدت حركة مستمرة للإضرابات والمظاهرات فى المصانع المصرية منذ 1971 توجت بإنتفاضة كبرى فى يناير 1977 . شارك فى قيادتها شيوعيو الحركة الثالثة . وفى المؤخرة منهم تنظيمات 8 يناير عودة الروح وتنظيم الشروق ولا يعدمان بعض الاستمرار مع الحركة الشيوعية الثانية , وفى الصدارة حلقة خميس والبقرى (8/12/1969 ) التى صارت بعد نموها تسمى التنظيم الشيوعى ثم حزب العمال الشيوعى المصرى الذى مثل قطيعة حقيقيه مع اتجاه التأييد الذيلى للنظام ونفت أى صفة اشتراكية عنه ودمغته بأنه عبر عن بورجوازية بيروقراطية ستضطرها الأزمة إلى أن تعود مؤخرا وليس آجلا إلى أحضان الرأسمالية العالمية كما دلت مسيرة السادات . وقد منحت حرب التحريك فى أكتوبر السادات شرعية شعبية على الرغم من ملاحظة هذا الحزب تحول السادات نحو الولايات المتحدة وحتى مع مضى السادات فى انفتاحه الإقتصادى كان وزير تخطيطه اسماعيل صبرى وكان قياديا فى حزب الراية الذى حل نفسه يدعى أن الانفتاح ليس خصخصة القطاعات الاستراتيجية بل جذب استثمارات عربية فى اتجاه وحده اقتصادية عربية وليس بيع القطاع العام لشركات غربية . وعلى النقيض منه الف فؤاد مرسى سكرتير حزب الراية كتابا ينتقد فيه هذا الانفتاح بشدة ولكن هذا اللغط بين الرفض والموالاة اسهم فى اخفاء وجه شعبى متميز للشيوعيين . بعد عودة السادات عودة نهائية الى الفلك الغربى وحينما سمح بوجود منبر لليسارثم بإنشاء حزب للتجمع ركزت دعاية النظام على انهما وكر للشيوعيين الملحدين عملاء موسكو وتحول ما كان يسارا حكوميا من يمين الحركة الشيوعية الى المعارضة كيسار شرعى .

ولكن النظام بعد انتفاضة 1977 أمعن فى القمع البوليسى ضد أعضاء التجمع ومارست دعاياته الصاخبة المتكرره التى ايدها الاخوان الحرب ضد الشيوعيين ورضى عنها شيخ الأزهر والشيخ الشعراوى . وصعد الاسلام السياسي يحارب الشيوعية ويناصر السادات إلى أن اتجه السادات الى عقد سلام منفرد مع اسرائيل لم يرتح له الاسلام السياسي . ولكن السادات كرر مصادرة جريدة الاهالى متهما اليساريين بأنهم عملاء السوفييت وانهم الخطر الأكبر على نظامه غافلا عن أى تهديد محتمل من جانب المنظمات الاسلامية السرية ، التى ظن أنه قادر على مواجهتها بسياسته الاسلامية من أعلى . وفى انتخابات يونيو 1979 المزورة منع نجاح أى نائب للتجمع . وتخلى النظام عن تعدديته المقيده ، ومنع المثقفين اليساريين قسراً من النشر وواصل اكاذبيه ضد اليسار وفى 2سبتمبر 1981 اعتقل السادات كل قيادي التجمع ومعظم قوى المجتمع المدنى المصرى ، وبذلك تحول ما كان يسارا قانونيا أيام ناصر الى المعارضة كيسار قانونى لم يتخلص من آفة توهم وجود قوى وطنية ( لا مجرد أفراد وطنيين) داخل نظام السادات وفى نظام مبارك توحش الانحراف اليمينى فى التجمع وفيما يسمى بالحزب الشيوعى المصرى متمثلا فى نداءات الى بورجوازية منتجة مدعوه الى السيطرة على السلطة وانتزاعها من البورجوازية الطفيلية . أما حزب العمال الشيوعى المصرى فقد عمد التأريخ الكورييلى المنحرف يميناً الى محاولة الغائه كذبا باعتباره مجموعة من الشباب المتطرف على العكس من كتاب الحركة الماركسية فى مصر (1967- 1981 ) تأليف مؤرخ ايطالى موضوعى هو جينارو جيرفازيو وترجمة بسمة محمد عبد الرحمن الذى ابتعد عن تزوير التاريخ كما فعل اليمين المتمركس الذى يغازل مدنية نظام مبارك المزعومة ضد انتشار اسلمة لم يبرأ منها هذا النظام نفسه ، وهو يمين تحنط عند برنامج الدعاية الناصرية . وبعد انتفاضة 25 يناير 2011 الثورية بدء اليسار الاشتراكى فى تكوين احزابه الاربعه وليس حزبه الواحد فى بداية متسمة بالإنقسام كما جرت العادة . ووافقت لجنة الأحزاب على تأسيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى وتسير الأحزاب الثلاثة الأخرى فى استكمال اجراءات التأسيس . ولم تتضح صورة مكتملة بعد لليسار الاشتراكى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى قرأ المعلقون الناقدون المقال؟
Saeed Mohamed Ali Al-olaimy ( 2013 / 5 / 20 - 06:33 )
متى قرأ المعلقون الناقدون المقال وهل ناقش اى منهم اية فكرة حول أسباب انعزال أو إنقسام اليسار تاريخيا وردت فيه فى - رده - ؟؟؟للأسف لا . فاذا نظرتم متى كتبت الردود ومتى نزل المقال من ناحية التوقيت ستعلمون ان الردود كتبت بناء على نظرة عابرة لاقراءة متأنية أو غير متأنية . لذا لانطمع فى أن نعمق فهمنا للمسألة المطروحة من جوانب مختلفة .


2 - واوضحوا لنا الصحيح من وجهة نظركم
محمود حلمي ( 2013 / 5 / 20 - 06:35 )
مصطفى الجمال وأ محمد عبدالفتاح بدلا من مجرد الاعتراض دون توضيح على رجل مثل ابراهيم فتحى طالما قدم نفسة من باب النقد الادبى والفكر والترجمة الخ بدلا من ذلك اكتبوا انتم وانتم القادرون على ذلك - واوضحوا لنا الصحيح من وجهة نظركم - ولكن نرجوكم ان تكونوا بسهولة العرض والتسلسل البسيط الذى يأخذ بيدنا الى فهم الاجابة على السؤال العقبة الذى اعترض طريقنا من زمن - كيف كان تاريخ الاشتراكيين المصريين فى بدايتة ولماذا لم تنضج ثمرتة الحقيقية حتى الان !؟ هو سؤال بسيط وساذج من شخص غير متنور - فنرجوا منكم محاولة تنويرة مع الاف مثلة - وشكرا لكل من القى حجرا فى بركة الماء ليحرك سطحها ويكشف عن اعماقها


3 - رد الى: محمود حلمي
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 29 - 20:24 )
أشكرك على تعليقك وأرجو أن تتابع التعليقات اللاحقة ودراستي التي نشرها هذا الموقع (أزمة الماركسية) وأن تجد فيها بعض الإجابات على أسئلتك. مع أمنياتي بالتوفيق


4 - شيوعية مصر هى المؤهلة لخلاص مصر
Ibrahim Abouhiga ( 2013 / 5 / 20 - 06:36 )
اكاد اجزم بان شيوعية مصر هى المؤهلة لخلاص مصر مما هى فيه وهكذا ترينا الاحداث المتواترة ولكن مايصيب هذه التجمعات اليسارية هو عدم صبرهم على موبقات مثل الاميه ومايتبع عنها فيحدث انفصال ويتكرس الاحساس به


5 - تشويه تاريخ الشيوعيين..
احمد القيصر ( 2013 / 5 / 20 - 10:31 )
لا يمل ابراهيم فتحي تشويه تاريخ الشيوعيين.. ولا أدري لماذا عاد في عام 1961وانضم إلى -حدتو- وهي التي تمثل الإنجازات الجوهرية في التاريخ الوطني .. منذ ذلك التاريخ لم تعد لابراهيم فتحي أي علاقة بتنظيم وحدة الشيوعيين . قدم الشيوعيون المصريون خاصة -حدتو- تضحيات واتجازات تدعو إلى الاعتزاز والفحر ستظل باقية في التاريخ


6 - رد الى: احمد القيصر
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 23 - 21:08 )
يهرف المعلق بما لا يعرف، يهرف بأكاذيب. أما الانضمام إلى حدتو فكان فكاهة إذ لم أنضم إطلاقًا إلى برنامجها وكان اختباء للأمان. وكتبت في هذا التاريخ التحليل السياسي لوحدة الشيوعيين التي كنت مشاركًا بإسهام بارز في وضع خطها السياسي في تقرير منشور خارج السجن من وحدة الشيوعيين بعنوان اشتراكية رأس المال وهو عنوان استفزازي في التعبير عن البيروقراطية البورجوازية التي كانت في طور التكوين. وهو تقرير ظل أساسًا للخط السياسي لوحدة الشيوعيين طوال تاريخها. لم أؤيد إطلاقًأ خرافة المجموعة الاشتراكية الحاكمة التي تسير نحو الماركسية اللينينية رويدًأ رويدًا. وتركز عملي السياسي المنشور خارج السجن في محاربة هذه الخرافة التي أدت إلى انتحار الحركة الشيوعية بحلها. والاستمرار الفكري لوحدة الشيوعيين في -التنظيم الشيوعي- كتبت له تقرير -طبيعة السلطة البرجوازية في مصر- وكذلك لحزب العمال الشيوعي تقرير استراتيجيته.
أما البطانة الكوريلية فقد كانت وظلت حادة الاختلاف مع الشيوعيين المصريين والعرب جميعًا. إن حلقته نشأت على أرض معاداة النازية من جانب الحلفاء، ويساريته نشأت على أرض أخرى غير أرض الصراع الطبقي والوطني المصرية والعربية. ولم تكن تنتمي إلى الحركة الشيوعية العالمية ولا إلى التراث النضالي للشعب العربي، بل هي أقرب إلى الاشتراكية الديمقراطية الفرنسية المتصارعة مع الحركة الشيوعية.
وقد اتخذت حدتو من حركة الجيش مواقف متغيرة تراوحت بين التأييد وبين اعتبار قيادتها ديكتاتورية عسكرية صنيعة الدولار وتنتهج أساليب فاشية (رسالة كورييل إلى محمد شطا -حميدو- في تاريخ الحركة الشيوعية 1957-1965 لرفعت السعيد ص ص 123-124). وفي أواخر عام 1953 حينما بدأت في مصر بوادر عمل مسلح اشترك ضد الاحتلال اشترك فيه كوادر من منظمات شيوعية مختلفة وبعض الأفراد من حدتو مع وطنيين وديمقراطيين وبعض ضباط الجيش ضد قوات الاحتلال البريطانية كان موقف كورييل وبطانته رافضًا للكفاح المسلح. ففي رسالته إلى بعض من أتباعه أوردها رفعت السعيد أن هذا الكفاح المسلح انعكاس للفكر البرجوازي الصغير وإدراجه في عداد العمل الإرهابي، كما استثنى النضال المسلح لتحرير فلسطين مع هذا النضال المسلح المصري وأدرجهما معا في عداد الإرهاب. وكان ما يسمى خط القوات الوطنية والديمقراطية عاجزًا عجزًأ شائنًا عن رؤية خصوصية المعركة ضد الصهيونية وعن فهم الدور الجديد الذي أصبح على الصهيونية أن تلعبه بعد الحرب العالمية الثانية. واكتفى هذا الخط بإقامة سور صيني يعزل المسألة الوطنية الديمقراطية عن أساسها الطبقي أو أي مستقبل اشتراكي. وانفرد بالنظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تضامن ثانوية بين الشعبين المصري والفلسطيني. وليس النضال ضد الصهيونية عند كورييل مسألة نضال طويل الأمد، بل مسألة بديهية تتعلق بتسجيل موقف.
إن كتابات بعض قيادات حدتو مثل مبارك عبده فضل اعتبرت شعارات الشعب المصري المحتضنة للقضية الفلسطينية طوال النصف الثاني من الأربعينات دعاوى عنصرية، على العكس من الجماهير الشعبية في مصر التي لم تعتبر الدور المتعاظم لقضية فلسطين حرفًأ للأنظار عن القضية الوطنية أو انخداعًا بشعارات عنصرية، بل رأت العلاقة الوثيقة بين انتداب بريطانيا على فلسطين ووعد بلفور والوجود الاستعماري على أرض مصر. أما كورييل على رأس بطانته فيكرر أسسًأ تبسيطية إلى درجة الاحتيال في تأملاته للمشكلة الفلسطينية التي ظل يكررها إلى عام 1972. فهو يزعم الانطلاق مما يدعي أنه حق مقدس لا يسقط بالتقادم، حق يهود إسرائيل في الوجود القومي ووجوب الاعتراف من جانب العرب بالحقوق المشروعة لليهود الإسرائيليين. وهذا الحديث السطحي يدور على سلام عادل في الشرق الأوسط، لا عن قضية تحرير فلسطين، ولا يترك مكانًا لبندقية فلسطين. إنه حل تبسيطي احتيالي عن تحالف القوى التقدمية العربية واليهودية باعتباره طريقًا بديلاً للتحرير. ولكن الحركة العمالية اليهودية في فلسطين كانت في مجموعها جزءَأ عضويًا من هجرة استيطانية أجنبية مرفوضة من الشعب العربي الذي لم يكف عن مقاومتها. أما العمال اليهود فكانت عملية تكوينهم هي بعينها عملية احتلال مواقع العمل وطرد العمال والفلاحين العرب من المستوطنات ومن الاقتصاد الصهيوني البازغ بالانتزاع القسري. لقد كان الطابع الصهيوني من علامات ميلاد الحركة العمالية اليهودية في فلسطين. كما كانت هذه الحركة متحالفة من حيث المصالح الموضوعية مع بورجوازيتها الصهيونية وفي تناحر عدائي مع المصالح الموضوعية للعمال والفلاحين العرب. فالمسألة غزوة صهيونية لا عن شعب يهودي عامل كما يزعن كورييل وبطانته. إن السطحية الفارغة عن واجب الشيوعيين العرب في تأييد اختراع قومية يهودية مزعومة كانت معاكسة تمامًأ لموقف الشيوعيين في العالم. فاليهود في العالم عندهم لا يشكلون أمة واحدة، فقد اختلطوا وتأثروا بالبيئات القومية المختلفة التي عاشوا فيها، ورفض أساطير وهمية عن صلات تاريخية تربطهم باعتبارهم شعب الله المختار بأرض الأسلاف، أرض الميعاد، نبتوا من عرق واحد نقي اختاره رب الجنود ومغلقون على نفسها. وكانت القضية الفلسطينية عند الشيوعيين المصريين الجديرين بالتسمية منذ الأربعينات قد صارت جزءًا حاسمًأ من نسيج حركة التحرر الوطني في مصر ضد الاستعمار الأمريكي وركيزته التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين بقيادة الصهيونية. ويدعي كورييل ومعه بعض أنصاره في حدتو أن قرار التقسيم لفلسطين مسألة مبدأ وقانون من قوانين اٌيمان ويقول في أوراقه (ص 153): أصبحت حدتو هي المدافع عن هذا المشروع رغم معارضة بعض أنصارها ومعهم الحركات الماركسية الأخرى. وفي الواقع التاريخي تعرض هذا الموقف الذي اعتبره الشيوعيون مخزيًا من جانب كورييل وبطانته لزلزال عاصف داخل حدتو قاده عدد من أبرز المناضلين المصريين على رأسهم شهدي عطية الشافعي (استشهد فيما بعد). ويدعي كورييل في أوراقه أن انقسام شهدي عطية الشافعي أثناء أزمة حدتو عام 1948 ليس من قبيل الصدفة، فانشقاق سليمان (انشقاقه باسمه الحركي سليمان) حدث في فبراير سنة 1948. وبدأ الهجوم الشامل للرجعية الحاكمة مع الأحكام العرفية 15 مايو 1948. وكما هي العادة يصور كورييل وأتباعه من النكرات والامعات أبطال النضال الوطني السياسي والفكري مثل شهدي عطية الشافعي بأنهم هاربون من النضال (انشقاق انهزامي مستتر وراء الخطب الرنانة عن انحراف الخط السياسي - أوراق كورييل ص 201). يصف أنصار ما يسمى خط القوات الوطنية والديمقراطية أيامها شهدي عطية الشافعي وأنور عبد الملك ومحمد سيد أحمد وسعد زهران وداود عزيز وكذلك عبد الرحمن ناصر وعدلي جرجس بالبورجوازية الصغيرة الهاربة من نضال يقوده كورييل وموظفوه من النكرات والامعات.


7 - تساؤلات
رشيد غويلب ( 2013 / 5 / 20 - 11:28 )
أعتقد ان تاريخ اليسار المصري بحاجة الى قراءة موضوعية، وليست احادية الجانب، فالكاتب يعتمد على شاهد وحيد يعتبره مصدره لمراحل من تاريخ اليسار المصري، والمساهمة تعكس نفسا قوميا معاديا لليسارين المصرين من اليهود باعتبارهم كانوا انانين ويسعون لحماية نفسهم من خلال الانتماء الى اليسار، وينزع عنهم اية صفة وطنية، ويعدهم من الاجانب وهذه القراءة للتاريخ بعيدة عن الروح الاممية، وتثير الشك في موضوعية الكاتب، ويمتدح الكاتب اللذين ساهموا في مرحلة التاسيس الثانية لقرار اتخذوه بان لا يقود اجني الحزب، والاجنبي هنا ليس غير المصرين بل يبدوا المقصود اللذين ينحدرون من اصول غير عربية من المصرين، كما يخلط الكاتب بين تجربة تزعم كاسترو للحزب الشيوعي وما حل ببعض الاحزاب الشيوعية الجزائر او مصر ولا يمكن نكران التاثير السوفيتي في حل هذه الاحزاب، ولكن الامر مختلف في الحالة الكوبية
في ختام المقال، لا تتوفر معلومات تفصيلية عن واقع اليسار المصري اليوم تياراته ونقاط الالتقاء والاختلاف بين اطرافه
في النهاية دعوة لمساهمات اخرى من قبل مفكري وقادة اليسار المصري والمتابعين لشؤونه لكي تتضح الصورة بتنوع حيوي يدفع باتجاه تعزيز حركة اليسار المصري وهويته الاممية


8 - رد الى: رشيد غويلب
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 23 - 21:41 )
لم أعتمد في المقال على شاهد وحيد، بل على تاريخ طويل في الحركة الشيوعية المصرية.
لم يكن اليهود الذين جاء ذكرهم في المقال مصريي الجنسية بل كانوا وافدين أجانب من أصول أوروبية. ومن الغريب أن تكون أغلبية القيادة أجنبية لا تتكلم العربية بل أقرب إلى الامتيازات التي حصل عليها الأجانب في زمن الاحتلال. كورييل مثلا لم يكن يعرف العربية وكتاباته كانت بالفرنسية. هذه ليست أممية بل نزعة مركزية أوروبية.
أما موضوع الحل، فلم أكن إلا ناقلا لرأي المناضل الراحل محمد سيد أحمد كما ذكرت.
وفيما يخص واقع اليسار المصري اليوم فلم يكن ذلك موضوع المقال سوى في إيماءة سريعة عند الخاتمة توميء إلى النتسيق في مجالات العمل سعيًا وراء التوحيد.


9 - لاوقت للترمی-;-م
sarfraz Nakshabandy ( 2013 / 5 / 20 - 21:54 )
السبب الرئی-;-سي لأنحسار الحرکات الأشتراکی-;-ة والتقدمی-;-ة في مصر عبر کل هذە-;- السنی-;-ن هو تشرذمهم وانشغالهم بهذە-;- الأنقسامات ، مما أدی-;- الی-;- تخلفهم عن الرکب وأهمالهم لتکوی-;-ن قاعدة جماهی-;-ری-;-ة ی-;-ستندوا علی-;-ها ،فهم لم ی-;-غی-;-روا التفکی-;-ر القومي بل کانوا جزء منە-;-.
والآن أری-;- ان الوقت متأخر جدا ، فقد أستفاد التی-;-ار الأسلامي من الثغرات في تنظی-;-ماتهم وأوصلوا مصر الی-;- ما هي علی-;-ە-;- الآن ، وبعد أن تغی-;-ر الزمن والأی-;-دولوجی-;-ات ماذا ی-;-مکن لهذە-;- التنظی-;-مات أن تفعل فهي منعزلة تماما عن القاعدة الجماهی-;-ری-;-ة ، هم في واد والشعب في واد آخر


10 - رد الى: sarfraz Nakshabandy
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 24 - 19:56 )
اتفق معك ولكن التأييد الشعبي للتيارات الإسلامية في تراجع. وهناك شباب يساريون واعدون يواصلون النضال الثوري وسط الجماهير.


11 - استفسار
عبد صموئيل فارس ( 2013 / 5 / 21 - 20:07 )
عزيزي الفاضل
اود ان اعرف الفارق بين يسار المفكر والمناضل المصري محمد سيد السعيد وبين يسار المعارض دكتور رفعت السعيد ؟!


12 - رد الى: عبد صموئيل فارس
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 24 - 19:58 )
لا اعتقد أن هناك وجها للمقارنة. فمجالات النضال مختلفة وكذلك المنهج السياسي. لم يكن المناضل محمد السيد سعيد أسير حلقة شديدة التحزب. وكان مجددا بعيدا عن العقائدية.


13 - ملاحظة مبدئية - قبل أي كلام
براء الخطيب ( 2013 / 5 / 22 - 06:20 )

لابد من تسجيل هنا أولا أن كلمات مثل -أحا- لاتنتقص من -إبراهيم فتحي- بقدر ما تنتقص -وتعري- قائلها فيبدو مسكينا لايجد تعليقا على الموضوع الأصلي في أكثر كلامه تهذيبا إلا فجاجة الادعاء -يعلمنا نحن من قبضنا علي الجمر- ولا ينتقد ما قدمه -إبراهيم فتحي- كتجربة ورؤية تخصه بل كل ما رآه يعكس جهلا تاما بالكاتب والمكتوب فيتحفنا بقوله -وللي ميعرفشي كان (المناضل الكبير ) ابراهيم فتحي يمارس نضاله كل يوم جمعه بالجلوس علي مقهي البستان- وهو جهل وسطحية سواء بما كتب أو بالكاتب في ادعاء كاذب بأنه هو من يعرف -إبراهيم فتحي- فقبل أن يقبض هو على الجمر في مقهى البستان (وإلا ماكان رأى ابراهيم فتحي يجلس هناك) بأكثر من عشرين سنة كان -إبراهيم- يتندرعلى آخرين وجلوسهم على مقهى -ريش- ويمكننا أن نقول له -أحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا- بطريقة أكبر مما قدمه لنا دون أن تنتقص -أحا- هذه المرة منا بقدر ماتضاف لرصيد الانتقاص من الذي اضطرنا إلى قولها، يمكننا أن نقول له -أحا، إبراهيم فتحي كان موجودا قبل أن تراه أنت على مقهى زهرة البستان بعشرين عاما، ويا أيها المهذب القابض على الجمر في مقهى البستان لم يجلس ابراهيم على مقهى البستان إلا بعد خروجه من السجن وكانت علامات التعذيب في الحبس الانفرادي لعدة أعوام بادية عليه، ولم يكن أحد من المثقفين أو المناضلين أو الثوريين يجلس على زهرة البستان إلا بعد سنة 75 حيث طارد -ميشيل- ابن صاحب مقهى ريش المثقفين فاخترع الشاعر الكبير الراحل -أمل دنقل- فكرة الجلوس على مقهى زهرة البستان مع الكاتب الكبير -سليمان فياض- والكاتب والمذيع بالبرنامج الثاني -شوقي فهيم- ..دعك أيها المناضل القابض على الجمر في مقهى البستان من فجاجة الادعاء بمعرفة الأشياء والمناضلين وتاريخ المناضلين .. أما المناضل الحقيقي المحترم -أحمد القصير- فله الحق في انتقاد -إبراهيم- على هذه الصورة، وإن كنت أختلف معه جذريا فيما قاله، لكني أحييه على ماقاله لأنه كان صادقا مع نفسه فيما وجهه إلى إبراهيم من نقد لأنه يرد بعضا مما قاله إبراهيم على الاتجاه الذي يمثله (أو كان يمثله) -أحمد القصير- وأنا أفهم دوافعه وأسبابه في توجيه هذه الانتقادات.
بقيت كلمة وهي أن حديثنا عن زهرة البستان ليس من قبل اللغو بل يدخل في صلب عملية التأريخ لهذه المرحلة فتاريخ اليسار المصري كان موزعا بين السجون ومقرات الهروب والمقاهي بل كانت هناك إجتماعات تنظيمية سرية تتم على المقاهي ...أحــا .. وللحديث بقية.


14 - رد الى: براء الخطيب
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 24 - 20:33 )
تحية للمبدع زميل النضال براء الخطيب وأنا متأكد انك تواصل القبض على جمر الإبداع. هناك من التعليق ما لا يستحق انفعالك أو حتى الرد. أما تعليق الأستاذ مصطفى الجمال فهو يطرح الشاكل بطريقة موضوعية أتابعها واتفق مع بعضها وهي تحفز على الحوار المثمر.


15 - 2 ملاحظة مبدئية - قبل أي كلام
براء الخطيب ( 2013 / 5 / 22 - 06:40 )
ماكتبه الأستاذ مصطفى الجمال يستحق الرد عليه من الأستاذ -إبراهيم فتحي- مع تحفظنا على
بعض مما جاء فيه لاسيما وأنه أشار إلى مقاله الهام
- فيروس الانقسامية في اليسار المصري
فهو جدير بالقراءة الجادة


16 - وضع النقط علي الحروف
محمد حسين يونس ( 2013 / 5 / 22 - 15:44 )
الصديق ابراهيم فتحي باحث معروف بدراسته للموضوع الذى يكتب عنه ورايه دائما متميز .. في هذة العجالة جاءت مقدمتها شديدة الدقة و تضع النقط علي حروف متناثرة غير واضحة للعديد من مثقفي اليسار .. وهي علاقة كل من جنود الاحتلال و الطلاب الذين يدرسون باوروبا بالفكر الاشتراكي خصوصا الفابي منه الذى اعتنقه سلامة موسي .. كما وضح علاقة اليهود المصريين بالتنظيمات الشيوعية ..وإن لم يوضح مدى اختلاف كل تنظيم عن الاخر . أشكره علي هذا الجزء فلقد استدعي تطورات عديدة افتقدناها خلال رحلتنا في دفع الضرر التي .. استمرت لنصف قرن .
الجزء الثاني من المقال جاء مختلفا .. لقد عرض سيادته وجهه نظر التنظيم الذى رعاه و ساهم في تأسيسه وتثقيفه وفي بعض الاحيان تعويقه .. انه حزب العمال الشيوعي المصرى و علاقته بالحركة الطلابية ثم تفسخه بسبب ابتعاده عن الجماهير خصوصا العمالية واقتصاره علي الطلاب والفنانين ثم الصراعات الانتهازية علي اموال المقاومة الفلسطينية التي تولت دعم من كانوا يطلق عليهم المتفرغين .. ولهذا جاء حديث سيادته في هذا الجزء مقتضبا مختصرا يطلق النتائج دون ان يكون لها سبب منطقي مذكور بالمقال ..الصديق ابراهيم شديد السخرية بالمنتقدين ولاذع العبارة ضد المخالفين ولكن في النهايه هو قيمة علمية وفنية راقيه خصوصا عندما تكون الامور بعيدة عن الانتماءات الايديولوجية الحزبية ..تحياتي ونرجوا ان نسمع منك وعنك دائم


17 - تساؤل
جاسم شراد عبيد ( 2013 / 5 / 22 - 20:01 )
ما معنى ان يكون المرءيساريا؟ سؤال تبادر الى ذهني وانا اقرا ماسطره اليد ابراهيم فتحي في مقاله اعلاه...فابتدا اولا بجعل اليهود المصريين اجانب شأنهم شأن الجاليات الاجنبيه الموجوده في المجتمع المصري -وهي احدى اهم مميزات الشعب المصري -ولست ادري من اي بلد نزح اليهود المصريون وبأي تأريخ ؟ولم يكتفي بذلك بل اتهمهم ضمنا بتفتيت الحركه الشيوعيه المصريه من خلال انشاءهم لمنظمات شيوعيه بهدف اظهار انفسهم بانهم جزء من الشعب المصري....لكن الكاتب لم يبين لماذا استمرت الانشقاقات في الحركه الشيوعيه المصريه بعد مغادرة اليهود لمصر..المقال يفتقر وبشده الى الجانب الموضوعي اي الى طبيعة المجتمع المصري وتركيبته الطبقيه والاجتماعيه والثقافيه كام انه يغمط جهود المثقفين من الجاليات الاجنبيه في مصر وما قدموه من جهد كبير في التلاقح الثقافي في مصر تأريخيا


18 - في سبيل نظرة موضوعية جدلية
بهاء الدين ( 2013 / 5 / 22 - 20:07 )
بعد كل هذا التاريخ ومع حصاده المحدود رغم التضحيات الهائلة التي نقدرها عاليا .. يجدر بنا أن ننفض عن كاهلنا تراث داحس والغبراء والثارات القبلية المتعصبة والضيقة فكل هذه المنظمات أصبحت في ذمة التاريخ وواجبنا ننظر لهذا نظرة نقدية نستطيع أن نبنبي عليها للمستقبل
اهتم الكاتب بسرد تاريخي للحركة الشيوعية هو معلوم للكافة وإن برؤئ مختلفة ولم يلتفت بالقدر الكافي لابراز العلاقة بين المكونات الاساسية للموضوع الذي يتناوله إلا تلميحا ولم يستطع أن يبلور العلاقة بين الذيلية الفكرية للماركسية السوفيتية والذيلية البرجوازية المصرية .. الماركسية السوفيتية أفقرت الحركة نظريا وفكريا فلم تبدع تراث نظري خاص بحركتها الثورية كالتراث الماوي مثلا لماذا تمكنت الحركة الشيوعية الصينية من تجاوز أزمة 27 والذي اتبعت فيه الخط السوفيتي بحذافيره فيما فشلت الحركة المصرية والذيلية للبرجوازية الوطنية منعت الحركة الشيوعية أن تقدم نفسها كبديل ثوري وربما بحكم الماركسية السوفيتية ذاتها لم تر نفسها في موقع البديل وانما في موقع الجناح الجذري الناصح للسلطة لقد تجلي الأثر الفادح للماركسية السوفيتية في مرحلتين حاسمتين كان ينبغي التوقف عندها هي لحظة هزيمة 67 ووفاة ناصر ولحظة سقوط الاتحاد الفيتي في اللحظتين عجزت الحركة عن أن تقدم الرد المناسب واتاحت الفرصة لصعود اليمين الديني .. بالطبع لا يمكن اعتبار مسار الذي اتخذه ظهور حزب العمال الشيوعي هو رد ثوري كافي علي الذيلية الفكرية والسياسية بل الأقرب أنه كان رد فعل علي الذيلية وليس فعلا في مواجهتها فليمين الذيلي استمر وإن منحسرا في حين تبخر حزب العمال الشيوعي وكأنه لم يوجد أصلا وهي مسألة جديرة بالنظر لمن كان في موقع ومسؤلية إبراهيم فتحي إذا كنا نريد تقديم كشف حساب للمستقبل وليس مجرد إبراء ذمة تاريخية
تبقي ثلاث نقاط أشير لها سريعا الأولي كيف نفسر أنقسام الحركة الشيوعية المصرية خاصة وانها بمجملها كانت تابعة فكري للماركسية السوفيتية لا أعتقد أن التفسير الذي قدمه الكاتب هو تفسير كافي والأمر يحتاج إلي كثير من التمحيص الثانية اللغة غير اللائقة في النقد فهل يمكن أن نعاير لينين بأنة لم يعتقل سوي مرة علي ما أذكر في حين تعرض أخيه للاعدام وأن ماركس ظل لأكثر من عشرين عامة لا يفعل شيئا سوي الجلوس في قاعة الاطلاع بالمكتبة البريطانية ويرهن طقم الفضية الذي ورثته زوجته من عائلتها الارستقراطية فضلا عن الاستدانة من انجلس ..
تبقي نقطة أخيرة
نحن نعيش اليوم لحظة فارقة في تاريخنا الحديث والمعاصر ومازلنا كشيوعيين نعاني معظم الامراض التي عانينا منها تاريخيا ولن نتخلص منها إلا إذا ارتقينا لمستوي التحدي
الاستثنائي بأعلي درجات التجرد والموضوعية


19 - رد الى: بهاء الدين
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 29 - 20:48 )
أشكر الزميل بهاء الدين على تعليقه وهو يتفق معي في خطر الذيلية لما يسمى البرجوازية الوطنية والخط السوفييتي. وأتفق معك في الأزمة الناشئة عن سقوط المنظومة السوفيتية ولكنني أعتقد أن اليسار لم يتبخر وأنه يواصل الاستمرار لدى شباب ثوري في مصر الآن.
وقد تناولت أزمة الماركسية بشكل عام في مقال نشر حديثُا على هذه الموقع أرجو أن تطلع عليه.
أما عن أخلاق الحوار فلك كل الحق في الحاجة إلى الارتقاء بمستواه ومن المؤسف ألا تتناول التعليقات صلب الموضوع وترمي بجهل باتهامات كاذبة. الحق أن سنوات طوالا من عمري قضيتها في السجون والمعتقلات في جميع العهود من عبد الناصر إلى مبارك مرورا بالسادات، ولكن كما تقول أنت فليس هذا المقياس الوحيد. ولم أهدف إلى سرد خبرتي الشخصية إلا كشهادة على الخطوط السياسية التي أعتقد أنها تواصل الاستمرار والصراع في الحاضر وربما في المستقبل.
وفيما يتعلق بتاريخ حزب العمال الشيوعي فقد تناوله مفصلا الزميل الأستاذ سعيد العليمي.


20 - ليتوقف هذا التراشق السخيف
مصطفى مجدي الجمال ( 2013 / 5 / 24 - 00:55 )
هالني الأسلوب الذي رد به الكاتب على الدكتور القصير..رغم اعتراضي أيضًا على طريقة الأخير.. لسنا في رفاهية التشهير والتشهير المتبادل.. ولسنا في رفاهية تسويق أدوار تاريخية هي نفسها انتهت بما لها وما عليها.. المهم ماذا أن نريد أن ننقل للجيل الجديد؟

ومن هنا كان اعتراضي على المقال من زاوية أنه لا يقدم دراسة وأسانيد.. وإنما أحكام مطلقة وأخيانا اتهامات.. فكان لا بد أن يواجهها البعض باتهامات مضادة.

ننتظر من ابراهيم فتحي أفضل مما كتب هنا..

ننتظر منه رؤية للمستقبل.. وعن نفسي فأنا لم أكن طرفا بحال في مشاكل الخمسينيات والستينيات.. ورغم ذلك قدمت اجتهادي في دراسة مستقلة نشرتها على الحوار المتمدن..

أي نحن بحاجة إلى دروس للتعلم.. ولسنا بحاجة إلى تجريس وتصفية حسابات وتباهٍ لا قيمة له في واقع جديد الآن


21 - رد الى: مصطفى مجدي الجمال
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 24 - 20:47 )
ليست المسالة تراشقا بالاتهامات أو تمجيدا للذوات ولكنها مسالة صراع فكري حول الخطوط السياسية المتعلقة بالاشتراكية في العالم العربي والصراع ضد فكرة التحالف مع تقدمين في إسرائيل وهي قضايا راهنة.
أما القول بان ما جاء بالمقال أحكام مطلقة فهو يجانب الحقيقة لان المقال ركز على صراع فكري وعلى وقائع كنت مع كثيرين طرفا فيها. وما تقوله حكم عام على المقال ككل يحتاج إلى تحديد حجج من المستطاع الرد عليها.


22 - عدم وضع نقد موضوعى لاسباب انقسام اليسار
عبد الحميد القداح ( 2013 / 5 / 24 - 20:15 )
احس فى صلب المقال والتعليقات عدم وضع نقد موضوعى لاسباب انقسام اليسار وعدم وحدتهم حتى الان برغم ان المقال والحوار يزعم ذلك وان الجميع مشترك بالحوار كل منهم حاملا تاريخة فوق ظهرة كحراب يحارب بها غيرة وليس رغبة فى تخطى او تجاوز التواريخ المختلطة او المتشابكة ولكن الحوار من اجل مزيد من التدهور والانقسام ورغم اننى بعيد عن هذة التواريخ وامثل مايمكن ان يكون مجرى عام لليسار حيث اننى ملحق حديثا باحد توابعة ان مثل هذا الحوار وهذة المواقف لاتبنى تنظيم جيد لليسار وخاصة اننا فى احتياج شديد لبناء تنظيم موحد فعال وخاصة هذة الايام الفاصلة والتى تحتاج اداة جماهيرية فعالة لاتكون ذيلا لاحد وتجمع كل عناصر القوة والبداية بالطبع يكون اعادة النظر فى التاريخ كلة وكتابتة بعيون منصفة متجردة اولا لتجميع ماسقط منة وثانيا للتعلم وتراكم الخبرات النضالية واعادة تقييم المراحل وتفنيدها واليسار يجب بما يملك من ادوات معرفية ان يكون المبادر لتنقية ذاتة وهياكلة وان يكتسب ادوات جديدة لفهم واقعة والا سنقع اسرى السلفية المنهجية التى تنتج مجرد اشكال هلامية ولاتستطيع ان يكون لها فى الواقع اى تاثير


23 - مالا تعلمه عني
مصطفى مجدي الجمال ( 2013 / 5 / 24 - 23:50 )
آرائي معروفة تماما لكل المقيمين في مصر عن المدرسة التي هاجمتها أنت بخصوص الموقف من السلام مع إسرائيل.. بل اصطدمت صدامًا كبيرًا مع المرحوم محمد الجندي بسبب كتابه عن السلام العادل في الشرق الأوسط.. ولم أكن يوما منتميًا لتفكير حلقي.. ولست بحاجة للدفاع عن نفسي.. ولكن هل تعتقد أن المدرسة التي تنتمي إليها لم ينته بها الحال إلى ما انتهت إليه منذ منتصف السبعينيات.. فما هو تفسيرك لاندثارها تنظيميًا.. هذا هو الدرس الذي
ننتظره منك

لا يمكن بالطبع تفسير انهيار حزب بالمطاردات الأمنية وبالتشويه من جانب خصومه.. فالمفهوم ألا تتمكن عوامل الهدم هذه من هدم حزب يملك خطا سياسيا وتنظيميا سليما

عن نفسي كتبت مفصلاً عن المدرسة التي كنت معارضًا داخلها وتركتها في النهاية.. تحدثت مبكرًا عن الحلقية والشلللية وضعف الطابع الطبقي والازدواجية والتبعية للبرجوازية والنصية وعدم بناء المواقف السياسية على تحليلات اجتماعية واقعية.. وعن التبعية لموسكو.. وعن عدم القدرة على توطين الفكر الاشتراكي حتى على مستوى المصطلح

وكنت أنتظر ممن هو بقامتك أن يفسر لنا لماذا انهار حزب العمال الشيوعي الذي كان معظم أصدقائي الشخصيين منه.. بل إن أمن الدولة ظل لعشر سنوات يصنفني خطأ على أنني عضو فيه.. حيث كنت أحترم بل وأتبنى بعض مقولاته مما وصل إلي وقتها

النقطة الأخطر في مقالك هي استنادك لكتاب الباحث الإيطالي الذي أحترم الجهد الذي بذله.. ولي صداقة شخصية معه.. ومع ذلك فإن لدي دراسة كاملة عن الأخطاء المنهجية والمعلوماتية الكثيرة جدا التي وقع فيها أتمنى أن أجد الوقت لإعدادها للنشر .. أضف إلى هذا ملاحظات قيمة جدا للأستاذ إلهامي الميرغني.. وقد واجهناه بتعقيب مفصل في إحدى الندوات.. ولم يستطع سوى اتهامنا بأننا المقصرون في حق تاريخ اليسار المصري لأننا لم نتصد بأنفسنا لهذه المهمة.. ومن ثم فهو كتاب لا يمكن بالمرة اعتباره من مصادر التأريخ الرئيسية لليسار.. مثله في ذلك مثل كتب رفعت وأبوسيف .. فهو في النهاية أجنبي أخرج في الكتاب المدخلات التي أعطيت له فخرج - معذورا - بهذا التأريخ المشوه.. ولا يمكن أن يكون دليلاً على صحة موقف من عدمه.. وليس مصدرًا موثوقًا للمعلومات

وفي النهاية أقول إن مصر عرفت في السبعينيات أربعة تنظيمات يسارية ثم أضيف إليها التجمع.. وكان بكل منها معارضون بالطبع للخط السائد.. ولكن المهم هو التساؤل عن المآل.. مآل التنظيم ومآل الكوادر التي رباها.. فالخطوط السياسية لا توجد في فراغ.. وإنما تتجسد في تنظيمات ومناضلين.. فإذا كان مناضلون انتهى بهم الأمر في عضوية أحزاب إصلاحية مثل التجمع.. فهناك أيضًا من تحولوا إلى المنظمات الحقوقية الممولة فضلا عن الأجندات الليبرالية .. كذلك عرفت كل التنظيمات من غادروا الوطن نهائيًا أو لفترة سعيًا وراء الرزق

وأنا هنا لا ألوم أحدًا ولا أعاير أحدًا.. إنما أردت القول إن هناك سمات سلبية عامة وجدت في كل التنظيمات.. وهناك مآلات ليبرالية عامة انتهى إليها الكثير من كوادر كل التنظيمات

نحن الآن أمام واقع جديد وانقسامات جديدة حول الموقف من السلطة وتحديد طبيعة المرحلة والشعارات الاستراتيجية والتكتيكية وأشكال التنظيم والعمل.. ومن هنا كان حديثي واهتمامي لضرورة أن نركز في تناول الماضي- الآن على على الأقل- على ما له علاقة بالتطورات الحالية

أرجو أن تعذرني للتوقف عن هذا الجدل بهذه المداخلة
ولك شكري ومحبتي


24 - أعتقد أن الأهم هو علاقة اليسار بالسلطة
حسن خليل ( 2013 / 5 / 25 - 12:32 )
أستاذ أبراهيم
لاحظت من تتبع تاريخ اليسار المصري أنه مدعوم من السلطة. ففي المرحلة الأولي كان اليسار ضمن عملية ثورة 19 و ضمن النفوذ الاجنبي في مصر . كان لهم ظهر سلطوي بشكل ما . و في الاربعينات - رغم الاعتقالات - كان لهم ظهير سلطوي ممثل في حزب الوفد و ممثل قبلها في سلطة الاحتلال المتعاونة مع السوفييت لظروف الحرب و في السبعينات كان اليسار مندمجا مع الهالة الأكثر اتساعا بكثير التي تربت علي الاتحاد الاشتراكي و منظمة الشباب و التنظيم الطليعي كان هناك دائما حبل سري ما يربط اليسار المصري بالسلطة و حينما قطع السادات هذا الحبل السري أصبح اليسار معزولا . و أنا لا أفسر عزلة اليسار في العقود الماضية بمجرد قطع الحبل السري لكنني أفسره أساسا بالتحولات الاجتماعية العميقة التي جرت في مصر مع انتقالها للتبعية في ظروف المنطقة . لكن قطع هذا الحبل السري أربك اليسار أشد الارباك و لم يستطيع أن يري لا التحولات الاجتماعية و لا دوره في لحظة تراجع الحركة الجماهيرية عن ذروتها السابقة في الاعوام 72 - 77 . أما ما يعرف بامراض اليسار الشللية و التعصب و الشخصانية الخ فكلها مظاهر لهذا الواقع . أما اليسار الجديد بعد الثورة فله ملامح تبدو مختلفة كلية لانه بلا ظهير سلطوي رغم أن البعض يحاول أن يبحث عنه هنا أو هناك. نظريا كان اليسار متخلفا دائما عن ملاحقة التطورات الجارية ففي السبعينات كنا مازلنا نتناقش في أمور من نوع رأسمالية الدولة و البرجوازية البيروقراطية بينما هذه الاشياء في طريقها للتحلل و في الاربعينات كانوا يتناقشون في دور الشيوعيين في الثورة الوطنية بعد كل ما قيل و كتب عن الموضوع. أما اليسار الجديد فرغم كل التسطح و فهو علي الأقل يتناقش فيما هو حادث الآن و ليس ما حدث من سنوات. فما رايك في كل هذا ثم سؤال أخر عن كتاب محمود حسين عن رأسمالية الدولة أعتقد أنه صدر في 68 أو 72 ما هي قصة هذا الكتاب؟ .


25 - رد الى: حسن خليل
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 29 - 20:59 )
لا أوافقك إطلاقًا على تجاهلك أن سعد زغلول جرم الحزب الشيوعي بتهمة العمالة لروسيا السوفيتية وسجن أعضاءه. ولم يكن ظهيرًا للشيوعيين بل معاديًأ أشد أنواع العداء. وطوال الحرب العالمية الثانية كان الشيوعيون في السجون والمعتقلات.
أما الحقبة الناصرية فقد اعتبرت بكلمات ناصر نفسه الشيوعيين عملاء ولم يتبن الخط الناصري المعادي للشيوعية إلا الانحراف اليميني كما جاء في المقال.
الحديث عن الخطوط السياسية في الماضي يتعلق بالحاضر والمستقبل. وبعد 25 يناير لم تعد السرية هي الحاكمة وصار المجال مفتوحًا للعمل الجماهيري على أوسع نطاق.
كتاب محمود حسين اسمه الصراع الطبقي في مصر وقد صدر بالفرنسية في الستينات ثم ترجم إلى العربية فيما بعد. كان الكتاب ينتقد الاشتراكية الناصرية المزعومة تمشيًا مع خط وحدة الشيوعيين، ولكنه انحرف يسارًا في موقفه من السد العالي وما سماه الإمبريالية السوفيتية.


26 - ابراهيم فتحي عضوا في حدتو من1961 إلى1964 وخلافه
أحمد القصير ( 2013 / 5 / 25 - 14:19 )
أبديت ملاحظات موجزة حول رؤية ابراهيم فتحي القائمة على تشويه اليسار وتاريخه. وانزعج الصديق القديم وفقد أعصابه.. وكتب كلاما لا يليق . ولم أعرف أن كلامي عن انضمام ابراهيم فتحي إلى حدتو بدءا من عام 1964 حتى الخروج من المعتقل في الشهور الأولى لعام 1964 سيجعله يرد بكلمات كلها سباب . وهذا يدعو للأسف. وقال ابراهيم فتحي إن انضمامه كان -فكاهة إذ لم انضم مطلقا إلى برنامجها-.. كلام نكتة.. كيف ينضم إلى حدتو دون أن يقبل برنامجها .. مجرد تغطية وهروب من مواقفه ومن التاريخ. وللتاريخ أيضا فإن ابراهيم فتحي عندما اعتقل عام 1967 لم يكن عضوا بوحدة الشيوعيين. ولم يكن زعيما لها. بل كان زعيمها هو الصحفي الراحل أ. العزبي. وثالثأ لماذا التمسح في شهدي والكلام الخاطئ عنه. انقسم شهدي عن حدتو وعاد إليها بعد شهور. وانتقد نفسه . بينما لم يعد للنضال الحزبي مطلقا الصديق المفكر أنور عبدالملك. كما ظل بعيدا عن النشاط الحزبي آخرون من بينهم مثلا الصديق سعد زهران الذي شارك فيما بعد في 1950في تأسيس حزب الراية . ونود التنبيه إلى أن ابراهيم فتحي أخطأ عندما اعتمد على كتاب جينارو .. فإن جيانارو يروج كثيرا من المعلومات الخاطئة. وليس موضوعيا. كما أن أفكار محمد عباس سيدأحمد تحتاج إلى مراجعة ولا يعتمد عليها . ورابعا هناك نزعة عنصرية في كلام ابراهيم فتحي عن اليهود. فقد كانوا جزءا من النسيج الاجتماعي. وشكل الشيوعيون منهم لجنة مكافحة الصهيونية ، ولكن النقراشي رئيس الوزراء قام بحلها.. وكان من أعضائها أبناء حدتو البير أرييه وشحاته هارون.. وخامسا تكلم ابراهيم فتحي عن هنري كورييل وكأنه بعبع وعدوا. ونكتفي بالقول هنا أن كورييل وزملائه أعضاء حدتو في المنفي حصلوا على خطة العدوان الثلاثي 1956 وأبلغوها تفصيلا إلى عبدالناصر عن طريق ثروت عكاشة وآخرين. كما قام الرئيس الجزائري مؤخرا بتكريمه نظرا للخدمات الجليلة التي قدمها كورييل للثورة الجزائرية . إن محاولة اختصار حدتو في كورييل مسألة غير موضوعية. ويكفي أن نقول أن حكومة الوفد سحبت بعد وصولها للحكم في الجنسية المصرية من كورييل وأبعدته من مصر. كانت حدتو في الأربعينات قائدة النضال الوطني ، وهي التي وضعت برنامج الحركة الوطنية. ودعا شهدي إلى تكوين حزب جديد. لكن عارضته جماعة الفجر الجديد بزعامة أحمد رشدي صالح أبوسيف يوسف وريمون دويك. ورد أحمد رشدي صالح قائلا لا داعي لذلك لأن حزب الوفد موجود.. ولكن للأسف حاول البعض تشويه حدتو وزعموا خطأ بأن دعوة شهدي كانت موجهة ضد حدتو. وما أكثر من يجهلون التاريخ؟ وخلال الفترة اتسع أيضا نشاط حدتو تنظيميا وجماهيريا. وخلال الفترة 1950_1952قادت جبهة وطنية ، وشاركت في المظاهرة المليونية في 14 نوفمبر 1951. وهي مظاهرة دعم إلغاء معاهدة 1936 والكفاح المسلح في القنال. وكانت حدتو هي والحزب الاشتراكي والوفد وبعض ضباط الجيش المنضمين لحدتو هم الذي شاركوا في عمليات كتائب التحرير التي خاضت الكفاح المسلح بمنطقة القنال ومحافظة الشرقية. ولا ننسى هنا الشهيد عباس الأعسر ابن حدتو الذي استشهد في معركة المحسمة بالقرب من -أبوصوير-.. ولم يشارك الإخوان المسلمون في الكفاح المسلح بل وقفوا ضدها . وذهب مرشدهم لمقابلة الملك فاروق وأعلن أن الإخوان لن يشاركوا في كتائب التحرير.. هذه مجرد لمحة من تاريخ حدتو النضالي.. مجرد جانب يجسد بحق تاريخ اليسار الماركسي وإنجازاته على أرض الواقع. ولا يمكن تقييم التاريخ دون معرفته . وأتعجب كثيرا من المحاولات الدائمة لإهالة التراب عليه وتشويهه بدلا من إبرازه للرأي العام. وأخيرا الجميع يعلم أن أبناء حدتو وخاصة مكتب الأدباء والفنانين الذي كان يشرف عليه كمال عبدالحليم هم الذين أسهموا بالجانب الرئيسي في صياغة الثقافة الوطنية.. وكان هؤلاء هم الذين أبدعوا روائع القصة والرواية والمسرحية والشعر علاوة على مجالات الصحافة والنشر والفنون التشكيلية والسينمائية. حدتو تفخر بابنائها العظام بل والوطن يفخر بهم: ونشير هنا إلى هذه الكوكبة التي ضمت من المخرجين أحمد كامل مرسي وكامل التلمساني وصلاح ابوسيف وعبدالقادر التلمساني، ومن الفنانين التشكيليين جمال السجيني وحسن فؤاد وزهدي وعبدالغني ابوالعنين، ومن الشعراء صلاح جاهين وفؤاد حداد وكمال عبدالحليم ومحمود توفيق وعبدالرحمن الخميسي، ومن كتاب القصة والرواية ابراهيم عبدالحليم ومحد صدقي ولطيفة الزيات ويوسف إدريس. هذه هي حدتو التي تجسد بحق تاريخ نضالي فكري مستمر في التاريخ


27 - ابراهيم فتحي انضم لحدتوخلال1961_1964 وخلافه
أحمد القصير ( 2013 / 5 / 25 - 16:46 )
ابراهيم فتحي يشوه اليسار بإصرار. قلت ذلك وذكرت أنه انضم إلى حدتو خلال الفترة الممتدة من 1961 حتى 1964. وكان رده حفنة من السباب وكلام لا يليق. بل قال كلاما غريبا زاعما أنه انضم لحدتو لكنه -لم ينضم لبرنامجها-. هل هناك غرابة أكثر من ذلك. ابراهيم فتحي يتهرب من تاريخه. لقد طلب الانضمام لحدتو. وقبلت حدتو الطلب بشرط أن يكون مجرد عضو قاعدي . وتقبل ذلك. ويبدو أنه تصرف بعصبية لآني أعلنت عن شئ لا يريد أن يكون معروفا. وكان الأفضل أن يقدم تجربته في تنظيم وحدة الشيوعيين لنعرف ماذا قدم لليسار. ذلك مطلوب مع تعريف الناس مثلا بأن زعيم وحدة الشيوعيين عند اعتقالات 1967 كان الصحفي الراحل أ.العزبي ولم يكن ابراهيم فتحي ، ولم يكن ابراهيم فتحي عضوا آنذاك. وبعد ذلك قامت المجموعة التي أسست التنظيم الشيوعي المصري في نهاية 1969 والذي تحول اسمه في 1974 إلي حزب العمال الشيوعي المصري بضم ابراهيم فتحي إلى القيادة. وقد انهار هذا الحزب كلية واندثر مثلما اندثر تنظيم وحدة الشيوعيين وكذلك حزب 8 ينايرالجديد. ولم يتبق من اليسار الماركسي حتى هذه اللحظة سوى الحزب الشيوعي المصري وحركة الديمقراطية الشعبية ، وكان أبناء حدتو هم العنصر الرئيسي في تأسيس هذين التنظيمين. ورغم ضعفهما حاليا إلا أنهما حافظا على الاستمرار. وثانيا حاول ابراهيم فتحي التمسح في شهدي عطية. وقدم معلومات خاطئة. وأخفى أن شهدي عاد إلى حدتو بعد أشهر قليلة من انقسامه عنها عام 1948 وانتقد نفسه. وقد أصبح شهدي من أبرز قادة حدتو بعد خروجه عام 1955 من السجن. لكن الذين خرجوا معه في الانقسام عام 1948 كانت لهم مواقف أخرى. مثلا الصديق أنور عبدالملك لم يعد للنضال الحزبي. كما أن الصديق العتيد سعد زهران مثلا شارك في 1950 في تأسيس حزب الراية بعد فترة انقطاع مثل آخرين. وتبديدا لشوشرة يمارسها بعض اليساريين ينبغي أن نوضح هنا أن شهدي دعا في بداية عام 1947 إلى تكوين حزب من نوع جديد وكان ذلك على صفحات الجماهير، وقد روج بعض أدعياء اليسار كلاما زائفا حول دعوة شهدي ، وقالوا زورا أن شهدي كان ينتقد ثيادة حدتو ويخوض صراعا ضدها.. وهذا ليس صحيحا . فإن الذين اعترضوا على شهدي هم جماعة الفجر الجديد ومنهم أحمد رشدي صالح وابو سيف يوسف وريمون دويك. وقال أحمد رشدي صالح في رده -لسنا في حاجة إلى حزب جديد لأن حزب الوفد موجود-. ويلاحظ أيضا أن ابراهيم فتحي يتسم بالعنصرية عند كلامه عن هنري كورييل. ويتجاهل أن اليهود كانوا من النسيج الاجتماعي. بل أنهم شكلوا لجنة لمناهضة الصهيونية بقيادة الشيوعيين وقام النقراشي باشا رئيس الوزراء بحلها بينما سمح بالنشاط الصهيوني في مصر. وكان أبناء حدتو أنشط الناس في اللجنة اليهودية لمكافحة الصهيونية. ومن بينهم الصديق البير أرييه أطال الله عمره والصديق الراحل شحاته هارون. وليعلم الجميع أن كورييل ظل رغم ابعاده يقدم خدمات لمصر. ومن بينها حصوله هو زملاؤه أعضاء حدتو في المنفى على خطة العدوان الثلاثي 1956 على مصر، وقاموا بإبلاغها لجمال عبدالناصر عن طريق ثروت عكاشة في سفارتنا في روما.. وعلاوة على ذلك قام الرئيس الجزائري مؤخرا بتكريم كورييل نظرا لخدماته الجليلة للثورة الجزائرية. قادت حدتو الحركة الوطنية وحددت شعاراتها الجديدة. وفي الخمسينات وبعد أن قامت حكومة الفوف التي وصلت للحكم في 1950 بسجب الجنسية من كورييل وقامت بنغيه. وخلال الفترة 1950_1952 قادت حدتو الحركة الوطنية وأسهمت في التحرك الشعبي لإلغاء معاهددة 1936 وفي تنظيم أول مظاهرة مليونية يوم 14 نوفمبر 1951 . كما اشتركت في عملية الكفاح المسلح وكتائب التحرير ضد القوات البريطانية في منطقة القناة ومحافظة الشرقية، ومن بين شهداء تلك المعارك عباس الأعسر ابن حدتو الذي استشهد في معركة المحسمة بالقرب من ابوصوير. والجدير بالذكر أن حزب الوفد والحزب الاشتراكي شاركا في تلك المعارك إلى جانب حدتو وبعض الضباط المنتمين إليها . كما أن حدتو هي التي نظمت المقاومة في بورسعيد عام 1956. أما الإخوان فلم يشاركوا في الكفاح المسلح، وذهب مرشدهم حسن الهضيبي لمقابلة الملك وأعلن أن الإخوان لن يشتركوا في كتائب التحرير. كما لم يشترك الإخوان مطلقا في المقاومة عام 1956. وفضلا عن ذلك خاضت حدتو معركة الدفاع عن الحريات في الخمسينات وأسست اللجنة التحضيرية لاتحاد عمال مصر. كما أسهمت بقسط في نشر الثقافة التقدمية. كما قام أبناؤها المبدعون من صياغة ثقافة وطنية. وأسهم مكتب الأدباء والفنانين التابع لها بقيادة كمال عبدالحليم بدور محوري في هذا الصدد. وضم هذا المكتب أعظم المبدعين في مجالات القصة والرواية والشعر والفنون التشكيلية وفنون السينما علاوة على مجالات النشر والصحافة والإخراج الصحفي. وتعتز حدتو بابنائها المبدعين بل إن مصر تفتخر بهم. وفي هذا الصدد نذكر منهم في مجال السينما أحمد كامل مرسي وصلاح أبوسيف وعبدالقادر التلمساني. وفي مجال الشعر نذكر صلاح جاهين وفؤاد حداد وكمال عبدالحليم ومحمود توفيق وعبدالرحمن الخميسي. وفي مجال الن التشكيلي نذكر جمال السجيني وحسن فؤاد وزهدي عبدالغني ابوالعينن، وفي مجال القصة والرواية نذكر ابراهيم عبدالحليم ومحمد صدقي ولطيفة الزيات ويوسف إدريس


28 - رد الى: أحمد القصير
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 26 - 12:00 )
أحمد القصير يهرف كعادته بما لا يعرف زاعما أن ابراهيم فتحي حينما اعتقل عام 1967 لم يكن عضوًأ في وحدة الشيوعيين التي كان زعيمها الصحفي أحمد العزبي. وكنت قد اعتقلت عام 1965 قبل عدد من المثقفين البارزين في وحدة الشيوعيين خرجوا على قيادة الثنائي الراحلين الصحفي أحمد العزبي والمهندس غازي عزام . كان الشاعر الأبنودي ووالشاعر سيد حجاب والمؤرخ الصحفي صلاح عيسى وآخرون قد أعلنوا خروجهم على الثنائي أحمد العزبي وغازي عزام في وحدة الشيوعيين ولم يماروسوا أي عمل تنظيمي سري، وخرج كثير من أعضاء وحدة الشيوعيين على الثنائي قبل أن يتعادى الإثنان. واضطرت القيادة المركزية ابراهيم فتحي مسئولا سياسيا والمحامي أحمد فرج مسئولا تنظيميا والمحامي محمود ندا مسئولا جماهيريا إلى وقفهما. ولكن الراحل المهندس غازي عزام كان الأقرب فكريًأ إلى تلك القيادة. أما أكذوبة أن ابراهيم فتحي كان عضوا بحدتو من 1961 إلى 1964 فكيف يمكن لنتظيم يدعي الشيوعية أن يقبل في عضويته ابراهيم فتحي الذي يعلن ويكتب ويجاهر بعدائه للبرنامج وهو شرط قبول العضوية؟ لقد كان مجرد انضمام إلى الحياة العامة لحدتو والثابت تاريخيا أن كتاباتي التي خرجت من السجن في تلك الفترة كانت تطبعها وحدة الشيوعيين وتعبر عن خطها السياسي وهي التقارير الاستراتيجية التي يعرفها كثيرون من المناضلين وما يزالون يذكرونها وقد كانت أساسًأ للخط السياسي لتنظيمات لاحقة.
أما الحديث عن دور كورييل في كشف سر العدوان الثلاثي عى مصر وإبلاغ السر للمصريين فكذبه جيل بيرو في كتابه رجل من طراز فريد -الكتاب المترجم إلى العربية- على الرغم من أنه يناصر كورييل مناصرة شديدة يذكر أن لم يكن هناك سر. فقد كان الأمر ذائعًأ في الأوساط الرسمية الفرنسية لأن العدوان لم يكن يعمل أي حساب لقوة الجيش المصري أيامها، معتقدًأ أنه لم يكن قد تسلح بالأسلحة السوفيتية وتدرب عليها تدريبًأ كافيًأ. وكل هذا الكلام الوهمي عن دور كورييل كان الغرض منه كسب رضاء السلطات المصرية ولا يشفع لموقفه من القضية الفلسطينية عن أمة يهوية وشعب صهيوني عامل. ويذكر اتهامي بالعنصرية بموقف الصهاينة من اعتبار أي هجوم على مواقفهم معاداة للسامية.
ويواصل أحمد القصير فرض عضوية حدتو على صلاح جاهين وعبد الرحمن الخميسي ولطيفة الزيات ويوسف إدريس وحسن فؤاد وغيرهم. ولم يكن صلاح جاهين عضوا في حدتو في أي وقت، بل كان صديقًا شخصيًا لبعض مثقفيها، وخرج الخميسي على حدتو مهاجمًأ فكرها وكذلك يوسف إدريس. وكانت لطيفة الزيات بعيدة كل البعد عن أفكار حدتو. أما أنا فقد استقلت من حدتو قبل عام 1952 نتيجة لتقرير كورييل -الصادر بالفرنسية والذي ربما لا يعرفه القصير- ووافقت عليه اللجنة المركزية عن ضرورة تحالف الشيوعيين مع الإخوان المسلمين، ثم ظهرت وحدة الشيوعيين بعد 1952 بسبب موقف حركة الجيش من عمال كفر الدوار وإعدام خميس والبقري ومواصلة قيادة حدتو تأييدًا غير مشروط في ذلك الوقت. وكان موقف حدتو دائمًا من الخلاف السياسي هو الاغتيال السياسي للمعارضين بافتراءات.
ورغم اختلافي مع الخط السياسي لحدتو فإنني لم أصل قط إلى الموافقة على تقرير الرفيق خالد (الدكتور فؤاد مرسي) باسم -مآل الحركة الديمقراطية خيانة جاسوسية تخريب- لأنني أحترم نضال شيوعيي حدتو المخلصين للحركة الوطنية وللاشتراكية وقدموا التضحيات من أجل مصر وقضية الاشتراكية.


29 - ماقبل أى حوار
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 25 - 17:54 )
ممايسعد المثقف المصرى والعربى الثورى الجذرى أن يرى موقع الحوار المتمدن وقد إزدان بكتابات المفكروالناقد الأدبى إبراهيم فتحى الذى أثر فى أجيال متلاحقة من الأدباء والشعراء والسياسيين والأكاديميين والباحثين . ولمن تابعوا جهده فى حقل التأليف والترجمة - وخصوصا لمن اقتربوا منه من تلاميذه وأحباءه وأصدقاءه ورفاقه - يعرفون مدى العمق وسعة الأفق ورحابة النظرة والقدرة على الفهم الجدلى الفذ الذى يهلك ويقوض أية نزعة عقائدية تحتضنها كتاباته . لقد عرفت ترجماته وكتاباته مبكرا منذ ترجم رواية - الهزيمة - لفاداييف . ثم مجادلا على صفحات مجلة المجلة - بعد خروجه من معتقل الواحات الناصرى عام 1965 - حول قضايا فلسفية من منظور مادى ماركسى . وقرأت فى وقت متأخر ( أواخر 1967 ) وثيقتين كان قد كتبهما فى سجن القناطر الخيرية لمنظمة وحدة الشيوعيين - فى 1961 كما علمت فيما بعد - أولهما بعنوان - حول اشتراكية رأس المال الكبير- و - حول التحريفية اليوغوسلافية - . فى هذا الوقت كان جيلى الستينى السبعينى محاطا من كل جانب تقريبا بالتصفويين اليمينيين الذين قرروا حل منظماتهم الشيوعية والالتحاق بركب الطبعة البيروقراطية من الاشتراكية . ومن القائلين ب - المجموعة الاشتراكية فى السلطة - الى - وحدة كل الاشتراكيين - والالتحاق ب تنظيم السلطة - الطليعى - وكان قوت جيلى الثورى من انتاجه الفكرى فى منظمة وحدة الشيوعيين المصريين ... قرأت الوثيقة الاولى التى مارست أثرها التحريرى التنويرى على عقلى حيث أرتنى رأسمالية الدولة متخفية فى عباءة الاشتراكية . وفى ذلك كنت مع القليل من الشباب من الأدباء والشعراء خاصة ( الابنودى - يحيى الطاهر - خليل كلفت - سيد حجاب - عبد السلام الشهاوى ...) . منذ منتصف الستينات نتابع موقفه المعلن المناهض لإشتراكية النظام الناصرى وقد تحول بالنسبة لنا الى - اسطورة - خاصة بعد تواتر إعتقاله بينما أتباع يمين الحركة جالسين حول موائد النظام . تعرفت عليه عام 1970 بعد خروجى من المعتقل للمرة الأولى . وتوثقت صلتنا الشخصية والسياسية . وأسهم اسهاما خاصة بكتاباته السياسية للتنظيم الشيوعى المصرى ثم لحزب العمال فى وضع الاسس النظرية والسياسية لإستراتيجية الحزب وتاكتيكاته التى تضمنتها وثائقه الاساسية . ويمكننى القول ودون مبالغة بأنه اذا كانت هناك نظرات ثورية راديكالية لأوضاعنا وواقعنا حاليا فإن كثيرا من الفضل فيها يعود لأثر كتاباته التأسيسية . ولم يدخر جهدا مع أحد من المشرق والمغرب والشمال والجنوب وأيا ماكان مجال إختصاصه فى بذل النصح والعون فى الكتابات والدراسات وقلما تجد موضوعا متفردا فى الكتابة والترجمة الا وكان مفكرنا الكبير مصدرا أو مرجعا . أما دينى الخاص وهو غير الدين العام الذى أشارك فيه أبناء جيلى فعظيم . فقد كان أول قراء ماكتبت وكان تقويمه له حافزا لى على مواصلة الكتابة . أما الترجمة فدينى فيها أعظم . كنت قد درست كتابا واحدا فى اللغة الفرنسية على يد صديقى خليل كلفت . ولم يتوفر من الكتب الفرنسية آنذاك غير ديوان قصائد لفيكتور هيجو ( كنا معتقلين معا 1973 -- 1975 فى سجن الحدراء بالاسكندرية ) فترجمت قصيدة منه وناولتها له فرحا متفاخرا فقرأها بتمعن ونظر الى قائلا : علىّ أن أشهد أنك عبقرى ! فأنفرجت سريرتى ثم أردف : لأنك إستطعت أن تترجم كل كلمة بعكس معناها ! أذهلتنى المفاجأة والتعبير فأنفجرت ضاحكا ... وحتى اليوم حين أعيد حكاية ماجرى لاأملك الا الانفجار فى الضحك ... فيمابعد تفضل بمراجعة ترجمتى الاولى ( رواية عشاق أفنيون ) وكتب لها مقدمة استمتع بقراءتها واعادة قراءتها وقد يندهش البعض ان قلت أننى أراها أروع من الرواية ذاتها . ثم راجع بعد ذلك ترجمتى لبورديو ( الانطولوجيا السياسية ) وكنت قد تعرفت على بورديو من خلال تقديمه له فى واحدة من ترجماته هو . بالطبع مرت عقود وكنت قد تمرست لترجمتى عدة كتب غير ان مااستفدته من ملاحظة استاذنا أن على أن أكون دقيقا بلا أدنى تساهل وان اكون واثقا متيقنا مما أقول . أدى هذا بى الى حالة من الهوس بدقة المراجعة التى قد تبلغ فى بعض النصوص 12 مرة . مع ذلك اختلفت معه حول هيدجر فقد أورد المؤلف عبارة تفيد بأن - كان هيدجر يمور أو يفور بغضب انفعالى - ترجمتها أنا كان -يضطرم - ورأى هو ترجمتها الى كان -يغلى - . قلت : ألا ينبغى أن نميز بين غضب الفيلسوف وفوران الشاى ... -يضطرم- كلمة متحذلقة تليق بفيلسوف ! أجابنى ضاحكا كما تشاء . .... هذا مفكر مبدع خلاق منفتح الآفاق تستمتع بما يكتب عن الوضعية المنطقية وعن هيدجر ويجعلك ببصيرته تخترق الحجب كما تستمتع حين يحدثك عن الكوميديا والحكم الشمولى او الادب والثورة او العالم الروائى عند نجيب محفوظ ... أتمنى أن أرى أعمال مفكرنا كلها على تباينها مجموعة ومنشورة على موقع الحوار المتمدن فهى تروج لوعى من طراز رفيع . لقد نجح فى أن يخلق رفاقا وأصدقاء وأصحاب وقراء ومحبين ولم يسع أبدا الى أن يكون وثنا او صنما أو أيقونة تحيطها بطانة من العاطلين . دام فكرك منارة مضيئة للأبد


30 - 1 العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية
خليل كلفت ( 2013 / 5 / 26 - 00:16 )
العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية - 1
خليل كلفت

1: يُولد المثقفون الثوريون، وغير الثوريين، وأخصّ هنا الشيوعيِّين، فى العزلة عن الجماهير الشعبية بعد أن تنتهى إلى أفراد منهم بالتدريج أفكار ثورية قادمة من الخارج أو نابعة من الداخل. ولا تنمو صلة هذه العناصر الثورية بالجماهير الشعبية إلا من خلال نمو حركة هذه الجماهير التى تنشأ هى ذاتها بالتدريج مع نمو الصناعة والاقتصاد ككل وكذلك من خلال نمو حركتها النقابية والثورية بصورة متناثرة فى البداية وجماعية عبر الزمن بالتدريج أيضا وعبر الانقطاعات القصيرة حينا والممتدة أحيانا. وعندما تتفجر حركات شعبية عفوية، فلاحية أو عمالية أو استقلالية، تبدأ احتمالات الالتقاء بين الشيوعيِّين والحركة العفوية، وهى بطبيعتها عملية تدريجية طويلة ومعقدة، وترتبط بالتطور الفعلى للحركة الجماهيرية العفوية، التى تعرف الصعود والهبوط، كما تعرف الانقطاعات القصيرة والممتدة، بعيدا تماما عن الزحف المتواصل.
2: ولا يمكن أن يُلام أحد على مثل هذه العزلة، مهما امتدت، إلا عندما تكون محصلة للتقاعس أو الانعزالية. والتقاعس متوقع من عناصر فاترة الحماس ولكنه غير مرجَّح من العناصر الأكثر حماسا ولهذا فإن ما قد يبدو تقاعسا من شيوعيِّين ثوريِّين مخلصين وبالغى الحماس يمكن أن يجد تفسيره الحقيقى فى أعدادهم وفى عدم الانتشار المتكافئ لهذه الأعداد فى مناطق النضالات أو الحركة الجماهيرية وكذلك فى خبراتهم ومستويات تنظيمهم.
3: أما العزلة التى تكون محصلة للانعزالية فإنها شيء آخر مختلف. وعلى هذا النحو يمكن أن تكون العزلة -مُعْطًى- لا سبيل لتغييره إلا مع الزمن بشرط انتشار أوسع للفكر الشيوعى والثورى من ناحية واتساع نمو الحركة الجماهيرية العفوية من ناحية أخرى. ولهذا فإن الشيوعيِّين الذين ينوحون كثيرا ويجلدون ذاتهم بصورة متواصلة ويُرْجعون العزلة إلى الصفات الرديئة للشيوعيِّين بوصفهم مثقفين فإنهم يصرُّون على ألَّا ينظروا حولهم إلى تجارب نجاحات وهزائم مختلف الشعوب، ويحصرون أنفسهم داخل نوع من التفكير القومى أو المحلى الضيق. أما الانعزالية فإنها يمكن أن تأتى كمحصلة لأشياء سلبية متنوعة منها ردّ الفعل على الضربات الپوليسية بما يؤدى إلى معايير تنظيمية سرية متشددة، ومنها تصورات مثل بناء التنظيم أولا حتى على حساب النشاط بين الجماهير، وهنا يمكن توجيه اللوم إلى هذا التنظيم الشيوعى الثورى أوذاك عن ماضيه أو حاضره.
4: إننا، إذن وبلا جدال، نُولد فى العزلة وننمو مع نمو الحركة العفوية للطبقة العاملة أو الفلاحين أو الجماهير الفقيرة، وإذا لم تكن العزلة محصلة نزعة انعزالية كسياسة فى إطار تقييم موضوعى فإن جلد الذات لا يعدو أن يكون ضيق أفق قومى يعيش كثيرون فى كهوفه المظلمة. ويوصف هذا الموقف بالقومى أو المحلى لأن الشخص الذى ينظر إلى أحوال نضالات الحركات الثورية فوق هذا الكوكب سيجد انتصارات وهزائم وأوضاعا راهنة لا خروج منها إلا بشروط تاريخية داخلية وخارجية وجماهيرية يستحيل التنبؤ بها. وقد يفسر ساخنو الرأس الراغبون فى رؤية نتائج سريعة وحتى فورية لجهودهم العزلة بانعزالية قد يبالغون فى تصور وجودها، وقد يقارنون ما يرونه انعزالية محلية بنضالات لشعوب أخرى دون أن يستوردوا شروطها هناك ومسيرتها هناك ومصائرها هناك. وبالطبع فإن مثل هذه التصورات قد تفضى إلى انقسامات داخل التنظيم الشيوعى الواحد، وليس هذا سوى مصدر واحد للانقسام.
5: وهنا نأتى إلى الانقسام وإلى مجرد سبب من أسبابه يتمثل فى الانقسامية، حيث تقوم بين الانقسام والانقسامية علاقة أشبه بالعلاقة بين العزلة والانعزالية. ويمكن القول إن الانقسام أمر -طبيعى- كالعزلة أما الانقسامية فإنها بغيضة شأنها فى هذا شأن الانعزالية؛ وإنْ كانت هذه أو تلك اضطرارية فى بعض الحالات. وهناك كثير من الشيوعيِّين الثوريّين المخلصين يطرحون وأحيانا بكثير من الأسى على واقع الحال أفكارا أو شعارات تقضى على الانقسام البغيض وتبنى الوحدة المنشودة. غير أن الرغبة فى الوحدة والخروج من واقع الانقسام ينبغى أن تقوم بترشيدها رؤية واضحة للدوافع الأصلية للانقسام.
6: وهناك مصادر أو أسباب أو دوافع أو شروط نظرية وأخرى ظرفية للانقسام فى صفوف الشيوعيِّين. وإذا كانت هناك مصادر نظرية أصلية للانقسام فإن الأسباب الظرفية تظل وثيقة الصلة بالمصادر النظرية وإنْ كانت لا تقتصر عليها. وإذا كان هناك تنظيم شيوعى أو اشتراكى واحد طامح إلى أن يكون حزبا شيوعيا قد نشأ فى هذا البلد أو ذاك انطلاقا من وصول طبعة من الماركسية أو الماركسية-اللِّينينية إلى ذلك البلد فمن البديهى إذن أن لا تكتمل هذه المسيرة الواحدة الموحَّدة للحزب الشيوعى؛ فمع المزيد من الوقت تصل طبعات أخرى من الماركسية فنكون إزاء ماركسيات متعددة وليس أمام ماركسية واحدة فمنذ الأممية الأولى والأممية الثانية والأممية الثالثة والأممية الرابعة صارت الماركسية ماركسيات متناحرة فى كثير من الأحيان. على أن هذه الماركسيات ذاتها صارت تنطوى كل واحدة منها على مدارس ومنظمات وحركات فكرية متباينة. ولهذا فإن البكاء الطويل على أطلال وحدة شيوعية لم تتحقق فى حزب واحد إنما ينطوى على تصورات بدائية تطمح إلى القضاء على انقسام منطقى للغاية ومفهوم للغاية ولا سبيل إلى تخطيه ويمكن أن يؤكد إلقاء نظرة عجلى على بلد متطور سياسيًّا أن الانقسام -مُعْطًى- من المعطيات العنيدة ولا سبيل حتى إلى تحقيق وحدات جزئية دون تطورات فكرية يمكن أن تقوم بالتقريب بينها أو دون تجاهُلٍ لخلافات عنيدة قابلة للتفجُّر وتمزيق الوحدة الخادعة.


31 - 2 العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية
خليل كلفت ( 2013 / 5 / 26 - 00:19 )
العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية - 2
خليل كلفت
7: وقد تطورت الماركسية ليس كتطور فكرى أو فلسفى خالص فى سماء النظرية. لقد نشأت انطلاقا من الفلسفة المثالية الألمانية والاقتصاد السياسى البريطانى والاشتراكية الخيالية الفرنسية من الناحية النظرية. غير أن ما هو واقعى ومادى فى نشأة الماركسية إنما يتمثل فى تطور الرأسمالية فى الغرب ونمو حفّار قبرها تاريخيا أىْ الطبقة العاملة. وكان التطور اللاحق للماركسية كنظرية يجرى فى صلة وثيقة مع تطور موضوعها الواقعى المتمثل فى التطور الاقتصادى للرأسمالية والتطور النضالى النقابى والثورى للطبقة العاملة. كما كان يتأثر بصورة جوهرية بالأحداث والتطورات الكبرى فى العالم. وكانت المنجزات الفكرية للماركسية وقضاياها الجديدة وإخفاقاتها وأزماتها القصيرة والممتدة فى النظرية والممارسة وثيقة الارتباط بما أحاط بتطورها من عوامل متنوعة. وكانت تأتى مختلف التطورات والأحداث الكبرى بمزيد من الإنجازات لاستيعابها وبمزيد من الخلافات الكبرى بحكم اختلاف التفسيرات والمواقف والسياسات. وعلى سبيل المثال فإنه كان لا مناص من أن يؤدى انتقال الرأسمالية إلى مرحلتها الإمپريالية إلى خطوة نظرية إلى الأمام لاستيعابها مع خلافات متنوعة وإلى خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بتأثير العائدات الإمپريالية على تطور نضالات الطبقة العاملة، كما كانت بشيرا عند اتجاه رئيسى بثورات عمالية وشعبية لم تتأخر عن الوصول. وكانت هناك ثورة 1905 بنجاحاتها ولكنْ أيضا بخلافاتها، وكذلك ثورة 1917، والحربان العالميتان الأولى والثانية، والحرب الباردة، وأزمات الرأسمالية، وكل النتائج النظرية والعملية لهذه التطورات. وهكذا نكون إزاء شبكة واسعة معقدة من التصورات الخلافية الصانعة للانقسامات داخل الماركسية وتنظيماتها ونضالاتها.
8: وتَرِثُ الماركسية أو الشيوعية فى نشأتها وتطورها اللاحق فى هذا البلد أو ذاك هذه العوامل النظرية للانقسام كحالة متعددة الأحزاب بحكم التأثيرات الماركسية المتباينة، وحتى الانشقاق داخل الحزب الواحد. ولا يعنى المزيد من نضج الحركة الشيوعية بالضرورة الاتجاه إلى الوحدة مهما كانت دواعى نشدان الوحدة. بل يمكن أن تصاحب هذا النضج المتزايد عوامل جديدة نظرية وعملية للانقسام: مثلا عمق المعرفة بماركسيات جديدة مختلفة بالخلافات الناتجة عنها. وكان لا مناص من أن يؤدى تطور الحركة الشيوعية فى مصر إلى بقائها كحركة متعددة الأحزاب بعيدا عن أن تندمج فى حزب واحد. وليس فى هذا الانقسام ما يدعو مطلقا إلى الأسف! ومرة أخرى فإن مَنْ ينظر حوله إلى عالمنا الكبير سيجد الشيء ذاته فى كل بلد متطور سياسيا إلى حد ما. وإلى جانب هذه العوامل النظرية الأصلية للماركسيات المتعددة، وكذلك إلى جانب الأحداث والتطورات والعوامل الظرفية العالمية الكبرى المثيرة للخلاف، هناك بالطبع التأثير الفكرى الخارجى المباشر لأحزاب ومراكز عالمية تنتمى إلى الكومنترن والكومينفورم، والاتحاد السوڤ-;-ييتى السابق، والصين الشعبية، وبعض الأحزاب الشيوعية الأوروپية، وكذلك الأممية الرابعة، على الأحزاب الشيوعية المحلية. وهنا تتعدد مراكز الوحى الفكرى العالمى على الحركة المحلية وقد تُسهم فى تأجيج الخلافات بانقساماتها وانشقاقاتها مع أو ضد التأثير الخارجى وقد تسهم أيضا فى قيام وحدة لامبدئية تحت الضغط سرعان ما تنفجر.
9: وتتعدد العوامل الظرفية المحلية والإقليمية فى صلة وثيقة مع التطورات العالمية وعلى رأسها الأحداث والتطورات فى مصر والمنطقة؛ وهى عوامل خلافية كبرى كان من شأنها زرع الانقسام والانشقاق فى الحركة الشيوعية المصرية. ومن الأمثلة البارزة على هذه العوامل انقلاب 1952 العسكرى، وتطوراته المتلاحقة المتشابكة مع الداخل والخارج، بالإصلاح الزراعى، والتمصير والتأميم، والتخطيط، والجلاء، وتأميم قناة السويس، وبناء السد العالى، وتغيير المعسكر العالمى بالتسليح السوڤ-;-ييتى وبالانخراط فى باندونج والحياد الإيجابى وحركة عدم الانحياز، وتدمير الحريات الديمقراطية التى تحققت بفضل ثورة 1919، وهزيمة 1967 وحرب 1973 ونتائجهما السياسية المتمثلة فى معاهدة السلام مع إسرائيل، وحركة التصحيح والانفتاح الاقتصادى وتغيير المعسكر من جديد نحو الغرب والولايات المتحدة، ومنها بالطبع قيام دولة إسرائيل والقضية الفلسطينية بكل تطوراتها ومراحلها وقضية القومية العربية والوحدة العربية، والانقلابات العسكرية والحزبية القومية فى العالم العربى، وحرب اليمن، والوحدة مع سوريا والاتحاد معها أو مع غيرها، وما لا يُحْصَى ولا يُعَدُّ من التطورات الإقليمية فى صلتها الوثيقة بالعالم غربا وشرقا. ولاشك فى أن هذه العوامل الظرفية المحلية والإقليمية كانت عوامل متجددة متلاحقة للخلاف والانقسام والانشقاق فى الحركة الشيوعية المصرية والحركة الشيوعية فى المنطقة.
10: وهنا ينبغى أن أبادر إلى الإشارة إلى أننى أتعمد ألّا يمتد النقاش إلى التطور الفعلى العينىّ للخلافات والانقسامات المرتبطة بهذه العوامل النظرية والظرفية المحلية والإقليمية فى صفوف الحركة الشيوعية المصرية لأننى غير مؤهل لمثل هذا البحث الذى يحتاج إلى خبرة مباشرة تنقصنى، كما يحتاج إلى كُتُب ضخمة وليس إلى مقالات مهما كانت طويلة، مثلما يقتضى توقيتا مناسبا للنقاش المتأنى بعيدا عن ضغط تطورات الثورة والثورة المضادة فى مصر والمنطقة العربية. وإنما أقصد بهذه المداخلة لفت الأنظار إلى حقيقة أن الأسئلة الخاطئة عن العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية، على أساس فرضيات لا مبرر لها، بعيدا عن الشروط الموضوعية والذاتية، تقود بالضرورة إلى تصورات خاطئة، وإجابات خاطئة، ومشاعر وأحاسيس يطغى عليها الإحباط والأسى والحسرة، ويطغى عليها الاتهام غير المبرَّر للشيوعيِّين فى كل أنحاء العالم وحتى للشعوب والطبقة العاملة فى كل مكان بالتقاعس أو الانعزالية مما أدى إلى الحالة الراهنة لحركة الشعوب والطبقة العاملة.


32 - 3 العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية
خليل كلفت ( 2013 / 5 / 26 - 00:20 )
العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية - 3
خليل كلفت
11: ومن أمثلة الأطروحات الخاطئة اليوم تلك المتصلة بوحدة الحركة الشيوعية أو وحدة اليسار، وهى أطروحات مفعمة بالنوايا الحسنة والمواعظ الطيبة والتصورات الخاطئة عن طبيعة كلٍّ من العزلة والانقسام. وربما انطلقت هذه الأطروحات من تصور أن الوحدة، بدلا من التفرُّق والانقسام والانقسامية، هى السبيل إلى الخروج من العزلة الراهنة التى تتعدد دلائلها حتى فى قلب عواصف الثورة، غير أن الخروج من الانقسام وَهْمٌ ينبغى التحرُّر منه، مصريا وعربيا وعالميا، حتى بافتراض أن وحدة الأجزاء المنعزلة جماهيريا يمكن أن تُضاعِف تأثيرها فلا تكون مجرد جمع لأرقام صغيرة ولا أقول أبدا مجرد جمع لأصفار.
12: ويؤخذ على اليسار المصرى الآن فى أعقاب تفجُّر الثورة السياسية الشعبية الكبرى أنه يعيش حالة من الانقسام والتشرذم عاجزا عن بناء حزب موحد لليسار، وعاجزا حتى عن تحقيق أىّ نجاحات پرلمانية أو حتى عن التقدُّم بمرشح رئاسى واحد، بحكم موروثهم الحافل بالخلافات والانقسامات. غير أن الصيحات والمواعظ المطالبة بوحدة اليسار تصطدم بأسئلة صعبة. فاليسار متنوع للغاية كامتدادات لماركسيات متعددة وتنظيمات شيوعية متعددة، وكامتدادات متعددة بدورها للناصرية ولأشكال أخرى من الفكر القومى، محاطا بجمهور واسع من الشباب الذى يقوم بتعريف نفسه بالانتماء إلى اليسار أو إلى اللِّيبرالية اليسارية ولكنْ مع نفور تام لا يُخْفُونه إزاء الشيوعية والاشتراكية لأن الاشتراكيات الماركسية فى القرن العشرين بكل ثوراتها ومنجزاتها لم تقدِّم لهم نموذجا ملهما ولم تقدِّم لهم مثل هذا النموذج الملهم كذلك اشتراكياتنا القومية فى مصر والعالم العربى بديكتاتورياتها العسكرية والپوليسية والمخابراتية رغم منجزاتها التى لا ينبغى المبالغة فى مغزاها فهى ترجع إلى المنجزات المنطقية فى زمن الاستقلالات المطعونة بالتبعية الاقتصادية الاستعمارية ومتلازمتها من تبعيات أخرى سياسية وعسكرية. وعلى هذا النحو فإن تلك -المنجزات- لم تكن محصلة توجُّهات فكرية اشتراكية أو مساواتية أو استقلالية وطنية حقيقية، بالإضافة إلى المصير الكارثى الذى قادت إليه تلك الأنظمة القومية فى العالم العربى. وإذا كانت الناصرية تشهد صحوة بعد تطورات بائسة للثورة المضادة الحاكمة فى مصر فإن هذا الحنين إلى الناصرية يمكن أن يكون تطورا سياسيا قصير الأمد للغاية فى سياق الاختناق الحالى تحت الحكم الإخوانى السلفى. كما وفدت وانتشرت أفكار أخرى جعلت من اليسار اللَّادولتى/الأناركىّ ظاهرة فى قلب اليسار الثورى يستحيل تجاهُلها. فمن أين يمكن أن تأتى الوحدة المنشودة؟!
13: وإذا كانت ثورة 25 يناير السياسية الديمقراطية قد حققت وحدة أوسع بين أقسام واسعة من المصريِّين فى ميادين وشوارع النضالات الجماهيرية، فقد جاءت بقضايا جديدة مثيرة للخلافات العميقة فى فَهْم طبيعة الثورة وفى تبنِّى تاكتيكات المقاطعة أو المشاركة والائتلافات أو التحالفات الانتخابية وغير الانتخابية مع العسكر أو مع الإسلام السياسى أو مع اللِّيبرالية اليمينية. وفى سياق الخلافات الجديدة التى جاءت بها التطورات والقضايا الجديدة، والخلافات والانقسامات القديمة الموروثة، نشأت وتنشأ أحزاب اليسار فى حالة من الانقسام الذى لا مناص منه، وفى هذا السياق تحدث انقسامات وانشقاقات وهجرات مفهومة فى هذه الأحزاب. ورغم انهيار النموذج السوڤ-;-ييتى للشيوعية ما يزال يتواصل تمسُّك الجمهور الواسع من الماركسيِّين المتنوعين بماركسياتهم المتعددة، وبهذه الصفة لعب اليسار الشيوعى رغم تشرذمه وحتى ركوده دورا هائلا فى الثورة المصرية، فى تفجيرها، وكذلك فى الاستمرار بها إلى الآن، وهو قوة باسلة عنيدة متزايدة النضج والوعى من قوى سيرها إلى الأمام.
14: وهذه النقطة الأخيرة تنقلنا إلى وحدة اليسار المطلوبة ليس فى إطار توحيد أحزاب بل فى إطار توحيد الحركة فى ميادين النضالات. وأعتقد أنه لا يمكن إنكار نجاحات اليسار فى هذه الناحية بالذات حتى عندما يقفون فى الميدان متجاورين، وإنْ كان يشوِّه هذه النجاحات للغاية نزعات پراجماتية وانتهازية وزعامية ملازمة لأفراد ومجموعات من اليسار فى مجال التعاون مع العسكر أو الإسلام السياسى أو اللِّيبرالية اليمينية. فالوحدة -الممكنة- فى الحركة النضالية متحققة دون شك حتى بعيدا عن الأحزاب، أما الابتعاد العنيد عن الوحدة مع الپراجماتيِّين والانتهازيِّين والزعاميِّين فهى نعمة وليست نقمة!
15: كتبتُ ما سبق على هامش مقال صديقى وأستاذى إبراهيم فتحى وتعمدتُ أن يكون مجرد إلقاء نظرة عامة على مفاهيم العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية فهى مفاهيم يُساء فهمها كثيرا بين الشيوعيِّين المصريِّين وربما بين غيرهم. ومقال إبراهيم فتحى اجتهاد بين اجتهادات كثيرة متحققة ومحتملة من حق وواجب أصحابها بحكم فكرهم الناضج وخبرتهم العميقة أن يتركوها لإرشاد مناضلى ومؤرِّخى المستقبل. ومن المؤسف أن تكون التعليقات المتبادلة بالحدة التى رأيناها فى كثير من الحالات، رغم أن الموضوع ذاته بحكم طبيعة تاريخه مثير للخلافات الحادة، فلولا الخلافات القديمة الحادة ما كان الانقسام القديم، ولولا الخلافات الجديدة ما كان الانقسام الجديد، الذى لن تقضى عليه المواعظ والابتهالات والتضرعات!
خليل كلفت
26 مايو 2013



33 - سؤال للأستاذ خليل
مصطفى مجدي الجمال ( 2013 / 5 / 26 - 12:22 )
وماذا عن حدة كاتب المقال؟ هل اقتصرت الحدة على الردود فقط؟


34 - مقترح إلى الحوار المتمدن لتنظيم الحوار الراهن
بشير صقر ( 2013 / 5 / 26 - 16:34 )
أرى - تنفيذا لاقتراحى الذى عرضته فى رسالتى الموجهة لموقع الحوار المتمدن والأستاذ إبراهيم فتحى والمنشورة على الموقع يوم 25 مايو 2013 بشأن الحوارالجارى على صفحات الموقع - تنظيما وإحكاما له – أن يشكل الموقع لجنة لإدارة الحوار تضم خمسة أسماء من المتابعين بشكل مباشر لحركة اليسار المصري من الستينات والسبعينات وما قبل ذلك من بينهم السادة :
سلامة كيلة - محمد حسين يونس - سمير أمين .
على أن تقوم هذه اللجنة الخماسية بتحديد شكل الحوار وقضاياه وكل ضوابطه.
كما أرى توجيه الدعوة من الموقع مباشرة لكل من السادة التالية أسماؤهم للمشاركة فى الحوارإلى جانب كل من شاركوا حتى اليوم
سعد زهران – فوزى حبشى - فتح الله محروس – حسين عبد الرازق– سعد هجرس – حسن شعبان – صلاح العمروسى-- كمال خليل - ممدوح حبشى – فريدة النقاش – أحمد بهاء الدين شعبان – شاهندة مقلد –- رفعت السعيد - مدحت الزاهد – صلاح عدلى – محمد مندور – فاروق عبد الحميد – حسن شعبان – طارق يوسف

مع خالص شكرى وتقديرى .

الإثنين 26 مايو 2013 بشير صقر


35 - رد الى: بشير صقر
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 26 - 16:56 )
الصديق العزيز بشير
أشكرك على هذا التعليق. لم تصلني الرسالة التي تشير إليها. واقتراحك شديد الأهمية وهو أشبه بمؤتمر لتحرير تاريخ الحركة الشيوعية ربما يكون أكبر كثيرا من مناقشة مقالي. لا اعرف إذا كان الموقع مهيأ للقيام بمثل هذه المسئولية أو إذا كان المناضلون اصحاب الأسماء التي ذكرتها على استعداد لذلك. أما عن نفسي فارحب بأي حوار موضوعي جاد حول تاريخ ومستقبل اليسار. مع تحياتي


36 - الصديق العزيز بشير صقر
خليل كلفت ( 2013 / 5 / 26 - 17:27 )
الصديق العزيز بشير صقر
الحوار محدد لفترة زمنية قصيرة لا تتسع لتكوين لجنة أو ما إلى ذلك، كما أن تقاليد الحوار المتدن فيما يتعلق بالحوار المفتوح تجعل من المحاور الأدمن الوحيد ولا يمكن تغيير هذه السياسة بسهولة فهم لا يغيرون سياسة أو طريقة إلا كمحصلة لمناقشات فيما بينهم سواء جاءت الاقتراحات من داخلهم أو خارجهم .. هذا ما فهمتُه من تعاملى مع هذه المؤسسة فى الفترة السابقة. والأفضل أن توجه أنتَ الدعوة إلى هؤلاء الأصدقاء من خلال اتصالك المباشر بهم للكتابة والتعليق لتطوير المناقشة ولا تنتظر من المؤسسة إلا الدعوة العامة التى وجهتها بفتح الحوار


37 - الصديق العزيز مصطفى مجدى الجمال
خليل كلفت ( 2013 / 5 / 26 - 17:45 )
يا صديقى العزيز
أنا قلتُ: -ومن المؤسف أن تكون التعليقات المتبادلة بالحدة التى رأيناها فى كثير من الحالات- فأين الاقتصار؟ وأنا لستُ حَكَمًا للتنبيه المباشر على حدة هذا أو ذاك بل دعوتُ بدلا من كل هذا إلى المناقشة الموضوعية للقضايا المطروحة ككل أو كجزئيات وبدون هذا فلا معنى للتعليقات التى لا مناص من أن تكون حادة بحكم طبيعة القضية المطروحة. والأفضل الآن ترك مناقشة أساليب المناقشة جانبا والدخول فى مناقشة القضية نظريا أو تاريخيا، فى تاريخ الحركة ولكنْ أيضا فى حاضرها. ويُشكر إبراهيم لأنه كتب ما يعتقد فى فهم الحركة الشيوعية المصرية منذ نشأتها إلى الآن والمطلوب هو أن يكتب أىّ رفيق على قدر من الخبرة عن هذه المرحلة أوتلك


38 - رد على تعليقك على مقترحى بتنظيم الحوار
بشير صقر ( 2013 / 5 / 26 - 19:19 )
الرسالة التى تضمنت مقترحى موجهة إليك والحوار المتمدن، وقد نشرت على ذات الموقع - (ولازالت منشورة حتى اللحظة مع مقالك ( أزمة الماركسية 1) وتتضمن ملاحظاتى على إدارة الموقع للنقاش وكذا ملاحظاتى على مقالك وقد أرسلتها لك مباشرة على الإيميل التالى [email protected]
رجاء إر سال إيميلك لى على
[email protected]
أو وضعه على أحد تعليقاتك القادمة
وبالنسبة للمقترح لم يفدنى الموقع برأيه حتى الآن وربما يدرسونه ، أما عمن اقترحتهم
للمشاركة فسوف لا نسبق الأحداث ونرى من سيشارك ومن سيمتنع

بشير صقر


39 - الصديق العزيز بشير صقر
خليل كلفت ( 2013 / 5 / 26 - 22:07 )
ما دامت رسالتك منشورة فالأولى أن تنقلها إلى هنا بدلا من ترك المتحاورين والقراء يبحثون عنها.. خاصة وأنها إضافة مفيدة للنقاش الجارى.. والأفضل .. معلهش.. أن تكفّ عن تنظيم الكون .. خذْ الأمور كما هى.. هذه مؤسسة لها نظام محدد والحوار لمدة أسبوعين فقط والمُحاوِر هو الأدمن الوحيد .. وبدلا من إضاعة فرصة مساهمتك الجادة هذه بملاحظاتك حول أسلوب عمل المؤسسة .. قُمْ فى الحال بنقل رسالتك إلى هنا وإذا كانت أكثر من خمسة آلاف حرف فالمطلوب نشرها على مرتين متتاليتين


40 - الحلقة الثالثة بين النميمة والإغتياب
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 26 - 22:31 )
الحلقة الثالثة فى الحركة الشيوعية المصرية بين النميمة والاغتيابطالعت مداخلة الاستاذ الكاتب والروائى محمد حسين يونس على مقال المفكر ابراهيم فتحى عن تاريخ إنعزال اليسار المصرى وإنقسامه . ومن حسن حظى أن لى ذاكرة قوية حتى الآن . فتذكرت بأننى زرته فى منزله ذات مرة مع أحد أصدقائى الذين شاركوه الأسر فى عتليت أثناء حرب يونيو 1967 . تذكرت ايضا أن صديقنا المناضل الراحل سعد الفيشاوى مؤسس دارالعالم الجديد للنشر -- من مناصرى منظمة وحدة الشيوعيين ثم حزب العمال الشيوعى المصرى - قد نشر له مجموعة قصصية أو رواية . عدت الى مكتبتى فوجدت فيها كتابا بعنوان : جيل السبعينات - الروافد الثقافية والاجتماعية والسياسية - ندوة - - صادر عن مركز الفسطاط للدراسات الطبعة الأولى عام 2000 . وقد شارك فى الندوة بعض من رفاقنا ومعارفنا مثل الاساتذة محمد عبد الرسول ومحمد خالد جويلى والراحل المناضل رضوان الكاشف . أردت بعودتى لهذا الكتاب الأخير أن أفهم خلفية ومفاهيم الأستاذ محمد حسين يونس حتى أكون منصفا فى تعقيبى على ماكتب . خاصة أننى حين قرأته منذ حوالى 7 سنوات ترك لدى إنطباعا سلبيا بل غاية فى السلبية . وبالطبع لايستطيع أحد أن يمنع من يشاء من أن يناقش مايريد بالطريقة التى يريد . لكن من حقنا أيضا أن نطالبه بتحرى الدقة خاصة حين يحكى عن مسيرة منظمة سرية . نستطيع أن نتسامح معه إن توهم -- فى الندوة -- أن كتاب الإنسان ذو البعد الواحد قد كتبه كولن ويلسون بينما الكاتب الحقيقى هو هربرت ماركيوزه . ولكن حين يتحدث جازما عن أن حزب العمال الشيوعى المصرى كان حزبا طلابيا محضا متخذا سمت الخبير الاستراتيجى العالم ببواطن الأمور , هنا من حقنا أن نقول له مهلا ياصاح ! لن أحيلك إلى ماأعرفه بوصفى كادرا فى هذا الحزب الذى تمركز فى المنطقة الصناعية بحلوان , وفى مجمع الالمونيوم بنجع حمادى , وفى الترسانة البحرية بالاسكندرية , وفى أوساط عمال الغزل والنسيج والنحاس والكتان بالاسكندرية أيضا . وانما سأدعوه إلى أن يرجع الى كتاب محاكمة الشيوعيين المصريين الجزء التاسع للاستاذ عادل أمين المحامى والكتاب عبارة عن ملف موجز للقضيةرقم 501سنة 1973 الرمل -- المقيدة برقم 65 لسنة 1974 أمن دولة عليا . وهى أول قضية تتعلق بنشاط الحزب الجماهيرى ستجد أن 10 من 17 متهما تجد من بينهم 8عمال , ومهندس بمصنع النحاس , ومدير مكتب عمل . ارجع أيضا الى كتاب الاستاذ حسين عبد الرازق عن 18 و 19 يناير والى اشارته بارتباط شعارات عمال الترسانة البحرية بمواقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند بدء الإنتفاضة المعروفة . حين يسأله الاستاذ أحمد بهاء الدين شعبان ( والعمال ؟ - يجيبه بثقة - لايوجد , لأنه لايعمل وسط عمال ... ) طبعا لست فى معرض الحديث عن التوجه للطبقة العاملة أو الروابط الحزبية الضرورية بها الخ .. فقد كانت مسألة التوجه للطبقة العاملة من أولويات التقرير التنظيمى الذى أقره الكونفرانس الموسع للكادر المنعقد فى صيف عام 1972 . وقد أعاد التشديد على ذلك التقرير التنظيمى الشهير الصادر عن اللجنة المركزية بتاريخ 9 -5 - 1975 . مايعنينى هو الحكم التعميمى لكاتب من خارج التجربة فى هذه المسألة وفى مسائل أخرى مثل صلة الحزب بجمعية كتاب الغد التى لم تكن اطلاقا صلة جهاز حزبى بأداة . وعدم إدراكه الكلى لماهية العمل الجماهيرى بالنسبة لمنظمة فى طورها التأسيسى . لذا نجده يتندر على الطلاب الادباء الذين يعملون فى مجالين معتبرا ذلك امرا أقرب لليسار الطفولى ! على حد تعبيره ويسأله الروائى فتحى إمبابى ( السؤال هو هل حزب العمال كانت له مجموعات داخل الجامعة فى 71 ,72 , 73, ؟ فيجيب فى 1972 ( هو بدأ فى 1971 ) . واقع الامر ان التنظيم تأسس فى 8 ديسمبر 1969 متخذا اولا اسم حلقة خميس والبقرى , ثم اسم التنظيم الشيوعى المصرى عام 1970 , ومارس العمل فى أوساط الطلاب دون ارجاء .وهنا علينا أن نسأل من أين يستقى أستاذنا معلوماته حين يتحدث عن العناصر المهتمة بالتركيبة النظرية فلايتحدث الاعن جريدة الحزب الجماهيرية وهى الانتفاض ناسيا المجلة النظرية الشيوعى المصرى , أو نشرة الصراع التى كانت تتضمن مناقشة الآراء الخلافية فى كل القضايا النظرية والسياسية والتنظيمية وغيرها .


41 - بين النميمة والاغتياب
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 26 - 22:34 )
كيف يمكن لك ومن أى مصدر استقيت أن اللجنة المركزية قبض عليهامرتين ؟ الا اذا كنت تقصد اللجنة المركزية التى عينتها مباحث أمن الدولة أو توهمتها فى قضية انتفاضة يناير 1977 حيث نسبت لجملة من المناضلين المحترمين - تهمة - عضويتهم فى ل. م . أن يقبض على اعضاء من اللجنة المركزية أثناء ممارساتهم النضالية شئ , والقبض على كاملها بجميع اعضاءها أمر آخر . لعلى لم أستنفد بعد صبر قرائى . أردت فقط أن أكون منصفا . حين يتحدث استاذنا عن أموال المقاومة الفلسطينية وعن المتفرغين - يقصد بهم المحترفين الثوريين خالطا بين مواقف الحزب ومواقف أعضاءه وأنصاره ومهنهم فعلينا القول بأن موقف حزبنا كان يتقوم فى ضرورة الاعتماد بالدرجة الاولى على مساهمات اعضاءه من الاشتراكات الشهرية والتبرعات . ومن حسن حظنا أن كان لدينا بعض الأثرياء ممن لم يبخلوا تدعيما لما يؤمنون به . ولازلت أذكر ذلك الرفيق الذى أنفق كل مدخرات والده التى كان يجمعها من عمله فى الخارج . بل وبلغ به الأمر الى العمل سائقا على سيارة هوندا حتى يقدم بعض المال للحزب , كما سافر البعض للخارج لذات الهدف . قدمت بعض منظمات المقاومة اشكالا من الدعم العينى باصدار مجلاتنا ودراساتنا , تدعيم أجهزة الطباعة وماشابه , تزويدنا بالكتب البيروتية غالية الثمن , استضافة رفاقنا فى الخارج ... الخ . المحترفون الثوريون ضرورة لكل حزب جاد لايريد أن يجعل الثورة هواية فى أوقات الفراغ . أذكر اننى حينما احترفت لم أتقاضى سوى اشتراك شهرى فى حافلات النقل العام . وكنا نتقاسم ملابسنا مع من يملكون ترف شراءها . وحين توفرت بعض النقود كنا نتقاسم نفقات الغذاء فى اجتماعاتنا الحزبية حين نلتقى . وفى فترة السبعينات بالذات لم يتجاوز دخل المحترف 10 جنيهات وفى اواخرها 20 الى 25 جنيه . ولاأذكر أن أحدا عاش على اى نحو وضعا مترفا . كنا نتقاسم ونتشارك فى كل شئ بما فيها شراء الكتب والدوريات ... ولازلت أذكر رفيقتنا خفيفة الظل التى اعتادت أن تطهو الفول بعشرة طرق مختلفة وتعزينا بالقول بأن فول اليوم أجمل من فول الامس وفول الغد سيكون أروع من فول اليوم ! حين كتبت أمس ماقبل أى حوار أردت أن أرد ضمنا على الكثيرين ممن تهجموا ولم يناقشوا شيئا وهبطوا بمستوى المناقشة . وأضيف بأن صاحب النص الاصلى الذى نتحاور حوله كان دائما حافزا ايجابيا لطاقات حزبنا ولرفاقنا ... ربما كان الاستاذ محمد حسين يونس فى وقت ما مناصرا لنا وربما كان عضوا فى مستو حزبى ما وربما وهذا هو الارجح صديقا لكثير من رفاقنا ... غير أنه لم يعتمد فى اصدار احكامه على وثيقة حزبية ما , ومن المؤكد أنه لم يكن من قيادات الحزب العارفة بأوضاع الأمور, ولاأظنه كان متورطا مع أية جهة من الجهات الأمنية فهل يمكن أن يكون مصدر ماقال شيئا غير النميمة والإغتياب ؟


42 - مؤسف للغاية
أحمد الخميسي ( 2013 / 5 / 26 - 22:39 )
قرأت ما كتبه الأستاذ المفكر الناقد الكبير ابراهيم فتحي ثم قرأت بشعور شديد بالأسف عددا من الردود التي لم يحاول أصحابها التركيز على القضية الأساسية وهي - أزمة اليسار المصري وانقسامه أو انقساماته التي تكاد أن تكون خلقية وجينية. وبدلا من مناقشة الموضوع الذي يعني الكثيرين اندفعت الردود إلي تشويه إبراهيم فتحي شخصيا، وبدلا من بحث الموضوع جرى التفتيش في تاريخ الكاتب. وعندما نتحدث عن أزمة اليسار فليس هناك ما هو أبلغ من هذه الردود التي تنتقل من الموضوع إلي البشر تعبيرا عن الأزمة. بالنسبة لي شخصيا وبالنسبة لأبناء جيلي، برز إبراهيم فتحي في الستينات بمحاولة بناء تنظيم شيوعي في وقت كانت الحركة الشيوعية المصرية قد أعلنت جهارا نهارا حل أحزابها وانضوائها تحت لواء الناصرية . وكان جيلنا يبحث حينذاك عن خندق للمقاومة والتفكير والتحليل، ولم يكن ثمة شيء سوى ما بناه إبراهيم فتحي حينذاك وهو التنظيم الذي عرف بعد ذلك بحزب العمال الشيوعي، وهو التنظيم الذي قدم تحليلا عميقا لطبيعة النظام الناصري، والموقف من القضية الفلسطينية والقومية العربية وحتى الموقف من اعتراف الاتحاد السوفيتي بإسرائيل. لا أنوى ، ولا أريد ، ولا أعتزم مناقشة تلك الردود ، كل ما أود قوله إن إبراهيم فتحي كان طاقة نور فكري غامر لأدباء ومفكري الستينات ومن بعدهم ومازال. وكنت أتصور أن تتم مناقشة رأيه - أيا كان رأيه - بطريقة تليق بالنقاش بين زملاء يبحثون - حقا - عن أسباب أزمة اليسار لتجاوزها، وهو اليسار ذاته الذي يبدا من جديد في مواجهة حكم الإخوان منشقا وموزعا ومفتتا على عشرات المجموعات الصغيرة. كنت أود أن نهتم بالخطر الداهم الذي يحدق بمصر في ظل انقسام اليسار، لكننا شهدنا بدلا من ذلك صورة مصغرة جديدة لانقسام اليسار. آمل أن نخرج منها إلي الأفضل


43 - رد الى: أحمد الخميسي
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 29 - 20:35 )
شكرًا جزيلاً على التحليل الموضوعي والمركز الذي ينفذ إلى لب المشكلة ويصل الماضي بالحاضر. والموضوعية والتكثيف واستشراف المستقبل عند المبدع الكبير أحمد الخميسي هي سمات كتاباته في الأدب وها هي تضيء الموقف السياسي.


44 - أشكرك الاستاذ بشير صقر
محمد حسين يونس ( 2013 / 5 / 27 - 05:22 )
الاستاذ ابراهيم فتحي لو تواجد في ظروف مخالفة لتلك الايام التي اعقبت هزيمة 67 و ما ترتب عليها من كوارث فكرية واخلاقية خصوصا بين الشباب ..لاصبح من افضل النقاد والمعلمين لجيل الفنانين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لقد كان كل ثلاثاء يقدم الكثير في ندوة اتيليه القاهرة و كنا نهتم كثيرا بنقدة اللاذع الموضوعي .. و لقد اكتسب العديد من الدراويش الذين التفوا حوله .. سواء في تنظيمه او الحياة العامة اسلوبه اللاذع في النقد مع ضعف في الامكانيات الثقافية والفنيه فجاء اداء البعض منهم مثل الغراب الذى يقلد اسلوب حركات الطاووس .. وهو عيب استمر لفترة طويلة بين حضراتهم وها هم يطلون علينا باسلوبهم المضحك اليوم بعد غياب طويل .. عموما .. أشكر الاستاذ بشير صقر علي اقتراحه اما الاستاذ سعيد فلم اتشرف بمعرفته و هذا خسارة كبيرة لي الا التقي بكادر كان يحاول الاسهام في الحركة الفنية المصرية بترجمة بصراحة لم لفهم امنها شيء فلقد فرض علينا الفيشاوى قراءة عشاق افنيون . و كان لها تأثير شديد السلبية علي خصوصا انني مترجم محترف ..
لقد كان الصراع علي اموال التفرغ مرعب لدرجة انه تم بسببه عدة انقسامات داخل الحزب لا داعي للحديث عنها اذ ان كل قسم منها كان يدعي انه الممثل الرسمي للحركة( التي كنت فعلا خارجها وتوقفت عن التعاطف معها لهذا السبب)- .. بقي اذا كان الاستذ سعيد قد قدم التضحيات بتناول الفول باساليب مختلفة فاين مردود هذه التضحيات علي الواقع التعس الذى نعيشه ..اسف يا استاذ ابراهيم ولكن كل ما قدمتموه سياسيا لم يؤثر في الاحداث اما فنيا فالجميع يشهدون بانك اثرت فيهم ..تحياتي


45 - ظلال على -تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه- 1
براء الخطيب ( 2013 / 5 / 27 - 14:26 )
سوف أحاول هذه المرة التعليق على دراسة الأستاذ -إبراهيم فتحي- محاولا قدر الإمكان الابتعاد عن طريقة -خالتي بمبة- في الرد على من يخالفها الرأي، والابتعاد بحسم عن طريقة -خالتي أم سحلول- في محاولتها إفحام خصومها ودفاعا عن طريقتها الشرعية في تغسيل ودفن الموتى تبعا للشريعة الماركسية اللينينية، ومحاولا أن أكون مهذبا - على الأقل من باب التغيير- على غير العادة، لأنني غير مؤهل للحديث أو التعليق على المرحلة التاريخية التي تعرض فيها -الأستاذ- لتاريخ -حدتو- والتشكيلات الشيوعية المختلفة و-الحزب الشيوعي المصري- قبل إعلان حله وأسباب حله (وما أشيه) ولكني سوف ألقي بظلال على ما قاله -إبراهيم فتحي- بأنه -يقال بان حدتو ارسلت ممثلاً لها إلى كفر الدوار هاتفاً ضد خميس والبقرى مؤيداً لإجراءات الحركة المباركة-.. فقد قابلت هذا المندوب -عبد المنعم الغزالي- سنة 76 تقريبا في بغداد في مكتب -أمين عز الدين- بوزارة التخطيط العراقية وقال لي بالحرف الواحد: -أنا ماروحتش بمزاجي، أنا روحت بأوامر حزبية لتأييد ثورة 52 لأن الضباط الأحرار وطنيين بقيادة جمال عبد الناصر القائد الوطني والحليف القوي للمعسكر الاشتراكي وهم في حرب ضد الإمبريالية والرأسمالية.. ولازم الشيوعيين يؤيدوهم-. ولا أستطيع الآن تأكيد أو نفي (أو الموافقة أو الرفض) لما قاله إبراهيم فتحي بهذه الخصوص، كما أني ألفت النظر إلى أنه قد ترد في هذه الظلال بعض أسماء لمناضلين ومفكرين شيوعيين معتبرين وأشعر تجاههم جميعا بالتقدير والاحترام وبأنهم قد شكلوا - بدون علم منهم - مدارس مختلفة تتلمذت فيها وضميرا حقيقيا لي، هذا إذا لم يكن لجيلي كله مثل أسماء: إبراهيم فتحي (ترك الدراسة في كلية الطب) - ميشيل كامل - عبد الرحمن الخميسي - خليل كلفت - معين بسيسو، وبالرغم من أنهم جميعا يشتركون في عدم إكمال تعليمهم الجامعي (ماعدا معين بسيسو خريج الجامعة الأمريكية) إلا أنهم كانوا -جامعات أهلية- ضخمة تتلمذ فيها الآلاف من المناضلين والمثقفين والذين قادوا الحركة الوطنية المصرية والتي بدأ وعي بها بداية من سنة 1968 فإبراهيم فتحي ترك الدراسة في كلية الطب وهي نفس الدراسة التي تركها ميشيل كامل أما عبد الرحمن الخميسي -القديس- الذي أجبرته الظروف على العمل بائعا في محل بقالة وكومساري ومصححا في مطبعة ومعلما في مدرسة أهلية والنوم على أرائك الحدائق، ومشخصاتي يجوب الريف مع فرقة -أحمد المسيري- المسرحية الشعبية التي كان صاحبها يرتجل النصوص...إلى نهاية حياته بعد 67 سنة حاصلا عن جدارة واستحقاق على -نجمة لينين- أعلى وأرفع وسام عالمي في المعسكر الاشتراكي.
ونبدأ هذه -الظلال- بمقدمة مختصرة جدا عن فائدة الانقسام في تاريخ اليسار المصري -اليسار في مصر- الذي يولول الشيوعيون في مصر عليه في لاهوتية التقديس لا تقل عن -اللاهوتية- المقدسة التي ولول بها -ستالين- على قبر -لينين- ثم ولول بها -خروشوف- والخروشوفيون -التحرفيون- كما أسماهم إبراهيم فتحي عندما كان يوقع دراساته باسم -شيوعي مصري- و-خليل كلفت- عندما كان يوقع دراساته باسم -صالح محمد صالح-، الانقسام في الحركة الشيوعية في مصر هو الإبن الشرعي للحركة الشيوعية في العالم وتحديدا بعد وصول -خروشوف- لقمة السلطة في الدولة في الاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي السوفييتي الذي كانت ترتبط بحبله السري كل الأحزاب الشيوعية في العالم على اعتبار أنه الوريث الشرعي لمؤسس الثورة البولشفية ودولتها/النموذج، فهو غرفة القيادة المركزية والمستودع النظري الوحيد للفكر الإشتراكي والمندوب السامي المفوض للعلاقات العامة من قبل لينين وستالين شخصيا بين كل الأحزاب والتشكيلات الشيوعية في العالم وذلك بتسليم كل هذه الأحزاب والتشكيلات نفسها له عن طيب خاطر.
(وهنا تجدر الإشارة إلى ما كتبه أبراهيم فتحي عن أنه -قد ادعى السوفييت وكررت وراءهم الأحزاب الشيوعية فى المنظومة المسماة اشتراكية بناء الأسس المادية للاشتراكية وأسس الملكية العامة لوسائل الإنتاج والتخطيط المركزى والتوزيع على أساس المشاركة فى العمل والإنتاج. ولكنهم لم يستطيعوا رغم كل الادعاءات أن يستوعبوا بنجاح نتائج الثورة العلمية والتكنولوجية- وما كتبه خليل كلفت -صالح محمد صالح- بأن -الثورة البولشوفية لم تكن ثورة اشتراكية بل كانت ثورة برجوازية قادها اشتراكيون-)
حدث الانقسام إذن منذ البداية منذ تخوين الرفيق -جو/ ستالين- للرفيق -تروتوسكي- ثم غضب الرفيق -ماو- ومعه عشرون مليون من الصينيين كانوا يشكلون الحزب الشيوعي الصيني بقيادة -ماو- وابتعاده عن الرفاق في موسكو ليشكل مركزا اشتراكيا منافسا للمركز الأساسي، كما انبرى الرفيق -كيم إيل سونج- المحبوب من أربعين مليون كوري وثمانين طالب من كلية هندسة الإسكندرية، كانت الحركة الشيوعية العالمية تتكاثر بالانقسام الثنائي حيث تتحوصل مجموعة من الرفاق في حزب ما حول نواة من أحد القادة ثم تنشق مكونة حزب -شيوعي- جديد وما حدث من انقسامات في الحركة الشيوعية في مصر هو نتيجة لما حدث من انقسامات في الحركة الشيوعية في العالم مع عدم إغفال الأسباب الواقعية المحلية في الواقع المصري وسوف نتحدثباختصار شديد عن الانقسام في الحركة النضالية الفلسطينية ليس من قبيل الانقسام بالانقسام يذكر فحسب لكن من باب التشابه في الانقسام أيضا..لنلقي ببعض الظلال التي قد تساعد في الحديث عن الانقسام في حركة اليسار في مصر.


46 - (1) إلى الحوار المتمدن والأستاذ إبراهيم فتحى
بشير صقر ( 2013 / 5 / 27 - 14:32 )


لقد أزعجتنى حالة الضجيج التى أثارها ذلك النقاش حول أسباب عزلة اليسار المصرى وانقسامه بسبب النتائج التى من المرجح أن يفضى إليها وخصوصا فيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى حدود تساعد فى التمهيد لتجاوز تلك الأزمة ( العزلة والانقسام ) ؛ والتى هى أهم الأهداف التى من المفترض أن ينتهى إليها النقاش.
وللحقيقة فإن الخطأ الرئيسى الذى تم ارتكابه فى هذا الأمر يتعلق بأمور شكلية وإجرائية وتنظيمية أكثر منها بمضمون الحوار.. و أهم تلك الأمور هو :
- توقيت الحوار وطريقة إدارته وحجم القضايا التى يناقشها والفترة الزمنية التى تشغلها تلك القضايا .
- إن التفاوت الواسع بين المتحاورين بشأن إمساكهم بالأحداث الكثيرة التى ترجمت تلك القضايا بشكل عملى وقدرة الذاكرة على الإلمام بها فى سياقاتها الفعلية وترتيبها الحقيقى وآثارها المباشرة والبعيدة قد لعب دورا كبيرا فى خلق حالة الضجيج هذه .فلا يمكن بالمرة إدارة حوار حول حقبة زمنية تقارب القرن هى عمر الحركة اليسارية المصرية عموما ، وداخلها حول حقبة أخرى ( من أوائل الأربعينات وحتى الآن )تتجاوز السبعين عاما على صفحات موقع إلكترونى يقتصر دوره فى إدارة الحوار على نشر ما يصله من المحاور الرئيسى ( إبراهين فتحى ) وعديد ممن يناقشونه.
• ورغم تقديرنا الحقيقى لموقع الحوار المتمدن وإسهاماته وجديته إلا أنه كان واجبا عليه أن يدرك – حتى عن طريق استشارة بعض من يحيطون به من المفكرين والكتاب- أن يكون إعداده أكثر إحكاما وحرصا وذكاء وذلك :
1- لأن القضايا المثارة فى الحوار متعددة ومتشابكة ومعقدة وممتدة زمنيا وحساسة ومصيرية.وستستدعى أعدادا كبيرة ومتصاعدة من المتحاورين كلما قطع الحوار شوطا ؛ ويتطلب إدارة مُحكمة وتدخلا لتحديد القضايا المثارة ومناقشة الأحداث الهامة التى تعكس تلك القضايا وبلورة أو تلخيص ما تم الوصول إليه .. وهكذا يتم الحفاظ على حيوية الحوار وعلى مستواه راقيا ويحول دون هبوطه إلى مستوى المماحكات.
2- خصوصا وأن أحد طرفى الحوار هو إبراهيم فتحى أحد أبرز شهود العيان على حقبة السبعين عاما الأخيرة وأحد المشاركين بفعالية عملية وفكرية وسياسية فيها ؛ بينما طرفها الآخر – وهذا هو الأهم – هم كل من ينتمى للأفكار والنضالات اليسارية خصوصا الماركسية بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم مع المحاور الرئيسى.
3- ولأن الحوار لا يتعلق بقضايا سياسية آنية ومتفجرة ويسهم فيه أعداد هائلة من الكتاب مما يسهل الوصول إلى تقديرات واضحة من واقع الأحداث اليومية بل يتصل بقضايا تاريخية فكرية وسياسية وعملية أسهمت فى تشكيل ملامح المنطقة ومصر وتتطلب أسلوبا وطريقة خاصة ومنطقا شفافا فى الوصول إلى تحديدات دقيقة بشأنها.
4- ولأن تركها لمنطق الفعل ورد الفعل وللتلقائية لا يخدم الهدف الذى من أجله تقرر فتح النقاش ويفضى إلى نتائج معاكسة لما يرجوه موقع الحوار المتمدن والمتحاورون والقراء.
5- وبسبب الضيق الشديد لفترة الحوار التى يقررها الموقع كقاعدة راسية فى الحوارات السابقة وهى أسابيع معدودة يصعب وقف هذا الضجيج والوصول إلى نتائج ملموسة. لقد كان حريا بالحوار المتمدن أن يتعامل مع هذا الأمر تعاملا استثنائيا باستدعاء مجموعة من المفكرين والكتاب لتنظيم الحوار وتحديد القضايا موضوع النقاش وترتيبها والانتقال إلى الأمام وبلورة النتائج والمقاربات .. هذا من ناحية.
• ومن ناحية أخرى كان جديرا بإبراهيم فتحى وهو- بالقطع - يتوقع مثل هذا الضجيج – الذى أثاره مقاله لافتتاح الحوار – أن يعد العدة من حيث التحضير والتجهيز لجملة القضايا والآراء التى سيثيرها حديثه بشكل أكثر تفصيلا ؛ خصوصا وأن ذاكرته القوية ومعاصرته ومشاركته تسعفه دائما فى استدعاء البراهين والأفكار بخلاف قدرته على تلخيص ما يود تبيانه فى جمل قصيرة وعبارات دقيقة.
ولأن طريقته فى الكتابة شديدة التكثيف سيكتنف استقبالها من الكثيرين – مؤيدين له ومختلفين معه – صعوبات جمة ؛ وذلك لتباين الخلفيات السياسية أو معاصرة الأحداث أو حدود الإلمام بالتقديرات السياسية لأحداث بعينها أو لفترات زمنية محددة أو القدرة على النفاذ لجوهر الوقائع والأفكار التى تجرى مناقشتها؛ فقد كان مطلوبا أن يختار عددا من القضايا والأحداث المحددة ليناقشتها تفصيلا للتدليل على ما يريد إبرازه للمتحاورين، لقد كان ذلك جديرا بتجاوز كثير من هذه الصعوبات والمماحكات وتقليب المرارات وهو ما يدفع الحوار للتقدم ويحسم أفكارا وقضايا معينة وينتقل منها لأخرى وهكذا.
وأعتقد أن الفرصة ما زالت متاحة شرط أن يفرد الحوار المتمدن متسعا من الوقت لاستمرار ذلك الحوار للوصول به إلى نتائج واضحة ولا أعتقد أن ذلك مستحيل.
هذا عن الأمور الإجرائية والتنظيمية فى الحوار.
أما عن مضمون الحوار :
فأرى أن ما نقص مقال إبراهيم فتحى ليس ما أبداه محاوروه بشأن عدم تطرقه لأسباب العزلة والانقسام فهو فى حقيقة الأمر حدد الأسباب التى يراها وراء تلك العزلة وذلك الانقسام ومنها على سبيل المثال ( أن انتشار الفكر الاشتراكى فى مصر تم عن طريق مترجمين فابيين وهو ما لوث المنابع الفكرية الاشتراكية من البداية، ومنها الموقف من قضية التحرر الوطنى فى طبعته المصرية وقارنه بطبعته الصينية والفيتنامية وفى القلب منها عدم ربط القضية الفلاحية بقضية التحرر الوطنى ، ثم الارتداد عنه للضفة الأخرى المعاكسة وذلك باعتبار البرجوازية المصرية الرافضة للاستعمار متساوية مع ذلك الاستعمار فى مواجهة الشعب لهما ، ومنها الذيلية للناصرية ؛ ومنها تكاتف كثير من القوى السياسية كالقصر وكبار ملاك الأرض والرأسماليين ، والوفد و الإسلام السياسى بل وبريطانيا ضد الفكر الاشتراكى وأحزابه فى مصر والدأب فى منع انتشاره ، ومنها اعتبار الكفاح المسلح ضد المحتل البريطانى نوعا من الإرهاب فى نظر البعض ، ومنها انعكاس التحريفية السوفيتية وممارساتها السياسية على أفكار عديد من الاشتراكيين المصريين وقبله على القضية الفلسطينية . ليس هذا ما نقص المقال بل نقصه عدم تفصيل الوقائع والأحداث التى تشرح أسباب العزلة


47 - إلى الحوار المتمدن والأستاذ إبرهيم فتحى 2
بشير صقر ( 2013 / 5 / 27 - 14:41 )
ثم الانقسام والتى قام بعرضها فى عبارات شديدة التكثيف ، وما يمكن أن يستنتجها القارئ من ثنايا المقال..
إن ما تسبب فى كثير من الضجيج وليس اللبس – مع استبعاد سوء القصد وسوء السمع طبعا- هو تلخيص عقود كاملة فى جمل قصيرة مما ساهم فى سوء الفهم ودفع بعض القراء للخلط بين اعتبار ذلك عرضا لوقائع وأحداث كثيرة بشكل شديد الإيجاز وبين اعتباره أمرا تقريريا ورأيا من عنديات الكاتب.
وعلى سبيل المثال تعرض المقال لإضراب عمال كفر الدوار فى أغسطس 1952 وأبرز رد فعل مجلس قيادة ضباط يوليو نحوه وللطريقة التى تمت بها محاكمة قادة الإضراب خميس والبقرى وإعدامهم وموقف ضباط يوليو من الطبقة العاملة وكذا موقف أحد فصائل اليسار الذى أيد ضباط الجيش ضد العمال ورغم أنه كاف للتدليل على الغرض الذى استهدفه المقال من الواقعة إلا أن بعض التفصيل المحدود بشأن قيام ضباط يوليو بإيكال مصير الطبقة العاملة والبت فى شئونها للجنة ثلاثية تتشكل من ضابط إتصال مجلس الثورة بالسفارة الأمريكية وضابط آخر من الضباط الأحرار والشيخ سيد قطب ، وأن الفصيل الذى هاجم خميس والبقرى لحساب حركة ( يوليو المباركة ) طبع منشورا كان معدا للتوزيع إلا أن عددا من المناضلين الرافضين لذلك الموقف جمعوا كميات كبيرة منه وقاموا بحرقه .
إن سرد بعض تلك التفاصيل له من التأثير فى عقول بعض القراء ما يتجاوز عملية التكثيف التى تناولت الواقعة بل إن ذكر كيف انتقل الهلع من كفر الدوار لعديد من المناطق العمالية ؛ وكيف تكرر ذلك بعده مباشرة فى إحدى قرى ميت غمر من قوات الشرطة التى واجهت الفلاحين المبتهجين بصدور قانون الإصلاح الزراعى والمنتظرين على رءوس حقولهم لتنفيذه على يد نفس القوات التى اصطادتهم بالرصاص فى الحقول.. ومن على أشجار النخيل التى تسلقوها هربا من عملية القنص وقبضت على من نجوا من الرصاص وغمرتهم لمدة أربعة أيام فى أحواض سقاية الخيل .. وكيف قبل كل ذلك وبعده تم تهريب 3000 فدان من أملاك عائلة فودة الإقطاعية من قانون الإصلاح ببيعها لعدد من تجار المخدرات بالمنطقة بعد تسرب خبر صدور القانون من داخل مجلس قيادة ضباط يوليو .
طبعا لكل كاتب طريقته فى التعبير؛ ولكل مقال سياق وهدف مبتغى من سطوره ، كما أن له تدفقا محددا وطريقة فى عرض الأحداث والأفكار.. لكن عملية التكثيف التى يتبعها إبراهيم فتحى فى كتاباته رغم أنها تروق البعض ويفهمها الكثيرون وأنا منهم لكنها لا تناسب بعضا آخر منهم وتدفعهم للخلط - كما قلنا – بين أن يكون ذلك رأيا أو تصريحا وبين أن يكون عرضا لوقائع – يرى المقال أنها معروفة للكافة – بشكل شديد التكثيف.
-الأمر الآخر الذى كان يجب على الكاتب تناوله بشكل أكثر تفصيلا هو انعكاس مفاهيم الاشتراكية الفابية وضعف امتلاك الكثيرين من قادة الحركة الاشتراكية المصرية للفكر الماركسى وانعكاس ذلك على قضية التنظيم .
-ولأنى أرى بشكل خاص ومنذ سنوات أن ضعف الإلمام بالماركسية وبالتالى تدنى القدرة على قراءة الواقع الاجتماعى قد أسهم فى تشوش الكثير من أعضاء التنظيمات الشيوعية فى الموجة الثانية ومكّن كثيرا من الأعداء والخصوم من حصارها وخنقها واختراقها وما استتبعه ذلك من ضعف الفعالية السياسية وتحطيم القدرات التنظيمية وتدنى النشاط الجماهيرى وانهيار الروح المعنوية، أرى أيضا - من حواراتى ومشاهداتى لعدد من هؤلاء منذ بداية السبعينات- أن مفاهيمهم التنظيمية تمثل إحدى النقائص الشديدة فى تلك التنظيمات سواء فيما يتصل بالمعايير المطبقة فى العضوية والكادر والكادر القيادى أو فى احتياطات الأمان ومقاومة الشرطة السياسية أو فى تداول الأدبيات الحزبية أو فى الصلة بين الحزب والجماهير أو بين المستويات الحزبية وبعضها أو بين العناصر السرية والجماهيرية هذا من ناحية .
-ومن ناحية ثالثة كان لحصار تلك التنظيمات الشيوعية من قوى سياسية واجتماعية معادية على رأسها النظام الحاكم مثل الإسلام السياسى وكبار ملاك الأراضى وكبار الزراع والرأسماليين وأجهزتهم وتنظيماتهم وانتهاء بالكثير من دول الغرب الرأسمالى التى حظيت بصلات قوية مع النظام الحاكم .. كان لذلك الحصار دور فعال فى الحد من إمكانية تطور هذه التنظيمات أو علاج أخطائها أو تقويم انحرافاتها.
-هذا وقد كانت الضربات البوليسية قاسما مشتركا فى كل العهود التى مرت بها تلك التنظيمات فى مصر منذ بداية الأربعينات ؛ ناهيك عن الإعلام المعادى والمناخ الفكرى الرجعى السائد ، ومثلت تلك الضربات أحد العوامل الحاسمة فى عمليات الانقطاع المتوالية بين أجيال وموجات تلك الحركة وتنظيماتها .. حيث افتقدت التراكم والاستفادة من خبرات الأجيال الأقدم.
وهو مادفع كل جيل تقريبا لاستئناف النشاط من البداية وليس من حيث انتهى من سبقوه.
-وعلى العكس من ذلك استفاد النظام الحاكم من تراكم خبرة مقاومة هذه التنظيمات الشيوعية بل ومن خبرة الغرب الرأسمالى فى مقاومة الشيوعيين.
-وللأسف لعب بعض أعضاء تلك التنظيمات اليسارية السابقين الذين انحازوا أو انضووا – فيما بعد كارثة الحل – فى فلك وتنظيمات النظام الحاكم ؛ واستوزر بعض قادتهم .. لعبوا دورا لا يقل خطورة – من الناحية الموضوعية – عن الدور البوليسى استنادا إلى عدد من المقولات الزائفة التى راجت آنذاك ( عن التطور اللارأسمالى ) و( المجموعة الاشتراكية الموجودة فى السلطة ) .
-لقد كانت الاستراتيجية الأمنية فى مصر ودول الغرب الرأسمالى ذات الاهتمام الخاص بالحركة السياسية المصرية تستهدف بالأساس منع توارث أجيال الشيوعيين للخبرة المتراكمة السياسية والتنظيمية على وجه الخصوص وذلك بإعمال سياسة القطع بين الأجيال ، وفى هذا المناخ لا بد لأمراض الحلقية والعصبوية والمماحكات الصبيانية والفردية وحب الظهور من الانتشار فى صفوف تلك التنظيمات خصوصا بعد كارثة الحل وتحت وطأة التعذيب ومطارق النظام على رءوسهم.. مع محاربتهم فى أرزاقهم وفصلهم من العمل ومن المعاهد الدراسية وتشويه سمعتهم ؛ فخضع من خضع وانزوى من انزوى وانخرط فى الاتحاد الاشتراكى والتنظيم الطليعى من انخرط ، ومن بقى على إيمانه وأصر على مواصلة العمل السياسى تلقفه فيم


48 - 3 إلى الحوار المتمدن والأستاذ إبراهيم فتحى
بشير صقر ( 2013 / 5 / 27 - 15:25 )

تلقفه فيما بعد حزب اليسار الشرعى ( التجمع ) الذى أسسه السادات ليستكمل به ديكور تعدديته المزيفة ، لكن الأهم هو أن من ظل قابضا على الجمر ورفض الخضوع والانزواء والعمالة قد استبدل النضال فى صفوف الفقراء بالنضال الاحتفالى الذى كان السمة الأبرز للعمل السياسى منذ عهد الراحل عبد الناصر وحتى يناير 2011 ولنا فى قرية كمشيش بعد اغتيال الشهيد صلاح حسين نموذج مثالى لنضال الاحتفالات.
-خلاصة الأمر أن الضعف الشديد فى الإمساك بالماركسية كأداة لقراءة الواقع الاجتماعى والسياسى المصرى والمفاهيم المغلوطة لقضايا التنظيم شكّلا معا حجر الزاوية التى انطلقت منها جملة الأخطاء والانحرافات والكوارث السياسية والتنظيمية التى حاقت بجانب كبير من فصائل الحركة الثانية للشيوعية المصرية ولا يمكن إغفال أن تنظيمات أخرى فيما بعد تبخرت وإن كان ذلك لأسباب مختلفة لكنها فى التحليل الأخير تبخرت.

* ويأتى فى النهاية .. السؤال الذى طرحه البعض على إبراهيم فتحى: وبم تفسر ما انتهى إليه حزب العمال الشيوعى ولمَ لمْ يستمر وكيف ذهب مع الريح ؟!
يأتى السؤال ليطلب منا – من باب الإنصاف - إجابة تتسق مع ما طرحه من تحليل لواقع الأزمة.
ومن جانبى إفادة لما طرحته فى السطور الأخيرة من تقديرات.
وللحقيقة – وليس دفاعا عن أحد أو تبريرا – بدأ ذلك الحزب نشاطه فى أوساط الطلاب بالأساس فى العام الأخير من ستينات القرن الماضى وفى السنة الأولى لم يكن نشاطه قد امتد إلى الطبقة العاملة لكنه ظهر فيما بعد فى مواقع محدودة
واستند إلى رؤية استراتيجية واضحة :
1- عن طبيعة السلطة الحاكمة فى مصر التى حددت أنها سلطة البرجوازية البيروقراطية وعرّفتها بأنها طبقة رأسمالية كبيرة لكنها تختلف عن الرأسمالية التقليدية ، وأن النظام الناصرى هو نظام رأسمالية الدولة البيروقراطية وأكدت أنه ليس نظاما اشتراكيا برغم جملة الإجراءات والتغييرات الاقتصادية التى قام بها وخصوصا قانون الإصلاح الزراعى وتأسيس القطاع العام و مجانية التعليم وغيرها ؛ وليست به مجموعة اشتراكية بالسلطة ، كما حددت أن هذه البرجوازية البيروقراطية لن تتحول إلى الاشتراكية كما كان يحلو للبعض أن يردد بل ستتحول إلى فيما بعد وبالتدريج إلى رأسمالية تقليدية مستفيدة مما تنهبه من القطاع العام و بفعل طبيعتها كرأسمالية مستغلة وبسبب علاقات الإنتاج القائمة وتحت تأثير عامل حدى هام – فوق اقتصادى- هو هزيمة 1967 وهو ما حدث بالحرف وظهر للعيان بدء ا من حقبة حكم السادات .
2- أما عن طبيعة الثورة القادمة فذكرت الرؤية الاستراتيجية : أنها ثورة اشتراكية لأن علاقات الإنتاج القائمة آنذاك علاقات رأسمالية إلا أنه ونظرا لمصادرة الحريات الديمقراطية ( كحقوق التنظيم والتعبير وغيرها ) لابد من استكمال الثورة البرجوازية بانتزاع تلك الحريات لتكون أسلحة الكادحين فى تغيير ميزان القوى ثم إنجاز الثورة الاشتراكية مع ملاحظة أن انتزاع الحريات وإنجاز الثورة الاشتراكية سيتمان فى مرحلة واحدة وإن كانا خطوتين مختلفتين ومتتاليتين .
3- وعن القضية الوطنية التى كانت محتدمة باحتلال إسرائيل للأرض المصرية ، ونظرا لأن النظام الناصرى كان معاديا للاستعمار لكنه لم يعتمد على الشعب فى مواجهته وحرمه من الحريات السياسية حددت الرؤية شعار ( الضرب معا والسير منفردين ) ؛ أى مواجهة الاستعمار فى الوقت الذى يواجهه النظام الناصرى .. لكن مع عدم خلط الأوراق معه ، وكان ذلك الشعار مختلفا مع شعار آخر يطرحه بعض اليساريين عن ( التحالف مع عبد الناصر فى القضية الوطنية ).
4- كما حددت الرؤية أيضا أن التحالف الاستراتيجى فى ذلك النضال من أجل تحرير الأرض وانتزاع الحريات الديمقراطية وإنجاز الثورة الاشتراكية يقتصر على العمال والفلاحين وفقراء الشعب.
- من ناحية أخرى : ولأن قوام ذلك التنظيم السياسى ( حزب العمال الشيوعى ) لم يتجاوز المائتى عضو منهم حوالى 50 % دون سن الثانية والعشرين ، 40 % دون سن الثلاثين ، وما يقرب من 10 % دون سن الخامسة والثلاثين، ولم يتجاوز الخامسة والثلاثين إلا آحاد .
ولأن الخبرة محدودة والتجربة الكفاحية متواضعة والتجربة الحزبية أشد تواضعا منى الحزب بضربة بوليسية عام 1973 أعد لها ونفذها على مدى 12 شهرا جهاز الأمن القومى ، وبعدها بدأ الطوفان
- حيث قام السادات – تقليلا للاحتقان الاجتماعى وتمييعا للصراع- بفتح الحدود لتغادر قطاعات واسعة من الفقراء إلى دول الخليج للعمل وازداد ذلك خصوصا بعد انتفاضة يناير 1977 التلقائية والتى شارك فيها كل القادة الجماهيريين فى الحزب فضلا عن عناصر أخرى يسارية.
- كما أسهمت حرب أكتوبر فى استشراء السطوة البوليسية على الشعب وتم إيهامه بأن الخير قادم بمجرد رحيل الاحتلال الإسرائيلى عن سيناء.
- وجند السادات أعضاء الجماعات الإسلامية لمواجهة حركة الطلاب اليساريين والناصريين والديمقراطيين فى الجامعات ، وعقد صفقته الشهيرة مع جماعة الإخوان المسلمين وأعطاها الضوء الأخضر للنشاط – دون اعتراف قانونى- الذى كان محوره الأساسى هو وقف النشاط الطلابى الذى يقوده اليساريون .
- وأعلن عن تنفيذ سياسة الانفتاح الاقتصادى ( او سياسة بيع كل شئ حتى هضبة الهرم) ، وشرع فى هيكلة الزراعة بعد أن رفع الحراسة عن أراضى وممتلكات الإقطاعيين السابقين والرأسماليين.


49 - 4 إلى الحوار المتمدن والأستاذ إبراهيم فتحى
بشير صقر ( 2013 / 5 / 27 - 15:41 )
- خلاصة القول : عندما تغرق السيول قرية تغدو المنازل كالشوارع ، ولا يمكن القول ساعتها بأن هذا فى الخارج ( الشارع ) وذلك فى المنزل ، وما نستطيع القطع به هو أن الأخطاء التى ارتكبها ذلك الحزب والضربات التى تلقاها وأثرت على نشاطه السياسيى لم تكسر شوكته ولم توهن عظامه لكن ما أوقف فعاليته فعلا وفت ّ فى عضده كان الطوفان الذى دشنه السادات بعد حرب 1973 كما أوضحنا فى السطور السابقة وأصبح بموجبه بطلا للحرب والسلام .. مع العدو الصهيونى والولايات المتحدة الأمريكية.


50 - اسمحوا لي بمغادرة الحوار
مصطفى مجدي الجمال ( 2013 / 5 / 27 - 15:55 )
لن أقول إنه عامل السياق الحالي الذي يوجب علينا التوجه إلى معارك اليوم.. فقد يرى البعض في هذا مزايدة مني.. وربما كان محقًا بعض الشيء.. ومع ذلك أثق أن معي معظم الحق..

ثانيًا : أظن أن تناول التاريخ في حد ذاته مطلوب في الدراسات التاريخية المنضبطة وليس في مثل هذا الحوار غير المنظم.. كما يجب أن يكون تناول التاريخ لإنارة الطريق في الحاضر أمام شباب ثوري نعرف جميعًا مواصفاته.. أي أن الدروس مطلوبة أكثر من البوح بمعلومات (تحتاج هي نفسها إلى ضبط ومضاهاة).. وهذا ما لم أجده على الإطلاق في الحوار فيما عدا القليل مثل مداخلة الأستاذ خليل كلفت.. ومن أهم الدروس التي انعدمت في المداخلة الرئيسية تفسير أسباب اندثار الحلقة التي يزعم الكاتب أنها كانت تمثل الخط الثوري..

ثالثًا : ما أغرب أن يكون الموضوع المطروح للنقاش عن الحلقية ثم نجد المداخلة الرئيسية صارخة بالحلقية.. والنقاشات في أغلبها حلقية.. حتى أن البعض أخذ يتنادى للاصطفاف والدفاع عن حلقات أصبحت أثرًا بعد عين.. كأننا داخلون على خناقة وليس نقاش.. والأسوأ أنها خناقة وهمية..

رابعا: أعرف أن من حق كل واحد الاعتزاز بما قدمه من جهد (وأخطاء) وتضحيات.. وقد قدم الكثيرون في كل التنظيمات تضحيات.. ولكن أكبر احترام لهذه التضحيات نفسها أن تتقدم بالنقد الذاتي لنفسك ولحزبك.. فمن المستحيل أن تكون ملاكًا ثوريًا.. وليس من الأخلاق الثورية في شيء أن تحافظ على صورة بهية مزيفة لواقعة ووقائع أنت تعلم كافة أبعادها السلبية.. ومن السوقية ألا ترى العيوب إلا في الآخرين، بل ألا ترى في الآخرين سواها.

خامسًا : قبل البدء بالأحكام والكلام المرسل والإشاعات والصور المغلوطة والعنعنات.. كان لا بد من البدء بتجميع الوثائق.. ثم تجميع الشهادات الشفاهية المقننة أو الحرة.. وهذا ما قمنا به في مركز البحوث العربية التأريخ للحركة الثانية حتى 1965.. ونقوم الآن بفعل الشيء نفسه مع كوادر وأعضاء الحركة الثانية.. وجمعنا بالفعل شهادات سعيد العليمي وصلاح العمروسي وحسن شعبان وسمير عبد الباقي ومحمد عبد الرحمن وعبد الخالق فاروق ومصطفى الجمال وزين العابدين فؤاد.. والساحة مفتوحة على مصراعيها للمشاركة في هذا المشروع، أو في أي مشروع بحثي آخر يرونه.. المهم أن نبدأ بتجميع المادة الخام قبل تداول منتجات تامة الصنع ولكنها مثقلة بالأحكام المطلقة أو غير المثبتة أو ممارسة التنابذ بخيباتنا..


51 - تعقيب عام ورد على الأستاذ مصطفى الجمال
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 29 - 20:29 )
لم يكن مقالي الذي افتتح الحوار تاأريخًا للحركة الشيوعية عكوفًا على العاديات وموضوعات المتحف. كان تسجيلاً لما رأيت أنهما انحرافان أسهما في عزلة الحركة الشيوعية: الانحراف الأشد خطورة هو اليمين الذيلي الذي أدى إلى حلها في الماضي واليسار الانعزالي الذي يمكن أيضًا أن يؤدي إلى التصفية في المستقبل. وهما انحرافان يتعلقان بالخطوط السياسية للتنظيمات، بفكرهما في المحل الأول. ولم يختلف أحد حول تسجيل حقائق الخطوط السياسية. إن رفعت السعيد والمؤرخ الإيطالي يسجلان الخطوط نفسها وإن اختلفا في التقييم، كما يتفق الجميع على حقائق هذه الخطوط التي لا تنتسب إلى الماضي وحده بل لها تأثيرها في الحاضر والمستقبل. لذلك لم يعتمد المقال في اتجاهه الفكري على المؤرخ الإيطالي، بل كا ما جاء فيه اعتمد على ما هو متفق عليه عند الجميع من حقائق وعلى تقييمي الشخصي. كما لم يكن المقال تمجيدًا لخط حلقة وحدة الشيوعيين وقد كتبت دائمًا أن مناهضة خط كورييل في القضية الوطنية المصرية والقضية الفلسطينية كان أعلى الأصوات فيهما صوت منظمة الديمقراطية الشعبية (طليعة العمال ثم حزب العمال والفلاحين فيما بعد) ومنظمة الحزب الشيوعي المصري –الراية –، فالرفيق خالد (الدكتور فؤاد مرسي) له تقرير شهير بعنوان -مآل الحركة الديمقراطية (حدتو) خيانة – جاسوسية – تخريب). ولي كتيب بعنوان -هنري كورييل ضد الحركة الشيوعية العربية- صدر في 1989 ذكرت فيه دور هذين التنظيمين. فلم تكن المسألة صراعًا حلقيًا أمجد فيه حلقتي، كما أنني لم أغفل قط القول بأن حدتو كانت من ناحية التنظيم فئوية، فيها رابطة للطلبة وقسم للعمال ومكتب للأدباء وقسم العسكريين (اسمه قسم الأحذية)، أي كانت تنظيمًا جبهويًا تتعدد فيه الخطوط والاتجاهات. حقا كانت هناك لجنة مركزية صورية فيها تابعون لا حول لهم ولا قوة وهناك قوى محركة أخرى، أي هناك قيادات موازية. وقد أدى ذلك الوضع الذي يناقض المركزية الديمقراطية إلى وجود مناضلين مستقلين مثل القادة العماليين أحمد طه وعطية الصرفي ومحمد علي عامروغيرهم ووجود مثقفين ثوريين كثيرين مختلفين عن خط كورييل. وكان هذا الوضع بيئة مناسبة للانقسام من ناحية أخرى. ولم يكن المقال معاديًا لمناضلي حدتو أو لتاريخهم، بل فرق بين حلقة كورييل الضيقة وحدتو الأرحب. وأومأ إلى محاولة كورييل وضع اليد على الجميع (يأتي هذا بدرجة أشمل في سلسلة مقالات عن حلقة كورييل ومستقبل الشيوعية في مصر) نشرت في مجلة طريق الانتصار أوائل عام 1988.
ولم يكن اقترابي من الخط الشيوعي الصيني تبنيًا لهذا الخط، بل خروجًا على الذيلية للخط السوفيتي، لكنني كنت نقديًا دائمًا في تناولي فلم أذهب مع الصينيين إلى القول بإمبريالية سوفيتية. وبعد انهيار المنظومة السوفيتية رفضت دائمًا الانسياق وراء اشتراكية السوق، كما لم أعتبر الصين إطلاقًا مثلا يحتذى في الاقتصاد أو السياسة.
وبطبيعة الحال من السذاجة تصور ألا يحاول عملاء الأمن التدخل للهبوط بمستوى الحوار إلى شتائم وافتراءات كاذبة، أو أن بعض السائرين نيامًا الذين بلا تاريخ نضالي لن يتطفلوا عليه، ولكن هؤلاء من المستحسن عدم الرد عليهم. وقد التزمت بالرد على ما جاء في حوار الموقع لا ما جاء على مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت أيضًا بشكل منفصل. فالحوار مفتوح للجميع ولم يحذف سوى تعليق واحد بسبب بذاءته. وكانت هناك مداخلات من الضفة الشيوعية شديدة الفائدة مثل المقال الذي أشار إليه مصطفى الجمال ومداخلات سعيد العليمي وخليل كلفت وبراء الخطيب على سبيل المثال.
أما الادعاء العجيب بالعداء لليهود ومعاداة السامية (وهي حجة يقذفها الصهاينة في وجه من يخالفهم الرأي) فيكذبه وجود الرفيق عادل رفعت (إيدي ليفي ماير) في قيادة وحدة الشيوعيين، وهوفيما بعد عضو الثنائي الشهير –الدكتور بهجت النادي والدكتور عادل رفعت- باسم القلم محمود حسين مؤلف كتاب صراع الطبقات في مصر (بالفرنسية ومترجم إلى العربية) ويردد الكتاب بعض تحليلات وحدة الشيوعيين للناصرية ولكنه ينفرد بالكلام عن استعمار سوفييتي. ولكن اعتراضي كان منصبًا على إفادة من الامتيازات الأجنبية أو من سيطرة التحالف المعادي للفاشية في المسيطر على مصر.
ولم أتمتع بالسبات في أي عصر من العصور فقد كنت رهن الاعتقال أو السجن والمطاردة لسنوات ممتدة من عبدالناصر إلى السادات إلى مبارك. كما تعرضت للفصل من العمل والمنع من النشر المنتظم وتابعت في كل ما أكتب المنهج الماركسي متابعًا لما لحق به من أزمة في كتيبات ونشرت بعض هذه الدراسات على هذا الموقع.


52 - زياره للتاريخ ام تمجيد للتمرد المجرد
د.حازم الرفاعي ( 2013 / 5 / 27 - 20:47 )
عندما تخذلك احداث التاريخ عليك باللجوء الي اللاهوت و فقه النص الديني. تذكرت هذا عندما قرأت رد الاستاذ (خليل كلفت ) في التعليق علي روايه الاستاذ ( ابراهيم فتحي) للتاريخ، تلك التي فندها الاستاذ احمد القصير. الحقيقه ان مقال الاستاذ ابراهيم فتحي يستحق الحوار لانه تلامس مع ثوره يوليه1952 فثوره يوليه اليوم هي محط خلاف ليس ك (حدث في التاريخ) بل ك (عقبه امام التاريخ ). عقبه يود ان يتجاوز ارثها حكام مصر القادمون من الراسمالين المصريين يودون الالتفاف علي البعد الاجتماعي لثوره يناير مستترون بعبائه الحريات و المجتمع المدني.

ضروره تجاوز يوليه

الراسماليه المصريه تنظر لثوره يناير بمزيج من الشك و الريبه فهي تود ان تستانس جوادها الجامح فتجرده من افقه الاجتماعي. ذلك الافق الذي هو بالضروره خطر علي مستقبل ثروات و ارباح تصورتها استقرت. هناك غموض مقصود في ضمير من يتصورون انهم مفكري يناير ( الليبرالين الجدد ) بشأن قضايا عديده و لكن هناك وضوح لا لبس فيه في العداء لثوره يوليه يعتبروها خرابا و يختزلوها في تعبيرات لا اساس طبقي او اجتماعي لها ك (العسكر و غيره) . تجاوز تاريخ يوليه ضروره و هدف سياسي محدد في نظر الاسياد القادمون. تجاوز يوليه ضروري و غض النظر عن العداء للاستعمار و الصهيونيه مطلوب لاعاده ترتيب الشرق الاوسط القادم. تجاوز تراث يوليه مطلوب و ضروره ايضا حتي لا يكون هناك ( حزب اشتراكي مصري كبير) ذو مرجعيه وطنيه مصريه معاديه للاستعمار. تجاوز يوليه ضروره حتي تظل الاشتراكيه مجرد كلمات يلوكها غرباء عن مسيره المجتمع و تاريخ المنطقه مهما تياسرت كلماتهم. في هذا السياق فليتامل المرء بعض الاحزاب الجديده مثل (الديمقراطي الاجتماعي) او (الدستور) او رموز مبهمه كالبرادعي او زويل بشعاراتهم المبهمه المسطحه عن العداله الاجتماعيه. تاتي في اغلبها باهته مغيبه مثلا مقارنه بشعارات (الميثاق). يحاول المرء ان يستوعب كلمات لمفكرين ك(اسامه الغزالي حرب )او (نبيل العربي) عن دور مصر في المنطقه فيحتار و يجد بعدا و تباعدا مقصودا عن دور مصر في المنطقه العربيه و لنتامل مسودات الدساتير الحائزه علي انحياز كل هؤلاء فلا نجد بها كلمات واضحه محدده الدلاله مثلا عن عروبه مصر.

ضروره استدعاء مقولات التياسر

هذا العداء الظاهر للاشتراكيه يستلزم بالضروره تحطيم تاريخ الشيوعين المصرين و انجازاتهم و يتطلب استدعاء مقولات ( التياسر و التطرف المصري) علي عجل فليس غريبا اذا ان كوادر احزاب جنينه ك (المصري الاجتماعي) و (الدستور) هي عناصر انتقلت من مواقع اليسار المتطرف لمواقع الترويج للمجتمع المدني و العداء الحقيقي العميق للاشتراكيه. عداء مغلف باوراق قشيبه لامعه. استدعاء التياسر ضروره عاجله و الاستاذ ابراهيم فتحي احد رموزه الكبار و اشدهم اصاله. التياسر الممتد من التياسر علي رموز ادبيه ك ( طه حسين و هو من صك تعبير المتياسرون) للتياسر علي (جمال عبد الناصر كاسترو الشرق) للتياسر علي (عرفات رمز حركه التحرر الوطني الفلسطيني و قائدها المراوغ الداهيه الشهيد) . تياسر في تياسر بحار من الكلمات استندت يوما الي مقولات ذات رنين تستدعي تعاليا في فقه الماركسيه ثم اليوم تياسر ذو رنين ديمقراطي ذو حداثه و قبول غربي مطلوب يمجد مجتمعا مدنيا معزولا عن مصالح وطن او طبقاته المقهوره. تياسر لا يؤدي لشئ الا لتمجيد الكلمه و الشعار. هذا التياسر ليس مصريا و لا عربيا و لا هو حديث بل هو قديم قدم الحياه و لا يترك اثرا في الحقيقه الا في عبثيه الحوار و حرف النظر عما هو عملي و قابل للتحقيق في مضمار الثوره و تغير المجتمع.

علاقه الشيوعين المصريون و تحديدا منظمه ال (حركه الديمقراطيه للتحرر الوطني ) و امتداداتها عبر التاريخ المصري الحديث من ثوره يوليه عضويه و عميقه حلفا و صراعا. تبنت ثوره يوليه تقريبا برنامج حدتو كاملا عبر 15 عاما من الصراع. ذلك الجدل العظيم هو ما انتج حراكا اجتماعيا اثر في الملايين. ثوره يوليو هي انتصار افكار و برامج الشيوعين و ما هزيمه الملكيه ،الحراك الاجتماعي الهائل في الريف و المدينه، دور مصر في العالم الثالث الا امثله. تلك الاحداث هي (مثار سخريه و استخفاف) اصحاب الكلمه الثوريه الملتصقون بفقه الاشتراكيه و الماركسيه اللينينيه. شارك في صنع ثوره يوليو ثوار عظام من شهدي عطيه ليوسف صديق لخالد محي الدين. قناه السويس المؤممه اليوم لم تهبط من السماء فلقد كانت لجنه تاميم قناه السويس موجوده و علي جدول اعمال حدتو من قبل 52 و شارك في الدفاع عنها اعضاء حدتو كما هو موثق في قرارات اجتماع لجنتها المركزيه قبل العدوان و اثناء العدوان و ما بعده. قرار تكوين حزب واحد للاشتراكين المصرين في 1964 هو ذاك الذي نتجت من باطنه منظمه الشباب الاشتراكي ثم ظهور الاشتراكيه كشعارات للامه و الدوله في مصر و بعموم الشرق. كانت حدتو التيار الثوري التي كونها كمال عبد الحليم و رفاقه جمله اعتراضيه ذات دلاله حيث انها كونت ذات يوم انضمام رموز حدتو الاخرين للتنظيم الطليعي تبعا للاستاذ احمد القصير. المعركه مع السادات لم تدور في الجامعات وفقط و لكنها دارت بعموم الوطن و علي صفحات روز اليوسف و الاهرام و الاخبار و في حزب التجمع و اتحاد عمال مصر فمن كان هؤلاء الذين خاضوا تلك المعارك : كانوا اسماء يعرفها الجميع و معروفه الانتماء بوضوح و قوه: من زكي مراد لخالد محي الدين ل رفعت السعيد و صف طويل لم ينتهي. اصحاب الكلمه الثوريه و الملتحفين ببرائه الفقه و طهر المراد لهم ما ارادوا و هو الحديث عن طهر الثوار و مثاليه عالم لم و لن ياتي ابدا. السعي للعمل في عموم الوطن و بشعارات ترتقي الي كلمات مثل التاريخ و الثوره شئ آخر. و هذا هو ما حاول حزب شهدي عطيه و امتداداته في مصر ل 70 عاما فعله .ثوره يوليه و تراثها هو سبيكه الوطنيه المصريه و مرجعيه الاشتراكيه في مصر و الشرق انصهرت فيها تضحيات الشيوعين المصرين مع نجاحات و اخفاقات ثوره يوليه. في القلب من هذه المرجعيه الوطنيه تقف تضحيات و تجرد اعضاء و مفكري حدتو. ك


53 - 4 إلى الحوار المتمدن والأستاذ إبراهيم فتحى
بشير صقر ( 2013 / 5 / 27 - 21:25 )


القسم الرابع المرفق أدناه لم تتم إضافته للأجزاء الثلاثة السابقة من المداخلة

________________

- وفى عام 1976 توجه صوب الاتحاد الاشتراكى ليبنى داخله حائطين مستعرضين، وأنشأ بذلك ثلاثة أحزاب( يمين ، وسط ،يسار ) أسماها ( الأحرار ، ومصر ، والتجمع ) وولّى على كل حزب واحدا من تنظيم الضباط الأحرار ( مصطفى كامل مراد، أنور السادات ، خالد محيى الدين ) ليستكمل ديكور تعدديته السياسية المزيفة.

- خلاصة القول : عندما تغرق السيول قرية تغدو المنازل كالشوارع ، ولا يمكن القول ساعتها بأن هذا فى الخارج ( الشارع ) وذلك فى المنزل ، وما نستطيع القطع به هو أن الأخطاء التى ارتكبها ذلك الحزب والضربات التى تلقاها وأثرت على نشاطه السياسيى لم تكسر شوكته ولم توهن عظامه لكن ما أوقف فعاليته فعلا وفت ّ فى عضده كان الطوفان الذى دشنه السادات بعد حرب 1973 كما أوضحنا فى السطور السابقة وأصبح بموجبه بطلا للحرب والسلام .. مع
العدو الصهيونى والولايات المتحدة الأمريكية.


54 - ....والله زمان يا ماركسيين
محمد السعيد ( 2013 / 5 / 27 - 21:34 )
لقد اطلق الماركسي المخضرم ابراهيم فتحى ندء الحرب المذهبية المقدسة ، بعد سبات عميق حاولنا فيه تناسي جراحنا . فهبت رجالات القبائل مشتاقون للقتال يرفعون سيوفهم للدفاع عن حماهم - وتصفيتهم خلافاتهم الابدية- وانضم اليهم ابناء عمومتهم واولادهم يشاركون فى تمزيق وطعن تاريخ المنظمات الماركسية على مدار مراحلها يسفكون دم الرموز وينبشون على الموتى القبور
ايها الرفاق والزملاء .. لنرجع الى عقولنا فليست المعركة هى نقد تاريخنا فهذا ليس وقته فالنؤجل العبث به لزمن آخر .. المعركة التى تحدد ثوريتنا واحترامنا لشعبنا اذا ما كنا كذلك ، هى الآن مع اليمين الديني باجنحته المختلفة التى تسيطر على المجتمع المصري وتتحكم كل يوم فى شرايينه ، فها نحن مستعدون للصراع الحقيقي مع الفاشية الدينية فكريا وميدانيا .. ام ان هذا مؤجل لحين الفراغ من ذبح بعضنا البعض
مع بالغ اعتذارى ان كنت قد تجاوزت قدري


55 - رد الى: محمد السعيد
إبراهيم فتحي ( 2013 / 5 / 29 - 20:28 )
أرجو أن تقرأ تعليقي على المداخلات بشكل عام. ولا يضيرنا أن نتعلم من تاريخنا ونتحاور ونحن نواجه الفاشية الدينية.


56 - حزب العمال والتأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 28 - 20:05 )
1 -حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى : قال ولد لأبيه : دعنا ياأبى نظهر بمظهر الشرفاء فرد عليه : لابد أن ننتظر يابنى حتى يموت من يعرفنا . ولكن المؤرخ الكورييلى لاينتظر موت أحد . حين يشير المفكر ابراهيم فتحى فى ذيل مقاله الى هذا المؤرخ الكورييلى قاصدا بصفة خاصة كتابه : الحركة الشيوعية فى مصر -- 1920 -- 1988 -لمؤلفيه د . رفعت السعيد - د . طارق اسماعيل - الصادر عن دار نشر جامعة سيراكيوزه-- نيويورك الصادر عام 1990 , والى نقيضه الحركة الماركسية فى مصر 1967 -1981- لمؤلفه د. جينارو جيرفازيو , لم يكن مقصد ما أورده سوى إشارة عارضة عابرة فى ذيل مقاله . حيث أن موضوع المقال - النص الأصلى الذى نتحاور حوله هو الحلقة الثانية من الحركة الشيوعية المصرية - التى خبرها الكاتب خبرة عميقة وطويلة - وأسباب الانقسام والعزلة فيها . وجاء الحديث عن الحلقة الاولى بمثابة مدخل تاريخى ضرورى حيث لايمكن فهم ظاهرة دون معرفة كيف ظهرت ونشأت وتطورت ثم إنتهى بكلام غاية فى الإيجاز عن مآلها . وأى قارئ منصف كان سيدرك أن الحلقة الثالثة لم تكن موضع النقاش بصفة أصلية مثلها فى ذلك مثل الحلقة الأولى . ويدلل على ذلك نوعية المقولات التى وظفها الكاتب فى تفسير ووعى ظاهرة الانعزال والإنقسامية , وقدرتها التفسيرية فهى بحكم طبيعتها ذاتها ترتبط بالحلقة الثانية بصفة أساسية -- أى ليس بشكل كامل - ولاتتعداها . واننى لفى غنى كامل عن الإشارة لقدرته الرفيعة على تطبيق المنهج الجدلى بوصفه أداة كشف كل الظواهر التى يتناولها . ماذا قال مفكرنا -نصا - , ولم ثارت حفيظة ثلاثة أجيال ممن ارتبطوا بـ - حدتو- فى مراحلها المختلفة فأنبرى د . أحمد القصير , والاستاذ مصطفى الجمال وغيرهما للـ - الرد - عليه ردودا خاوية عكست نوعا من الحلقية المقلوبة - المعكوسة . خاصة وأن توقيت نزول المقال وقبل طرحه للحوار وصدور تعليقين فوريين منهما فى وقت قصير لايتسع لقراءة مقال طويل يدلل على ذلك . وإننى أعتبر أن هذين الردين الأولين مسئولان بصفة خاصة عن انحراف مسار المناقشة والحوار والجدال حول النص المطروح , فبدلا من أن نناقش القدرة التفسيرية للمقولات التى طرحت , ومدى ارتباطها بالأطوار التى درست , جرى الصراخ حول ( التشويه , والكلام المرسل غير اللائق, الملئ بتصفية الحسابات الذاتية , الذى يلوث الجميع عدا مجموعة محدودة ) وبتنا أمام رأس ثوم منتفخة لايوجد شئ بداخلها . علىّ أن أقول أننى توقعت من رفيقنا مصطفى الجمال شيئا غير ذلك بالمرة , خاصة وقد تابعت على مدار العامين والنصف الأخيرين كتاباته التى يجذرها تطور الثورة يوما بعد يوم , وشاركته بعض الأفكار التى طرحها , ولطالما وجدت نفسى معه فى خندق ثورى واحد ضد - الأفعى ذات الرأسين - التى كتب عنها, وضد تذيل ماوصفه البعض بالـ - المعارضة الاصلاحية الاخوانية- وكل ما ارتبط بها وما تفرع عنها . وبالطبع أختلفت وأختلف معه حين يرى بعض الأخطاء السياسية - اجتهادات - -- يؤجر فيها مبدعها , -- ? فالماركسية ليست فقها من إجتهد فيها فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر , فهناك جذر ومضمون طبقى للأخطاء والسياسات التى لايمكن أن تتغير جذريا من ناحية إلى أخرى كبندول الساعة معلقة فى فراغ . فحسب تعبيره ( حتى الحل -- يقصد حل الاحزاب الشيوعية الذى جرى عام 1965 -- فهو إجتهاد رغم ثبوت فشله الذريع ) وكذلك حين يعتبر الحزب الإشتراكى المصرى الذى ينتمى إليه - حزبا غير أيديولوجى- فلا أعتقد أن هذا الفهم يدخل فى إطار المفهوم الماركسى عن الأحزاب . ولا أتفق معه حول -إصلاح- الشرطة الذى يبدأ عنده بـ - كشف الهيئة - .غير أننى وفى كل الاحوال كنت آمل أن الرفيق الذى كتب مقالى (فيروس الإنقسامية , والحقبة السوفيتية فى الحركة الشيوعية العربية ) أن يكون إسهامه فعليا , وحقيقيا , وواقعيا , ومثمرا فى تبيان وإيضاح الظاهرة المبحوثة مشتبكا مع المقولات التى طرحت , غير أن العكس قد حدث تماما , وهو ما لا أره سوى حلقية معكوسة . لقد تشبث بتلك الفقرة التى كتبها صاحب النص الأصلى وجذبها فى كل جانب , محاولا تأويلها بشكل لايتفق مع مضمونها , ولا السياق الذى وردت فيه , وأريد أن أثبتها هنا كما جاءت فى المتن : ( -أما حزب العمال الشيوعى المصرى فقد عمد التأريخ الكورييلى المنحرف يمينا الى محاولة الغائه كذبا بإعتباره مجموعة من الشباب المتطرف على العكس من كتاب الحركة الماركسية فى مصر ... تأليف مؤرخ إيطالى موضوعى ... الذى إبتعد عن تزوير التاريخ كما فعل اليمين ) تعالوا نفكك هذه الفقرة ونحاكمها لنرى هل كان رفيقنا مصطفى الجمال محقا فى فهمها على النحو الذى أدركه أم أن -الغيرة الحزبية القاتلة - هى التى دفعته لقراءاتها على هذا النحو ؟؟؟؟ يتبع


57 - يتبع
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 28 - 23:14 )
يتبين من الفقرة عاليه أن الكاتب لم يكن فى معرض تقييم كتاب د . جينارو جيرفازيو إطلاقا , ولا التطرق لموضوعيته الكلية بما تضمنه إجمالا , وانما عارض بين موقف الأخير, وموقف المؤرخ الكورييلى فى كتابه المنوه عنه عاليه , الذى اعتبر أن -ح ع ش م- يضم كوكبة من الشباب المتطرف فضلا عن نفايات أخرى سأوردها فى موضعها , أى أن الموضوعية وعدم التزوير تناولت هذه المسألة فحسب , ولم تكن أيا من تقديرات الكاتب الأخرى , لاموضع التقويم , أو التقريظ بأى حال . لقد ركز د. جيرفازيو على المنظمات الراديكالية تحديدا , وهذا هو الاطار الذى إختاره لدراسته . وعلّى أن أقول – وأكرر ماسبق أن قلته فى ندوة عامة أقيمت بمقر حزب التجديد الإشتراكى منذ حوالى ثلاث أعوام – إن الأساسى فى عمل الباحث الإيطالى هو ريادة حقل ملغم لم يسبقه اليه أحد , فندرة الوثائق , وقواعد السرية التى تواصلت مرسية تابوات لايمكن إنتهاكها رغم عدم ضرورتها قانونا , فضلا عن غياب أية مؤلفات سابقة , كانت تعيق أى باحث لم يتسم بالإصرار والدأب والمهنية الرفيعة على بلوغ هدفه , لقد أذهلنى أنه بتلك المادة القليلة إستطاع أن يبلغ النتائج التى بلغها . ومن المنطقى لحاطب الليل بمعنى ما أن تفوته أشياء ويتورط فى تقديرات ربما تتغير جوانب أو أجزاء معينة من الصورة لو توفرت مواد أخرى . لست فى معرض مناقشة الكتاب المشار إاليه الآن ولكنى سأشير إلى مثل واحد يتعلق بنا نحن . لقد نوه فى كتابه بأن حزبنا لم ينتبه فى أدبه الحزبى لظاهرة الإسلام السياسى الآخذ فى الصعود فى السبعينات . وواقع الأمر أننا بدأنا فى الإنتباه لها عند صدام طلابنا مع شباب الجماعة الاسلامية بالجامعات . وتوفر أدب حزبى مع إغتيال الشيخ الذهبى فى أواخر عام 1977 حيث صدرت وثيقة بعنوان : السلطة والإستغلال السياسى للدين – وقبلها فى عام 1974 توفرت لدينا كراسة حزبية : بعنوان الماركسية والاسلام , وقد كانت ردا على كتاب د. مصطفى محمود بنفس الإسم . وتابع الأدب الحزبى الثورة الايرانية , وكتب كراس آخر بعنوان الماركسية والدين ردا على أستاذ السوربون الصعيدى الأقصرى د. رشدى فكار الذى أتى به السادات خصيصا لتقويض الماركسية المصرية , ثم رد على كتاب فى الايديولوجية الاشتراكية الديموقراطية التى حاول تلفيقها د. صوفى أبوطالب وكانت ذات نكهة إسلامية .

ولكن ذلك كله لايقدح فى قيمة الخطوة الأولى التى إتخذت وسط صعوبات جمة . ويشبه عمل د. جيرفازيو عمل المؤرخ الفلسطينى الراحل بندلى جوزى الذى كان أول من حاول أن يطبق المادية التاريخية على التاريخ الاسلامى لأول مرة عام 1928 بثوراته وبحركاته الفكرية , اذا استثنينا الملاحظات المتناثرة التى أبداها رواد الماركسية الأوائل حول الإسلام والحضارة الإسلامية والإمبراطورية العثمانية . وإننى لأعيد شكره على الجهد الذى بذله وعلى موقفه الموضوعى من حزبنا بذات المعنى الذى قصده أستاذنا إبراهيم فتحى . ولعل الرغبة والوقت يتسنيان له عند إعداد طبعة ثانية من كتابه فيتمكن من إدراج ملاحظات الرفاق وإعتبارها فى متنه . وأشير هنا عرضا إلى أن رفاقنا ممن إنتموا ذات مرة لحزبنا قد إنتقدوا الكتاب شفاهة فى الندوات , وكتابة مثل رفيقنا إلهامى الميرغنى الذى إستشهدت أنت بمقاله . ولا أحسب أنه سيوافق على ماقاله المؤرخ الكورييلى بحال من الأحوال . بل إن الرفيق إلهامى الميرغنى كان أول من دعا إلى كتابة تاريخنا الذى جرى تشويهه بعد أن شاهد مسلسل محمود المصرى والصورة المجحفة التى صور بها بعض أعضاءه . وكان حافزا شخصيا لى على أن أكون أول من كسر التابو من الحلقة الثالثة فى الحركة الشيوعية المصرية – فى مركز الدراسات والبحوث العربية والأفريقية والإدلاء بشهادة سياسية إمتدت على مدى أربع جلسات لمدة إجمالية مدتها 12 ساعة حضر فيها الأستاذ مصطفى الجمال نفسه ورفاق ينتمون لأجيال مختلفة من الحركة ووجهوا لى ماشاءوا من الاسئلة . وانطلقت فى إجاباتى من مواقف ورؤى حزب العمال الشيوعى المصرى الذى شرفت بالإنتماء إليه . ولن أذكر عن أى أحد منهم تقويمهم لهذه الشهادة بمن فيهم الأستاذ الجمال نفسه وسأترك ذلك لهم إن أرادوا وهو فى كل الأحوال مسجل صوتيا وكتابيا .

لم يؤمن حزب العمال و لا قادته الفكريىن والسياسيين بأننا - الفرقة الناجية - ولم يعتقد بنظرية النمو الذاتى للحزب , ولابأنه لاماركسية خارج الحزب . لقد قدمت تقييما لحزبنا من وجهة نظرى لم اجعله - الحزب - لاوثنا ولا أيقونة وهكذا فعل لاحقى الرفيق صلاح العمروسى الذى أدلى بشهادته أيضا وكنا أول من فتح المجال لوضع مادة تأريخ الحركة الثالثة . لذا كنت أتوقع من رفيقنا مصطفى وقد خبرنا وعرفنا موقفا مختلفا كليا . والآن حان أو ان أن أسأل هل قرأ رفيقنا مصطفى ماكتبه المؤرخ الكورييلى فى كتابه عن حزب العمال الشيوعى المصرى؟ وهل عرف ماتضمنه وهل وافقه عليه ؟ يتطلب هذا أن أترجم عنه ماكتب ولنرى ما إذا كان ماكتبه منصفا وهل يتفق مع تطورات الأحداث اللاحقة التى جرت فهى برهان المواقف السياسية وصحتها أو خلطها . ولكن قبل ذلك يجب أن نؤكد مع الرفيق الذى حارب طواحين هواء معتقدا بأنها نحن , بأن صاحب النص الأصلى لم يقل أن ماكتبه المؤرخ الكورييلى هو سبب إنتهاء الحزب – هذا إذا سلمنا معه بأنه إنتهى ! - وبأن محاولة تشويه تنظيم شئ وانتهاء هذا التنظيم شئ آخر ! طبعا من قال غير ذلك ؟؟؟؟؟


58 - حزب ع.ش.م. فى الأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 29 - 14:06 )
ما أكذب النصين عاليه ! يلاحظ صدور الكتاب عام 1990 والمراجعة الواردة فى المجلة عام 1992 وبعد سقوط الإشتراكيات الواقعية البيروقراطية فى أوروبا الشرقية والإتحاد السوفياتى . دعونى أنوه بأننا نفخر بأننا كنا راديكاليين , وقطعنا مع معظم مواريث الحركة الشيوعية المصرية المراجعة , وبأن موقفنا من المراجعتين السوفياتية والصينية كان صائبا , وإن لم يكن كافيا كما دللت الأحداث اللاحقة . أما أن الدراسة إستندت الى رحلة متأنية فى وثائقنا فهذا الأمر تكذبه حقيقة أن الدراسة لم تشر لأية وثيقة من الوثائق المنشورة والمعروفة , وانما الى مجرد إفتتاحية العدد الأول . أما الفضيحة الكبرى فحين يوحى بأن كوادرنا -- أى قياداتنا -- بل عددا منهم -سلسلة- تدلى بإعترافاتها .. ولاتنتظر , بل ولاتقاوم , وإنما تفعل ذلك فور القبض عليها ؟ !!!! ولايقتصر الأمر على الإعترافات بل - الإختراقات الأمنية - أيضا ... من المعروف أن الصراع الطبقى هو حرب أهلية من الوارد فيه الإختراق والأسر وحتى الإعتراف , بالنسبة لحزب مناضل , ويتوقف الكثير على خبرة المناضلين , وكيفية تربيتهم وعلى بناء قلعة محصنة ضد الإختراق البوليسى , وخاصة فى دولة بوليسية , ولطالما إهتممنا بهذا الجانب على مستوى الخبرة السياسية النظرية والعملية , بل وربما غالينا فى ذلك أحيانا . كيفما كان الأمر لم يصل ابدا أى جهاز قمعى , وقد تابعتنا أجهزة الأمن القومى فضلا عن المباحث العامة وأمن الدولة فى زمننا , الى معرفة أى لجنة قيادية بكاملها , وخاصة كوادر اللجنة المركزية , والمناطق , وفى معظم الاحيان لم تعلم الأجهزة لا وضع الرفيق المقبوض عليه , ولامركزه القيادى ليس ذلك فحسب بل أستطيع أن أؤكد أنه مامن قيادى واحد قبض عليه لسبب أو لآخر قد إعترف فى أية قضية من قضايانا حتى وإن تعرض لتعذيب . وفى مداخلة سابقة أشرت الى أن مباحث أمن الدولة قد توهمت لجنة مركزية كاملة من رفاق غاية فى الإحترام فى قضية يناير عام 1977 لم يكن أيا منهم فيها بالفعل , بل لم يكن بعضهم من حزبنا أصلا . وحين يجرى الحديث عن إختراق فى المركز, أو المناطق فهذا هو الجوهرى , والخطير , أما ماهو أدنى من ذلك فطبيعى دون أن يعنى هذا تبريره بحال . وقد حدث أن ضعف بعض رفاقنا ممن ينتمون للطبقة العاملة فى واحدة من قضايانا -- جميعهم أعضاء قاعديين وعضو واحد فى لجنة قسم -- وقد تماسكوا بعدها وزادت صلابتهم وعوضوا بتضحيات متفانية هشاشة مواقفهم السابقة . لكن لنا أن نتساءل مامعنى أن يخترق لجنتكم المركزية عنصر من عناصر الأمن القومى ؟ ومامعنى أن يكون مسئولا عن أخطر جهازين فى أى حزب وهما المطبعة والإتصال والأرشيف عناصر فى الأمن القومى ؟ كان هذا هو حال الحزب الشيوعى المصرى فى قضية يناير عام 1977 . ولنا أن نتساءل عن تلك الصورة الوردية التى يقدمها عن نفسه بحجمه وجماهيريته وحفاظه على وحدته ؟ ليس الحجم , والجماهيرية معيارا فأنظروا الى الطرق الصوفية مثلا ! والاحزاب اليمينية بحكم اتساع أطرها السياسية يمكن ان تضم فى صفوفها اعدادا كبرى دون أن يعنى ذلك بالضرورة ثوريتها . فماذا عن إدارة خلافاته بأسلوب صحى التفافا حول معطيات نضالية نظرية وسياسية ؟ فلنذكر تقرير الحرباء ذات الألف وجه والرفاق الذين إنشقوا وإتخذوا اسم -المؤتمر- , وكانت أدوات نضالهم هى المواقف النظرية والسياسية لحزب العمال الشيوعى المصرى داخل هذا الحزب الذى يدعى أنه أدار خلافاته بأسلوب صحى ! ربما إختلف الحال بعد ذلك ؟ ! هل يكفى ردا على هذا الإشارة مجرد الاشارة الى آخر كتاب للمناضل الراحل العامل عطية الصيرفى ؟؟؟ ... قلت لنفسى توا سأرى رفيقنا مصطفى الجمال وقد قفز فى وجهى , ماسكا بتلابيبى , سائلا إياى فى عنف : أرغيت وأزبدت طويلا لكنك لم تجبنى عن سؤالى الذى طالما رددته ولم يجبنى عليه أحد أين ذهب حزب العمال الشيوعى المصرى ؟ أين ذهب ؟ ولاتقل لى – ذهب يبحث عن مجلة الهلال ! لاأستطيع أن أقول ذلك وأعدك برد قاطع محدد فى القسم التالى والأخير من هذه المداخلة . يتبع


59 - اضافة الى كلام الزميل سعيد العليمى
hesham abdella ( 2013 / 5 / 29 - 15:11 )
ايضا اضافة الى مقال الزميل سعيد العليمى انه فى القضية 706 لسنة 1979 والتى سميت بقضية حزب العمال الشيوعى المصرى ان النظام رغما انه قام بالقاء القبض على عدد من كوادر الحزب الا انه لم يصل الى اى من هم اعضاء ل.م او المكتب السياسى او المناطق او الاقسام او حتى الكوادر القاعديين ولقد قام النظام بالقاء القبض على زملاء من حزب 8 يناير والمؤتمر وزملاء تروتسكيين والحزب الشيوعى المصرى وحزب التجمع ووجه لهم جميعا تهمة العضوية بحزب العمال الشيوعى المصرى واثناء سير القضية قام النظام بتلفيق قضيتين اخريين للزملاء المعتقلين احدهما العيب فى ذات رئيس الجمهورية السادات والاخرى قضية الهروب بمساعدة منظمة بادر ما نهيوف الالمانية ومنظمة الالوية الحمراء اليابانية وقام بالقاء القبض على عدد من اهالى المعتقلين وحتى فى قضية اضراب عمال حلوان الشهير فى 1990 على ما اتذكر وجه النظام تهمة قيادة الاضراب الى حزب العمال الشيوعى المصرى وتم القاء القبض على بعض كوادره ورغم التعذيب الذى مورس على كوادر الحزب فى كل القضايا فلقد كان جميع الرفاق فى غاية القوة والتماسك وكان ذلك ايضا مسلك جميع الرفاق من التنظيمات الاخرى .ولقد شارك كوادر حزب العمال الشيوعى فى اغلب المعارك الجماهيرية وفى معظم الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية وكانت برامجه الانتخابية والمعارك التى ادارها هى تعبر عن مصالح وهموم الطبقات الشعبية ومطالبها فى انتزاع الحقوق السياسية والاقتصادية ومواجهة الدولة البوليسية وكما شارك فى قيادة معظم الاضرابات العمالية والفلاحية .وكان حزب العمال الشيوعى متميزا فى منطقة الصعيد فى مواقفة وعدد كوادرة عن اى منظمات شيوعية اخرى .
قبل بضع ثوانٍ · أعجبني


60 - ظلال على -تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه- 2
براء الخطيب ( 2013 / 5 / 29 - 17:51 )
قد يخالفني البعض في الرأي بأن كل التنظيمات الشيوعية في مصر قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بحركة النضال الفلسطيني إبان الحرب الأهلية اللبنانية في منتصف السبعينات -1974- وحتى لحظة الخروج الفلسطيني من لبنان -1982-، ونقصد بكل التنظيمات الشيوعية في مصر كلا من الحزب الشيوعي المصري وحزب العمال الشيوعي المصري، كما أقصد تحديدا بحركة النضال الفلسطيني كلا من منظمة فتح والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة النضال الشعبي لأن هذه المنظمات الثلاث هي من كانت تقاتل تحت راية الماركسية مع الاختلافات الفكرية فيما بينها، وأستبعد من كلامي هنا بقية المنظمات أو الدكاكين التي كانت تابعة لأنظمة عربية مثل جبهة التحرير الفلسطينية-الجبهة العربية الفلسطينية-منظمة الصاعقة-جبهة التحرير العربية-حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني - فدا-حركة المجلس الوطني الفلسطيني للاجئين في السعودية-حزب الشعب الفلسطيني - الحزب الشيوعي الفلسطيني سابقا.وبالتأكيد فإن منظمة حماس لم تكن قد خلقت بعد، وما يعنيني هنا هي تلك المنظمات الثلاث التي كانت تقاتل تحت راية الماركسية بالإضافة إلى حركة فتح بالطبع والتي كان بها عدة أجنحة ماركسية يقود كل منها قائد فلسطيني ماركسي يختلف فكريا مع بقية قادة الأجنحة الماركسية المتنافسة فيما بينها وتنقسم فيما بينها تحت مظلة قيادة فتح حتى علق -عبد الرحمن الخميسي- على تعدد الأجنحة الماركسية واليمينية قائلا لياسر عرفات ذات مرة في إحدى زياراته لبيروت بأن فتح تتبع الطريقة الشاذلية الماركسية في تنظيمها، وفي الشارع الأخير - كما أطلق عليه الكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور - أو شارع جامعة الدول العربية في منطقة مستديرة الكولا وجامعة بيروت العربية كانت تتعايش كل هذه المنظمات بالإضافة إلى مجموعات من مندوبي حركات التحرر في العالم عربية كانت أو إيرانية أو أمريكية لاتينية وبالطبع مع تواجد مندوبي كل أجهزة المخابرات العالمية من ألمانيا الشرقية والغربية إلي الأمريكية والانجليزية والفرنسية مرورا بأجهزة المخابرات البلغارية والألبانية، وبالطبع مع وجود كل تكوينات أجهزة الأمن الإسرائيلية من تخابر وتجنيد جواسيس واعتيال مناضلين، وفي هذا الجو الممتلئ بالخطر الممتزج بالشكوك والاتهامات والدم المراق والانفجارات الروموتية والعشوائية والقتل على الهوية، في هذا الجو كان للحزب الشيوعي المصري وحزب العمال الشيوعي المصري وجود حقيقي ومؤثر في تبادل الآراء والأفكار والخبرات التنظيمية، فكانت بعض الكوادر والقيادات من التنظيمين يتواجدون دائما تقودهم بوصلة الانقسام في الحركة الشيوعية المصرية والانقسام في الحركة النضالية الفلسطينية وفي هذه الحال لابد لنا من إلقاء بعض الظلال على هذه المنظمات الفلسطينية الثلاث التي كانت تجسد الانقسام العقائدي فيما بينها حيث يلقي بظلاله على الانقسام في الحركة الشيوعية المصرية: أولى هذه المنظمات الثلاث وأكبرها حجما هي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.. وهي العتي كانت على علاقة وثيقة بالمناضل الكبير -ميشيل كامل- الذي كان - كما قال لي بنفسه - قد انتخب عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري وتم تكليفهبالسفر إلى خارج مصر للعمل على بناء علاقات الحزب الخارجية والحصول على اعتراف الشيوعية الدولية بالحزب الشيوعي المصري.. وقد رافقته ذات مرة بدعوة كريمة منه والشاعر الكبير -معين بسيسو- لزيارة -نايف حواتمة- قائد منظمة الجبهة الديموقراطية مع أني لم أكن بالطبع عضوا في الحزب الشيوعي المصري، والجبهة الديموقراطية كانت قد تشكلت بالانسلاخ الفكري بين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحت قيادة -نايف حواتمة- منذ تأسيسها.
ومن المعروف أن -نايف حواتمة- كان قد الانفصال عن الجبهة الشعبية لأنه في نظره أصبحت الشعبية تحت قيادة -جورج حبش- وكانت تركز كثيرا على قضايا الكفاح المسلح وحده وهو يريد توجها يركز على تقوية أيدولوجية الحركة والاهتمام أيضا بقضايا الكفاح العسكري المسلح، فقد كانت الجبهة الديمقراطية مهتمة فقط بشن العمليات العسكرية على العدو، في الأرض المحتلة. ولم تؤيد العمليات الخارجية، التي كانت تشنها بعض فصائل حركة المقاومة الفلسطينية، مثل اختطاف الطائرات. وأكدت أن ضرب المصالح الاستعمارية، في الوطن العربي، يجب أن يواكب تعبئة الجماهير لمواجهة الوجود الإمبريالي؛ أما الهجوم على بعض الأهداف الإسرائيلية، في الخارج، فلا يؤثر في اقتصاد العدوّ؛ وإنما ينحصر أثره في مجال الدعاية، الذي طالما كانت حصيلته سلبية حيث كانت الجبهة الديقراطية قد شكلت جناحها المقاتلتحت اسم “القوات المسلحة الثورية” وذلك تيمنا بالقوات المسلحة الثورية الفيتنامية التي حررت فيتنام من الاحتلال، بينما كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - الداعمة لحزب العمال الشيوعي المصري في نشر مجلته شيوعي مصري - فكانت منشغلة في هذه الحقبة الزمنية -السبعينات - بعمليات خطف الطائرات ونسف المطارات واقتحام ونسف السفارات واغتيال القيادة الإسرائيلية والتشدد بالموقف، وقد كانت الجبهة الشعبية أول من ابتكر خطف الطائرات وتعتبر عضوة الجبهة الشعبية -ليلى خالد- أول إمراة تختطف طائرة في العالم بل أنها كانت تشرف على معسكر تدريب تابع للجبهة ومع أن هذا كله قد مر عليه ما يقارب الأربعين عاما فإنه يمكننا أن نلقي ببعض الظلال على تواجد المناضل الكبير -ميشيل كامل- مندوبا عن الحزب الشيوعي المصري وبعض شباب حزب العمال الشيوعي المصري في علاقاتهم بالمنظمات الفلسطينية الماركسية لنلقي ببعض الظلال على الانقسام في الحركة الشيوعية في مصر من خارج حدود الوطن.
(يتبع)


61 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى3
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 29 - 19:30 )
3 -- حين يتحدث أستاذنا إبراهيم فتحى عن إلغاء حزبنا فالمقصود هو المعنى المجازى الذى يعنى تجاهل , التقليل من أهمية , أو إغماط حق ... الأمر الذى لم يكن يحتاج الى توضيح . مع ذلك ماذا قال المؤرخ الكورييلى عن حزب العمال الشيوعى المصرى فى الصفحتين 146 – 147 من كتابه المنوه عنه فى صدر المقال وقد بلغ إجمالى ماقاله حوالى صفحة وربع من القطع الصغير من كتاب بلغ عدد صفحاته 218 صفحة . يقول مامعناه فى ترجمة غير حرفية : ان إعلان تأسيس (ح ع ش م )جاء كرد فعل على إعلان جماعة - بلا إسم - عن نفسها بوصفها الحزب الشيوعى المصرى – وهو يتكون من مجموعة من الشباب المتطرف – أصدر (ح ع ش م) مجلة - الشيوعى المصرى - بوصفها لسان حال نظرى وسياسى , وقد صدر العدد الأول منها فى مصر فى سبتمبر 1975, وظهرت طبعة بيروتية منه بعد شهرين . وقد تضمن اللائحة الحزبية وبيانا بمواقفه النظرية على الصعيدين الأممى والمصرى .ونوه الى أن المجموعة إعتادت أن تصدر وثائق بمواقفها من 1972 – 1975 تحت اسم شيوعى مصرى , واسماعيل محمود فى مجلات الهدف , والراية , ودراسات عربية فى بيروت , وفى مجلة الطليعة الكويتية . ثم تصدى لتلخيص إفتتاحية العدد الأول . ومما ورد فيها : لن تتخلى المجلة عن دورها الأممى بالذات حين يتعلق الأمر بالوضع المأساوى الراهن للحركة الشيوعية العالمية وخاصة فيما يتعلق بالمراجعة السوفيتية اليمينية والمراجعة الصينية اليسارية , ويجب على مجلتنا أن تؤكد الخط الثورى الماركسى الذى تم تشويهه على يد المراجعتين المتناحرتين .. وبعد تلخيصه لجزء من الإفتتاحية إنتهى إلى أن هذا الحزب : ( تحدى شرعية الحركة الشيوعية على المستوى الوطنى والإقليمى والأممى , متقمصا دورا طليعيا فى إصلاح الحركة . وقد مثل برنامجه خطا راديكاليا تأسس على قطيعة مع الماضى ورفضا للشرعية القائمة للحركة الشيوعية . وقد مثلت مجلته السلاح النظرى لبرنامج الحزب . وظلت تطبع فى القاهرة وبيروت حتى إنتفاضة يناير 1977 . لعب الحزب دورا بارزا فى الإنتفاضة , منظما الطلاب والعمال . وقد ردت أجهزة الشرطة والمخابرات بإعتقالات واسعة لأعضاء الحزب ومناصريه . وقد ترتب على الإعترافات وإفشاء الأسرار التى تم الحصول عليها إلى مزيد من الإعتقالات . وأنتهى الحزب الى التفتت والتناثر كحلقات ماركسية . وتوقفت المجلة عن الصدور ) . لاأستطيع أن أقطع ما إذا كان هذا الكتاب قد ترجم أم لا . مع ذلك صادفت تلخيصا له فى مجلة قضايا فكرية فى عدد مخصص لمرور ( سبعون عاما على الحركة الشيوعية المصرية رؤية تحليلية نقدية – الكتاب الحادى والثانى عشر – يوليو 1992 – ص ص449 – 452 ) لم يذكر من الذى قام بتلخيص الكتاب ( ربما المؤرخ الكورييلى نفسه أو أحد تلاميذه النجباء ؟ ) , ولكنه يضيف للقارئ المصرى بعض الإضافات التى لم ترد فى النص الإنجليزى . حيث يتوهم أن الحزب قد انبثق عن جمعية كتاب الغد , وقد أعلن عن نفسه كرد فعل , وأنه بمثابة حلقة تتسم بالتطرف اليسارى , وادانة الحركة الشيوعية السابقة , ويكتب صاحب الملخص : ( وتقول الدراسة إستنادا إلى رحلة متأنية عبر وثائق هذه المنظمة - أن هذه المجموعة ترفض فى جوهر الأمر مشروعية الحركة الشيوعية على المستوى القومى والإقليمى والعالمى وتتقمص قيادة الدور الطليعى لإصلاحها جميعا - .. وتتابع الدراسة مسيرة هذه المنظمة حتى يناير 1977 وتثمن دورها فى هذه الأحداث ثم تتابع حملات القبض المتعاقبة التى تمت لقيادت وقواعد هذه المنظمة والتى ترتبت على سلسلة من الإعترافات التى أدلى بها بعض الكوادر فور وقوعهم فى قبضة البوليس , وعلى بعض الإختراقات الأمنية ... إلخ ولكن أليس من المناسب أن نرى تقريظ الذات وإمتداحها فى لغة طاووسية مجنحة مقارنة بما قيل ؟ ... إسمعوا وخاصة أنت أيها الرفيق مصطفى الجمال : ( وتنتهى الدراسة إلى القول بأن الحزب الشيوعى المصرى لم يتميز عن المنظمات الأخرى فقط بأنه الأكبر حجما , والأكثر جماهيرية , والأكثر خبرة سواء من الناحية النظرية أو العملية , وإنما تميز عنها بالأساس فى مقدرته على إدارة خلافاته بأسلوب صحى وحضارى صان وحدته ومنحه القدرة على توحيد القسم الأكبر والأكثر فعالية من كوادره حول معطيات نظرية ونضالية تجعله مستعصيا على الوقوع فى مخالب الإنقسامية من جديد ) ما أكذب النصين عاليه ! يلاحظ صدور الكتاب عام 1990 والمراجعة الواردة فى المجلة عام 1992 وبعد سقوط الإشتراكيات الواقعية البيروقراطية فى أوروبا الشرقية والإتحاد السوفياتى . دعونى أنوه بأننا نفخر بأننا كنا راديكاليين , وقطعنا مع معظم مواريث الحركة الشيوعية المصرية المراجعة , وبأن موقفنا من المراجعتين السوفياتية والصينية كان صائبا , وإن لم يكن كافيا كما دللت الأحداث اللاحقة . أما أن الدراسة إستندت الى رحلة متأنية فى وثائقنا فهذا الأمر تكذبه حقيقة أن الدراسة لم تشر لأية وثيقة من الوثائق المنشورة والمعروفة , وانما الى مجرد إفتتاحية العدد الأول . أما الفضيحة الكبرى فحين يوحى بأن كوادرنا -- أى قياداتنا -- بل عددا منهم -سلسلة- تدلى بإعترافاتها .. ولاتنتظر , بل ولاتقاوم , وإنما تفعل ذلك فور القبض عليها ؟ !!!! ولايقتصر الأمر على الإعترافات بل - الإختراقات الأمنية - أيضا ...


62 - حزب العمال فى التاريخ الكورييلى- تابع 3
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 29 - 19:32 )
من المعروف أن الصراع الطبقى هو حرب أهلية من الوارد فيه الإختراق والأسر وحتى الإعتراف , بالنسبة لحزب مناضل , ويتوقف الكثير على خبرة المناضلين , وكيفية تربيتهم وعلى بناء قلعة محصنة ضد الإختراق البوليسى , وخاصة فى دولة بوليسية , ولطالما إهتممنا بهذا الجانب على مستوى الخبرة السياسية النظرية والعملية , بل وربما غالينا فى ذلك أحيانا . كيفما كان الأمر لم يصل ابدا أى جهاز قمعى , وقد تابعتنا أجهزة الأمن القومى فضلا عن المباحث العامة وأمن الدولة فى زمننا , الى معرفة أى لجنة قيادية بكاملها , وخاصة كوادر اللجنة المركزية , والمناطق , وفى معظم الاحيان لم تعلم الأجهزة لا وضع الرفيق المقبوض عليه , ولامركزه القيادى ليس ذلك فحسب بل أستطيع أن أؤكد أنه مامن قيادى واحد قبض عليه لسبب أو لآخر قد إعترف فى أية قضية من قضايانا حتى وإن تعرض لتعذيب . وفى مداخلة سابقة أشرت الى أن مباحث أمن الدولة قد توهمت لجنة مركزية كاملة من رفاق غاية فى الإحترام فى قضية يناير عام 1977 لم يكن أيا منهم فيها بالفعل , بل لم يكن بعضهم من حزبنا أصلا . وحين يجرى الحديث عن إختراق فى المركز, أو المناطق فهذا هو الجوهرى , والخطير , أما ماهو أدنى من ذلك فطبيعى دون أن يعنى هذا تبريره بحال . وقد حدث أن ضعف بعض رفاقنا ممن ينتمون للطبقة العاملة فى واحدة من قضايانا -- جميعهم أعضاء قاعديين وعضو واحد فى لجنة قسم -- وقد تماسكوا بعدها وزادت صلابتهم وعوضوا بتضحيات متفانية هشاشة مواقفهم السابقة . لكن لنا أن نتساءل مامعنى أن يخترق لجنتكم المركزية عنصر من عناصر الأمن القومى ؟ ومامعنى أن يكون مسئولا عن أخطر جهازين فى أى حزب وهما المطبعة والإتصال والأرشيف عناصر فى الأمن القومى ؟ كان هذا هو حال الحزب الشيوعى المصرى فى قضية يناير عام 1977 . ولنا أن نتساءل عن تلك الصورة الوردية التى يقدمها عن نفسه بحجمه وجماهيريته وحفاظه على وحدته ؟ ليس الحجم , والجماهيرية معيارا فأنظروا الى الطرق الصوفية مثلا ! والاحزاب اليمينية بحكم اتساع أطرها السياسية يمكن ان تضم فى صفوفها اعدادا كبرى دون أن يعنى ذلك بالضرورة ثوريتها . فماذا عن إدارة خلافاته بأسلوب صحى التفافا حول معطيات نضالية نظرية وسياسية ؟ فلنذكر تقرير الحرباء ذات الألف وجه والرفاق الذين إنشقوا وإتخذوا اسم -المؤتمر- , وكانت أدوات نضالهم هى المواقف النظرية والسياسية لحزب العمال الشيوعى المصرى داخل هذا الحزب الذى يدعى أنه أدار خلافاته بأسلوب صحى ! ربما إختلف الحال بعد ذلك ؟ ! هل يكفى ردا على هذا الإشارة مجرد الاشارة الى آخر كتاب للمناضل الراحل العامل عطية الصيرفى ؟؟؟ ... قلت لنفسى توا سأرى رفيقنا مصطفى الجمال وقد قفز فى وجهى , ماسكا بتلابيبى , سائلا إياى فى عنف : أرغيت وأزبدت طويلا لكنك لم تجبنى عن سؤالى الذى طالما رددته ولم يجبنى عليه أحد أين ذهب حزب العمال الشيوعى المصرى ؟ أين ذهب ؟ ولاتقل لى – ذهب يبحث عن مجلة الهلال ! لاأستطيع أن أقول ذلك وأعدك برد قاطع محدد فى القسم التالى والأخير من هذه المداخلة . يتبع


63 - 3ظلال على -تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه-
براء الخطيب ( 2013 / 5 / 30 - 08:59 )
ومتابعة لتلك الظلال التي نلقي بها على دراسة -الأستاذ- فإننا نتحدث هنا عن الفترة التي عشتها وعاصرتها في لبنان في الفترة من سنة 1974 وحتى سنة 1982، و نؤكد على الارتباط الوثيق الذي كان بين التنظيمات الشيوعية المصرية -الحزب الشيوعي المصري - حزب العمال الشيوعي المصري- بالحركة النضالية الفلسطينية -فتح - الجبهة الديمقراطية - الجبهة الشعبية- جبهة النضال الشعبي- والحزب الشيوعي اللبناني -الذي كانت علاقته مقتصرة على الحزب الشيوعي المصري وتحديدا مع الدكتور حسين مروه، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني صاحب كتاب النزعات المادية في الفلسفة العربية الحائز على دكتوراه فخرية من موسكو، وسوف نحاول -باختصار شديد- إلقاء بعض الظلال على منظمات الحركة النضالية الفلسطينية التي ذكرناها وأولها -فتح- التي كانت تنظيما يتشكل من كل الاتجاهات اليسارية بأجنحتها المختلفة والاتجاهات اليمينية بانتماءاتها العربية والدولية المختلفة، وما يعنينا هنا من فتح هي بعض هذه الأجنحة اليسارية، حيث كان يقود هذه الأجنحة المتدثرة بعباءة اليسار الفضفاضة بعض القادة التاريخيين لحركة فتح ومنهم -أبو صالح- وهو -نمر صالح- وكان نائبا للقائد العام لقوات العاصفة، الجناح العسكري لحركة فتح عضو اللجنة المركزية للحركة والذي حصلت قطيعة بينه وبين ياسر عرفات قائد فتح ومنظمة التحرير إثر خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 حيث أدت به القطيعة إلى انشقاقه مع كل من أبو موسى وأبو خالد العملة ومجموعة من كوادر الحركة بدعم سوري مؤسسين حركة -فتح / الانتفاضة- لكن سرعان ما وضعته السلطات السورية قيد الإقامة الجبرية في منزله حيث توفي بنوبة قلبية عام 1991، ومن أهم قادة الأجنحة اليسارية في فتح يظهر بوضوح -ماجد أبو شرار- فبعد استشهاد -كمال عدوان- في العام 1973أصبح مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو الذي ساهم في تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي الموحد في منظمة التحرير كما ساهم ماجد أبو شرار في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام وقد عملت تحت قيادته في الإعلام الموحد مع معين بسيسو وزياد عبد الفتاح ثم انتخب بعد ذلك في المؤتمر العام الرابع لحركة فتح في العام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح وقد اغتالته المخابرات الإسرائيلية صبيحة يوم 9-10-1981 بقنبلة وضعت تحت سريره في أحد فنادق روما حيث كان يشارك في مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ونقل جثمانه الى بيروت حيث دفن في مقبرة الشهداء فيها..وكان ماجد أبو شرار على اتصال وثيق بالشيوعيين المصريين على اختلاف انتماءاتهم وأذكر أنه كان قد وقع خلاف بين -بسام أبو شريف- رئيس تحرير مجلة -الهدف- التي كانت تصدر عن الجبهة الشعبية/جورج حبش وبين -شهاب/اسم حركي- مندوب حزب العمال الشيوعي المصري في لبنان، حدث خلاف بينهما في طبع مجلة -شيوعي مصري- التي كانت تصدر عن حزب العمال الشيوعي المصري وتطبع في مطبعة مجلة -الهدف- التي يشرف عليها -بسام أبو شريف- على خلفية حذف -بسام أبو شريف- كل الفقرات التي كانت تنتقد الاتحاد السوفييتي في المقالات التي كانت تنشر في مجلة شيوعي مصري لاسيما وأن حزب العمال الشيوعي المصري كان قد نشر فيها وثيقة من أهم وثائقه -إن لم تكن أهمها على الإطلاق- وكانت هذه الوثيقة الهامة مزينة بعنوان هجومي من عناويين الدمار الشامل: -ضد التحريفية السوفيتية والجمود العقائدي الصيني - ليحسم الموقف الراديكالي لحزب العمال الشيوعي المصري بشكل حاسم ليجسد موقفه الحاسم من الفارق الطبقي بين رؤى يطرحها في مواجهة من كان يرى ويعتقد في وجود -البرجوازية الوطنية- أو يقوم بـ-إسناد السلطة نقديا-، كان -بسام أبو شريف- يقوم بحذف كل الانتقادات التي كان يوجهها كتاب حزب العمال الشيوعي المصري سواء كانت هذه الدراسات موقعة بتوقيع -شيوعي مصري/إبراهيم فتحي- أو كانت بتوقيع -صالح محمد صالح/خليل كلفت- وعندما اعترض قادة حزب العمال على هذا الحذف أوقف -بسام أبو شريف- طبع مجلة شيوعي مصري في مطبعة مجلة الهدف التي تصدرها الجبهة الشعبية وعندما كان -شهاب/اسم حركي- يبحث عن مطبعة أخرى فقد طلبت بنفسي من -ماجد أبو شرار- طبع مجلة شيوعي مصري في مطبعة مجلة -فلسطين الثورة- التابعة لمنظمة فتح وكان يرأس تحريرها -أحمد عبد الرحمن- الذي رحب بطبعها على شرط موافقة -الختيار/ياسر عرفات- مما اضطر ماجد أبو شرار أن يتصل بنفسه بصديقه المناضل الفلسطيني -سمير غوشة- قائد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الذي وافق على الفور بطبع المجلة حيث كان -شهاب- على علاقة جيدة بعد ذلك بجبهة النضال التي طبعت الثلاثة أعداد الأخيرة التي تمت طباعتها في بيروت، في هذه المرحلة كان المناضل الكبير -ميشيل كامل- بصفته القائد الحقيقي للحزب الشيوع المصري الذي كان منهمكا في بناء العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي المصري والحصول على اعتراف الشيوعية الدولية بالحزب وكان الرجل يتمتع بالثقة والاحترام والعلاقات الوثيقة بالدكتور -حسين مروّة- عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني وبقائد -الجبهة الديمقراطية/نايف حواتمة- وبالقادة اليساريين داخل فتح ويشرفني أن أذكر هنا أنني تعرفت لأول مرة بالمناضل الكبير -ميشيل كامل- في بيروت سنة 1974 حيث قدمني له صديقي الشاعر الفلسطيني الكبير -معين بسيسو- الذي لم أفارقه يوما واحدا حتى الخروج من بيروت سنة 1982، حيث كان -معين بسيسو- يساهم مع -ميشيل كامل- في طبع نشرة دورية كانت تحمل اسم -الانتصار-، وكذلك لم يكن -ميشيل كامل- يجد أية معوقات لنشر مجلة -اليسار العربي- التي أسسها تقريبا في نفس العام الذي ترك فيه بيروت -ربما سنة 1977- بل كان يجد كل المعاونة والدعم من كل الجهات والمناضلين الذين ذكرتهم قبل ذلك .


64 - 4ظلال على -تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه
براء الخطيب ( 2013 / 5 / 30 - 09:02 )
بالرغم من أن ميشيل كامل كان يستخدم مجلة اليسار العربي في الصراع ضد قيادة الحزب داخل مصر والتي لم يكن يخفي اتهامه لها ابمحاولة تذويب الحزب الشيوعي المصري في حزب التجمع الوحدوي المصري العلني والمساومة على الاستقلالية السياسية والأيديولوجية للحزب الشيوعي وتبني موقف متهادن من سلطة -مبارك- وأذكر هنا أن الأستاذ -ميشيل كامل- كان قد تحدث معي عن نشرة -الانتصار- هذه بأنه أصدرها مع عدد من رفاقه الرافضين لقرار الحل وعملوا على تاسيس نواة لتنظيم شيوعي جديد,وأطلقوا على انفسهم -جماعة بلا اسم- ولا أعرف ولم أسأل عن الذين كانت تصدر عنهم نشرة -الانتصار- هل هي -جماعة بلا إسم- أم -الحزب الشيوعي المصري- فأنا هنا ألقي ببعض الظلال التي رأيتها أو سمعتها بنفسي بعد مرور ما يقرب من أربعين سنة، واستكمالا لبعض من هذه الظلال المختصرة أن أذكر بعض أسماء المناضلين الشيوعيين الذين عاصروا هذه الفترة في لبنان بدون ذكر انتماءاتهم التنظيمية لأني لست مخولا بذلك ولأني لم أستأذنهم في النشر، فكان من المثقفين المناضلين الشيوعيين المصريين في هذه الفترة في لبنان كلا من الأستاذ -سمير كرم- وكان صديقا حميما للأستاذ ميشيل كامل وكان أحد المشرفين على مجلة -الكفاح العربي- البيروتية وكان يقدم كل ما يقدر عليه من دعم ممكن لكل المناضلين الشيوعيين من مختلف الاتجاهات، كما كان كذلك المناضل والصحفي الكبير -مصطفى الحسيني- وكذلك كان المناضل الشيوعي المحترم -أحمد بهاء شعبان-، كما كان كذلك أيضا كل من الرجل النبيل -فهمي حسين/روزاليوسف- وهو أحد مؤسسي وكالة الأنباء الفلسطينية وفا مع الكاتب الفلسطيني الكبير زياد عبد الفتاح وأحد مستشاري ياسر عرفات في مرحلة ما من حياته، والمناضل الكبير -فاروق القاضي/أحمد الأزهري- المستشار السياسي لياسر عرفات، والمناضل الكبير -رءوف نظمي/محجوب عمر- وكان كل هؤلاء المناضلين المحترمين على اختلاف توجهاتهم يجسدون -الانقسام اليساري- خير تمثيل، بقيت لنا كلمة مختصرة عن -الأستاذ- إبراهيم فتحي..دون أن نقع في لاهوتية التقديس ودون احتفالية هو أكبر منها، حتى لو عاب علينا البعض أالمتخفين بأننا -دراويش ابراهيم فتحي- فإننا نؤكد بأننا لا نتمنى أكثر من هذه الصفة وإن ذلك لا يضيف للأستاذ أية إضافة كما أن ذلك لا ينتقص منه فسوف يبقى -إبراهيم فتحي- رمزا وعلامة وضوءا ساطعا اهتدى به الكثير الكثير من الدراويش.


65 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى4
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 30 - 18:29 )
4- هل هناك مايمكن أن يكون قد أثار حفيظة رفيقنا مصطفى الجمال غير الإشارة للتاريخ الكورييلى فى محاولته إلغاء الحزب – ع ش م—ولموضوعية د . جينارو جيرفازيو فى تقديره له ؟ ربما الإشارة التى وردت فى النص الأصلى حول تقدم فصيل مفكرنا على تنظيمى 8 يناير والشروق أيضا , فأستشاط غضبا وواصل قائلا : إن التنظيم إنتهى فعليا .. ومن واجب أحد قادته أن يقول لنا لماذا ؟ لأننا لايمكن أن نتهم الكورييليين بذلك ... -- وكأن هذا قد حدث فعلا , أو أن أحدا قد إتهمهم بذلك ! ولكن ألا يحق لقائد من قادة فصيل أن ينوه لما يميز فصيله مادام لم يتفاخر كاذبا على الطريقة الكوريليية أى بطريقة تخالف الواقع الموضوعى الفعلى . دعونى هنا أورد رأى بعض الكتاب فى حزب العمال الشيوعى المصرى . يقول الكاتب الراحل د . غالى شكرى فى كتابه الثورة المضادة فى مصر , الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1997 , وبعد تقويمه النقدى لإتفاقية سيناء وماورد بصددها فى مجلة الطليعة القاهرية – إفتتاحية عدد أكتوبر 1975 , وتوجيه نقد صارم مبدئى , وحاد , لموقف ( التيار الثورى ) الذى أيد سلطة السادات , والإتفاقية , ودعا لعدم التظاهر ضدها , ولضرورة مساندتها وتأييدها , إنتقد بيان الحزب الشيوعى المصرى ( المصدر مذكور ص 279 ) وخاصة بسبب تشوشه بشأن الطبيعة الطبقية للسلطة التى رأى فيها عناصر عميلة وخائنة , وعناصر مزدودجة ومترددة , وعناصر تؤمن بالخط الوطنى الناصرى , وأبصر فى ذلك ثغرات قاتلة واصفا إياه بأنه - تحديد ينتمى جوهريا الى العقلية اليمينية التى سادت بعض أوساط الشيوعين المصريين فى الستينات وقادتهم الى حل تنظيماتهم - ص 280 , وقد إنتهى بعد عرضه لمواقف عدة قوى حزبية وغير حزبية إلى - وتنظيم حزب العمال الشيوعى المصرى أكثرها يسارية منذ أصدر مجموعة من الموضوعات كتبت بين عامى 1970 و 1971 تحت عنوان طبيعة السلطة , وقضية التحالف الطبقى , وفى هذا الكتيب مقولات صحيحة منهجيا , وبعض مقولاته تنطوى بغير شك على نبوءة علمية ... ثم يتناول البيان الذى أصدره الحزب بمناسبة اتفاقية سيناء السابقة على كامب دافيد , وهو البيان المعنون : فلنقاوم استسلام النظام المصرى أمام الإستعمار الأمريكى وإسرائيل فى 13 – 9 – 1975 الذى إنتهى إلى طرح شعار الإطاحة الثورية بالسلطة المصرية , وبعد تقويمه للبيان , ورفضه لشعار الإطاحة الذى برهن كامل تطور مجرى الأحداث اللاحق على صوابه وصحته , ينتهى الى القول بأن هناك وجها ايجابيا لامعا فى تحليل ح ع ش م لايجوز تجاهله بل التأكيد عليه وتطويره دائما , هو الإطار العربى الذى تفرضه اتفاقية سيناء سلبا وإيجابا ... ( أنظر فى ذلك ص ص 267 – 290 من الكتاب المذكور ) . وقد أشار الكاتب الراحل صادق سعد فى دراسته المعنونة : حاجتنا لإستراتيجية إشتراكية جديدة - قراءة ثانية فى أحداث يناير 1977 – التى نشرت نشرة مدققة حسب ماصدر فى الكتاب الدورى – الراية العربية - من قبل د . شريف يونس والأستاذ عادل العمرى – الإنترنت , إلى أنه بالنسبة لحزب العمال الشيوعى المصرى يأتى التذكير بإستراتيجية الحزب الإشتراكية بصورة أقوى وأكثر تكرارا من أى من المنظمات الأخرى القائمة جميعا , ويورد من جريدة الإنتفاض فى عددها الصادر بتاريخ 7 – 8 – 1976 تحت عنوان حول إنتخابات مجلس الشعب واستفتاءات السادات وفى العدد الصادر بتاريخ 31 – 7 – 1976 بعنوان لا للسادات وفى غيرهما موقف الحزب حول ضرورة الإطاحة بالنظام القائم ( بأساسه السياسى والإقتصادى والإجتماعى – الرأسمالى الرجعى دون أية تحفظات .. ولايحول بيننا والنضال المباشرحول شعارات إسقاط النظام الرأسمالى القائم من أجل الجمهورية الإشتراكية سوى الوزن الضعيف للطبقة العاملة وحلفائها من الجماهير الشعبية ... إلا أن هذا لن يتم إلا عبر النضال حول شعار مرحلى , شعار الجمهورية الديموقراطية الذى يحقق إسقاط شكل الحكم الرجعى الفردى مطلق السلطات وإقامة شكل ديموقراطى جديد .. ) . وفى التقرير الإستراتيجى العربى الصادر عن مركز الدراسات السياسية , والإستراتيجية بالأهرام لعام 1987 , الذى أشرف عليه السيد ياسين يرد فيه عن حزب العمال الشيوعى المصرى من ضمن مقال عنوانه : القوى المحجوبة عن الشرعية ( ص ص 358 – 382 ) مايلى فى مواضع متفرقة : ( يعد حزب العمال واحدا من أكثرالمنظمات الماركسية فى مصر تشددا من حيث الموقف السياسى ورؤيته لنظام الحكم ومن حيث المهام التى يطرحها على الطبقة العاملة من أجل تغيير هذا النظام .. وفى مواقفه النظرية بل وحتى ذات الطابع البرنامجى التفصيلى .. ولعب حزب العمال فى خضم أحداث الإنتفاضة الطلابية فى عامى 1972 و 1973 دورا بارزا وكان أقوى فصائل الحركة الماركسية تأثيرا وسط صفوف الطلاب فى ذلك الحين , بل ونجح فى إدارة الإنتفاضة الطلابية بما فى ذلك ربط القيادات الطلابية غير المنتمية له بخطط وحركة الحزب .. إمتلك حزب العمال منذ نشأته ... أساسا نظريا متينا نسبيا , ومقولات سياسية راديكالية أعطت لعناصره روحا حماسية , وأحيانا قتالية عالية , وخاض حزب العمال بلاشك كثيرا من المواجهات العنيفة ضد نظام حكم الرئيس السادات , وتعرضت عناصره لإعتقالات كثيرة وربما بنسب أكبر مما تعرضت له فصائل أخرى – وأضيف من عندى أن هذا كان ملحوظا فى قضية إنتفاضة يناير 1977 حيث فاق أعضاء المنتمين إلى حزب العمال أعداد الرفاق من تنظيمات أخرى . ويعرف القراء مواقف ونظرات الاستاذ سيد ياسين ولم يكن ماورد فى التقرير الآنف يأتى إلا فى سياق سلبى عموما . يتبع


66 - حزب العمال فى التاريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 5 / 31 - 18:30 )
5 - لقد أدليت بشهادة فى مركز الدراسات والبحوث العربية والأفريقية الذى يترأسه المفكر الإقتصادى الماركسى العالمى سمير أمين فى أربع جلسات بتاريخ 4 أكتوبر , 8 نوفمبر, 13 ديسمبر 2009 , و17 يناير 2010 تتضمن تقاطع مسيرة تاريخى الشخصى فى فصيل شيوعى ( وحدة الشيوعيين المصريين ثم حزب العمال الشيوعى المصرى ) مع التاريخ السياسى العام لبلادنا , والقوى التى تفاعلت فيه. أردت أن أحقق فى تلك الشهادة وصية المفكر الماركسى الإيطالى أنتونيو جرامشى – وليس ذلك مجاملة لرفيقنا جينارو جيرفازيو ! – التى رأت أن تاريخ أى حزب يتعين أن ينبثق من خلال رسم صورة مركبة للمجتمع والدولة بعلاقاتهما المتشعبة . حيث تتوقف أهمية ووزن أى حزب على نشاطه وإلى أى حد كان حاسما فى تقرير تاريخ ذلك البلد ... وإنه وإن كان من الضرورى إعطاء كل شئ الأهمية التى يستحقها فى الصورة الإجمالية , إلا أنه يتعين التشديد قبل أى شئ على الفاعلية الحقيقية للحزب , على قوته الحاسمة , إيجابا وسلبا , فى المساهمة فى وقوع أحداث بعينها , وفى منع وقوع أحداث أخرى . (على ما ورد فى دفاتر السجن ص ص 167 - 168 طبعة عادل غنيم ) . إلى أى مدى وفقت فى تحقيق الوصية ؟ هذا أمر لاأستطيع أن أقطع فيه بشئ , الإالقول بأننى حاولت بذل أقصى الجهد وتطلب الإعداد لكل جلسة إستغرقت من ثلاث إلى أربع ساعات عمل شهر كامل . الأمر الذى دعا المهندس سعد الطويل رئيس اللجنة -- لجنة توثيق الحركة الشيوعية المصرية حتى عام 1965 -- الى القول فى نهاية جلسات الشهادة - لقد جعلت الأمر صعبا على من سيأتى بعدك - . وقد حضر الرفيق مصطفى مجدى الجمال هذه الجلسات , وتركزت مداخلاته على ماإذا كانت لدينا ( المقصود ح .ع .ش .م . ) نزعة نصية أرثوذوكسية تمجد الإستشهاد بالنصوص بمعزل عن سياقها , وحقيقة ماأثير بشأن مستشفى إستثمارى فلسطينى , فى فترة من الفترات , فضلا عن رغبته فى معرفة الأسماء الحقيقية لرفاق بعينهم خاصة ممن إختلفوا مع الحزب . كنت قد إتفقت مع بعض الرفاق من - فصيلى - على ضرورة الإدلاء بشهاداتنا بعد النداء الذى وجهه رفيقنا إلهامى الميرغنى , الذى أشرت إليه أعلاه , وبعد تشويه تواصل لمدة عقدين تقريبا لجيل السبعينات , ولحزبنا لم يواجهه أو يرد عليه أحد بحكم إلتزامات العمل السرى أحيانا , ثم بعد ذلك حماية للرأس من صداع , ومن فتح جراح قد لاتنغلق , وبعد متابعتى لتردد الرفاق فى الحديث عن تلك الفترة الماضية من نشاطهم السياسى رغم إنصرام المدد القانونية التى حددها قانون الإجراءات الجنائية لإمكان محاسبتنا وفق المادة 98 الشهيرة بكل تفريعاتها القمعية المشينة فى قانون العقوبات , إنتهيت مع الرفاق صلاح العمروسى , وجمال عبد الفتاح , وفتح الله محروس إلى أن أبدأ فى كسر التابو . ووضعنا الأسس التى ستقوم عليها شهاداتنا : 1 – ضرورة تحرى أقصى الموضوعية بالنظر إلى الصورة الكلية , والإبتعاد عن أى نزوع حلقى عصبوى فى نظرتنا لفصيلنا وللفصائل الأخرى 2 – التقييم المبدئى الموضوعى للمواقف الفكرية والسياسية كما تجلت فى الواقع ثم تكشفاتها اللاحقة فى الممارسة العملية , والتمايزات التى حصلت فى أعقابها 3 – نقد المواقف والأفكار والسياسات لا الأشخاص داخل الحزب , اذا ماتناولنا رؤى أو إتجاهات مختلفة داخله , أو خارجه بشأن الفصائل الأخرى , والحديث بإحترام عن كل الرفاق وإعتبار التشهير بأحد وسيلة غير مبدئية أيا ماكانت هناك من مرارات قديمة 4 - عدم الإشارة لرفاق بأسماءهم الحقيقية , من داخل أو خارج الفصيل إلا اذا كانوا قد تحدثوا قبلا بتلك الصفة كاشفين إرتباطاتهم الحزبية , دون إستئذانهم شخصيا وبعد موافقتهم فلابد من احترام رغبات من آثروا ألا يتحدثوا , وأيا ماكانت أسبابهم , ولاينبغى أن يفرض عليهم ذلك باسم أن التاريخ يتعين أن يكون ملكية عامة , ولابد من إقناعهم , والتشدد فى ذلك خاصة مع من تصادف – إذا حدث وكان هناك ممن عملو ا فى أحد أجهزة الدولة السيادية 5 – الانتباه دائما إلى أن هناك نفايات - شعرية - أو نثرية باقية داخل الحركة الشيوعية المصرية بوصفها بثورها ودماملها مازالت تلوك وتجتر مإاتهمتنا به إفتتاحيات الصحف والمجلات الرسمية الصفراء من خدمتنا ل - المخابرات الأمريكية- بتطرفنا اليسارى وبمواقفنا من إنتفاضة يناير 1977, ولايعنى هذه النفايات التقدير الموضوعى , ولاالتحرر من عيوب النظر الذاتى , وإنما إقتطاع هذا الجزء أو ذاك من الشهادة وإستخدامه فى التشهير بنا أو بغيرنا . 6 – على الرفاق الذين كانت لهم صلة بفرع الخارج ممن كانوا فى لبنان أو العراق أو موسكو أو غيرها أن يكونوا حريصين فى إفاداتهم أكثر من غيرهم بحكم ارتباط بعضهم بالنشاط السياسى للمقاومة الفلسطينية من تلفيق تهم الإرهاب السلطوية – وننوه الى أن - الإرهاب - ذو التعريف الواسع فى الطبعة الأخيرة من القانون المصرى , لم يعد يسقط بمضى المدة حتى لو مر ألف عام ! وخاصة مع سبق إتهامنا بصلات لم تقم طوال تاريخنا مع منظمات إرهابية عالمية مثل الألوية الحمراء فى اليابان , أو بادرماينهوف فى ألمانيا على ماأأفاد به رفيقنا هشام عبد الله فى مداخلة سابقة منشورة فى هذا الحوار – ولعلى ولاحقى الرفيق صلاح العمروسى قد وفقنا فى الإلتزام بهذه الأسس التى إتفقنا عليها . يتبع


67 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 1 - 01:11 )
6 - إن الفقر النظرى الفادح الذى تعانيه الحركة الشيوعية المصرية -- ولا أستثنى نفسى أيضا -- منذ فجر تاريخها وحتى الآن ينعكس على جدالاتها , وعلى فهمها وممارستها فإذا كان ماركس قد إنتقد فلاسفة أوروبا لأنهم أرادوا تفسير العالم بيد أن المهم كان تغييره , فإن كثيرين ممن يدعون وصلا بالماركسية فى مصر , وعالمنا العربى يريدون تغيير العالم دون أن يفسروه أى دون أن يفهموه . وبات - التنظير - مرادفا للغو الفارغ , وتجلى إزدراء النظرية ساطعا فى غياب كامل للدراسات المفتاحية المؤسسة فى حقول ومجالات مختلفة , وإستسهال إطلاق الأحكام دون أية معرفة إمبيريقية , مقترنة بتحليل نظرى عميق , بدءا من فهم أوضاع الطبقة العاملة المصرية , أو تصنيف الأحزاب المصرية والقوى السياسية طبقيا , الى الرأسمالية المصرية منذ عصر السادات على الأقل وحتى تاريخه . كم منا – لن أقول قرأ كل – خاض فى أعمال مؤسسى الماركسية ؟ وهل ينفصم ذلك عن طبيعة وحدود ممارستنا السياسية , وأفقها الضيق , ونزوعها اليمينى الإصلاحى التاريخى الذى رأى فيه مفكرنا الأستاذ إبراهيم فتحى ظاهرة تاريخية متصلة مثلت وتمثل خطرا داهما الآن على تبلور فكر وحركة ثورية جذرية . وهل هى محض مصادفة أن يؤكد منذ بضعة أيام على أننا حين نتحاور بشأن الماضى فإننا لانتعاور العاديات القديمة , أو نجادل حول أداة التعريف فى اللغة السنسكريتية , وإنما نتناول مسألة أو إنحرافا حيا راهنا وهو الإنحراف اليمينى الذى يتوقف أى تجذير للفكر الثورى , والحركة الثورية على دحضه ورفضه , ونجد رفيقنا القديم صلاح العمروسى عضو التحالف الشعبى الإشتراكى الآن وقد طرح مقالا – أمس نعم أمس - بعنوان : بلاشفة ولكن يمينيون – كيف ولماذا تخلى بلاشفة النيل عن الإشتراكية ؟ - فى نقد نظرية اليسار العريض , ردا على ورقة قدمها أحد رفاق حزبه عنوانها : حزب التحالف كحزب لليسار العريض , وأخرى بعنوان : معنى التحالف فى حزب التحالف . هذا يدلل فى حد ذاته على ماقيل فى النص الأصلى موضع الحوار الذى تتضمن مقولاته قدرة تفسيرية تشرح لماذا إتخذت - ماركسيتنا- هذا الشكل الأقرب للإطار الفارغ تاريخيا ذا المنحى اليمينى . هناك بالطبع أسباب سوسيولوجية أعمق تفسر ماذا يحدث لنظرية ما عند إنتقالها من مجتمع ما صناعى الى آخرإقطاعى يتجه للرأسمالية فى ظل شروط نوعية أخصها طابعها الإمبريالى ونشوء الإشتراكية فى بلد واحد , أى من مواطن الإنتاج الفكرى إلى مواطن الإستهلاك العملى إن جاز القول . ألا يمكن أن نفهم من خلال مقولات مفكرنا الذى رصدها أساسا للعزلة أن ندرك مغزى أن تصد ر أول ترجمة لكتاب الدولة والثورة للينين بإسم : الحكومة والثورة , بقلم حضرة صاحب الفخامة رئيس الحكومة الروسية لينين ؟! هل حاول رفيقنا مصطفى الجمال أن يتجاوز المنظور الذى طرح به سؤاله حول إختفاء حزب العمال الشيوعى المصرى – الذى لم يختف فى الواقع وإنما إندمج مع تنظيمين آخرين هما منظمتى المؤتمر و8 يناير مشكلين معا فى عام 1989 حزب العمال الموحد الذى - إتهم - بأنه قاد إضراب عمال الحديد والصلب الشهير فى ذات العام أو الذى يليه . ألم يعلم الرفيق مصطفى الجمال الذى يعمل فى مركز دراسات الوحدة العربية والأفريقية وعضو لجنة توثيق الحركة الشيوعية المصرية أن هذا الحزب كان يصدر جريدة دورية بعنوان صوت العمال . ألم يعلم قبل ذلك بأن حزب العمال قد خاض الإنتخابات البرلمانية عام 1987 وأن برنامجه قد نشر كاملا فى كتاب أصدرته دار سيناء للنشر بعنوان : الإنتخابات البرلمانية – درس إنتخابات 1987 – المشاركون – د. فؤاد مرسى وآخرين – المحرر د . أحمد عبد الله , وقد شارك فى إصداره – وياللطرافة –مركز البحوث العربية . لقد ساءنى أن أرى رفيقنا فى صحبة آخر لايرقى إلى مستوى وعيه - مجادلا - بمنطق – كلنا فى الهم شرق – أو لاتعايرنى وأعايرك ده الهم طايلنى وطايلك – أوعفا الله عما سلف من الفضائح , أو كل التنظيمات على إختلافها بغض النظر عن مضمون خطها السياسى , ومواقفها قد إختفت , اذ لو كان خط أحدها صائبا لظل باقيا , هكذا يستوى فى هذا المعجم الخاص به البلشفى والمنشفى , لينين وبليخانوف , مادام الإتحاد السوفييتى قد إنهار فى المآل الاخير , وكذلك تستوى روزا لوكسمبورج وكارل ليبكنخت , مع كاوتسكى وإدوارد برنشتين , مادامت ألمانيا الشرقية قد تلاشت مع إنهيار سور برلين


68 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 1 - 01:13 )
وكذلك يستوى فوزى جرجس, ورمسيس لبيب , وفخرى لبيب , مع زكى مراد ومبارك عبده فضل , ثم ولم لا مع كورييل ورفعت السعيد وأيا كان !! بل ربما بقى الأخيرون حسب هذا المنطق ذاته فالتواجد هو خير برهان ! , وأن الإشتراكيات البيروقراطية القائمة هى من أعظم الإنجازات مادام حفيد الزعيم المحبوب من 40 مليون كورى مازال على رأس الدولة , وأن الحزب -الشيوعى- الصينى ومثله الكوبى بغض النظر عن وجهتهما السياسية على تغايرها قد أكدا جدارتهما فى الوجود فكما يقول الرفيق مصطفى مكررا : - المآل , ولكن المهم التساؤل عن المآل .. مآل التنظيم , ومآل الكوادر التى رباها وذكر بعضا من هذه المآلات , مشيرا الى الدور الذى أسهمت به المنظمات الحقوقية فى تقويض الحركة الثورية , ودور الأحزاب الحكومية الإصلاحية , وكذلك الهجرات الى الخارج , سواء كانت مؤقتة أو دائمة – على تفصيل بين التلاوين المختلفة داخل الفئة الأخيرة - وهى ماسأتناولها فى موضع آخر – فى تحديد كل تلك المآلات . ولكن أستطيع أن أؤكد مع رفيقنا هشام عبد الله أن الحزب لم يتوقف عن نشاطه الجماهيرى حتى عام 1994 بل حتى 1996 , بعد إندماجه مع منظمتين أخريين على الوجه الذى ضمنه فى مداخلته عاليه . كما أشير لرفيقنا إن أراد متابعة بعض الأدبيات للتيقن مما قيل أن ينظر مثلا فى الدراسة الصادرة والمنشورة علنا للرفيق صلاح العمروسى حول الرأسمالية الطفيلية الصادرة عن دار الفكر المعاصر للنشر والتوزيع عام 1985 وكذلك المداخلتين المقدمتين فى ندوة من المفكر إبراهيم فتحى والرفيق صلاح العمروسى فى الكتاب الصادر عن مركز البحوث العربية تحت عنوان : إشكاليات التكوين الإجتماعى والفكريات الشعبية فى مصر وهى بحوث ومناقشات مهداة الى صادق سعد – مايو 1990 وأخيرا الاسهام فى الندوة التى عقدت فى مركزكم ونشرت تحت عنوان : اليسار العربى وقضايا المستقبل حيث قد الرفيق صلاح العمروسى ورقة بعنوان حدود البرلمانية فى ظل نظام إستبدادى مع رفاق آخرين فى نفس الندوة . وكما أشار رفيقنا هشام عبد الله فيما سبق (ولقد شارك كوادر حزب العمال الشيوعى فى اغلب المعارك الجماهيرية وفى معظم الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية وكانت برامجه الانتخابية والمعارك التى ادارها هى التى تعبر عن مصالح وهموم الطبقات الشعبية ومطالبها فى انتزاع الحقوق السياسية والاقتصادية ومواجهة الدولة البوليسية وكما شارك فى قيادة معظم الاضرابات العمالية والفلاحية .وكان حزب العمال الشيوعى متميزا فى منطقة الصعيد فى مواقفة وعدد كوادرة عن اى منظمات شيوعية اخرى . .– أضف إلى ماسبق يمكن لنا أن نعنى بالصراخ الوحدة ! الوحدة ! هذا هو مايعنينا الآن , معارك الماضى ليست معاركنا ! والحال أن الإنحرافات اليمينية الذيلية لازالت قائمة بكل قوة , وهو مايدلل عليه مقال رفيقنا القديم صلاح العمروسى الأخير المشار اليه , وأن كل أشكال ماأسمى بوحدة اليسار, قد أسفر عن نتائج صفرية وأن كل الوحدات – إن كان لنا أن نسميها كذلك قد فشلت فشلا ذريعا ومن ثم ضرورة الوحدة المبدئية فى الإستراتيجية والتاكتيك التى تبدأ بإتفاقيات نضالية عملية الأمر الذى ذكره مفكرنا فى نهاية مقاله موضوع الحوار . إن إنقسام الواحد شئ حتمى جدلى أما الكل فى واحد فى فكرنا الشعبى السائد , ففضلا عن ميتافيزيقيته , فهناك أيضا إستبداديته , وقمع أحد أطراف الجدل يؤدى إلى تشويه الظاهرة وإلى إنحراف فى المسار . غير أن ذلك لايعنى أن نفعل مثل ذلك الرجل الذى تهكم عليه لينين حين لم يكن يدرى ماكان عليه أن يقول عندما رأى جنازة فقال : إنشاء الله دايمة ! ... فأنا أرى إمكانات لتوحد أو لتجمع الجذريين أولا مشكلين نواة جاذبة فكريا وسياسيا . وهو موضوع يمكن طرحه لنقاش جدى بين ثوريين حقا , معنيين بالأمر , وليس من خلال مؤتمرات التهريج اليسارى السابقة , لأننى لم أؤمن أبد ا باللغو الفارغ حول أى وحدة أو بأى ثمن ولعله لازال يذكر قولى له ولرفاق عديدين ممن قابلتهم فى مؤتمر عقد تمهيدا ل - وحدة اليسار - منذ أكثر من ثلاث سنوات : - تعيشوا وتفتكروا - كناية عن موت مثل هذه المحاولات لإحياء اليسار بشكل غير مبدئى على الإطلاق . سمعنا فى الأيام الماضية صراخا عن وحدة اليسار , واللحظة الراهنة ومتطلباتها ومستلزماتها وضرورة البعد عما يثير الشقاق والخلاف ... الخ وكل أصوات هؤلاء الصارخين رغم حسن نوايا بعضهم فإنه مامن وحدة الاوتتطلب وحدة النظر والعمل , ولن يتم هذا إلا بتعيين الأفكار والحدود والتخوم تعيينا دقيقا على الأقل فى قضايا الاستراتيجية والتاكتيك الرئيسية , وربما كانت - البركة ف اللمة - تتعلق بموائد الطعام فقط , أما وحدة إرادة للعمل والحركة ثوريا فتتطلب أكثر من ذلك بكثير . فضلا عن أن هذا النوع من الوحدة هو غطاء اليمين المفضل فى الحركة .لذا قد نتفق مع رفيقنا حين يكتب : ( نحن الآن أمام واقع جديد وإنقسامات جديدة حول الموقف من السلطة , وتحديد طبيعة المرحلة , والشعارات الإستراتيجية والتاكتيكية وأشكال التنظيم والعمل ... أن نركز فى تناول الماضى ...على ماله علاقة بالتطورات الحالية ) حسنا يارفيق .. أليس الحزب الشيوعى المصرى بأفكاره المنتشرة وسط بعض الشباب إمتدادا فى فكره ومواقفه لما كانته - حدتو - فى أوضاع جديدة ؟ اليست أفكارا مثل تلك التى تحملها وتتبناها حركة الديموقراطية الشعبية لمناهضة الإستعمار والصهيونية حول - البورجوازية الوطنية - والجبهة الوطنية الديموقراطية إمتدادا لذات الخط الكورييلى رغم كل التمايزات والتحديدات الثورية التى لاتنكر فى القضايا الأخرى التى أرسى أسسها المناضل الراحل عيداروس القصير . هل يجدر بنا أن نتحدث عن التجمع ؟ والإشتراكيين الثوريين الذين ناهضت مواقفهم الذيلية ؟ ... كما ترى هاهو ذا الماضى الذى ناقشه مفكرنا يمتد فى الحاضر ومامن وحدة يمكن أن تقوم إلا على أسس موضوعية ومبدئية . يتبع ...


69 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 1 - 09:24 )
7 - لعلى أكون قد برهنت على أن مقال تاريخ إنعزال اليسار المصرى وإنقسامه لم يكن من شأنه تناول الحركة الشيوعية المصرية فى حلقتها الأولى إلا كمدخل تاريخى ضرورى وأن الحديث العارض عن الحلقة الثالثة جاء تذييلا للحلقة الثانية موضع الدراسة الرئيسى . هل كان حزب العمال الشيوعى المصرى موضع التحليل والتقويم والنقد بحق السماء وفى أى إطار جزئى جرى ذكره ؟ لن أكرر القول حول عرضية الحديث . ولكن رفيقنا مصطفى مجدى الجمال بحلقيته وعصبويته التى لن تخفيها كل آليات الإنكار أصر وكرر بضع مرات فى مداخلاته – التى لم يتناول أى منها الموضوع الأصلى أن : من أهم الدروس التى إنعدمت فى المداخلة الرئيسية تفسير أسباب إندثار الحلقة التى كانت تمثل الخط الثورى متهما إياها بالحلقية شأنها شأن المداخلات التى دارت حولها دون أن يبرهن على ماقال . ثم يرتجل رفيقنا منبها الغفاة من أمثالنا بأنه : من المستحيل أن تكون ملاكا ثوريا ( طبعا لم يزعم أحد منا أن له أجنحة وأن للآخرين فى الفصائل الأخرى ذيول وقرون ) ... وليس من الأخلاق الثورية فى شئ أن تحافظ على صورة بهية مزيفة لواقعة أو وقائع أنت تعلم كافة أبعادها السلبية , ومن السوقية ( لاحظوا : السوقية ! من الرفيق الذى خصص فى كتاباته مقالا ضاهى موعظة الجبل , وحجة الوداع معا أسماه سموم اللغة الثورية داعيا الرفاق من الأجيال المختلفة الى التمسك بمكارم أخلاق الحوار والإبتعاد عن - التجريس- ) ألا ترى العيوب إلا فى الآخرين ... ثم دعا لتجميع الوثائق والشهادت التى تقدم مادة للتأريخ والتقويم . ثم يعيد الصراخ مرة أخرى – لم أكن يوما منتميا لتفكير حلقى – وعليك أن تفسر لى لم انتهت المدرسة التى إنتميت إاليها وأندثرت تنظيميا . فلا المطاردات البوليسية ولاالتشويه يهدم حزبا – صح لايكفيان . ولاأدرى لم يذكرنى رفيقنا مصطفى بالمفكر الراحل محمد سيد سعيد الذى كان يقول عن نفسه أنه ماركسى وسط الليبراليين وليبراليا فى أوساط الماركسيين فهو فيما يبدو – عمال- عند المصرى و- مصرى عند العمال !
كنت حاضرا يارفيق جلسات الإستماع لشهادتى عن مسيرتى الحزبية هل تعتقد أننى حاولت أن أصور فصيلى بوصفه فصيلا من الملائكة ؟ لاأعتقد أنك يمكن أن ترد بالإيجاب . هل تعتقد أن الرفيق صلاح العمروسى الذى تلانى فعل ذلك ؟ لاأعتقد أيضا أنك تستطيع أن تجيب بالإيجاب . لماذا ؟ لأننا كنا فى معرض تقويم نقدى شامل لتجربة هى هذه التجربة بالذات . ولو كنا قد التقينا وموضوعنا هو الحلقة الثانية فى تاريخ الحركة الشيوعية المصرية لما تعرضنا تقريبا لتقويم حزبنا لأنه لن يكون موضع الحوار الرئيسى . ولو أن هذا كان موضوع مفكرنا إبراهيم فتحى لتناوله بعمقه المعهود وربما بشكل يفوق فيه الكثيرين حيث سترى فكرا رفيعا وإختراقا نافذا وتناولا جدليا للمسألة المطروحة . مع ذلك حاول رفيقنا بشير صقر أن يقدم تفسيرا مشيرا إلى جوانب محددة فى التجربة سبق لى ولرفيقى العمروسى أن تناولناها فى سيرتنا السياسية التى يمكن أن تعود إليها فهى محفوظة فى أرشيفكم . ولكن لا قوام التنظيم العددى وشبابيته وحداثة خبرته , ولا الضربات البوليسية المبكرة لركائزه الجماهيرية يمكن أن تفسر المآل العام للحركة كلها لا لحزب العمال الشيوعى المصرى بالذات , وإنما الأسباب الإقتصادية والإجتماعية الأعمق التى تلت حرب أكتوبر وأوهام الرخاء من خلال الإنفتاح الإقتصادى , هجرة العمال والحرفيين وفقراء الفلاحين للخارج , تحفيز الجماعات الإسلامية ... غير أنه فى تقديرى لابد من البحث عن أسباب أعمق .


70 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 1 - 09:48 )
7 - لعلى أكون قد برهنت على أن مقال تاريخ إنعزال اليسار المصرى وإنقسامه لم يكن من شأنه تناول الحركة الشيوعية المصرية فى حلقتها الأولى إلا كمدخل تاريخى ضرورى وأن الحديث العارض عن الحلقة الثالثة جاء تذييلا للحلقة الثانية موضع الدراسة الرئيسى . هل كان حزب العمال الشيوعى المصرى موضع التحليل والتقويم والنقد بحق السماء وفى أى إطار جزئى جرى ذكره ؟ لن أكرر القول حول عرضية الحديث . ولكن رفيقنا مصطفى مجدى الجمال بحلقيته وعصبويته التى لن تخفيها كل آليات الإنكار أصر وكرر بضع مرات فى مداخلاته – التى لم يتناول أى منها الموضوع الأصلى أن : من أهم الدروس التى إنعدمت فى المداخلة الرئيسية تفسير أسباب إندثار الحلقة التى كانت تمثل الخط الثورى متهما إياها بالحلقية شأنها شأن المداخلات التى دارت حولها دون أن يبرهن على ماقال . ثم يرتجل رفيقنا منبها الغفاة من أمثالنا بأنه : من المستحيل أن تكون ملاكا ثوريا ( طبعا لم يزعم أحد منا أن له أجنحة وأن للآخرين فى الفصائل الأخرى ذيول وقرون ) ... وليس من الأخلاق الثورية فى شئ أن تحافظ على صورة بهية مزيفة لواقعة أو وقائع أنت تعلم كافة أبعادها السلبية , ومن السوقية ( لاحظوا : السوقية ! من الرفيق الذى خصص فى كتاباته مقالا ضاهى موعظة الجبل , وحجة الوداع معا أسماه سموم اللغة الثورية داعيا الرفاق من الأجيال المختلفة الى التمسك بمكارم أخلاق الحوار والإبتعاد عن - التجريس- ) ألا ترى العيوب إلا فى الآخرين ... ثم دعا لتجميع الوثائق والشهادت التى تقدم مادة للتأريخ والتقويم . ثم يعيد الصراخ مرة أخرى – لم أكن يوما منتميا لتفكير حلقى – وعليك أن تفسر لى لم انتهت المدرسة التى إنتميت إاليها وأندثرت تنظيميا . فلا المطاردات البوليسية ولاالتشويه يهدم حزبا – صح لايكفيان . ولاأدرى لم يذكرنى رفيقنا مصطفى بالمفكر الراحل محمد سيد سعيد الذى كان يقول عن نفسه أنه ماركسى وسط الليبراليين وليبراليا فى أوساط الماركسيين فهو فيما يبدو – عمال- عند المصرى و- مصرى عند العمال !
كنت حاضرا يارفيق جلسات الإستماع لشهادتى عن مسيرتى الحزبية هل تعتقد أننى حاولت أن أصور فصيلى بوصفه فصيلا من الملائكة ؟ لاأعتقد أنك يمكن أن ترد بالإيجاب . هل تعتقد أن الرفيق صلاح العمروسى الذى تلانى فعل ذلك ؟ لاأعتقد أيضا أنك تستطيع أن تجيب بالإيجاب . لماذا ؟ لأننا كنا فى معرض تقويم نقدى شامل لتجربة هى هذه التجربة بالذات . ولو كنا قد التقينا وموضوعنا هو الحلقة الثانية فى تاريخ الحركة الشيوعية المصرية لما تعرضنا تقريبا لتقويم حزبنا لأنه لن يكون موضع الحوار الرئيسى . ولو أن هذا كان موضوع مفكرنا إبراهيم فتحى لتناوله بعمقه المعهود وربما بشكل يفوق فيه الكثيرين حيث سترى فكرا رفيعا وإختراقا نافذا وتناولا جدليا للمسألة المطروحة . مع ذلك حاول رفيقنا بشير صقر أن يقدم تفسيرا مشيرا إلى جوانب محددة فى التجربة سبق لى ولرفيقى العمروسى أن تناولناها فى سيرتنا السياسية التى يمكن أن تعود إليها فهى محفوظة فى أرشيفكم . ولكن لا قوام التنظيم العددى وشبابيته وحداثة خبرته , ولا الضربات البوليسية المبكرة لركائزه الجماهيرية يمكن أن تفسر المآل العام للحركة كلها لا لحزب العمال الشيوعى المصرى بالذات , وإنما الأسباب الإقتصادية والإجتماعية الأعمق التى تلت حرب أكتوبر وأوهام الرخاء من خلال الإنفتاح الإقتصادى , هجرة العمال والحرفيين وفقراء الفلاحين للخارج , تحفيز الجماعات الإسلامية ... غير أنه فى تقديرى لابد من البحث عن أسباب أعمق .


71 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 1 - 15:43 )
8 – هل يمكن أن ينفصل مآل التنظيمات الماركسية جميعا عن هيمنة العولمة والليبرالية المتوحشة وعن التغييرات الإقتصادية والسياسية العميقة التى أحاطت ببلادنا منذ عصر السادات وحتى وقتنا الراهن أى لثلاث عقود على الأقل , هل يمكن أن ينفصل عن النزعة التى هيمنت وحولت كل النضالات الى مسارات حقوق الانسان فى الخارج والداخل وجففت منابع الطاقة الثورية الشابة بتحويلها عن المسارات الجذرية إلى الصراعات القانونية الحقوقية ورشوتها وإفسادها , هل يمكن بصفة أخص أن ينفصل عن ماأثاره سقوط الإشتراكيات البيروقراطية الواقعية الذى كان حدثا مدويا لايمكن مقارنته فى تاريخنا إلا بالغزو الصليبى أو المغولى أو العثمانى أو بسقوط الأندلس فحتى تروتسكى لم تتجاوز تصوراته حد الدولة العمالية ذات التشوه البيروقراطى . حيث بات كل رفيق يسأل رفيقه كيف حال إيمانك هذا الصباح ؟ وهل يمكن أن ينفصل عن وضع الطبقة العاملة العالمية ووضعها فى الرأسمالية على الصعيد الأممى ؟ وهل يمكن أن ينفصل عن وضع الطبقة العاملة المصرية التى جرى تمزيق أوصالها وتفتيتها بأساليب مختلفة تبدأ من أساس وجودها الإقتصادى ممثلا فى القطاع العام الصناعى وبالإحالة للمعاش المبكر , وتجريدها من المكتسبات النسبية التى حققتها فى العهد الناصرى على ضآلتها وإصلاحيتها , وتجريدها من استقلاليتها وأدوات صراعها النقابية والسياسية . فضلا عن أن رثاثة البورجوازية وفق المصطلح الذى صكه أندريه جوندر فرانك لابد وأن ينعكس على نقيضها وحافر قبرها وممثلوه السياسيون الذى يعكسون فيما يعكسون نفوذ هذه البورجوازية عليه , وكذلك تفاوت درجات الوعى بمصالحه حيث يسرى هنا أيضا قانون التطور غير المتكافئ . فلايمكن أن توجد أحزاب ماركسية ثورية متماسكة فى مواقفها ونظراتها الا إستنادا إلى طبقة عاملة ناهضة نشطة فى حركتها التلقائية . وقد علمتنا اللينينية أن الحزب الثورى ونظريته وأساليب عمله وأشكال حركته وتنظيمه تتخذ شكلها النهائى فى علاقتها الوثيقة بالنشاط العملى لحركة جماهيرية حقا وثورية حقا . اذا كانت مصر لم تتمخض عن ماو كما أشار أحد الرفاق المتحاورين , ألا يمكن لنا أن نفسر ذلك بغياب حركة فلاحية ثورية واسعة النطاق على غرار الحركة الثورية فى الصين التى إمتدت قرونا , ولاتعود الى تكاسل البعض أو عدم طموحه إلى أن يكون كذلك ؟ وينطبق ذات الشئ على هوشى منه فى فييتنام , متى تحرك فلاحونا المصريون وهل خاضوا أبدا مايمكن أن نسميه حرب فلاحين ؟ ويمكن أيضا أن نتسائل مسايرين نفس الرفيق لماذا لم يظهر فى أوساطنا لابريولا أو جرامشى وهل يعود ذلك إلى أن المؤرخ الكورييلى وتلميذه د . أحمد القصير لم يرغبا فى أن يكوناهما أى لأسباب تتعلق بطموحاتهما فى - تحقيق ذاتهما - وهى العبارة المحببة لدى بورجوازيتنا الصغيرة التى تعتقد أن هذه هى مهمة التاريخ وصراعه الطبقى ؟ هل يمكن أن نفصل ذلك عن الحركة الشيوعية المصرية التى كانت فى إجمالها بإستثناءات قليلة تزدرى النظرية وعاشت على ماركسية عقائدية مبسطة نست أن التاريخ بالفعل لايعود الى الوراء شرط أن يكون قد تقدم بالفعل إلى الأمام ؟ وأن أعمال رواد الماركسية الأوائل لم تعرف حتى اليوم إلا فى أشكال مشوهة مجزأة ؟ هل يمكن أن نفصل الإنحراف اليمينى الذى سيطر على تاريخ الحركة وتذيل البورجوازية فى مراحل مختلفة وتواصله حتى الآن عن نسيان - الفريضة الغائبة - بل والتباهى بأننا لم نحمل فى حياتنا سوى قلما , وهى الإنتفاضة وفق المفهوم البلشفى وضرورة الإعداد لها دون اللعب بها حسب نصيحة إنجلز ؟هل يمكن لنا أن نتجاهل الموروث الثقافى الذى هيمن فيه الاتجاه الرجعى وغياب أى تقليد منهجى للفكر الفلسفى الذى إنقطع منذ زمن إبن رشد تقريبا .


72 - حزب العمال فى التأريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 1 - 17:19 )
9- إن تقدم التنظيم الماركسى وصموده , وثباته, وإختفاءه , وتلاشيه , أو إندماجه مع منظمات أخرى , لايتعلق فقط بمدى سلامة , وثورية خطه السياسى , وكفاحية وقتالية مناضليه , وإنما بالشرط المادى لإنتاجه , أى الممارسة الإجتماعية لبروليتاريا حقيقية , ولحركات جماهيرية كبرى , أى إرتكازه على قوة إجتماعية مقاتلة – فى عصر مبارك وقبل سقوطه هل كان هناك غير الإنتفاضة العمالية فى المحلة الكبرى من حيث إتساع نطاقها مع عمال السكك الحديدية , والحديد والصلب فى فترات سابقة -- أى للأسس الطبقية لوجوده . من هنا يمكن القول أن دراسة هذه المسألة بشكل علمى , وثورى , يحتاج لجهد تضافرى معمق , يقدم جديدا , ربما للمادية التاريخية , ولعلم إجتماع الثورة . ولابد أن ينأى هذا بنا عن المستوى الهزلى الذى طرحت به المسألة بشكل إستجوابى حلقى عصبوى مزر . وفى القلب من ذلك أوضاع الطبقة العاملة المصرية بشكل إمبيريقى ونظرى معمق , خاصة وأن هناك محاولات لاتستند إلى أسس علمية توسع من مفهوم الطبقة العاملة لتدخل فيه كل من يعمل بأجر, ودون تمييز بين التلاوين المختلفة , داخل الطبقة العاملة ذاتها , من عمال صناعيين إلى عمال خدمات إلى موظفين كادحين حتى بات مأمورى الضرائب , وجباتها , من الطبقة العاملة , ويترتب على ذلك بالطبع ممارسات وتوجهات سياسية معينة بحيث تصبح تنظيمات البورجوازية الصغيرة فعلا إشتراكية إسما .
لقد عرفت الحركات الماركسية الثورية فى كل أنحاء العالم تبدلا فى أشكال التنظيم وتحولات وإندماجات وما إلى ذلك كما عرفها تاريخ الشيوعية المصرية الحافل بمثل هذه الأمور واذا كان حزب العمال الموحد قد إستمر حتى 1996 مناضلا ومكافحا فى أوضاع عسيرة عايناها كلنا منذ إنهيار سور برلين , وحتى زلزال الاتحاد السوفييتى وعمليات - الردة - الواسعة التى جرت فتحول البعض إلى إسلامى , والآخر إلى ليبرالى حقوقى إنسانى , أو تنويرى , أو عدمى , أو هاجر للخارج مع التمييز بين هجرة الباحث عن الثراء , وهجرة المناضل المؤقت المتشبث بقناعاته المدافع عنها , والمروج لها , فعلينا القول بأن هناك من صمدوا أيضا , وحاولوا قدر مستطاعهم أن يقاوموا المد الطاغى الجارف ولم تكن مصادفة أن مفكرنا إبراهيم فتحى لم يكن هو من كتب - ماركسية المستقبل - الذى كتبه المؤرخ الكورييلى , وإنما -الماركسية وأزمة المنهج - وقد صدر عام 1989 فى ذروة الازمة فى طبعته الأولى فى بيروت , ليجيب عن أسئلة كثيرة راودت عقول وأفئدة المناضلين . لم يهتف مفكرنا مع فوكوياما بحلول نهاية التاريخ , أو بنهاية عصر الأيديولوجية ملتحقا بحزب غير أيديولوجى , ولم يروج مع الليبرالية الجديدة مقولة أن - الرأسمالية تجدد نفسها - ولم يكن وحده فى ذلك وإنما كان هناك رفاق آخرون ظلوا واقفين على أرض الماركسية حتى وإن قاموا بمراجعات نقدية لبعض مفاهيمهم السابقة .
طبعا دراسة وتفهم تلك الأسباب العامة التى مثلت أرض نهاية هذه التنظيمات شئ ومعرفة التناقضات الداخلية التى أدت لذلك شئ آخر . هذه تجربة مناضلين لهم هم أن يقرروا متى يتحدثون فيها مراعين الضوابط القانونية والأمنية للمسألة . ولاأعتقد أن رفيقنا مصطفى الجمال لايدرك أننا لازلنا فى إطار الدولة البوليسية وأن الثورة لم تنتصر بعد الأمر الذى راعته أجيال الشيوعيين السابقة فى شهاداتها ونحن منهم حتى الآن – يتبع الأخير ..


73 - حزب العمال فى التاريخ الكورييلى
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 1 - 21:10 )
10 – هناك وجود كالعدم و عدم كالوجود . قد يختفى الكائن ويظل أثره ويوجد الكائن ولاأثر له . وكما ينطبق هذا علينا نحن البشر الفانون ينطبق على أشكال الفكر والتجمعات السياسية . لقد مات لينين , ومات بليخانوف , ولكن فكر من بقى ملهما للحركة الثورية . إن أفكار حزب العمال الشيوعى المصرى إنتشرت فى كل مكان فى العالم العربى وتجسدت فى منظمات وأشخاص وتيارات وقادة وهؤلاء حتى وإن تبددت تنظيماتهم , إلا أن أفكارهم لم تتبدد وتراها هنا أو هناك . ومارس ذات الحزب أثره على منظمات محلية فاعلة , بل كما يعلم الجميع جرى إنشقاق فى الحزب الشيوعى المصرى ذاته أى حزبك أنت تحت التأثير التلقائى غير المستهدف لفكر ولمواقف ولكفاحية الرفاق فى حزب العمال ولم يحدث العكس , والآن أينما وليت وجهك ستجدهم هنا وهناك وحولك , ربما بغير أفكارهم القديمة , وربما حدثت إنزياحات من هذا النوع أوذاك , وقد تجد بعضهم وقد إتخذوا موقفا يمينيا , أو وسطيا , أو يساريا غير أنك ستجد دائما كفاحية , وروحا قتالية تميزهم عمن سواهم , فقد كانوا من مناصرى المنطق الصدامى الهجومى , ومفاهيم راديكالية لايسهل محوها عدا تلك التى تذاب تحت تأثير التمويل المفرط , وهو مالاينطبق إلا على آحاد , ولايعنى هذا على الإطلاق إستئثارهم بهذه الخصائص الكفاحية , فهناك مناضلون نقدرهم من كل الإتجاهات , ونميز بينهم كأفراد والتنظيمات التى ينتمون إليها بخطوطها السياسية . إن شبابنا الستينى والسبعينى والثمانينى لازال يناضل بدون حزبه القديم , فقد كانت الثورة هى حلم حياته ومعناه , مهما كانت حدود إسهاماته التى تحكمها الضرورات الطبيعية , وعن نفسى كنت أتمنى أن أستطيع أن يكون كتفى فى كتف الشباب على المتاريس , الذين أغبطهم حين يقاتلون , حتى وإن إنتقدت دخولهم فى معارك جزئية معزولة ومبكرة غير مربوطة بهدف سياسى إستراتيجى وبخطة معلومة واضحة , إلا أنه حين يقاتلون حتى وإن إندفعوا متهورين , لاأنتقدهم حين يذبحون, ويقتلون مدعيا الحكمة الثورية فى هذه اللحظة بالذات التى يتعين فيها على كل ثورى مساندتهم , متحدثا عن موازين القوى , والتهور المندفع , والمغامرة غير المحسوبة , وهو مافعلته أنت بالضبط يارفيق مصطفى , حين دارت معركة محمد محمود الأولى بين شباب الثورة , وقوات الأمن المركزى , وأضطررت وقتها أن أوجه لك كلاما حادا قاسيا , لأننى كنت أرى ضرورة مساندتهم ضد أعدائهم وأعدائى فلست حكما بين قوى الثورة والثورة المضادة , فهل تستطيع أن تميز الآن الفارق بين عضوحزب العمال الشيوعى المصرى مثلى , وعضو الحزب الشيوعى المصرى مثلك , ولعل ذاكرتك لم تخنك بعد , فقد كان شاهدنا الأستاذ عادل العمرى . وعلى ذلك ففى كل الأحوال لايستوى من هجر حزبه الأصلى لنزوعه للتهادن مع الإخوان المسلمين , ولإسهامه فى ذبح عمال كفرالدوار مع من عضد ذلك . ولامن صفى وحل حزبه , وألتحق بركب السلطة مع من عادى ذلك , وأعيد فور خروجه الى المعتقل , ولايستوى من نال عضوية التنظيم الطليعى بعد إلحاف منه مع من بصق عليها , ثم سحقها بحذاءه , ولا من قدم ستارا للسلطة المصرية , وأستخدم لذبح رفاقه فى الحزب الشيوعى السودانى مع من أدان ذلك , ولامن ذهب لبيت السادات آمنا مطمئنا وقت أحداث يناير 1977 مع من إعتقلوا لإثارة الإنتفاضة ...
لكن أهم من كل ماقيل عاليه أو على الأدق إضافة له : لماذا لانحتكم لصحة مواقفنا على مدى العقود الأربعة الماضية , وقد كنتم الحزب الذى إغتصب تراث حزب 1924 مدعين أنكم إمتداده , وكنتم المعترف بكم أمميا من كل الأحزاب الشيوعية المراجعة اليمينية , لن أقول لك برهن الواقع على إفلاس فكركم السياسى كلية بدءا من طبيعة السلطة , وحتى أوهامكم التى لم نشاطركم إياها عن حرب أكتوبر , بل سأطلب منك أنت أن تقل لى ماهى مواقفكم السياسية التى برهن الواقع على صوابها ؟
من ناحيتى ساأكرر ماقلته فى الجلسات التى سردت فيها سيرتى الذاتية السياسية بحضورك فى مركز الدراسات والبحوث العربية والأفريقية من أننى أفتخر بإنتمائى الحزبى , ولو عاد بى الزمن الى الوراء , ماأخترت لأسباب لاعلاقة لها بالرومانسية الثورية , سوى هذا الحزب الذى أثبت كامل مجرى الأحداث صواب رؤاه ومواقفه وتحليلاته السياسية على مدى أربعين عاما . لقد برهن الواقع على وجود بورجوازية بيروقراطية لاعلاقة لها بالإشتراكية , إلا كقناع أيديولوجى يخفى رأسمالية الدولة , وقوض أوهامكم عنها , وأن مآلها بعد الإستقلال النسبى الذى حققته هو إعادة التبعية الإستعمارية , والإرتباط بالغرب الإمبريالى , والتهادن مع العدو الصهيونى , وانها ستصفى قطاعها العام بعد أن أنجز مهامه متجهة للقطاع الخاص ورأسماليته التقليدية , وان الثورة المصرية لا تنفصم فى بعدها القومى - بعيدا عن المحاولات الوحدوية البورجوازية - عن الثورة الإشتراكية العربية الشاملة , فضلا عن تجاوزه لكل الهراء حول البورجوازية الوطنية , بتلاوينه واقنعته المختلفة ونظرية المراحل .. ومايرتبط بكل ذلك من المسألة الوطنية والتسوية الخيانية , وقضية الدستور والحريات الديموقراطية والموقف من المراجعتين الصينية والسوفيتية , فضلا عن قضية التحالف الطبقى , ورفضه لكل أنواع التحالفات الذيلية , التى يتردد صدى مفاهيمها حتى الآن , إلى طبيعة الثورة المقبلة , وضرورة انتهاج الحرب الشعبية طويلة الأمد ضد إسرائيل وإستهداف إقامة جمهورية ديموقراطية علمانية على كامل التراب الفلسطينى , إلى أعتبار الثورة جزءا من عملية ثورية أممية شاملة . وإننى لأدعوا رفيقنا وغيره لإعادة قراءة وثائقنا الأساسية ليحكم بنفسه على ماقلت وليجد فيها حتى الآن نفسا ثوريا ل يجده فى موضع آخر . وهى على موقعى الشخصى على الحوار المتمدن . إنتهى ...


74 - ثلاث ملاحظات مساهمة فى الحوار
جمال عبد الفتاح ( 2013 / 6 / 1 - 21:51 )
عندما قرات مقال الكاتب والمفكر الكبير ابراهيم فتحى , والحوار الذى تبعة , استفدت كثيرا , وحزنت كثييرا, لخروج البعض عن الهدف من الحوار, بضرورة الفهم والمعرفة , لبناء رؤية فكرية وسياسية عن لحظة من التاريخ الاجتماعى لبلادنا , ودور اليسار الاشتراكى وعلاقتة بالحركة العفوية للطبقات والفئات المختلفة فى تلك اللحظة . والاستفادة من الخبرة التاريخية فى بناء حركة ثورية فى اللحظة الراهنة من ثورة 25 يناير الشعبية .
وقد خرجت من المقال , انة قراءة نقدية للحلقة الثانية من الحركة الشيوعية المصرية التى بداءت اوائل اربعينات القرن الماضى , واستمرت حتى منتصف الستينات . وان مايخص الحلقة الثالثة فى المقال ليس اكثر من مؤشرات عامة , تحتاج من الكاتب كتابة مستقلة للاستفادة من فكرة وخبرتة بهذا الخصوص . .
ونعود لمقال الحوار فنقول ان للكاتب كل الحق فى ان يقول ما يراة بخصوص هذة الفترة التى عاشها ,وكان من ابرز مناضليها , ودفع ثمنا كبيرا من حياتة وحريتة لا يمكن المزايدة علية . . وقد عايشتة يوميا على مدى عامين بسجن الحضراء بالاسكندرية مابين 1973 ـ 1975 مثالا للتماسك والتواضع , وكنت لم اعرفة من قبل , وقد تعلمت منة كثيرا ومازلت . .
اولا ـ الم يكن ادعى بجدية الزاعمين بانتماء الاستاذ ابراهيم لحدتو, وموافقتة على برنامجها وكانها مربط الفرس فيما كتب , ان يناقشوا القضايا الفكرية والسياسية التى طرحها بالمقال حول الانحراف اليمينى داخل الحركة الشيوعية المصرية الذى ادى لعزلتها سواء لاسباب النشاْة , اولدور اليهود فى القيادة . ولذيلية الشيوعيين للبرجوازية المصرية فى قضية الاستقلال الوطنى وعدم ربطها بقضية الارض والفلاحين كما حدث فى الصين وفيتنام . وهنا يحضرنى سؤال , لماذا لم يفكر هؤلاء المتحاورين ان كانوا جادين بطرح قضية تطور البرجوازية المصرية وارتباطها بضرورة التنوير والاصلاح الدينى للخروج من ظلمة القرون الوسطى التى ارتبط فيها الدين بالهيمنة الاقطاعية على المجتمعات , وكيف بداْ عصر الانوار فى بلادنا فى ظل وجود الاستعمار ومحدوديتة , واستمرار الدور الرجعى للدين فى الهيمنة الثقافية . وكيف وظفت البرجوازية المصرية القادمة فى الاغلب من كبار ملاك الاراضى الدين فى الهيمنة الايديولوجية , وظهورجماعة الاخوان المسلمين اواخر العشرينات , ودعم الاستعمار البريطانى لها , وعملها فى خدمة القصر وقطاعات من كبار ملاك الاراضى الاكثر رجعية , لفرض هيمنتهم السياسية والثقافية على الطبقات الفقيرة فى مواجهة الافكار والايديولجيات الثورية . وكيف كان القصور فى فهم هذة الظاهرة, وكيفية النضال ضدها , احد روافد الانحراف اليمينى فى الحركة الشيوعية فى الحلقة الثانية من تطورها , ومازالت اثارة ممتدة حتى لحظتنا الراهنة , اذ تخوض ثورة يناير احد اهم معاركها الان فى هذة القضية بالتحديد.
ثانيا ـ ارى من جانبى ان هناك قضية اولى بالاهتمام , ولم تاخذ حظها من النقاش , لتفسير ظاهرة الانحراف اليمينى وانعزال اليسار, حول فهم الظروف التى احاطت بانقلاب 52 , ودلالات مواقف الضباط قادة الانقلاب كرد فعل لصراعات الامبريالية الامريكية والبريطانية على ارضنا . وكيف ان هذا الانقلاب جاء ليقطع الطريق على تطور الحركة الوطنية , وحملها للسلاح عام 51 ضد الاحتلال فى مدن القناة , واستمرار زخم انتفاضة 46 والانخراط فى عمل مشترك بين الطلبة والعمال من اجل الاستقلال الوطنى والديموقراطية . وتاثير حرب 48 فى فلسطين ضد الحركة الصهيونية الاستعمارية على الحركة الوطنية الشعبية فى بلادنا .. وكيف ان رجال يوليو لم يكن لديهم موقف جذرى واضح من الاستعمار الامريكى , ان لم يكن يعتبروة قوى داعمة لهم على حساب الاستعمار البريطانى . ولذلك تقدمو لة بالعديد من مطالبهم الاقتتصادية والعسكرية وتمويل السد العالى . وكان رد الاستعمار الامريكى دعوتهم للانضمام لحلف بغداد , والدفاع عن وجود وامن اسرائيل , ورفض امداد الجيش المصرى بالسلاح , ورفض تمويل مشروع السد العالى . فى مواجهة كل هذة الضربات بدات تتشكل ملامح مشروع وطنى سلطوى لظباط يوليو , لم يكن موجودا وواضحا منذ يوليو 52 , ولايعتمد على الجماهيرالا باستدعائها عند الطلب , ويعتمد بالاساس عل التناقض العالمى بين الاستعمار الامريكى والاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت وظهور كتلة باندونج .
ثالثا ـ لقد انتهت معظم مشروعات -التحررالوطنى- المرتبطة بالانقلابات العسكرية بالفشل فى الستينات كما حدث فى اندونسيا والكونغو وغينيا وغانا وتنزانيا وسوريا والعراق ومصر ..الخ واندفنت معها التنظيرات السوفيتية التافهة حول التطور اللاراْسمالى والتوجة الى الاشتراكية كما بالنسبة لبلادنا , الا ان الخط اليمينى للحركة الشيوعية المصرية لم يغادر تنظيرة ان بلادنا والبلاد الشبيهة مازالت تعيش مرحلة التحرر الوطنى , وضرورة حلف الطبقات الاربع واولها البرجوازية الوطنية للنضال المشترك من اجل انجاز تلك المرحلة التاريخة التى بدونها لا يمكن التفكير فى النضال من اجل الاشتراكية . وحتى ايامنا هذة حيث يهرول اغلب اليسار القديم وراء قوى الثورة المضادة المعبرة عن الطبقة الراسمالية فى مارثون الانتخابات والاستفتاءات المتتالية لاعادة انتاج النظام القديم , وتصفية الثورة ودفنها . وكاْن التطور الراسمالى المعولم لم يصل لبلادنا بعد .وهذا لاينفى وجود مجتمعات راسمالية متخلفة خاصة فى افريقيا اكثر من غيرها . ويبدواننا لم نقراْ الجديد فى الظاهرة الراسمالية الحالية . ان تطور قوى الانتاج لم يعد على المستوى القومى كما كان حتى الستينات والسبعينات . خاصة بعد ان قطعت البرجوازيات الصاعدة ـ والتى تضم اكثر من نصف عدد البشرية ـ فى الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب شرق اسيا وجنوب افريقيا وغيرها شوطا واسعا فى طريق التطور الراسمالى مما يعطى امكانيات كبيرة لتطور قوى الثورة العالمية , ويطرح علينا قضايا نظرية وسياسية ومهمات جديدة للنضال من اجل الاشتراكية والشيوعية , وهى الاْولى بالاهتمام والدراسة والحوار اكثر من اى شئ آخر .


75 - مصر تحترق وأنتم تشوهون اليسار وبطولاته الوطنية
أحمد القصير ( 2013 / 6 / 3 - 08:45 )
مصر تواجه عملية تدمير الهوية من جانب الإخوان. ومندوب مكتب الإرشاد في الرئاسة يقوم بتدمير الدولة الوطنية ومؤسساتها. يحدث ذلك بينما يقوم الحوار المتمدن بنصب سيرك لحوار كل هدفه هو تشويه اليسار الماركسي صاحب الإنجازات الفاعلة في تاريخنا. بدلا من العمل على إنقاذ مصر من براثن أنصار الظلاميقوده شخص شديد الهامشية في الحركة الشيوعية المصرية. وبدلا من التفكير والعمل على مواجهة تدمير الإخوان المسلمين للهوية الوطنية أدار الحوار المتدن حوارا غرضه تشويه تاريخنا الوطني بأكاذيب وإدعاءات فارغة. أتعجب أن يقوم البعض بعملية هوجاء لتشويه اليسار الماركسي وهو الفصيل الوطني الفاعل في الحركة الوطنية والحريات والحريات والعدل الاجتماعي على امتداد عدة عقود


76 - لا يشوه اليسار سوى الادعاءات والأكاذيب
إبراهيم فتحي ( 2013 / 6 / 4 - 16:33 )
قرأنا هذيانًأ متفاخرًا بأن اليسار المصري لا يعاني قبل أو أثناء سيطرة الحكم الإخواني بأساليبه الفاشستية من انعزال أو انقسام. ويواصل القصير الهذيان المتفاخر بأن بطانة كورييل التي لا يلعب فيها إلا دور الببغاء تقود الشعب المصري في كل المجالاات. ويسمي المصريون هذا الهذيان المتفاخر الكاذب بالهجص ويسمون قائله بالهجاص حتى وإن امتد إلى مجالات العمال والفلاحين والطلبة. إنه على خلاف العاقلين لا يواجه مشكلة انعزال واقعية، بل يدعي كاذبًأ أن من يعملون من أجل حلها هامشيون أو معادون لا يملك إزاهم إلا السب بدلا من مواجهة المشكلة الحادة. إن الببغاء ليست له أي إضافة تذكر في تاريخ اليسار، فلم يزد عن كونه -كمالة عدد- بالعامية. ويكذب كأنه يتحرك في قلب الحركة اليسارية


77 - إبراهيم فتحى الأسد فى شيخوخته
سعيد العليمى ( 2013 / 6 / 4 - 21:57 )
أن تبدأ فى جر الحوار لمسار جانبى وهامشى بعيدا عن مضمونه بعد نزول المقال الأصلى مباشرة والإخوان وحلفائهم فى الحكم دون أن يضطرك أحد أويكرهك على نقاش ثم تتذكر ذلك فجأة أمر مزر اذ كان عليك أن تمتنع أصلا عما فعلت إن كنت مقتنعا فعلا بما تقول . إن حالة الهوس الحاد التى ظهرت على هذا النحو لايستثيرها التاريخ وإنما إمتداده فى الحاضر . فمن المؤسف أن نقول أن الإنحراف اليمينى الذيلى الذى إنتقد لازال شغالا فعالا وإن تلبست تلاوينه أوضاعا جديدة لكنه يمتد من التجمع والشيوعى المصرى حتى الإشتراكيين الثوريين مرورا بالأحزاب المعروفة . لدينا منظمات مناشفة أما البلاشفة فأفراد حتى الآن إن إستثنينا اليسار الثورى . لقد تحديت قرائى من حدتو وامتداده بأن يقولوا لنا هل برهن الواقع على صحة أى من مقولاتهم وماهى ؟لقد أرسى المفكر إبراهيم فتحى أسس تيار ثبتت صحة مقولاته لاربعة عقود خلت ولازالت تلهم الشباب من الثوار الذين يلفظونكم هذا فى الحقل السياسى أما الأدبى فقد ترك أثرة العميق على أجيال من الأدباء بما فيها أدبائكم حتى حياه البعض واحتفلوا به تكريما له ووصفوه بالأسد فى شيخوخته . فكف عن المماراةالكاذبة .

اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص