الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع بقايا رئيس

جقل الواوي

2013 / 4 / 18
كتابات ساخرة



ظلت أقنية النظام تلفت عنايتنا ساعتين قبل ان يظهر اللقاء المرتقب مع بشار الأسد،و قد أعتاد في الماضي ان يقيم مهرجان خطابي بهذه المناسبة في قاعة عامة. القاعة التي ظهر فيها بشار الاسد كانت معتمة و كأنها حانة بجدران مكسوة بالخشب المعتق و ظلال مكتبة بجوار الحائط و كانها متراسا يحمي قناص. جلس أمامة محاوراه منكمشان في كرسيهما و كأنهما معتقلان، لم تتحرك عيونهم الأربعة عن وجه "الرئيس" و لم تسترق نظرة واحدة الى الورقة البيضاء اليتيمة الملقاة على الطاولة،ظهرت في صدر القاعة لوحة مرسومة بالأبيض و البني لوجوه مشهورة في مواجهة الوجود الفرنسي و دحش رأس حافظ الأسد على رأس القائمة، و خلف "الرئيس" الذي يستعد لمواجهة الأسئلة وقف العلم الأحمر ذو النجمتين بخفر وَجِل و كأنه يداري وجوده بجسد "الرئيس".

ظهر بشار الأسد اكثر نحولا و لم تعكس ربطة عنقه السوداء حزنا حقيقيا، جلس و ظهره ملقى بالكامل على مسند كرسية و مع ذلك لم يبدو مرتاحا و كأنه ضيف يشعر بثقل ظله على مستضيفة، فصل نفسه عن محاورية بطاولة مستديرة فارغة إلا من ورقة بيضاء. الأسئلة المقتضبة و السريعة والمارة على منخل دقيق الثقوب "جوبهت" بأجوبة مطولة بعضها مشوش أسرف فيها بشار الأسد بإستخدام يديه وصل الى حدود "الشوبرة" ولم تقدم تلك "الشوبره" لأجوبته اي مساعدة توضيحية

قلد بشار الأسد "الرؤساء" و حاول ان يفرض جوا رئاسيا رزينا على القاعة المعتمة و ساعدة المذيعان بخفض نبرة صوتهما و حرصا بخوف مجبول بالحياء على عدم المقاطعة لذلك سرح بشار الأسد "براحة" في حديثه الى درجة "التخبيص"، و توقف عندما أراد أن يتوقف، كان المذيعان يصمتان لحظة ليتأكدا بأن "الرئيس" أنهى ما يريد قوله قبل طرح السؤال التالي.

كرر "الرئيس" أقوالة و لم يضيف حرف واحد و كان "صادقا" عندما قال بأنه كان ثابتا في موقفه من البداية، المعارضون و المتظاهرون و المسلحون شخصيات واهية بالنسبة له و هي اهداف يتم التسديد عليها رشا و دراكا دون أن يرف "للوطن" رمشة عين، و "أعترف" بوجود شهداء تصادف أن بعضهم اكراد وطنيين أعطاهم منذ عام ونصف هويات و أعطاهم منذ عام حق تدريس ادبهم في الجامعات و بذلك أنتهت قضيتهم. و في لقطة فيزيائية ملفته للنظر تبين بأن بشار الأسد يعرف آلية عمل الأواني المستطرقة و لكنه طبقة على واقع معاكس تماما.

المرارة كانت واضحة جدا عندما تحدث عن تركيا و أردوغان و أخطأ عندما نسب نظرية صفر مشاكل الى أردوغان في حين أن مبتكرها هو وزير خارجيته أوغلو، و التحدي كان اوضح عندما تحدث عن الأردن و توعد برفع يده و بكتم إبتسامة رمادية وقفت حلقه. ظهر الديكتاتور جليا في هذين الموقفين ديكتاتور لا ينقص قطعة واحدة و لكن الرئيس الذي كان يتقمصه تساقط الى قطع كثيرة و لم يبق منه إلا رتوش الجلسة و الصحفيين و الكلام غير المنظم عن السوريين الذين يعتبر نفسه رئيسا "عليهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت