الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباحى .. تصريحاتك فيها سم قاتل

سيد عبدالخالق الجندى

2013 / 4 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عقب خسارته فى الانتخابات الرئاسية والتى وصفها البعض بالغير نزيهة، حتى وانه لقب بالرئيس الشعبى الذى حاز على اصوات الفقراء لانه بإختصار (واحد مننا)، نزل الى الميادين يطالب باسترداد الثورة التى سرقت ليستعيد الروح الثورية بصحبة شباب مصر الاحرار، مؤكداً على ان للثورة شعب يحميها مهما كانت المؤامرات والمكائد.
رفض ان يدعم احد المرشحين فى انتخابات الرئاسة ووافقه الرأى العديد من السياسيين لان كلا الامرين نار قد تلتهم البلاد، فالأول ينتمى لفصيل بعيد كل البعد عن اهداف الثورة وإن كان اصلاحيا، والاخر امتداد صريح لنظام سقط على حساب دماء الشعب المصرى بعد مذلة وهوان طالت لثلاثين عاما.
الرئيس الشعبى عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية قرر أن يخوض معركة أنبل وأسمى، وهى ان يكون فى صدارة المعارضة ليحمى ثورة تأكد للجميع انها ستسقط بالتأمر، فأعلن عن تدشين تيار يجمع كافة طوائف الشعب ليستوعب كل لون من الوان الفكر والمناهج.
وهلل المؤيدون فرحا بهذا النبأ العظيم، وعمل الجميع على احياء المعارضة التى قد عف عليها الزمن، فانهارت امام نظام الزنازين والاختراقات، حتى ولد التيار الشعبى بعد حالة ولادة متعسرة من محاولات الاسقاط بفعل فصائل تخشى على هذا الشعب ان يعى كيف والى اين تتجه (الجماعة).
لم يكتفى هذا الرئيس الشعبى الهمام إلا وأنه قد شارك فى تشكيل جبهة انقاذ وطنى جمعت كافة طوائف وفصائل المجتمع السياسى، من ثوار واتباع وفلول وكل من كانت مواقفه ضد النظام الحالى، تحت عبائة انقاذ ثورة لم يؤمن بها العديد من اعضائها، ومن هنا بدأت الميادين فى الانقسام، فهناك اصحاب الرأى الثورى الرافض لهذه الجبهة التى تضم شخصيات لا دين لها ولا عقيدة، واصحاب الرأى السياسى يرون انه لابد من التحالف مع الشيطان من أجل إسقاط (ابليس) متناسين ان كلا الخصمين شياطين.
باختصار .. فشلت الجبهة فى ايجاد حلول جذرية مع هذا النظام، خاصة بعد التمادى فى اراقة دماء الثوار بكافة ميادين مصر، نموذج مكرر لسياسات النظام الساقط أبان ثورة يناير، فأصبحت الثورة بعيدة عن ايادى الجبهة متجهة إلى طريق غير معلوم، فقرروا ان يخلعوا العبائة السياسية التى تستروا ورائها لإخفاء عجزهم الحقيقى امام الفصائل الاسلامية الداعمة لنظام القتل والأستبداد.
وجد السياسى المحنك نفسه تحترق بنيران الثورة وهو مازال فى مكانه، بل ويبتعد عما كان الحال قبل الدخول لعالم السياسة التنازلية التى تجبر الشخص ان يتخلى عن مبادئ ترسخت بداخله لفترة، حتى وإن غابت ضمانات الانتصار.. فقط المقامرة ولكنه عاد!
عاد المناضل مرة اخرى الى صفوف الثوار مطالبا باسقاط النظام، وسقوط شرعيته بمجرد اسالة دماء ابناء هذا الوطن، بل ودعا الشعب المصرى للثورة على الرئيس القاتل، ليلحق بمن قبله ويعود إلى زنزانته التى اخرجته منها الثورة، وكالعادة هلل الشباب فرحا بعودته من جديد الى صفوفهم واشتعلت الاجواء وازدادت حدة المطالبات باسقاط النظام بلا تفاوض او تساهل او تنازلات .. وارتفع عدد الشهداء.
يوما تلو الاخر حتى تحملت الثورة فاتورة بحرا من الدماء، بلا جدوى او هدف يمكننا ان نخطو تجاهه، الجميع فى ترقب مستمر لسقوط هذا النظام، وقطع رأس الطغيان والقصاص للشهداء، ولكن ..
بعد حالة السكون التى سيطرت على الميادين والهدوء الثورى، خرج المناضل وكأنه قد أشتاق للعمل السياسى ليعلن انهم يريدون استكمال الثورة بالصناديق، ما أذهل العالم لبراعة هذه التصريحات النارية النابعة من الروح الثورية واستيعاب واقع الامور.
ويظل السؤال هنا (على اى اساس اعلنت رفضك للنظام وسقوط شرعيته؟ وهل بانتهاء الاجواء الثورية وخلو الميادين من الشباب هو دافعك للصندوق؟ ولعل الاجواء الثورية لم تنتهى ولكنها لم تعد اليوم مثل البارحة.
فضلا عن اسئلة قد تكون اكثر قسوة على المناضل الذى حمله الثوار على عاتقهم بالميادين، فالرجل اصبح يناقض نفسه وكأنه مازال يتعلم فى مدرسة السياسة على اعترافنا بحنكته السياسية العريقة، ولكنه يصر على ان يسقط فى انظار الثورة حتى يأتى يوما لا ينفع فيه الندم فيبحث عن عبائة الثورة يجدها قد اتسعت لغيره.
إنه حمدين صباحى هذا الرجل الذى كثيرا ما احترمناه وايدناه وحلمنا انه سيجدد دماء البلاد لتخطو خطوات عادلة نحو الحرية والديمقراطية والتوافق الوطنى والعدالة الاجتماعية، هو رئيس الفقراء كما اطلقوا عليه، ومرشح (الغلابة) فى انتخابات الرئاسة، يمارس اليوم ازدواجية لا معنى لها فى قاموس الثورة إلا النهاية.
حمدين صباحى .. عليك من الأن ان تحدد موقفك ثورى ام سياسى؟ اذا كنت سياسيا فلتلزم الاحزاب والاستديوهات وتتوقف عن تصريحاتك باسقاط النظام لان السياسة لا تصنع المستحيل، وان كنت ثوريا فلتنزل الى الميادين من اجل ان تجاهد ضد الاستبداد، المواقف لا تتجزأ والمبادئ ايضا.
انتهى عصر الفراعين والزعامة، نعيش اليوم فى عهد جديد يسمى عهد الثورة والتضحيات، هناك من ضحى لتكون انت داخل قاعات القنوات المكيفة تتحدث عن المعارضة والقمع والقتل واراقة الدماء، وعليك احترامهم وتقدير ماقدموه بان تقف على خطى واضحة من الاوضاع وتبحث عن بدائل وثوابت من خلالها تحقق احلام الشهداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتقل بالقوة متظاهرين متضامنين مع غزة في بروكلي


.. قراءة عسكرية.. ما الذي يحدث بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاح




.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة اليمين المتطرف برئاسة


.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في




.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال