الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون!!

خليل البدوي

2013 / 4 / 18
كتابات ساخرة


ما حكاية الكمون وما هذا الوعد؟
الكمون (بالإنكليزية: Cumin) واسمه العلمي Cuminum cyminum ينتمي للفصيلة الخيمية، وهو نبات عشبي حولي محدود النمو يصل ارتفاعه إلى 30-40 سم.
أوراقه مركبة رفيعة لونها أخضر داكن ويحمل النبات أزهاراً صغيرة بيضاء - أرجوانية في نورات خيمية والثمار بيضاوية مستطيلة تنشق كل منها بسرعة عند جفافها إلى ثميرتين منحنيتين.
ولون الثميرة للكمون أخضر زيتوني، ويبلغ طولها من 0.4 – 0.7 سم وقطرها 2 - 3 مم ورائحتها عطرية وطعمها مر قليلاً.
والكمون من النباتات التي تحتاج إلى قليل من السقي، وكان الفلاحون يتجاوزونه عند سقيهم لمزروعاتهم.
تزعم الحكاية أن الكمون أحتج... وأحتج و طالب بالعدالة و مساواته بباقي المزروعات وكان الفلاحون يعدونه خيراً، إلا أنهم كانوا ينكثون بالوعد دائماً.
فصار هذا المثل (أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون)!!
قال الشاعر:
لا تجعلوني ككمون ٍ بمزرعة ٍ إن فاتهُ السقي أغنتهُ المواعيدُ
و(أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون)!! هذا ما نردده في العراق و تدور قصة هذا المثل حول رجل حكيم و أحد طلابه و يدعى كمون, تحدى أحدهم الآخر بصنع سُم زعاف لمعرفة من منهما الأبرع، و اقترحا أن يجرباه على بعضهما. صنع كمون السم أولاً وسقاه للرجل الحكيم و انتظر.
أستطاع الحكيم أن يعالج نفسه بالحجامة أي بتجريح جسده ليخرج الدم مع الُسم، كما وقام بطلاء جسمه بالعسل لتتجمع عليه الحشرات، لتمتص الدم و تنقيه من الُسم.
تفاجأ كمون بأن الحكيم لم يمت، وعليه هو الآن بتنفيذ ما عليه من الاتفاق أي بشرب الُسم الذي سيصنعه الرجل الحكيم.
ذهب كمون إلى الحكيم و سأله متى تسقني الُسم؟
فيجيبه الحكيم ببرود (سأسقيك.. أسقيك الُسم يا كمون).
تمر الأيام و الأسابيع والحكيم معتكف في البيت، ويزداد قلق كمون و يتساءل: ماذا يصنع الحكيم؟! أي سُم هذا,,,؟
ويسرع إلى الحكيم ويسأله: متى الوعد يا حكيم؟
فيجيبه الحكيم بكل هدوء: لا تعجل (سأسقيك.. أسقيك الُسم يا كمون).
يجُن جنون كمون أنه يريد أن يعرف ماذا يُعد له الحكيم!!
وتمر الأيام و يتضاعف هلع كمون فيموت من القلق و الخوف و حتى قبل أن يشرب أي سُماً.
فصار هذا مثلاً على الوعد الكاذب الذي قد يودي بصاحبه إلى الجزع.
هكذا..شبع العراق من الوعود التي تطلقها الحكومة وبالأخير تظهر الحكومة وهي تبتسم ابتسامة صفراء وتقول: والله أنتم (غشمة).
الشعب: ليش غشمة..احنا انتخبناكم وانتم وعدتونا بكل ما هو خير.
الحكومة: كلوا مواعيد لما تشبعون، وبعدين هذه المواعيد "نگعوها وأشربوا ميّها".
الشعب: ولكنكم وعدتونا وقلتم اصبروا؟
الحكومة : واحنا عند وعدنا، اصبروا.... سنسقيكم...سنسقيكم الُسم الزعاف ياعراقيين!! ليش إنتو شفتو شي ليهسة؟؟
الشعب بصوت عال: من غشنا فليس منا؟
ضحكت الحكومة ضحكة عالية رجّت أرجاء المكان وقالت: ومن راقب الحكومة مات همّا!!
سافرت الحكومة لتعقد صفقة من (اللي إياها)، وحينما قفلوا راجعين، وجدوا أن الشعب الشجاع الصابر قد أقفل عنها أبواب الوطن، وهكذا خرجت الحكومة سالمة منتشية، وعادوا خائفين، خائبين، قلقين، هلعين، جزعين... وماتوا خارج أسوار الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?


.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد




.. إيه الدرس المستفاد من فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو ب