الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطالة في بلادنا تتفاقم

صبيحة شبر

2013 / 4 / 18
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي


يعاني العمال اكثر من غيرهم من ازمات النظام الاقتصادي الرأسمالي ، لانهم قد لايملكون حتى قوت في حاجة ماسة لاشباع حاجاتهم التي تتزايد باستمرار نتيجة صعوبة الحياة وغلاء المعيشة ، وحاجات الانسان الطبيعية من من مأكل صحي وملبس أنيق ، ومسكن يليق بكرامة الانسان ، ومن تطبيب ومعالجة للأمراض المختلفة التي تصيب الجسد والروح معا ، فيحتاج الانسان الى بعض ساعات من الراحة من عناء العمل ، لكنه لايحظى بما يروم ، فبالبطلة تحيطه من كل جانب ، وارهاق ارباب الأعمل يتعبان العامل ولا يجعله يملك الوقت الكافي ليقضيه بجانب أسرته ويتمتع مع هواياته او يقرأ كتابا ليستمد منه المتعة والفائدة
الجهل والفاقة يحيطان العامل في بلادنا الغنية التي يحسدها الناس على عظم غناها ، لكن العوز وانعدام القدرة على تلبية حاجات الانسان الأساسية يجعل المرء عاجزا ، لايعرف كيف يتصرف ، هل يثور ؟ وهو يرى ان عصر الثورات قد انقضى ، ام يسكت ؟ وهو يجد ان السكوت عن المطالبة بحقه عجز لايستحق معه الاحترام والتقدير الجديرين بكرامة الانسان وما وصل اليه في القرن الحادي والعشرين من كفاءات اهلته لأن يتبوأ منزلة لائقة ببني الانسان، التنمية الاقتصادية في بلادنا الغنية تكاد ان تنعدم مما يتسبب في بروز ظاهرة خطيرة جدا تهدد استقرار البلاد وأمنها وهي ظهور جيش جرار من العاطلين عن العمل ، قد انقطعت بهم السبل ولم يعودوا قادرين على التصرف السليم وهم يجدون انفسهم بلا مورد مالي يقيهم الحاجة الى الآخرين
ورغم ان دولتنا العراقية غنية جدا وتملك ثروات طبيعية ، لم يتم استغلالها بالطرق المثلى ، فان معاناة العمال بها اشد مرارة وقسوة من العمال العاطلين في الدول الرأسمالية ن لان العامل في تلك الدول يحظى بضمان العيش والعلاج المجاني ن وتسلم معونة الدولة ، اما العامل العاطل في بلادنا فأنه عاجز عن التعليم الصحيح والعلاج الشافي والترفيه عن النفس والتمتع بالهوايات المختلفة ، فيظل في حرمان تام هو وعائلته
وتكون معاناة المرأة والأطفال اشد وقعا من معاناة الرجل العاطل عن العمل ، لان ارباب العمل يفضلون تشغيل الرجال بحجة انهم اسرع حركة من النساء وقادرين على حمل الأشياء الثقيلة والتحرك لمسافات طويلة والبقاء في العمل ساعات اكثر ، كما ان ارباب العمل يستغلون الأطفال في اعمال لاتتناسب مع طفولتهم المسلوبة ، ويمنحونهم اجرة قليلة جدا لايمكن ان تلبي ما يريدون الحصول عليه من حاجات ن كما ان الشركات الاهلية العراقية تفضل التعاقد مع عمال أجانب بحجة ان هؤلاء يمكن ان يؤدوا كل ما يطلب منهم ، وتتهم الشركات الأهلية العمال العراقيين انهم كسالى ولا يحبون ان يقوموا بما يعهد اليهم من اعمال ، وهذا اتهام مردود ، فقد أثبت العامل العراقي كفاءته وحبه للعمل واخلاصه الكبير
يمكن مواجهة البطالة وآفاتها بايجاد اعمال جديدة والعودة الى الاهتمام بالصناعة والزراعة التي شهدنا لهما تطورا ، وان يكون كل انسان في المكان المناسب له ، والذي يتناسب مع قدراته ومؤهلاته وما يتوق اليه من اعمال يحبها ويتقنها
كما يمكن الحد من مظاهر الفقر بالعودة الى العلاج المجاني والاهتمام بالمرضى وان يجد كل انسان ما يمكنه ان يعيش سالما من الضعف والمرض وان يتمتع بحياة سعيدة
ازمة النظام العالمي بتزايد ، ومهمة اليسار والقوى التقدمية في بلادنا ان تقف بجانب العمال وكل الفقراء من اجل التخفيف من معانتهم ، والعمل معهم لايجاد الأعمال المناسبة والعمل على تشريع القوانين التي تنص على مساعدة الناس صحة وتعليما وسكنا لائقا وحياة كريمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلول... بين النظرية والتطبيق ؟
س . السندي ( 2013 / 4 / 18 - 18:04 )
بداية تحياتي لك يا سيدتي الفاضلة وتعليقي ؟

1: يستحيل معالجة مشكلة البطالة في بلداننا من دون تفعيل تنظيم الأسرة ، لان المعالجات الأخرى في ظل الواقع الموجود سيستغرق سنين طويلة ان لم يكن معالجة بعضها شبه مستحيل ، خاصة في الدول المقبلة على شحة فيي مجال ما كالمياه مثلا ، والتي شحتها تدلل على استحالة معالجة البطالة الزراعية ؟

2: العنصر المهم في معالجة البطالة من جذورها هى القضاء على الأمية والتي هى سبب معظم كوارث بلداننا ؟

اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم