الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجلان مرّة أخرى.. سجين أم سجّان؟!

فرهاد شامي

2013 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عندما اختطفت الدولة التركية بمشاركة أمريكا واسرائيل والعديد من الدول الأخرى القائد الكردي عبد الله أوجلان خرجت القيادات التركية العسكرية منها والسياسية إلى الرأي العام للاعلان عن موت أوجلان وأنصاره وكذلك القضية الكردية في تركيا، هكذا علمتهم تجارب التاريخ، وهذا ما استقوا منها، ولنضيف عليها بأن الدولة التركية كانت دوماً تتمسك بالمأمول في صراعها مع الثورات الكردية، ومنها الثورة المعاصرةبغض النظر عن اختلاف أو لنقل تميّز ثورة حزب العمال الكردستاني وخاصة فيما يتعلّق بالقيادة وكيفية إدارتها.
أوجلان الذي حُكم عليه بالاعدام في تركيا، ومن ثم الحكم بالسجن المؤبد، تعرّض خلال فترة اختطافه إلى حملة شعواء بهدف تشويه سمعته وسمعة مؤيده، وكذلك الصاق مختلف أنواع وأشكال التهم به، تلك التهم التي لم تكن وليدة اللحظة التي اختطف فيها أوجلان، بل كانت منهجاً اعتمدت عليه تركيا خلال فترة محاربتها لفكر حزب العمال الكردستاني بقيادة علمية وعملية من اوجلان؛ أملاً منها في القضاء على ذاك الفكر، أو الحدّ من تأثيره في أسوء الحالات، قبل تصفية أوجلان جسدياً.
كردياً، عندما اختطف اوجلان سارع بعض الكرد الذين تشبّعوا بالتجارب الانهزامية في التاريخ الكردي إلى الحكم أيضاً بموت حزب العمال الكردستاني، وكذلك انتهاء دور قيادته، شماتة أو تعاطفاً، بل وصل الأمر بالبعض الآخر إلى ترك "الكردياتية" بدافع أن أوجلان كان آخر أمل لهم للوصول إلى الحرية وحقوقهم المشروعة، في حين سارع البعض الآخر إلى لملمة جراحهم والتمسك بقوة أكبر بفكر أوجلان وبفلسفته، متجاوزين حالة التعاطف معه والوصول إلى قراءة عميقة ودقيقة لكتبه وفلسفته التي كانت ممنوعة من التداول في معظم بلدان الشرق الأوسط، حيث وصلت مدة الحكم على عدد من الأشخاص الذين ألقوا محاضرات في فكر أوجلان إلى السجن مدة ثلاث سنوات ونصف في سجون البعث السوري.
ولكن ها هو أوجلان ومن سجنه الانفرادي يحرّك المعادلة من جديد، المعادلة الكردية والتركية، بل حتى الشرق أوسطية –باعتراف القوى العالمية-، كسجّان للرهانات والخيارات التركية الفاشلة المطبقة بحقه وبشعبه وفي عمق أروقة الاستراتيجية التركية. قد تكون قوة اوجلان وتأثيره وهو في السجن مُرّة للكثير من القوى التي راهنت على تقديم رأسه للشوفينيين الأتراك كعربون وفاء لخدمتهم أجندات ومصالح القوى العالمية المتحكّمة بمصير الشعوب وخاصة الشرق أوسطية، ولكن ما تأكد منذ بداية اختطافه بأن مسألة تصفيته أو تجاهل دوره أمرٌ يستحيل تطبيقه أو حتى التفكير فيه،ليس لأن اوجلان قادر وبدلالة رمزية واحدة على تعميق الصراع في تركيا وإيصاله إلى مستوى خطير يصعب التغلّب عليه حتى بإطلاق سراحه، بل بقدرته علىالوصول بتركياإن كُتب لمشروع الحلّ الديمقراطي الذي طرحه إلى مكانة عالمية عظيمة؛ رؤية تؤكده العديد من الأبحاث التي تناولت أفكار وفلسفة أوجلان الديمقراطية.
ربما شكل اختيار مجلة التايم الأمريكية أوجلان من بين المائة شخصية الأكثر تأثيراً في العالملعام 2013 مناسبة لتذكير الأتراك والقوى الداعمة لهم باستحالة حلّ القضية الكردية بدون اوجلان، بل مع غير اوجلان، بالرغم من أن ذلك لم يشّكل مفاجئة للأكراد الذين شعروا ومنذ اختطاف قائدهم بأنه –أي اوجلان- لو لم يكن كردياً لكان اليوم بجانب مانديلا والقادة العالميين، ولكن هذا لا يعني بأن التذكير بقوّة وتأثير اوجلان سيُقبل بمستوى العمل الذي يقوم به الأكراد حالياً من أجل حريّته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال