الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية العشائرية ..العراق نموذجا

حسن احمد مراد

2013 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


السائد في العالم ان الانتخابات المحلية النيابية والرئاسية والتي تقام بشكل دوري ومنتظم هي محور اساسي من محاور ترسيخ الديمقراطية في اي مجتمع حيث من خلاله يمكن قياس مدى نمو الديمقراطية وتجذره في عمق الكيان السياسي والاجتماعي والمرجح ان هذا النهج يسير بالمجتمع رويدا رويدا بصيغة او بأخرى نحو المدنية والمواطنة المتكافئة على اساس الانتماء للوطن . غير ان العراق وعلى العكس من هذا الرأي وبالرغم من مضي عشر سنوات على انتهاء حكم الحزب القائد والحكم الواحد وانهيار اركان الديكتاتورية العسكرية وعلى الرغم من اجراء عدة انتخابات دورية منتظمة ( محلية ونيابية ورئاسية ) يبدو انه يسير بخطى ارتجاعية حثيثة نحو بدايات القبلية والاحكام والاعراف العشائرية البعيدة كل البعد عن المفهوم الشمولي للوطن والمواطنة ، ويظهر هذا جليا في كل حملة انتخابية تشهدها البلاد حيث ان الغالبية العظمى من المرشحين يحرصون على ذكر القابهم وانتمائاتهم العشائرية وابرازه في صورهم وملصقاتهم وحملاتهم الدعائية لكي يؤثروا في الناخب ويضمنوا صوته .
يبدو ان المرشحين ومن خلفهم كياناتهم السياسية باتوا على قناعة بأن الكفاءة والدرجة العلمية والبرامج والخطط المستقبلية لاتحضى بالاهمية القصوى لدى الناخب ولاتؤثر فيه بالشكل الذي ينبغي بقدر تأثره بمحيطه القبلي وانتمائه العشائري لذا رأوا بانه من الضروري التركيز على ذكر العشيرة والقبيلة للمرشح ليتمكنوا من خلاله استمالة الناخبين وكسب اصواتهم. ويجب ان لا ننسى انه بمجرد ذكر العشيرة او القبيلة مع اسم المرشح يتضح للناخب الى اية قومية او دين او طائفة ينتمي هذا المرشح او ذاك . وعليه عملية الادلاء بالاصوات واختيار المرشحين في العراق لازالت مبنية على ابعاد قومية ودينية وطائفية بعيدة كل البعد عن منطق المواطنة اوالكفاءة ولم يتمكن المواطن ( بصرف النظر عن انتمائه العقائدي او الاثني ) والذي يعاني من عدم وجود خدمات اساسية لحد الان ولديه رؤية ضبابية تجاه المستقبل من التغلب على تلك النزعات وتجاوزها ولازال يعاني من ازمة ثقة عميقة تجاه كل من لاينتمي اليه عشائريا او قوميا او دينيا او مذهبيا ،وغير ذلك فالتيارات والاحزاب السياسية والتي تشكلت اساسا وفق مباديء ديمقراطية عملت ولازالت تعمل وبشكل ممهنج على تأجيج تلك النزعات واحيائها لان ذلك اجمالا يسهل عليها مهمة الحصول على الاصوات من خلال كسب ود رؤساء العشائر والرجال المتنفذين فيها ولعل ذلك كاف لضمان اصوات بقية افراد العشيرة ، وهي بذلك تكون قد ساهمت وبشكل يثير الاهتمام الى ظهور نهج او مصطلح جديد قد يجوز لنا تسميته بـ "الديمقراطية العشائرية " ، حيث ان الناخب وفق هذا النهج يمتلك كامل الحرية لاختيار احد المرشحين من ابناء عشيرته وان كان غير كفوء معتمدين كليا في ذلك على المثل الشعبي الذي يقول " الشين اللي نعرفة احسن من الزين اللي ما نعرفه " والقصد من وراءه ان السيء الذي نعرفه وينتمي لنا افضل من الآخر الذي نجهله وان كان جيدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. قطط مجمدة في حاوية للقمامة! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا: مع تزايد حضور روسيا بالساحل.. أوكرانيا تفتتح سفار




.. إسرائيل تحذر من تصعيد خطير له -عواقب مدمرة- بسبب -تزايد اعتد


.. هدوء نسبي مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن -هدنة تكتيكية- انتقده




.. البيان الختامي لقمة سويسرا يحث على -إشراك جميع الأطراف- لإنه