الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خنتك مع الكلمة، فأنا وإن فكرت فيك فمنتهى أفكاري الكلمة

زرواطي اليمين

2013 / 4 / 19
الادب والفن


كنت أحاول أنت أكتب، حين قاطعتني حبيبة القلب، ماذا تفعل؟ فلت: أنا أكتب، علت وجهها نظرة الانزعاج لكنها تواضعت وانصرفت عنها وقالت: عادي وليكن اكتب، فإن كنت قد خنت المرأة الوحيدة والأبدية في كوني، فهي مرة واحدة ووحيدة وقد تكون أيضا خيانة أبدية، إنها عشقي للكلمة، فمسكينة هي ومسكين أنا الواقع في غرام الكلمة، حين لا أكتب، أفكر، وأنا وإن فكرت ففي كلمات أكتب منها ما تفلح ذاكرتي اللغوية في رسمها في تلك الجمل والفقرات، أما الباقي، فهو إما سائر عني أو دائر حولي علي أفلح في ترجمته إلى لغة إنسانية أنقل عبرها ما في رأسي من أفكاري عن الحرية، الحب، الجمال، الإنسانية المحضة، وعن تمردي الدائم على كافة أشكال الولاء والطاعة والحكم والسلطان. فهي إذا علاقة حب صعب علي أن أتركها رغم أنها أي حبيبتي البشرية تستحق أن أطلق الدنيا وما فيها من أجلها، لكنها تتواضع لي وللكلمة، وتفضل إفساح مجال لتلك الأفكار التي تثقل كاهلي وتدفعها أحيانا إلى الحزن معي أو علي وأبدا ليس على نفسها، لن أحدث قرائي الأعزاء اليوم عن السياسة كثيرا، فو الله أشفق عليهم من السياسة وهموم الإنسانية المشتركة طبعا، حتى أني أشفق أحيانا على من تقصفه كلماتي وهو الذي لم يشفق على شعبه من القصف بالقنابل الحية المميتة، أو القصف بالسياسات المخزية الوضيعة. لا علينا، فحتى القلب والعقل يتعب كل منهما ومن حقه أخذ قسط من الراحة، تلك الراحة التي أحاول أحيانا عدم التفكير فيها حتى لا أعود إلى تلك الخيانة آه آسف أقصد العلاقة الغرامية التي تجمعني مع الكلمة، فأتمنى لو أنني أكملت دراسة الموسيقى التي أعشقها وأحبها فيما أحب منها هواية العزف على الكمنجة، لكن الظروف حرمتني من تلك الفسحة الروحية التي تريحني من التفكير، وتبعدني عن الكلمة بعضا من الزمن، أتمنى لو أنني أيضا أكملت موهبة الرسم، علي أرسم تلك الأفكار في لوحات تبعدني أيضا عن ممارسة تلك العلاقة مع الكلمة! لا أدري هل هي لعنة أم نعمة أن تكون على علاقة مع هذا المخلوق الرائع الجميل "الكلمة" هناك طبعا من لم ولن يفهم ولن يفقه هذه العلاقة، لأنه محروم من نعمة أو أقول نقمة هي التفكير، فكيف يكتب أو يتكلم من لا يفكر، لا عجب، هاته مخلوقات موجودة وتعيش بيننا فعلا، لا يفكرون ولا يكتبون ولا يرسمون ولا يعزفون ولا يحبون من يفعل وكيف يفعلون؟! فهم محرومون، ملعونون، من جمال تلك العلاقة الرائعة مع الفكر والكلمة، وهم من يطلق لعناته اليومية ضد كل من يعزف كل من يرسم كل من يكفر ومن يكتب، لقد تركت الكمنجة فعلا وعشت، تركت الريشة واستمرت الحياة، لكني لم أعرف أن لا أفكر فاستحالة الحياة دونما الكلمة، كيف يعيش الإنسان خارج إطار الفكر الإنساني الرائع والخلاب الخالي من كل شوائب ومعاصي الكره والحقد على الآخر؟ كيف يعيش في دوامة التفكير في أفكار الآخرين؟ ثم أليس ذنبا ومعصية أن يشارك الآخرين في علاقتهم مع كلماتهم؟ تلك معضلة أخرى تواجه الفكر الإنساني وتستمر في تعكير صفو كل كاتب وفي تشويه كل كلمة. ولعلنا قد نترك لأحبابنا كلمات وجمل وفقرات تضيف على جمال الحياة والقلوب والأرواح، روعة يضيفها المولود الجديد بين عاشقين ولهانين ببعضهما، يكون نتاج حبهما ولد يرسخ تلك العلاقة والحب ويمنحه استمرارية أبدية وخلودا إنسانيا، تماما هو الأمر سيان بين كل كاتب وكل كلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??