الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخبز ضد القمر

رضا كارم
باحث

2013 / 4 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مقاطع مصورة بلا عدد، تروي حكايات "نجلاء بوريال، منجي الرحوي، إياد الدهماني، عصام الشابي، سمير بالطيب، محمد الحامدي،" و البقية الباقية من أهل الكهف .
المنجي الرحوي يفجر قنبلة داخل كتلة النهضة...برافو نجلاء بوريال تحطم سهام بادي، النائب إياد الدهماني يفضح حكومة الرش... و خطابات صارخة عالية ، تشرئب لها أعناق ولهانة، رانية ، مندهشة، مستمتعة بكل الأحوال...
زعيم مفدى ما، يخدش وجه حاكم فاز "في غفلة" عن التوحد السياسي بين "المعارضين. زعيم مفدى يلقي قصيد التصدي ، فتنتشي ذائقة التلقي مزغردة بالتهليل للزعيم و عرض خطابه "التاريخي" على جمهور الفايسبوك العطشان إلى هكذا خطاب...
لست أعجب لانتهازية الرحوي، و إصلاحية بوريال، و خيانات الشابي و دهمانيه، و صعلكة بالطيب و سفسطة الحامدي. لا أعجب للباعة المتمرسين، أعجب للمشترين الصم البكم الذين لا يعقلون شيئا إلى الواقع.
أعجب لطلبة و معلمين و أساتذة يلهثون خلف الرحوي و "خطبه الثورية" ، و لا يلاحضون ، يا زمن الرداءة، أن الثورة تقع على الميادين ، أن الثورة تحفر السماء و تزرع عليها الأرض.
أن الثورة جدل نازل مستمر ، يواصل النزول دون ن يصعد أي جبل أو أي ربوة.
الثورة مزيد من الحفر و الخوض في الأعماق.
أودية سحيقة سحيقة مازال على الثورة أن تحفر وصولا إليها، و منجي الرحوي على قمة أفريست...يا زمن الرداءة.
دولة عصام الشابي و علي العريض ، لا تهتم لأمر عشاق القمر.
و تسألون عن القمر و عشاقه. ليس لي من إجابة غير القصيد القاتل للحبيب نزار قباني. "عندما يولد في الشرق القمر" و يخطب الزعيم الأغر، "فيموت الناس إذا عاش القمر"
إنها رغبة دفينة متوارثة لدى عموم معاصرينا :الرغبة في "معدات الخدر" . تلك الأدوات العريقة التي يحقنون بها أرواحهم ، فإذا هم أسرى أفيون خطابي شديد التأثير.
و الميدان ،حيث الأودية العميقة، و الأرض العالقة بين العدم و التهميش، يصير من يوم لآخر ، معضلة أصلية بمستوى "الخطيئة الأصلية". إنه ذلك الميدان الذي يحكي عنه الزعيم و يسعى إليه المستمعون. فلا الزعيم عرفه بعد عقود من ترداد حكاياه، و لا المصفقون وطئت أقدامهم أرض الميدان.
و فيما تواصل الرأسمالية إعادة إنتاج نفسها و تكرار التاريخ في أشكال فاضحة، يواصل "المعارضون" التبضع من سوق لغوية باتت مقفرة، و النهل من سيميولوجيا سقطت عن تساميها...
السلطة القميئة تلد البنية التسلطية و الأداة التسلطية و تفرض واقعها و تعاود الكرة. فيما يتلهى "المعارضون" بالدعوة إلى الانتخابات و زمانها، و الموعد و مضامينه...
حوار وطني آخر، سحلوا خلاله جثة الاتحاد العم التونسي للشغل، و غابت عنه غوغائية النخب المتعالية عن الشيوعية.
و يتبادلون اسباب الخيانة. أولئك الذين لم يجدوا في دماء شهيدهم شكري بلعيد مناسبة للجنون وفق العبارة الفوكوية. جنون ينتهي الى افتكاك الحكم. بل كان جنونهم تكرارا مملا لنرجسيات الدينصور الستاليني الذي صاح عاليا: نم يا حبيبي نم...و صاح التاريخ النائم في ضميره المندثر: إلى النوم فالنوم سرّك الدفين يا حمّة.
إذا كانت هذه الدولة لا "تلد " حقوق الناس في البقاء بكرامة ، و إذا كانت تستعيض عن واجبها في تحقيق الخبز و تفعيل العدالة في التوزيع و العدل، فإن المقاومة مطالبة بإسقاط الدولة.
و لما كان العمل المسلح يحتاج أدوات لا تتوفر ، فإن شروط المقاومة لا تسقط بالضرورة.
إن المقاومين مطالبون بتوحيد مجهوداتهم و تعبئة قواهم باتجاه "الاستثمار في الواقع" . لنقتسم الخبز مع المهمشين ، حتى نقوى على الانخراط ضمن وجودهم. وقتها فقط سنتمكن من إعادة تشغيل "ذاكرة بشرية " أصابها الصدأ من اشتداد الرطوية و الرخاوة .
وحدها تشاركية البقاء توحدنا، و كل اللّغو المتعلق بغير ذلك ، يعود بنا إلى مسطّح الزعيم الخطيب .
رضا كارم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية