الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السرد المعاصر المغربي

حميد المصباحي

2013 / 4 / 19
الادب والفن


السرد الروائي و القصصي في المغرب,عرف طفرة مهمة,شدت انتباه العالم العربي,رغم أن النقد في المغرب لم يحوله بعد لورشة للإشتغال,ليس قصد التعريف به,بل الكشف في متونه عن القيم الجمالية المضافة لمشهدنا الأدبي,و كيفيات التعبير عن القضايا المطروحة فيه,بأية لغة كتبت,و أية آليات استخدمت,ما مدى أصالتها و من أين تمتح؟؟
مثل هذه الأسئلة كفيلة ببث روح المتابعات النقدية,التي عليها الإنتقال من مقاربات النظرية التي تزخر بها الساحة الفكرية,و محاولات تطبيقها على نصوصنا,ربما يتم من خلالها كشف الخفي في النص و تأكيد فعالية نظرية ما,و بذلك نثبت كونية النظريات المقاربة و الفاحصة لفن السرد و حتى الشعر,بل إن الجديد كما أزعم,ليس في تقنيات الكتابة,كالإسترجاع و تكسير التتابع الزمني,أو جعل السرد نفسه أو صاحبه تيمة,بل إن قوة السرد هي لغته,و هنا ضرورة الشعري في الرواية و القصة,صورة أكثر تعبيرية عن المتخيل و حتى المعاش كما يراه الروائي أو القاص
1قضايا و أشياء
يعرف المشهد السردي المغربي تحولات مست القضايا التي اعتاد الآداب المغربي التطرق إليها,بحثا عن خلق مسافات بينه و بين السرد المشرقي و العربي بشكل عام,و قد اعتاد الفكر المغربي على تمييز نفسه,بما يفيد نزوعاته العقلانية,و تجاوزه المبكر لقضايا يبدو أنها كانت محكومة بما يشبه الحكم و المواعظ الروحية التي ميزت السرد المشرقي و روحانياته حتى في جرأته على فضح اليومي,و مراعاته للشعور العام,بحيث ظل الجسد في التجارب التأسيسية محاطا بما يشبه الإنزياحات المقصودة و المراعية للحكم الجمعي,النافر مما يمس قيم الإستحياء العام,مع وجود محاولات ذات جرأة زائدة في المشهد العربي,خصوصا العراقي منه و من الروائيين الذين عاشوا خارج بلدانهم,بعيدين عن التأثيرات العامة,التي كانت تلاحقهم اجتماعيا,و قد كانت التجارب المغربية بعيد الإستقلال محافظة على النزوعات المتجنبة لإثارة الحس الجماعي,ما عدا ما كتب باللغة الفرنسية,و بذلك نوع السرد المغربي تيماته من خلال القضايا التي اختارها الروائيون المغاربة و كيفيات التعامل حتى مع القضايا القديمة,و بذلك وجدت الأشياء طريقها للبروز في السرد المغربي,و لم تعد مجرد أثاث,يسهل استعراض القدرة التوصيفية للقاص أو الروائي,بل غدت الأشياء كائنات فارضة لوجودها,و حتمت اعتبارها وظائف توحي بتشظي العالم,و عدم قدرة الكائن البشري على تملكه و التصرف به كما يشاء.
2اللغة و الإيحاء
امتدت متغيرات كثيرة للغة السرد المغربي,و تقاسمت التنوع التعبيري,حسب اختيارات المبدعين,فبرز التعبيري المفارق,ذاك الذي يبحث في القول عن لبسه و ليس وضوحه,ليرغم القارئ على تجديد الصور المعتادة في ذهنه,و تطهيرها من المكرر و المعتاد,بحيث تبدو التعابير مستجدة في عالم التواصل السردي,بما تحبل به من مفارقات تعبيرية,تغني المشهد,بعيدا عما عرف بالعبثية أو حتى اللاعقلانية,التي تعتبر العالم فوضى نظمها العقل حفاظا على سيادة الإنسان و قبولا بحضوره الجوهري الوهمي,لكن في المقابل كانت للسرد المغربي المعاصر اختيارات أخرى,متحت من الشاعري,بحيث حاولت التأثير جماليا في المتلقي,لينصت من خلال القراءة لإيقاعات الكلمات,و هي تنجز متونها الجميلة حتى و هي في أقصى درجات دراميتها و سوداويتها الجميلة,و هنا استحضر فعل التخييل بآليات لا تستحضر الأشياء بل صورها المغايرة لها في وجود مخالف للوجود الواقعي كما دشنته الرواية الواقعية و القصة المحاكية لتيمات الحياة المعاشة كيفما اتفق.
3الشخوص و الأزمنة
لم يعد الشخص كائنا,يجد السارد ليجعل منه كائنا منسجما نفسيا مع ما يقدم عليه,كبطل,يواجه,من يعيشون مفارقات بين ما يعتقدون و ما يفعلون,كصيغة معوضة لصراعات الشر و الخير كما ابتدعت في الأساطير و السرود القيمية و الوعظية التي تعيشها التجارب الأدبية في بداياتها و قد تعود إليها بطرق مختلفة في درجات ظهورها و اختفاءاتها,فالشخوص صارت حاضرة بأصواتها,و أحيانا كذكرى في المكتوب السيري أو التاريخي,مع التصريح بتضارب أحكام الناس حولها,بل إن السارد نفسه لم تعد له القدرة على حسم الحكم عليها,فهو واحد ممن عايشوها و ليست له أية سلطة مرجعية عليها,و بذلك حتى الزمن نفسه تأثر بهذه التركيبة الأدبية,و لم يعد ممتدا مع حياة الموجودات العاقلة في الأحداث,بل إن الأحداث نفسها لم تعد المجسد الفعلي للزمن,بل إن الزمن لا يستحضر كمرادف للحياة أو استعادة لها,بل هو نفسه لم يعد شاهدا على شيء,بل هو حضور ضبابي,لا يزاح لكنه لا يزيح الأحداث و لا الشخوص.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?