الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عمال العالم إتحدوا-2- إنتصار عمال فندق -بلازا- في نيويورك

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2005 / 4 / 16
الحركة العمالية والنقابية


يا عمال العالم إتحدوا (2)
إنتصار عمال فندق "بلازا" في نيويورك


المعركة التي خاضها عمال الفندق العريق " بلازا" في نيويورك ، أسفرت عن تحقيق جزء كبير من مطالبهم النقابية . ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخميس 14 نيسان 2005 حيث وقع عليه ممثلو نقابة عمال الفنادق في نيويورك بواسطة نقيبهم بيتر وورد وممثلو شركة "إلعاد" الاسرائيلية التي سبق وعقدت صفقة شراء الفندق من مالكه السعودي الامير الوليد بن طلال ، الذي حافظ على جزء من ملكية أسهمه في الفندق وبذلك يكون شريكاً مع الشركة الاسرائيلية أيضاً . وقد تم التوصل الى هذا الاتفاق بعد تدخل رئيس البلدية مايك لبلومبرغ ، تم التوقيع على الاتفاق بحضوره وباشتراك ممثلي وسائل الاعلام .

عمال فندق "بلازا نيويورك " عارضوا البرامج التي خططت لها الشركة الاسرائيلية المالكه للفندق ، ليس فقط بما يتعلق بحقوقهم النقابية العمالية ، بل بمستقبل الفندق والمحافظه على العديد من مميزاته التاريخية ...وضمن حملتهم النضالية قاموا بتشكيل جبهة عمالية – شعبية عريضة ، بهدف الربط ما بين قضيتهم الحقوقية والمحافظه على الفندق كمعلم تاريخي – حضاري له إرتباط عضوي بتاريخ المدينة ، بل وبتاريخ عدد كبير من أحداث العصر الحديث . لجنة الموظفين في الفندق التي تمثل حوالي ألف موظف وعامل ، قسم منهم يقف على عتبة الخروج إلى التقاعد وضعت خطه كفاحية بالتعاون مع نقابة عمال الفنادق في المدينه ونقابات العمال الامريكية ، وباشرت القيام بمظاهرات وإعتصامات ولقاءات مختلفة ، أدت إلى تشويش برنامج الشركة المالكة ، بل كادت الصفقة ، ومن ثم أسهم الشركة نفسها الى الوقوع في خسائر فادحة كانت ستؤدي الى إنهيار تلك الشركة ، حسب رأي أحد الخبراء في سوق العقارات العالمية .

معركة العمال كانت ذكية جداً ، إعتمدت على تجنيد قوى وشخصيات عديده مثل المرشح السابق للرئاسة الامريكية القس جيسي جيكسون الذي شارك في مظاهرة العمال يوم الاثنين 14 آذار 2005 وهو يعتمر القبعة التي رافقت العمال في نضالهم وعليها كتب "من أجل إنقاذ البلازا" ، رئيس البلدية ، هيئات حقوق الانسان والبيئة وجمعيات المحافظة على معالم المدينة التاريخية ، نظمت المظاهرات يومياً أمام بناية الفندق ، رفعت شعارات الوحدة العمالية ، والشعارات المستنكرة لصاحب الفندق الجديد المتموّل الاسرائيلي إسحق تشوفه (يهودي من أصل ليبي) ، الذي خطط الى تحويل الفندق إلى مبنى شقق سكنية فاخرة تباع أو تؤجر الى أصحاب مليارات الدولارات – أي أغنياء العالم - ، بمبالغ خيالية ، دون الأخذ بعين الإعتبار الحقوق التي يستحقها عمال الفندق وعلى رأسها الحق بمواصلة العمل وضمان الحقوق ، خاصة وأن الشركة الاسرائيلية قد أعلنت أنها ستقوم باجراءات تغييرات بنيوية في إدارة الفندق تؤدي الى فصل الاكثرية من عمال الفندق .

لجنة العمال ونقابتهم قامت " بعولمة " النضال( أُممية النضال) ، حيث قام عدد من عمال الفندق مع لجنتهم بالحضور الى مقر الشركة المالكة في إسرائيل ، أواخر شهر آذار الماضي. وقاموا بحملة ضد الشركة ، بما في ذلك لقاءات مع الجهات النقابية والحكومية طالبين التعاون معهم في معركتهم ، عمال فندق " بلازا " في نيويورك تمكّنوا فعلاً من إستقطاب تعاطف الرأي العام في إسرائيل أيضاً مثلما استقطبوه على الصعيد الامريكي ، بل والعالمي ، مجسّدين بذلك المقولة العمالية الطبقية القائلة:" يا عمال العالم إتحدوا" ، على أرض الواقع وبنجاح ، لدرجة أن إحدى الصحف الاسرائيلية قامت بإستعمال هذا الشعار عنواناً للخبر الذي ساقت عبره تفاصيل " الزيارة" التي قام بها عمال الفندق ولجنتهم الى إسرائيل . بدون شك أن هذه الخطوة الكفاحية كان لها وقع كبير على إدارة الشركة الاسرائيلية ، التي حاول صاحبها جاهداً " تفسير" الاسباب الاقتصادية لبرنامجه لترميم الفندق ، منطلقاً من مقولة "أن هذه أموالي وأنا حر فيها " ، لكن أكثرية الخبراء أجمعوا أن نضال العمال قد يؤدي في النهاية الى إرباك مستقبل الشركة المالي والتأثير على أسعار أسهمها في البورصة ...وعندها ستكون الخسارة كبيرة جداً.

هذه المعركة العمالية كشفت مجدداً للجميع أن طريق النضال العمالي هو الطريق الصحيح والناجع لمواجهة بطش قوى رأس المال ، التي تحاول سحق كافة الحقوق العمالية في كل مكان ، وكانت الاتفاقية التي تم التوصل إليها كما ذكرنا أعلاه ليس فقط ضماناً لحقوق العمال ومستقبل عملهم ، مثل الحصول على تعويضات بنسبة 200% لمن يحبذ ترك العمل أو التقاعد ، وضمان إستمرار تشغيل أكبر عدد من عمال الفندق ، بل تم أيضاً ضمان المحافظة على المعالم التاريخية للفندق بما في ذلك المظهر الخارجي وعدد من القاعات التي شهدت أحداثاً تاريخية ...بل تم أيضاً تغيير خطط الشركة وتقليص عدد الشقق الفاخرة للسكن لصالح غرف إضافية للفندق الامر الذي يعني المحافظة على عدد أكبر من العاملين فيه وهذا هو الانجاز الأهم حسب رأينا .
وأخيراً لا بد لنا من التأكيد ونحن على أبواب الاحتفالات العمالية بيوم العمال العالمي الاول من أيار ، أن طريق الوحدة العمالية محلياً وعالمياً ، هو ..هو الطريق لضمان حقوقنا كطبقة عامله ..وأن شعارنا الأبدي " يا عمال العالم إتحدوا " هو الشعار الأصدق لنا والذي يحمل في طياته أسمى المعاني الانسانية التي تتخطى الحدود جميعا السياسي منها والاقتصادي ...بتنفيذ ما يحمله هذا الشعار من معاني نستطيع كسر كل طوق رأسمالي يفرض علينا من قبل قوى العولمة والاستعمار الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرقة المتقاعدين والنساء .. تنقذ نتنياهو من مأزق -الحريديم-!؟


.. القوات الإسرائيلية تحتجز عددا من العمال الفلسطينيين مكبلين ع




.. قضايا الشباب والهجرة والبطالة والتنمية تهيمن على الانتخابات


.. المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: العاملون في المجال




.. أخبار الصباح | شركات أردنية ترفض توريد الدواجن احتجاجا على ق