الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثروة الأمم ل - آدم سميث -

زاهر نصرت

2013 / 4 / 20
الادارة و الاقتصاد


ولد " ادم سميث " في اسكوتلندا ، درس في جامعة غلاسكو وأمضى معظم حياته مدرساً في جامعتي إدنبره وغلاسكو ، في العام 1776 نشر كتابه (( ثروة الأمم )) بحثَ فيه عن أسباب وطبيعة هذه الثروة ، احدث هذا الكتاب تغييراً هاماً في تاريخ الاقتصاد السياسي واعتبر في وقته بداية التأسيس للنظام الرأسمالي حيث تم فصل علم الاقتصاد عن بقية العلوم الاجتماعية .

قبل ان اعرج حول ما جاء بالكتاب اود ان أوضح ما يعني الاقتصاد السياسي فهذا النوع يمثل علم من العلوم الاجتماعية الحديثة التي تعنى بالإنسان وبالأوجه المختلفة للنشاط الإنساني وبدأ كمجموعة من النصائح والارشادات والحلول العملية التي يقدمها المفكرون الاقتصاديون الى الحكام للاستعانة بها في مهام الحكم . ان الاقتصاد السياسي من وجهة نظر النظام الرأسمالي يمثل دراسة سعي الانسان والجماعات للحصول على النقود اللازمة لتأمين معاشهم وتنفيذ مشاريعهم التي تستهدف الربح او تحقيق مآربهم المختلفة ، اما في النظام الاشتراكي فهو يعني دراسة سعي الجماعات والافراد في سبيل تحقيق النهج الاقتصادي المرسوم .

" ادم سميث " في كتابه هذا (( ثروة الأمم )) أولى اهتماماً كبيراً بتحديد مصدر الثروة وطرق توزيعها في المجتمع ، ووسائل تنظيم التجارة وكيفية تقييم العمل وتقسيمه بالإضافة الى اطروحاته المتعلقة بالحرية واليد الخفية التي تساهم في دفع الحركة الاقتصادية وتشجيع الاستثمار في ظل حماية الدولة وبعيداً عن تدخلها المباشر في تنظيم العمل ، واعتقدَ بأن نزعة الانسان ورغبته في تحسين احواله المادية وتأمين منفعته الشخصية كانتا الدافع المحرك لجميع تصرفاته ، وفسّر العلاقة بين منفعة الفرد ضمن المجتمع والحالة الاقتصادية التي يعيش فيها فوجد ان المصلحة الفردية والمنفعة الشخصية قد تترجمان الى منفعة للبيئة والمجتمع الذي يعيش الانسان فيه .

ان المعرفة وثقافة التطور مبدآن اساسيان لتقدم المجتمع ، حيث قارن ادم سميث من هذا المنطلق بين دول تعتبر خصبة بمواردها الطبيعية لكن أهلها يعيشون حياة الفقر والبؤس كدول القارة الافريقية التي تمتلك موارد طبيعية كبيرة وهائلة لكن شعبها لا يملك مفهومي الإنتاجية والثقافة اللذين يؤهلانها لمواكبة تحديات العصر بالإضافة الى مشاكل وعثرات سياسية أخرى . هذه الدول تعيش لغاية اليوم حالة الفقر والهلاك فيما بلغت دول أخرى اصغر حجماً مستوى متقدماً من الرفاهية والغنى والتقدم .

ذكر " ادم سميث " طريقته في تقييمه لما يعرف بالقيمة حيث قسمها الى نوعين أولهما قيمة الاستعمال او القيمة الاستعمالية وهي تشير الى قيمة السلعة بالنسبة لمن يستعملها او يستخدمها اما الثانية فهي قيمة التبادل وهي القيمة التي يقايض من خلالها في الأسواق ، وهنا يحتدم النقاش ويشتد حول نظرية القيمة بين انصار الرأسمالية من جهة ومؤيدي الاشتراكية من جهة أخرى ، وفيما يرجع الاشتراكيون سبب القيمة ومصدرها الى العمل وحده ويحاول الرأسماليون ان يبينوا أهمية رأس المال في الإنتاج وفي خلق القيمة وتكوينها .
يرى ان قانون العرض والطلب يلعب دوراً ايجابياً في إيجاد ما يعرف بالتوازن العفوي بين عنصري الإنتاج والاستهلاك داخل الأسواق فمتى زاد الإنتاج وبالتالي زادت كمية العرض عن كمية الطلب هبط السعر وهبوطه هذا يقلل من أرباح المنتجين او يوقعهم بالخسارة فيتوقفون عن الإنتاج وبذلك تعود الكميات المعروضة الى الانخفاض ويعود التوازن بين الإنتاج والاستهلاك هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن هبوط السعر يفسح مجال الشراء امام عدد اكبر من الطالبين .

وفي النهاية لا يسعني الا القول بأن " ادم سميث " قدم في كتابه فكر اقتصادي حول العمل ، القيمة ، السعر ، التوزيع ، الريع وغير ذلك وسعى من خلال نظرياته الى دمج فكرة تقسيم العمل وتطوير القوى الإنتاجية مع الحرية الفردية كما دعا الى تراجع سلطة الدولة في الأمور التي تحد من نمو الاقتصاد وتطوره .

زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الساعة | رئيس الصين يزور فرنسا وسط توترات اقتصادية وتج


.. الاقتصاد أولاً ثم السياسة .. مفتاح زيارة الرئيس الصيني الى ب




.. أسعار الذهب اليوم الأحد 05 مايو 2024


.. رئيس مجلس النواب الأميركي: سنطرح إلغاء الإعفاءات الضريبية عن




.. ملايين السياح في الشوارع ومحطات القطار .. هكذا بدا -الأسبوع