الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلود و العدم (الجزء الأول)

موريس رمسيس

2013 / 4 / 21
الادب والفن


استفقت من النوم في إحدى الليالي شاعر بنشوة غريبة تسير في جسدي و ‏سعادة غامرة تملئ كياني لم أتعود عليها من قبل .. أحاول التركيز لكي أفق ‏أكثر لكي استطيع أنزل من السرير لكن لا أستطيع ‏

أخذت مستلقيا على السرير فترة ليست بقليلة منتظر ظهور أول ضوء لفجر ‏حتى أستطيع تلمس ما يدور حولي .. أخذت أتحسس سريري بيدي في ‏الظلام المنتشر بأنحاء بالغرفة .. أحداث غريبة تظهر أمام عيني عن بعد ‏كما لو كانت تحدث في نهاية طريق طويل كل معالمه غير واضحة لي و ‏باهته اللون!‏

جلست على جانب السرير .. أردت الوقوف على قدمي .. لم اشعر بأرضية ‏الغرفة تحت قدمي لكنني وجدت هوة سحيقة مظلمة تحت قدمي كما لو كنت ‏معلقا في الهواء و أخذت أتساءل ..‏

ماذا يدور حولي ..‏
كيف انزل من السرير ..‏
أين أرضية الغرفة ..‏
كيف أكون معلق في الهواء هكذا ..‏

أسئلة كثيرة تدور في فكرى و لا أستطيع أن أجد لها إجابة!‏

نظرت بتدقيق أكثر في الغرفة فلم أجد السرير ذاته و لا حتى حوائط الغرفة ‏و لا السقف .. أنا لا أعرف هل لازلت أحلم أم أحاول الخروج من الحلم ‏لكنى أجد صعوبة في ذلك!‏

شهقت قليلا متحيرا .. أخذت أتساءل كما لو كنت أوجه كلامي إلي شخص ‏آخر في الغرفة معتقدا أنه هناك يسمعني!‏

هل أنا بحلم ..‏
هل حدث شئ لعقلي ..‏
هل أصبحت أتخيل أشياء مش موجودة ..‏
هل أتجننت ..‏

أستطيع أتذكر أحداث كثيرة من الأمس .. أتذكر أنى عملت حادثة كبيرة ‏بالسيارة ثم تم نقلى بعدها إلى مستشفى و كنت في شبه غيبوبة .. أتذكر ‏أيضا الوجوه الكثيرة التي كانت حولي .. فلم يكن منهم إنسان واحد معروف ‏لدى

أكيد كنت أسوق السيارة خارج المدينة ..‏
أه .. افتكرت جيدا .. كنت على الطريق الدائري ..‏

احتمال أيضا أكون لازلت بحلم ..‏
احتمال أكون تحت تأثير المخدر في غرفة الإنعاش ..‏
ممكن أكون توفيت بعد الحادث و أنا موجود الآن في مكان ما ..‏

لكن .. من أكون أنا الآن .. إذ كنت قد موت بالفعل ..‏
أنا الروح أم النفس أم الجسد ..‏

أخذت أتلفت حولي يمين فيسارا محاولا تبين المكان أكثر فأكثر وعلى ‏الرغم من كل هذا .. لا اشعر برهبة أو خوف ومازالت النشوة الجميلة ‏مستمرة تغمر جسدي‏

أين الكرسي الكبير.. ‏
أين المنضدة الصغيرة .. ‏

أكيد دية مش غرفتي .. أكيد غرفة الإنعاش في مستشفى ..‏
لكن أنا وحدي هنا .. لا أرى أي ممرضات يتحركون حولي ..‏

وضعت يدي على رأسي قاصدا مسحها متلمسا وجهي كعادتي عندما أشعر ‏ببرودة و العرق يملئ جبهتي

يا إلهي! .. أنا أكيد أتجننت ..‏
أين رأسي .. أين الوجه .. أين الجسد ..‏

أرى أطراف صغيرة تشبه الأذرع واليدين و جسد صغير الحجم لكنني لا ‏أستطيع الشعور بهما عندما أتحسسهما .. يدان غريبتان الشكل بلا أصابع ‏تشبهان اللمبة النيون في ضوئها الأبيض .. الجسم بالكامل يأخذ نفس اللون ‏الأبيض .. الجسم ليس له شكل محدد منتظم .. هو ليس مكور مثل الكرة و ‏لا مربع الشكل لكنه ذو شكل غريب متعدد الأطراف ‏

أخذت ادقق اكثر بنظري محاولا اختراق الظلام السواد الذي يحيط بي ‏

يا إلهي .. عيناي تتعودان بسرعة على هذا الظلام ..‏
أستطيع الآن النظر و اختراق بنظري الضباب الكثيف من حولي و أصل ‏في عمق أعماقه بمسافات طويلة لغاية

أستطيع أن أحرك نظري بسرعة فائقة كقطار يسير بسرعة كبيرة لكنه لا ‏يختفي عن الأنظار!‏

ما هذا ..‏
موهبة جديدة قد اكتسبتها ..‏
لكن من أعطاني .. من وهبها لي ..‏
يا إلهي .. أنا موجود فين بالظبط ..‏

بدأت الصورة تتضح لي اكثر .. أستطع الآن رؤية ما يدور حولي .. فقدت ‏الشعور بالوزن و أصبحت خفيف أستطيع التحرك كيفما أشاء دون الشعور ‏بوزني مثل الريشة أو الأرواح لكنى مازلت امتلك بعض الحواس السابقة و ‏زيادة عليها .. أستطيع سماع كلامي و تمتمتي عندما أنا أتكلم مع نفسي .. ‏أستطيع حتى اشتم رائحة المكان حولي .. ‏

إنا لست في مكان محدد لكنني في محيط يشبه الفضاء .. رائحته ذكية للغاية ‏تعم كل الفضاء لم اشتمها من قبل .. ممكن تكون مزيج من العطور و ‏الورود معا

أدركت أن كتل الضباب الكثيفة العالقة أمامي ما هي إلا تجمعات منفصلة ‏من الأجسام النورانية المضيئة .. تشع الضوء من داخلها .. تدور و تحلق ‏سابحة في الفضاء مثل أسراب الطيور سابحة في الفضاء الفسيح مكونه ‏أشكال هندسية رائعة مغردة بأصوات هادئة عذبة جميلة تعطى السامع ‏البهجة و السرور و السلام .. يخرج عنهم أصوات اقرب إلى التسبيح و ‏الترانيم في تناغم شديد مع بعضهم البعض مكونين لوحة سيمفونية كلاسيكية ‏رائعة ‏

اقتربت منى بعض تلك الأجسام المضيئة آخذه في الدوران و الالتفاف ‏حولي ملقية عليا التحية و السلام في محبة .. تقدم أحد تلك الأجسام موجها ‏لي الكلام قائلا:‏

‏- مرحب بك في فضاء الانتظار ‏
‏- أنا .. لا أفهم ماذا تعنى؟

‏- أنت في الفردوس كما تطلقون عليه ‏
‏- ماذا تقصد؟ .. هل تعنى إنني توفيت على الأرض؟
‏- قد انتقلت روحك إلينا‏

‏- هل تقصد قد مات جسدي على الأرض و دفن؟
‏- جسدك القديم كان مثل أي رداء له بداية و له نهاية

‏- أين نحن الآن في هذا الكون الفسيح ؟
‏- نحن في االلا مكان و اللا زمان‏

‏- ماذا تقصد؟ .. مش فاهم .. وضح أكثر من فضلك؟‏
‏- نحن فوق المكان أي في كل مكان في اللا محدود .. في الماضي و ‏الحاضر و المستقبل في نفس الزمن في اللا منتهى ‏

‏- أنت صعبتها عليا أكثر و لم تقم بتفسيرها لي!‏
‏- أننا في كل مكان طوال الوقت و في نفس الوقت و الأفضل أن تتدارك هذا ‏المعنى و تشعر به لوحدك من تلقاء ذاتك من خلال وجودك معنا

‏- ماذا تقصد بالوجود؟ .. هل يوجد وجود هنا؟
‏- قلت لك من الأفضل أن تتدارك ذلك و تختبره لوحدك .. فأنت هنا قد ‏دخلت في اللا وجود و اللا محدود

تراجع من أمامي الجسم النوراني إلى الخلف قليلا و تقدم آخر عنه ثم أخذ ‏في التحدث معي قائلا:‏

‏- نحن مسؤولون فقط عن استقبالك و تحيتك و تقديم بعض المساعدات ‏الأولية لك و تفسير بعض الأحداث و الأمور الغريبة عليك و لكن ليس كل ‏الأمور ! ‏

‏- هل أستطيع أن أتساءل؟
‏- نعم تستطيع .. لكن ليس كل الأسئلة لها إجابات عندنا فهناك مختارون ‏آخرون عندهم الإجابات التي قد لا نعرفها نحن!‏

‏- ماذا تقصد بالمختارون؟
‏- نحن جميعا مختارين و تم اختيارنا و تحديد ما نفعله و الدور الذي نقوم به ‏و نحن على الأرض و بالتالي أنت كذلك مثلنا من المختارين و سوف تأتى ‏مجموعة أخرى من المختارين توضح لك مهماتك و الدور الذي يجب تقوم ‏بيه معنا ‏

‏- لماذا تكلمني بصيغة المستقبل؟‏
‏- لتسهيل الأمر عليك لا أكثر لكننا نتكلم بصيغة الحاضر فقط‏

اختف مجموعة المختارين من أمام عيني و أتت أخرى مُشابهة لها في ‏الخدمة و أطلعتني على أمور كثيرة أكثر تقدم إلى كل قادم جديد إليهم .. ما ‏يجوز فعله و ما لا يجوز .. هناك قوانين تحكم الفضاء و تسرى على الجميع ‏بلا استثناء!‏


يتبع في الجزء القادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واااااسيبويهاه
عبد الله اغونان ( 2013 / 4 / 20 - 23:47 )
ذكرتني بقصة
المختصبة ...لسمو الهوزي
نفس المنطلق والفكر بأسلوب فج ولحن وأخطاء مستوى الابتدائي
تتبعوا هذه المجزرة
استيقظت شاعر بنشوة
أحاول التركيز لكي أفق أكثر أخذت فترة منتظر ظهور الفجر
كيف أكون معلق في الهواء
اذا كنت قد موت بالفعل
أتلفت يمين فيسارا لاأرى أي ممرضات يتحركون حولي
يدان غريبتان الشكل أصبحت خفيف
تشع الضوء
ملقية عليا التحية
صعبتها عليا
ماذا تقصد بالمختارون
اختف مجموعة المختارين
....الخ
اراهنكم أن المسيح وروح القدس سيظهر له حاملا الصليب
قال بنفسه
احتمال أكون تحت تأثير المخدر في غرفة الانعاش
صحيح
شفاك الله شفاء لايغادر سقما روحا وجسدا ولغة


2 - توضيح
موريس رمسيس ( 2013 / 4 / 21 - 20:49 )
القصة سوف تنشر في عدة أجزاء متعددة .. على الرغم من ترابط الأجزاء جميعها مع بعضها البعض إلا أنى قد حرصت في نفس الوقت على ان يكون كل جزء الى حد ما مستقل مختص بذاته حتى لا يصاب القارئ العزيز بالملل .. القصة تخترق عالم الغيب و ما بعد الموت .. تحتوى على الكثير من الافكار الفلسفية و اللاهوتية مع التعرض لبعض الأفكار المحمدية الخيال الإسلامي

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-