الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت عقل

سلطان المقبالي

2013 / 4 / 21
حقوق الانسان


قد يتسائل أحدهم: ما دمت أملك عقلا, لماذا تجمد إمكاناته من التفكير وتتم مصادرة عقل الغير من ذلك الحق المقدس الذي إنتشل الإنسانية من غياهيب الجاهلية, منذ بداية مراحل تطور عقل الإنسان البدائي على وجة المعمورة, مرورا بظهور الأديان وإلى الآن؟.. أليس ذلك تعديا سافرا على حرمة العقل البشري؟.. أليس ذلك حرمانا تعسفيا من ممارسة حقه فالعيش أو "بالعربي" أن يفكر؟.

لماذا نتعدى على أبرز سمة تميزنا عن سائر المخلوقات, وأثمن ملكة وهبتها لنا السماء؟.. لماذا لا نطلق العنان لعقولنا أن تبدع وتحسن من نوعية حياتنا؟.. نعم تحسن بهدف الإرتقاء لحياة أفضل معيشيا ومعرفيا.. وهل يعني هذا الإنسلاخ من أخلاقنا؟.. يقفز أحدهم متسائلا.. بالطبع لا لسبب بسيط, وهو أن الأخلاق شفرة عالمية لا يمكن قلب قيمها أو تفريغ محتواها القيمي الأصيل, فالكذب كذب في أي شرع ودين وكذلك السرقة والقتل إلخ...

كم سئمنا من مراسم تشييع جنائز موتى العقول!.. يا للهول وهل يمكن للعقل أن يموت؟!.. يتخطف أحدهم الذعر متعجبا.. من وجة نظري الإجابة هي نعم.. يمكن ذلك, بمعنى أسلفت ذكره في قمة مقالى الحالي, أو بمعنى آخر عندما تتوقف أو يتم إيقاف محركاته عن العمل لا يمكن فمكان لعقولنا أن تغير من واقعنا أو تنهض بواقعنا المعاش, ما لم يرد لها إعتبارها ويصان حقها في أن تعبر عن ما يجول بداخلها, ضمن إطار منظومة من الضوابط, تحددها أقصى السبل الممكنة والمتاحة لضمان حق المشاركة والتعبير للجميع, بحرية لا بإباحية.. بسلمية لا بإستبدادية.. بنظامية لا بفوضوية.

فرأيي بالرغم من أن عجلة محركات تلك العقول لا تزال تدور رغم ما تحدثه من جلبة أحيانا, بالرغم من ذلك لا يزال الأمل ينتابني بأن هنالك حياة تنبض في عقل ما قد تنعش آخر فالعودة للحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو