الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش السوري -وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ-

ربيع الحسن

2013 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


- لن تسمح سورية بتمرير سايكس- بيكو جديد يفرض على دول المنطقة بفضل قوة وإصرار جيشها.
- نستمد قوتنا وصمودنا من قوة وصمود وتضحيات جنود جيشنا البواسل.
- جيشنا عقد العزم على استمرار القتال حتى القضاء على أخر إرهابي في هذا الوطن.
- صمود وقدرة جيشنا الوطني فاجأت الصديق قبل العدو.
- الجيش السوري يخوض اليوم معركته ليس دفاعا عن سورية فقط بل عن كل دول وشعوب المنطقة لأن دمار سورية وخرابها يعني دمار وخراب المنطقة.
- أهالي الشهداء يؤكدون دائما إنهم على استعداد أن يضحوا مجددا في سبيل الحفاظ على وحدة تراب هذا البلد.
- الجيش السوري يقوم بأخطر وأصعب المعارك من الناحية العسكرية والميدانية.
- الجيش السوري يقاتل أعداء الإنسانية الذين يستبيحون قتل كل من يخالفهم بأبشع الطرق التي لا يمكن لأي إنسان تخيلها.
هذه العبارات نسمعها منذ سنتين تقريبا من كل المسؤلين في الدولة السورية كما يقدم لنا إعلامنا الأناشيد والأغاني الوطنية التي تحي الجيش والشهداء وترفع من الروح المعنوية للجماهير، و السؤال هل الكلام العاطفي والإنشائي بمقدوره أن يعيد الحق ورد الجميل لمن يضحي في سبيل الدفاع عن هذا البلد وعن هذا الشعب بمختلف توجهاته .
ألا تكفي المعارك التي يخوضها الجيش على مساحة الوطن بأكمله حيث يقتل منه ويشرد ويخطف ويمثل بجثث أفراده من قبل مخلوقات تشبه كل شيء إلا الإنسان فهل تعمل الحكومة على احترام وتقدير تضحيات هؤلاء الشهداء وذويهم وهل الأخطاء التي يذهب بسببها عشرات الشهداء من الجنود هي أخطاء بريئة عن حسن نية أم أصبحت نهج يتكرر بشكل مستمر؟
هل ما حصل في جسر الشغور في 4/6/2011 من مجزرة بحق عناصر الأمن التي راح ضحيتها أكثر من 250 عنصر،(لاحظ سلمية صبرا وكيلو خلال السبعة أشهر الأولى لم تطلق طلقة واحدة ضد الأمن والجيش) ، كانت خارجة عن قدرة الدولة أم السبب هو التقصير وربما الخيانة وخاصة أن أحد الناجين من حارم قد قال أن القيادة السياسية والعسكرية بإدلب كلها باعتنا فليس من المستغرب أن يكون تم بيع شهداء مجزرة جسر الشغور أيضا. وقتها الحكومة السورية بررت أنه لم يكن بالإمكان إنقاذهم بسبب كمائن المسلحين على الطرق المؤدية إلى جسر الشغور لكن هل كان من الصعب إرسال مروحيات على الأقل تقدم لهم دعم أو ذخيرة لأن ذخيرتهم قد نفدت بسبب الاشتباكات التي دامت عدة أيام وكان الكثير من أهالي هؤلاء الشهداء يبعثون برسائل عبر شام أف أم وغيرها يناشدون الدولة التدخل لحمايتهم قبل نفاذ ذخيرتهم ولكن لا حياة لمن تنادي وحصل ما حصل....
بعد حوالي شهر من مجزرة جسر الشغور قام المسلحون بإغلاق مدينة حماه بالكامل في شهر تموز (يوليو) من نفس العام 2011 وأقاموا الحواجز الترابية والإسمنتية وقطعوا أحياء المدنية وأعلنوا سيطرتهم على المدينة بشكل كامل وحاصروا مخافر الشرطة وبعض فروع الأمن حيث بقي عناصر هذه الأفرع متواجدين فيها ينتظرون الذبح أو القتل على حسب الفتاوي وإذا سألت ما الغاية من بقائهم في مدينة يسيطر عليه المسلحون يأتيك الجواب لكي يحموا المبنى الذي بلغت تكلفته الرقم الفلاني، ولو أن الجزيرة من حيث لا تدري قد ساهمت في تريث المسلحين في الهجوم عليهم لكانوا الآن ربما في عداد القتلى لأنها كانت تقول يوجد في كل فرع ما لايقل عن 500 مقاتل وشبيح مدججين بالأسلحة وفي الحقيقة كان عددهم لا يتجاوز العشرات بل في أحد الأفرع كانوا (21) عنصرا فقط ولولا الشرفاء من أهالي المدنية لكانوا ماتوا جوعا فكانوا يرمون لهم ربطات الخبز وبعض الطعام، وسأفترض أنه عند قيام المسلحون بحصار المدينة حوصروا هؤلاء في مقرات عملهم ولم يكن بمقدورهم الخروج لكي لا يتعرضوا للقتل ولم تكن الغاية لحماية مقراتهم. ولكن ما تفسير بقاء مخافر الشرطة وخاصة في الأطراف التي كانت مشتعلة منذ فترة بحماه وخاصة بمنطقة الحاضر ومحيطها ما هو المبرر لبقائهم في هذه المناطق الساخنة حتى لحظة دخول الجيش في أب (أغسطس) من عام 2011 مما أدى لذبحهم الواحد تلو الآخر ، وما هو المبرر لبقاء عناصر الأفرع الأمنية في ريف حماه المشتعل والذي يعلم الجميع بأنه كان يخضع تقريبا لسيطرة المسلحين وفي حال قيام الدولة بدخول مدينة حماه سوف يهجم هؤلاء على المقرات الموجودة في هذه القرى ويقتلون عناصرها وهذا ما حصل.....
ما حصل في حارم أيضا هل كان خارج عن قدرة الدولة ؟ فقد تعرضت لحصار سنة ونصف وفي الثلاثة أشهر الأخيرة زاد الحصار بشكل خانق لإسقاطها حيث لم يبقى منها سوى القلعة وحي الطارمة يتحصن فيهما الأهالي وبعض عناصر الجيش والأمن محاصرين من قبل أعداد كبيرة من المسلحين المدعومين من الأراضي التركية وأعلنت المعارضة، حينها، أنها حشدت أكثر من 13 ألف مسلح في مدينة حارم، بين مسلحين محليين، ووافدين من حلب و مقاتلين أجانب ( جهاديون).
ولا توجد إحصاءات رسمية، لعدد شهداء حارم، إلا أن الأرقام التقريبية تشير إلى سقوط نحو 400 شهيد، في حين تمكن مسلحو المعارضة من "أسر" نحو 100 شخص من أبناء "حارم". وروى بعض الناجين من الأهالي لتليفزيون الخبر، الذي كان يتابع بشكل يومي تفاصيل الحصار وأعداد الشهداء، حكايات وقصص الحصار والهروب بعد نفاذ كل السبل أمامهم، فقد قال شاب في عقده الثالث لتليفزيون الخبر، "فضل عدم ذكر اسمه " " تركتنا الحكومة في حارم نحارب بمفردنا، لم ترسل لنا أية تعزيزات، كما لم تحاول بجد أن تفك حصارنا، حتى المساعدات التي أرسلتها لنا عبر الطيران لم تصلنا، وصلت للمسلحين، ولا نعرف السبب" . ولم يحظ الناجون من مدينة حارم ، بأي اهتمام حكومي خاص، حيث لا يزال معظمهم يقطن في بيوت استأجروها بأنفسهم...كما اتصلت قناة شام أف أم مع أحد الناجين من حارم الذي قال أن القيادة السياسية والعسكرية بأدلب باعتنا وقبضت لقاء تخاذلها .
ورغم كل هذا يؤكد الناجون من حارم لتليفزيون الخبر " بأنهم ينتظرون بفارغ الصبر اللحظة التي يعلن فيها الجيش نيته دخول حارم، ليكونوا في الصف الأمامي، فيقولون أن كل ما نفعله الآن هو الانتظار.. سنعود إلى منازلنا، ونبني ما هدموه من جديد"....
والسؤال لو كان أحد من أبناء المسؤولين في الدولة محاصرا مع هؤلاء هل كان تصرف الدولة نفسه؟ ولكن ربما من المستحيل أن تحصل هذه المقارنة على أرض الواقع لكون الكثير من أبناء المسئولين خارج القطر الآن؟؟
في المسلمية في حلب لم يقل لنا الإعلام السوري ماحصل وكيف تم تصفية الشهداء وفق قوائم معددوة مسبقا ولماذا ذهب كل هذا العدد أليس من حق الشعب السوري معرفة أسباب حصول هذه المجازر بحق أبنائه الذين يقاتلون في سبيل الدفاع عنه أم أن الحقيقة ليست في صالح البعض ؟؟ وإلا ما التفسير...
هل من المنطقي أن لا يصل الطعام إلى الضباط والعناصر في المطارات العسكرية المحاصرة مما يجعلهم يأكلون حشائش الأرض وعندما تريد الدولة إخلاء مطار ما تخلي ما تريد وتترك بعض العناصر ليلاقوا مصيرهم المعروف....
عناصر الشرطة والموظفين المدنيين الذين هربوا باتجاه الأراضي العراقية في آذار الماضي بسبب هجوم عناصر القاعدة عليهم هل كان من الصعب على الدولة أن تقوم بإرسالهم في طائرة وخاصة كان منهم قد جرح عندما دخل العراق ومعلوم أن المنطقة التي سوف يقطعونها في العراق وهي منطقة الأنبار يوجد فيها مجموعات جهادية تعتبر تلك الموجودة في سورية امتداد لها فما كان إلا أن تم استشهاد معظمهم والذي بلغ (48) شهيد...
عرضت الإخبارية السورية قبل عدة أيام اعترافات بعض الإرهابيين من متزعمي كتائب مقاتلة وذكر عدد من هؤلاء أن أخطر الإرهابيين الذين شكلوا التشكيلات المسلحة كانوا في السجون والسؤال كيف خرج هؤلاء من السجون؟ أليس من حق الشعب السوري وذوي الشهداء معرفة كيف خرج من قتل أبنائهم من السجون.
وبالنسبة للجرحى تجد الكثير منهم يتأزم وضعه بسبب عدم وجود إسعافات أولية في أماكن القتال وقلة أو عدم وجود مستشفيات ميدانية قد تفيد على الأقل في عدم امتداد الإصابة وتوسعها ريثما يتم نقل المصاب إلى المستشفيات المجهزة.
وبعد الاستشهاد تبدأ رحلة الدوران في الدوائر المعنية في إجراءات إخراج معاملة الشهيد ناهيك عن توقيف راتبه فترة من الزمن تبلغ أحيانا سنة ريثما تمر الأوراق والمعاملات على الروتين والبيروقراطية بشكل متأني...
وإذا أتيت إلى المخطوفين تجد ملفا قائما بحد ذاته تكتشف فيه لامبالاة الدولة وعدم شعورها بأحاسيس أهالي المخطوفين ، فأول إجراء تتخذه توقف راتبه (العظيم) لأنه اختفى كي نتأكد أنه مخطوف، فصديقي مثلا له عمه وابن عمه كلاهما متطوع في حمص وقد قام صديق أحدهما (مدة الصداقة 20سنة) بتسليمهما لكتيبة الفاروق في حمص منذ حوالي سنة ونصف ، فقامت الدولة "مشكورة" بإيقاف رواتبهم بحجة لا تعلم أين هم، وأحدهم لديه فقط عشرة أولاد... وفي نفس الوقت تعطي رواتب لموظفين يعملون بوظائفهم في النهار ويقفون على الحواجز في الليل بهدف القتل والنهب.
وفي الختام ماذا ستقول السلطة لأهالي الشهداء الذين سقطت مروحيتهم في إدلب عندما كانوا ينقلون الغذاء والخبز للجنود في وادي الضيف وتم تقطيع رؤؤسهم وشيها على المناقل ؟؟؟
ألا يكفي ماتحمله الجيش والشعب عموما بسبب الفساد الذي كان قائما ومايزال ألا يكفي ما يتكبده الجيش من خسائر خلال معاركه مع أعداء الإنسانية ، هل الأغاني العاطفية والكلام الإنشائي واللقاءات العابرة مع ذوي الشهداء هي من ستعيد حق هؤلاء وذويهم وهل تناسب أدوار وتضحيات الجيش التي ترددونها دائما وهل تكفي لمعالجة الخطايا التي ترتكب بحقه حتى لا تقع مجددا؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير