الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفاؤل الاجتماعي.

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

2013 / 4 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني/مالك ابو عليا
التفاؤل الاجتماعي.
التفاؤل هو نظرة إلى المسيرة العامة للتغيرات التاريخية, ترى إمكانية الاقتراب من التقدم و الخير و العدالة, قناعة بأنه سينتصر الخير على الشر, العدالة على الظلم.
و التفاؤل يقابل التشاؤم, و هو كمزاج اجتماعي و نسق فلسفي, يرتبط بشكل كبير بفكرة التقدم الاجتماعي التاريخي.
إن التفاؤل بوصفه أسلوب لتوجه الإنسان في الحياة العملية, يتيح للناس أن ينتظروا من المستقبل تحقيق رغباتهم و الوصول إلى النتائج المرجوة, و لهذا بالذات, يعتبر مبدأ التفاؤل أساس مثمر لسلوك الإنسان, فالإيمان بمستقبل أفضل يساعد على تفتح قدرات الفرد الخلاقة, و على تكوين سلوكيات ايجابية لديه,و قد شهد تاريخ الفلسفة محاولات مختلفة لتأسيس هذا المبدأ, فأفلاطون مثلا يعترف بوجود الخير و العدالة المطلقة , و لكنه ينقلهما إلى عالم المثل, أما ديمقريطس و أرسطو كانوا يرون أساس الحياة الفاضلة و العادلة في تدبير الإنسان لبواعثه , و نشاطه تدبيرا عاقلا, أما ممثلو المذاهب المسيحية و فلاسفة العصر الوسيط مثل توما الاقويني, يقولون بأن الشر و الظلم سيندحر في نهاية المطاف, و لكن انتصار العدل و الخير سيكون بيد الإله, و نقلوه الى عالم الغيب, فالحياة الدنيا مليئة بما يدعو للتشاؤم من عذاب و ألم, و الخطيئة متأصلة في طبيعة الإنسان, و هذا اللون من التفاؤل هو لون وهمي و كاذب لأنه يرتكز بتعذر استئصال الظلم من الحياة الواقعية, فهو بذلك ينقلب إلى نقيضه, أي إلى تشاؤم.
أما ليبنيتز, فهو نصير للتفاؤل المطلق, و هو يقول بأنه لا يوجد أي كائن كامل في العالم (الإله هو الكامل) , و بما أن الإله هو الكامل فهو لا يخلق إلا كل خير, و بالتالي الخير على الأرض يغلب الشر.
و يرى الديمقراطيين الثوريين الروس (هرتسن, تشيرنيشفسكي) مبيني على التغيير الثوري للمجتمع.
في أواخر القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين عندما بدأت الرأسمالية تتحول من رأسمالية حرة إلى رأسمالية احتكارية, و بدأت سمات الامبريالية تظهر, صار السوسيولوجيين و الفلاسفة البرجوازيين عموما يرفضون فكرة التقدم التاريخية, و ينظرون نظرة التشاؤم إلى وضع الإنسان في العالم.
أما الفلسفة الماركسية اللينينية فتتبنى وجهة نظر التفاؤل, و لكنها ترفض النظريات المثالية و الميتافيزيقية, التي تبرر عمليا الشر و الظلم الاجتماعي و تقول بخلوده, إن تفاؤل الفلسفة الماركسية اللينينية يقوم على انه بين الجوانب السلبية من الواقع, التي غالبا ما كانت وراء النظرة المتشائمة الى الحياة , بالظروف الملموسة, العابرة تاريخيا لوجود المجتمع ( التناقضات في المجتمع الرأسمالي) و أوضاع الجوع و الفقر و البطالة الخ..., و للتخلص منها على الإنسان أن يخوض ضدها نضالا واعيا, و تشكل معرفة قوانين التطور الاجتماعي مقدمة لهذا النضال, و لأول مرة في التاريخ, جاءت المادية التاريخية التي اكتشفت هذه القوانين و دللت على القوى الاجتماعية التي تحققها, لترسي النظرة التفاؤلية عن العالم على أسس علمية اجتماعية صلبة, على أساس نظرية التقدم الاجتماعي الماركسية.

الموضوع مرتبط ايضا بموضوع نشرته اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني حول (التشاؤم الاجتماعي)..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=350597








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح