الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المربد .. صفعة للذوق العام

ليث فائز الايوبي

2013 / 4 / 21
الادب والفن



قديما كان المربد سوقا رائجة لبيع وشراء الابل والمضاربة بها عن طريق الشعر.
اليوم .. يتم احياء ذلك الموروث ولكن بطريقة معكوسة لا تنطلي على احد ..!
شخصيا لست من هواة التقصي عن مثالب المهرجانات الاجتماعية المتسترة بالثقافة زورا وبهتانا ولم احفل يوما بالدروع الورقية التي تمنح خالية من الاسم للمشاركين والمشاركات كما حدث في مهرجان المربد السابق ، ولم اك يوما ممن يسيل لعابهم ويلقون ملابسهم ومبادئهم على ساحل العلاقات والمحسوبيات بغرض العوم في برك القوائم المطبوخة سرا في مطابخ الطهاة المهرة وراء الكواليس وهم يحركون ملاعقهم العملاقة في قدور الحساء بحثا عن أي عظمة رخوية قابلة للكسر متبقية من وليمة سابقة ادخرتها التماسيح الباكية والمتباكية اياها لغايات في نفس يعقوب .
المربد .. الذي اتشرف بكوني ربما اكون الشاعر العراقي الوحيد داخل العراق الذي لم يحضر أي دورة من دوراته المنصرمة لا قبل الاحتلال ولا بعده ، باستثناء الدورة السابقة كسائح وباحث اجتماعي وشاهد عيان على غرق سفينة عملاقة في نظري ووفاة اغلب من كانوا على متنها ممن كنا نعول عليهم قبل ان نرى ونلمس عن قرب واقع الحال المزري ، متيقنين من صحة كل ما كان يقال عنه من اتهامات وتشنيعات تصل الى درجة ذرف الدموع من الضحك على ما آل اليه الوضع في اتحاد الادباء وفرعه الصغير الكائن في ضواحي البصرة ، واليكم هذا الفاصل المسلي من بعض ما شاهدته وبلا رتوش ..
لقد اكتشفت ياللهول وليتني لم اكتشف , امورا شنيعة تحدث داخل غرف واروقة هذا المهرجان المطبوخ على نار الشموع ، لا يمكن اثارتها , ودينصورات بشعة تستغل وجودها في اي حفل تنكري لنشر سمومها وعاهاتها , ونقاد مقاولات وعلاقات عامة بلا اخلاق ولا ضمير ولا منجز , لا يتورعون عن الكتابة في أي جنس ادبي او غير ادبي وباي منهج متاح امامهم مقابل خدمات غير سوية يستحصلونها من تحت الطاولات بطرق مشينة من هذا الطاريء الثري وحديث النعمة او تلك العابرة بنعال من قش , حتى لو اقتضى الامر كتابة دراسة بنيوية عن شعرية الباذنجان ارضاءا لبائع الخضار خصوصا اذا كان هذا البائع حاذقا في الدفع وفي امور اللتي واللتيا , وهي وقائع جعلتني مصدوما امام هذا الخراب الغير رسمي ,, وكنت شاهدا على اطرف المواقف المضحكة واغربها , ثمة شعراء مع الاسف يتقاتلون من اجل الصعود الى منصة الشعر لاستعرض حناجرهم المخمورة امام الملأ , ولا يتورعون عن المشاجرة في ما بينهم وتبادل اقذع انواع الشتائم والفضائح علنا مثل نساء الاحياء الشعبية داخل الحافلات التي تقلهم الى موقع اقامة المهرجان , واصمين بعضهم البعض بالطارئين وعبيد المهرجانات او( ادباء الدمج )..!

لكن اطرف ما لمسته وشاهدته عن كثب هذه الواقعة المسلية بامتياز ، لقد فوجئت في ليلة من ليالي المربد باحد الشعراء ( كما تقول الهوية التي يحملها ) وكان يشاركني غرفتي في الفندق ، يخبرني انه على موعد حواري مع شاعرة مهمة !!! لم يدر بخلدي ابدا انه يتهكم بل اخذت كلامه على محمل الجد ، معتقدا ان العاهلة لميعة عباس عمارة ربما تكون مدعوة لحضور هذا المهرجان المنسي ، لكني كنت واهما .
تبين لي في ما بعد وانا اهم بارتياد بهو الفندق المزدحم على غير عادته ان صاحبنا اياه ، كان ينتظر دوره مع مجموعة ملحوظة من الهرر الادبية المخمورة المرتمية بكسل على الطاولات المجاورة كدلافين نافقة انتظارا لمحاورة تلك ( الشاعرة الحسناء ) من وجهة نظرهم على الاقل ، وبعد فاصل متواصل من المناكفات والبذاءات بين اولئك المتصابين والحط من شأن بعضهم البعض سعيا منهم للفت انظار تلك ( الشاعرة القديرة ) اسر لي ذلك الاديب في ما بعد ان اغلب الشعراء المشاركين في دورات المربد المتعاقبة ينقلبون بقدرة قادر الى نقاد على مدار ايامه الثلاث شأنهم في ذلك شأن نقاد الجنابر المشخصين و نكاية بهم على حد وصفه ، متذرعين بوجود هذا العدد الملحوظ من الطارئات الفارغات المدعومات باصحاب الكروش المتدلية والشعور المصبوغة باحكام اياهم وليس سواهم ..!
في اليوم التالي واثناء الجلسة الشعرية الصباحية فوجئت بتلك العارضة الهيفاء وهي ترغي وتزبد على مرأى ومسمع الجميع متوعدة بسحب جميع الباروكات المثبتة على رؤوس من اجلوا قراءتها ( الشعرية ) وتمريغ ( شرفهم ) بالتراب وكشف الاسباب الحقيقية وراء هذا التأجيل المتعمد ، وفعلا اجرت اتصالاتها مع الالهة زيوس وكادت ان تبكي لكونه لم يكن يرد بسبب انشغاله ، لولا ان بادر احد المتصابين محاولا ثنيها عن الانسحاب متعهدا بادراج اسمها في الجلسة التالية بكل صلافة ، بينما اغتنم احد مراسلي الفضائيات الهواة ممن لا يميزون وهم الغالبية العظمى مع الاسف في مثل هذه الفعاليات بين مؤخرة الرضيع وصلعة أي شاعر عراقي مهم ، سارع لاجراء لقاء تلفازي سريع مع شاعرتنا الهائلة تلك ، سألها الاعلامي بضع اسئلة غبية فاتحفته باجوبة اغبى ، منهيا لقاءه العاجل والحصري معها بطلب رقم هاتفها الشخصي . . !
اما باقي المهازل الفاحشة فلي وقفة اخرى معها قريبا متطرقا فيها للحديث عن عدد من قراء المقام الشعري العراقي وفرقة الجالغي البغدادي المصاحبة ، لكني اتساءل اما آن لهذه الجثة الموروثة منذ ايام سوق الابل اياه ان تدفن ، اكراما لذكرى السياب والفراهيدي ومحمود البريكان على اقل تقدير ؟ ففي كل عام وهذا النعش الفارغ يحمل على اكتاف المشاركين والمشاركات طلبا للراحة والتوثيق وعرض القوارير المليئة بالمعلقات وتثمين الخصور لاهداف اعلامية من جهة ووجاهية واجتماعية من جهة اخرى .
اما آن لهذا المهرجان ان يجتث من جذوره بتهمة الاساءة للذوق العام لا اكثر .. وان ينعم سدنته بالسكينة بعد اعوام سعيدة قضوها بالبر والتقوى ، مطالبين الحكومة رعاها الله بتخصيص راتب تقاعدي للمربد تعين السياب على النوم بهدوء في افياء جيكور بعيدا عن البذخ و الثرثرات الفارغة والعنتريات التي اقضت مضجعه وعجلت برحيله قبل نصف قرن .. متألما لكونه لم يستطع في ذلك الوقت توفير مبلغ عشرة دنانير .. ثمن دوائه ..
انها مجرد فكرة نأمل لها ان تجد طريقها في رؤوس من بيدهم القرار .. ليس الا ...!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب