الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتدى من أجل المستقبل

عبدالرحمن النعيمي

2005 / 4 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


في العاصمة الجزائرية، ومن خلال المساهمة في الدورة الـ 16 للمؤتمر القومي العربي، سنحت لي الفرصة للقاء الاخوة المغاربة الذين شكلوا لجنة لمناهضة «منتدى من أجل المستقبل» الذي انعقد في المغرب في نهاية العام المنصرم، ضمن الآلية التي وضعتها مجموعة الدول الكبرى الثماني عقب اجتماعها الشهري في جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية لتفعيل خطط الإصلاح والديمقراطية التي اقترحتها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي للمنطقة العربية والإسلامية.

كنت أتوقع مشاركتهم في تلك الفعالية، فإذا بهم معادون لها للأسباب التالية، التي توسع في شرحها الأخ المغربي:

1 - إن الولايات المتحدة تريد من خلال هذا المنتدى، ادخال الكيان الصهيوني، في الفعاليات الشعبية العربية والإسلامية، كما فعلت في المؤتمر الاقتصادي الأول الذي انعقد في الدار البيضاء عقب مؤتمر مدريد عام 1991، عقب انتصارها في حرب الخليج الثانية على النظام العراقي، ولذلك فإن الحركة المغربية المناهضة للتطبيع مع العدو الصهيوني قد أدركت منذ البداية أحد الأهداف الأساسية للمشروع الأمريكي الرامي إلى كسر العزلة الرسمية والشعبية عن قاعدتها الاستيطانية العنصرية في فلسطين.
2 - هذا المنتدى من أجل المستقبل الذي ترسمه الإدارة الأمريكية لما تسميه الشرق الأوسط الكبير، وقد سعت إلى عزل كل من سوريا وإيران ولبنان والسودان وليبيا، ثم تراجعت واكتفت بعزل السودان ضمن خططها لتطويق النظام والحركة السياسية السودانية المعادية لها.

ولأنه من أجل مستقبل ترسمه الإدارة الأمريكية للمنطقة العربية والإسلامية برمتها، فإنها تعهدت بتمويل عدد من المنظمات الحقوقية والسياسية، اضافة إلى بعض الشخصيات العربية ذات المكانة المرموقة في بلدانها، بحيث تكون هذه المنظمات الحقوقية العمود الفقري في التحرك في المنتدى الشعبي الموازي، تطرح ما تريده الإدارة الأمريكية من مشاريع إصلاحية، وتغض الطرف عن اعتراضات عربية أساسية تتعلق بالصراع العربي - الصهيوني والاحتلال الأمريكي للعراق وخطط واشنطن للهيمنة على المنطقة. وحسب ما قاله الصديق المغربي المناضل المنتمي إلى المؤتمر القومي العربي وإلى قوى اليسار المغربي، فقد حققت الحركة المناهضة للمنتدى نجاحين أساسيين، أولهما عدم دعوة الكيان الصهيوني إلى المنتدى الرسمي لوزراء خارجية الدول التي حضرت ذلك المنتدى، وثانيهما تقزيم الحضور على مستوى (المنتدى الموازي) من القوى المجتمعية المغربية.

وحيث إن جمعية العمل الوطني الديمقراطي في البحرين قد تبنت فكرة حشد كل قوى المجتمع في البحرين للمنتدى الشعبي الموازي الذي سيعقد في العاصمة البحرينية في نهاية هذا العام، وحيث انني من المتحمسين للاستفادة من مثل هذه الفعاليات التي تشهد مداً وجزراً في الوقت الحاضر، فقد دخلت في مناقشة مطولة مع أخي المغربي، وكنا متفقين على القضايا الجوهرية التالية:

1 - إن المنطقة العربية بحاجة ماسة إلى إصلاحات شاملة دستورية وسياسية واقتصادية وإدارية وتعليمية وسواها، انطلاقاً من حدة الصراع الطبقي والاجتماعي بين القوى الحاكمة وكافة الطبقات الشعبية التي صودرت حقوقها الأساسية طيلة عقود بدعاوى مختلفة حسب نوعية النظام السياسي في هذا البلد أو ذاك، لكنها متفقة (الجمهورية منها والملكية) على أنها شمولية وتخدم شريحة اجتماعية صغيرة، باتت عاجزة عن مواكبة متطلبات العصر، ومتطلبات شعوبها ومتطلبات تبعيتها للنظام العالمي الجديد!

وبالتالي فإن لدينا - كحركة شعبية عربية - مشروعنا الديمقراطي الإصلاحي، خاصة في منطقة كدول مجلس التعاون الخليجي التي تشكو الفقر السياسي بدرجة لا شبيه لها في أي منطقة من العالم ويكفي أن المملكة السعودية لا تملك دستوراً ولا تسمح بسياقة المرأة للسيارة، ولاتزال تعتقل قادة الرأي والإصلاح منذ أكثر من عام، ناهيك عن الانقلاب الدستوري الكبير الذي حصل في البحرين في 14 فبراير 2002، الذي أربك كافة القوى السياسية وشق صفوفها، وشكل بداية لأزمة دستورية سياسية، تتفاعل وتكبر كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية للبرلمان عام 2006.

2 - إن من الضروري أن تعمل كافة القوى السياسية في البحرين والكويت والمملكة السعودية بالاضافة إلى الشخصيات الإصلاحية في كافة دول المجلس اضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني على بلورة المطالب الاصلاحية الأساسية التي لايمكن لهذه المنطقة من العالم أن تتقدم دون تحقيقها، وعنوان هذه المطالب هو الإصلاحات الشاملة للوصول إلى ممالك دستورية على غرار الديمقراطيات العريقة. وهذا يتطلب - من الآن - دراسة التجربة المغربية، واستنهاض قوى المجتمع، والتواصل مع منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة، حيث ان الإدارة الأمريكية المشرفة على برنامج «منتدى من أجل المستقبل» ترفض قبول الأحزاب السياسية، وتستند إلى «مؤسسات المجتمع المدني» خاصة تلك التي تقدم لها الدعم المالي والسياسي.

3 - لابد من التمسك بثوابتنا القومية الأساسية، خاصة صراعنا ضد العدو الصهيوني، باعتباره صراع وجود لاحدود، وصراعاً ضد عنصرية استيطانية توسعية معادية لروح العصر وكافة دعوات المساواة واحترام حقوق الإنسان لما تستند إليه من أيديولوجية عنصرية ودينية تعتبر فلسطين أرضاً لليهود، دون سواهم، وتسعى لعزل وحشد يهود العالم في هذه المنطقة من العالم!

كما لايمكننا القبول بالاحتلال الأمريكي للعراق، ونقف ضد الإرهاب الرسمي الذي تشنه الإدارة الأمريكية عالمياً، وفي الوقت ذاته نرفض ما تقوم به الحركات الدينية المتطرفة من أعمال إرهابية تستهدف قتل الأبرياء، واجتثاث الفرق والقوى الدينية والسياسية غير المتفقة معها، وهناك نماذج كثيرة على ذلك.

وبالرغم من اتساع الحوار حول هذه المسألة «منتدى من أجل المستقبل»، فإن الحاجة ماسة إلى حوار أشمل في دول مجلس التعاون الخليجي حول هذه الفعاليات، ومدى اتفاقنا واختلافنا، كقوى وشخصيات ديمقراطية وإسلامية متنورة نتوق إلى الإصلاح والتقدم والمشاركة الشعبية الحقيقية في صنع القرار السياسي في بلداننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو