الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا - جزائرية واقفة - .

صالح حمّاية

2013 / 4 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


قبل أن تنتعش الجاهلية في الجزائر، وحين كان لا يزال للجزائريين كبرياء على ذاكرتهم ، كان الإسلاميون وحين يتحدثون عن رمز من الرموز الوطنية كالسيدة العظيمة خليدة تومي كانوا دائما ما يستعملون المراوغة .. ( انتقاد إدارتها لوزارة الثقافة .. انتقاد مصاريف المهرجانات التي تقيمها ) لكن طبعا ليس شخصها فهذا كان أقصى ما يستطيعون ، لكن اليوم للأسف .. ومع هذا الانبطاح الحكومي للجاهلية بعد المصالحة... فها نحن نرى إرهابيين وقتلة يهاجمون ويتحدثون بلا خجل في رمز من رموزنا الوطنية و لا يدري احد بأي انحدار هذا سقطنا لنصل إلى هذه الهاوية .

إن ما يجب قوله حول هذه الهجمة التي يشنها بعض الجاهليين على السيدة العظيمة خليدة تومي وحول كتابها "جزائرية واقفة" (خاصة من يتكلمون من داخل الجزائر) هو أن هذا الذي يتم لن يزيد الجزائريين إلا إيمانا برأيهم الأزلي في الإسلاميين ، فهذه الهجمة ليست إلا دليل أخر على عقليتهم التفكيرية الإجرامية ، لهذا فهم لا يسيئون سوى لأنفسهم ، أما بالنسبة للسيدة خليدة تومي فيجب القول أن هذه السيدة ستظل في قلوب الجزائريين مهما حاولوا تشويهها ، ومهما فعلوا .

بالنسبة للجزائريين لا يمكن اليوم بأي حال من الأحوال أن يكون معتقد الإنسان سبيلا لإدانته وخاصة مسألة الكفر كما يحاولون مع السيدة خليدة ، فالجزائريون "و الإسلاميون أكثر الناس علما بهذا" أكثر العارفين بذهنية التكفير وما تؤدي إليه ، فقد كفروا و استحلهم دماهم وبلادهم بسبب هذا ، وعليه فأن تتهم السيدة خليدة تومي من الإسلاميين بالكفر فهذا "لاحدث" إن لم نقل أن المتهم في هذه الحالة هم الإسلاميون في الواقع فهم من يمارس التكفير والإرهاب ومصادرة الرأي .


إن السيدة خليدة تومي و إن كان لها أراء حول الإسلام وهو ما قد يخالف أراء بعض الجزائريين بالضرورة ، فهذا يبقى مجرد ممارسة لحقها الطبيعي في حرية المعتقد ...و الجزائريون عموما يقرون بهذا ، وعليه خليدة تومي ليس هناك أي شيء عليها إن هي عبرت عن رأيها ، إن لم نقل أن هذا التعبير الحر منها هو في الواقع فخر لها وللجزائر ، فأن تجاهر سيدة برأيها بلا خوف و بلا توقع للتهديد أو المساءلة هو مظهر تحضر و رقي لها ولبلدها ، وهذه هي عظمة الجزائر .

إن من عليهم الخجل من آراءهم وأفعاهم ومن عليهم التوبة هم في الواقع من يقتلون و ينكلون بالناس ، ومن يفجرون الأسواق و من يهاجمون الكانس ، ومن يضطهدون الأقليات ، ومن يرعبون ويدمرون ويحرقون ، هؤلاء هم من عليهم التواري خجلا من أفكارهم و أعمالهم ، وليس خليدة تومي أو مثيلتها .

إن من يحاول تشويه صورة السيدة خليدة تومي باستعمال كتاب جزائرية واقفة عليه أن يعلم أن هذا الكتاب هو أيقونه من أيقونات الجزائر فهو كتاب يؤرخ لنضال المرأة الجزائرية و شموخها في وجل الجاهلية و الإرهاب ، أما كاتبته فهي رمز من الرموز الوطنية وستظل ، و التاريخ سيبقى يسجل لها أنها من القلائل الذي ضلوا واقفين يدافعون عن الجزائر في ما انهار كثيرون وفيما فر كثيرون ، وفيما خان كثيرون حين انقلبوا على بلادهم وشعبهم يحاربنهما .

"إذا كان الجاهليون يعتقدون أن هجومهم هذا سيجعل الجزائريين ينقلبون على خليدة تومي الجزائرية واقفة فعليهم أن يعلموا أن الجزائر اليوم أصبحت كلها واقفة ، واقفة و ستظل ضدهم وضد همجيتهم و إرهابهم وعنفهم " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي اخي
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 4 / 21 - 21:06 )
تحياتي اخي ان مقالك عن السيدة خليدة تومي وفيما يخص عقيدتها فهي حرة وتعتقد كما تريد واتمنى ان يجهر كثير من الجزاءريين الآخرين الدين مازال هاجس الخوف من التكفير والتقتيل والتهجير يؤرقهم ليس فقط من طرف الجهلة ولكن حتى النظام يساير الارهابيين ويطيع افكارهم الرجعية لانها تخدمه بدرجة كبيرة يستطيع عبرها ان يجمد عقول الشعب المسكين المستكين الى حين احي شجاعتك وشجاعتها والى الامام لنرفع معا الغشاوة الداءمة عن عيوننا ونرى العالم كما يراه الآخرون تحياتي


2 - تضامن
عمران ملوحي ( 2013 / 4 / 21 - 23:44 )
شكراً لكتابتك الشجاعة... وتحية للمناضلة خليدة تومي.. تحية لها من كاتب سوري.. ومن السوريين الذين يكتوي وطنهم منذ سنتين ونيف بجحيم التكفيريين الظلاميين..

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد