الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزه وصلت البرلمان

مفيد بدر عبدالله

2013 / 4 / 21
كتابات ساخرة



يعتقد الكثير من العراقيين بان الطيبة والمحبة هي الأصل في بنية العلاقات الإنسانية، وان حصلت مشكلة ما بين الأفراد مثلما تحصل أحيانا بين افراد الأسرة الواحدة فان السبب هو بتأثير ( عزيزه ) ألقيت في المكان ، العزيزه هي عظمة موجودة في فخذ الحيوان تستخرج بعد الذبح و يكتب عليها عبارات معينه أنا لا اعرفها لاني لست من المشعوذين ، ترمى في المكان الذي يراد إشعال فتنة فيه ، هذا المعتقد جعل الكثير من القصابين يحطمون تلك العظمة بالساطور بعد ذبح الذبيحة قبل رميها خوفا من إن تستخدم لهذا الغرض. إن الاعتقاد بمثل هذه الأشياء وأشياء أخرى شائع عند الكثير بغض النظر عن المستوى العلمي و الثقافي فقد يؤمن بها أستاذ جامعي فيما ينبذها شخص لا يجيد القراءة والكتابة ، ما كنت أتصوره بان هذه المعتقدات وامثالها شائعة فقط عندنا في بلدان العالم الثالث ، لكني اكتشفت بأنها موجودة في البلدان المتقدمة و تأخذ عدة إشكال ، اذكر أن احد أصدقائي والذي عاد من رحلة علاج في لندن ذكر لي بأنه ذات مرة أبدى إعجابه بسكن ( الطبيب المعالج ) فتفاجئ بأنه يطلب منه على الفور طرق الخشب خشية تعرضه للحسد . من المؤكد أن هذه المعتقدات أصبحت اقل شيوعا في السنوات الأخيرة لان الكثير من الظواهر أصبح لها تفسيرا علميا يقبله العقل ويدحض بعض هذه المعتقدات التي تشيع عند النساء أكثر بكثير من الرجال ومنهم جدتي رحمها الله ، اذ كانت تعلل أكثر انفعالات من حولها لأسباب خارجية لأنها تعتقد بان النفوس هي بالأصل طاهرة ونقية وما يعبث بصفائها أفعال المشعوذين ولو كانت باقية إلى الآن رحمها الله لعللت كل ما يحصل من خلافات و حتى التي تحصل تحت قبة البرلمان لوجود ( العزيزة ) ولو طلب منها الحل لذهبت تبحث عنها تحت كراسي البرلمانيين املا في أن تجدها لتكسرها وتلقيها خارج البرلمان ومن ثم تعود لتبخره بالحرمل والبخور وتقرا المعوذات لتطرد الشر وتنقى النفوس ليزدادوا محبة و تقر القرارات المعطلة بعدما تنتهي حالة الشد والجذب ويحضر الجميع ولن توجل الجلسات لعدم اكتمال النصاب مثلما يحصل أحياننا متناسين بأنهم الصفوة المختارة ، تحدى الكثير منا الأعمال الإرهابية وخرجوا لانتخابهم آملين في إنهاء البطالة وتوفير الكهرباء ورعاية الأرامل ، فوصلت ببعضهن الاوضاع حد نبش المزابل وجمع (القواطي) الفارغة وبيعها لتوفير لقمة العيش ، ما نريده منهم أن يكون هدفهم المواطن بعيدا عن الكتل والانتماءات لتسير بنا سفينة النجاة والتي لا يعنينا من يمسك دفتها طالما وجهته برالأمان. كم كنت أتمنى أن تكون جدتي باقية إلى يومنا هذا لتعرف بان ( العزيزه ) هي في بعض النفوس وليست على الأرض ( المصالح والمنافع الشخصية) ولن ينفعها حرق أطنان البخور و الحرمل وقراءة المعوذات لآلاف المرات ، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وختاما ليس لنا ألا أن ندعو ( اللهم بجاه حبيبك محمد واله الطيبين الطاهرين أصلح ولاة أمورنا وسدد خطاهم لما هو خير للعراق والعراقيين ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟