الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلوسة عاشق ( رجل مازال في الانتظار)

زاهد الشرقى

2013 / 4 / 21
الادب والفن


قد تستغربي أن قلت لكِ أن حروفك وكلماتك تصلني قبل أن تخطها أناملك الجميلة فانا أجد في حياتي صورة لسيدة جميلة وهبها الخالق ملامح تحمل الكثير من التميز والإبداع لا يمكن لأحد أن يكتشفه إلا من أصبحت هي كل شيء لديه . سيدة تفتح عينيها صباح يوم جميل لا يصل لجمال روحها تنهض وتسير بخطوات أميرة تنظر حولها وتمد يديها الجميلتين لتفتح نافذتها معلنة بداية يومها الجديد . تقف قليلا وتحضن جسدها بكلتا يديها وتهب بعدها للحياة أجمل ابتسامة ثم تمضي الخطى بقوامها الرشيق نحو كرسيها الهزاز في شرفة منزلها تجلس لبرهة من الوقت وتغمض عينيها ليس لمرحلة نوم جديد بل من اجل أن تستعيد الكثير من لحظات حياتها التي ما زالت الأروع من كل شيء يأخذها التأمل إلى حيث طيبة الهواء تستنشق منه لتجد فيه اختلاف كبير شعرت به منذ مدة ما اجبرها على تكرار تلك الخلوة بينها وبين الحياة وبين نسمة الهواء المميزة لعلها تتوصل إلى السبب .كيف ؟ ولماذا ؟ .
يأتي صوت عصفور جميل تصحو ويعلن لها مراسيم النهوض وانتهاء خلوة لازالت تجد فيها الكثير . تنهض ولا تعلم ماذا يجري فالكثير يدخل إلى حياتنا بدون استئذان ولكنها بشخصيتها الواعية والقوية لا بد لها أن تعرف .
تدخل بيتها لتتناول إفطارها مع كوب القهوة الذي تعودت عليه منذ سنوات . كيف للحياة أن لاتغار منها ومن كل شيء فيها ؟ كيف اجتمع كل هذا الجمال فيها هناك ؟ وكيف يمكن للناس أن لا تلتفت نحوها عندما تسير ؟ أسئلة كثيرة تدور في خواطر إنسان آخر تبعده المسافات والزمن لكن شيء آخر يجعله اقرب من حبل الوريد إليها .
تبدأ أعمالها ومشاغلها التي تراكمت عليها كونها عادت من سفر طويل بوضع جدول لها وفق الأولويات بفكرها ومقدرتها على الإدارة وما تعلمته من حياتها دراسيا حيث كانت تُجيد كل شيء حتى لو كان جبلا من المشاغل والمتعلقات الأخرى . ووسط كل هذا فهي حريصة على الاتصال بإنسان يكن لها كل الإعجاب والتقدير والاحترام وهي الأخرى تجد فيه نوعا من الفكر الذي نحن بحاجة إليه في حياتنا التي اختلطت بالكثير من مآسي الزمن المتعب.
قالت له : كيف حالك اليوم
قال : بخير
قالت : أريد أن استفسر منك عن أمر غريب يحدث في حياتي
قال : تقصدي أنفاسك وطعمها الجديد المميز ؟
سكتت ولم تنطق بشيء .. لابد من ذلك فكيف له أن يعلم ماذا أريد ؟ وكيف له أن يأتي بالمقصود ويحدده دون أن يترك مجالا آخر للابتعاد بعد بدء النقاش معه !! حديث طويل يدور مع نفسها ..
قال : اسكتي عن الكلام كما تشائين لكن ليس بمقدورنا السكوت والصمت عن أنفاسنا التي نحيا بها
قالت : سأذهب الآن لارتاح قليلا
قال : ارتاحي وأرمي بذلك الجسد الجميل على سريرك وأطلقي سراح شعرك الجميل ليمضي إلى حيث وسادتك .. أغمضي عينيك وستجدين هناك رجل مازال في الانتظار .!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال