الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -

جاسم محمد كاظم

2013 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في سيارة مسرعة مابين أطلال المدن الميتة يختزل الزمن نفسه و تنضغط المسافات كثيرا ويأخذ حديث الكلمات طعما آخر تتلون حروفه بالصدق لأنها تعرف أنها خارجة بدون تكلفة تنفس عن هم كامن في نفوس تعيش شكل واحدا للمأساة .
ويصبح الفقر قاسما مشتركا يجتمع في محيطة أولئك المسافرين بعيونهم الناظرة للسيارات الفاخرة تمر بجنبهم فيعيدون النظرة لأنفسهم الرثة تردد أفواههم كلمات تقول :-

"" لماذا يمتلك هؤلاء تلك بينما نركب في هذا القفص الضيق ؟ "
لكن كلمات أم كاظم تختلف عن الكل لأنها تنتشر في كل المحيط الضيق تستجمع عطف النظرة والتعليق بهيكلها العظمي ذو النتوئات البارزة وحالة البؤس التي تتملكها تفصح بأنها لا ترنوا إلى ما يريده الآخرون من رفاهات العيش سوى لقمة بسيطة تذهب عنها الجوع مع زوجها الضرير الجالس بقربها .
أم كاظم ذهبت بعيدا وعبرت على كل الحواجز بالكلمات وعرفنا من سطور زوجها الضرير رغم اقتضابها بأنها صرفت ثلثي عمرها القافز على السبعين في دولة "الشيخ جابر" حيث تصدق هناك الآية القرآنية القائلة :-
" انك لا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى " .
لكن زمن أم كاظم تغير كثيرا في ارض الولاية والأولياء الصالحين فدارت عقاربه على عكس ما تشتهي نفسها الأبية فأصبحت تقتات على المزابل بعد أن تغير موقف السياسة وأماكن العدو والصديق .
وبرغم بؤس أم كاظم إلا أنها تملك من غنى الدعابة ومرح التلاعب بالكلمات ما يضفي حالة ثراء تكتسي بشفافية وهي تعلق على صف الانتظار الطويل من اجل الوصول لسيطرة التفتيش التي تقطع أوصال "ازفلت" الشارع بكتلها الكونكريتية فتنثر على ملل التأخير مرحا بضحك الكلمات وهي تسمي كلمة الانتخابات " بالنخابات " والمفخخ "بالمفخفخ " وتعلق على صور المرشحين المنتشرة بأنها تشبه صور المقبرة الكئيبة وجانبها الأيمن .
وتتملك السامع القاري للسلوك الفوضوي لإفراد هذا التجمع السكاني دهشة لان هذه العظام الهزيلة تمتلك نظرية معرفة متقدمة مستمدة من واقع الحدث تنجذب فيها الأذن طواعية يسبر فيها العقل أغوار نفوس هؤلاء المعدمين بكلمات بسيطة تخرج رغما عنهم تنبأ بمغزى عبث تلك الصور المعلقة المنادية بكلمات المتسولين وهي تطلب من الكل انتخابهم عبر وهم الكلمة وزيفها .
وتعود الذاكرة بأم كاظم إلى الوراء حين ينغلق أمامها زمن اللحظة تتذكر سنوات العز في دولة " الشيخ جابر " بجمل تغطيها الحسرة :-
".. الله كنا ملوك .. الله ينتقم من الجابنة .."
وهي تحمل كومة أوراق تطلب عنوان مؤسسة الرعاية الاجتماعية من اجل 120 مئة ألف دينار عراقي ..1 تتقاسمها مع زوجها الضرير الذي رفضته تلك المؤسسة لان جنسيته من النوع القديم إضافة إلى طلب منة المسؤولون تأييد يثبت صحة تاريخ ميلاده ومكان ومسقط رأسه الذي كان الطامة الكبرى لأنة يقع في دولة الكويت .
لكن أم كاظم تضحك وهي تهز يدها تسال ربها الكريم الرحمة والعطف وتقول بأنة اكبر من الكل .
لكن أم كاظم وربما لا تفطن إلى نظام التشابه والأديان المقارنة لتأخذ بالتالي برهانا يثبت بان الرب الكويتي يختلف كثيرا عن رب العراقيين .
فذلك الرب رحيم بأبنائه يعطي ولا يأخذ منهم كأنة مصداق قول عروة بن الورد :-
" أوزع لحمي في لحوم كثيرة "
يختلف كثيرا عن رب العراقيين الذي ليس له هم سوى سرقة هؤلاء القاطنين وتجهيلهم من اجل ديمومة بقائه في سدة الحكم إلى الأبد .
أم كاظم ظلم القدر كما ظلم الملايين من غيرها حين اكسبها الدهر ذلك اللقب الذي أذلها وأذاقها الجوع والفقر يوم وسمها بالعراقية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- يساوي سعر الصرف للدينار العراقي مقارنة بالدولار فالدولار الأميركي الواحد يساوي 1120 دينار عراقي .
وتبلغ رواتب الدرجات الخاصة من الدرجة الثالثة من 5- 8 ملايين دينار وتصل في الدرجة الأولى إلى ما يقارب ال 100 مليون دينار وهذا للمقارنة فقط مع رواتب البسطاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ام كاظم
حسنية خاتون ( 2013 / 4 / 22 - 22:44 )
ياريت ام كاظم وابو كاظم وكل عراقي شريف يشوف هذا الفلم ويرى السبب الرئيسي لماساة العراقيين

http://www.youtube.com/watch?v=cKZQvrDFemU

اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح