الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء في العراق لا تصعق المختلسين

خليل البدوي

2013 / 4 / 22
كتابات ساخرة



في تشرين الأول من عام 1917 انتهت عمليات غرس أعمدة الكهرباء الضخمة في وسط بغداد، وربطت الأسلاك الناقلة للتيار الكهربائي عليها، وفي أول ليلة من شهر تشرين الثاني عام 1917 تألقت الأنوار في الجادة الجديدة (شارع الرشيد )، وخرج أهل بغداد عن بكرة أبيهم إلى الشارع وراحوا يتحلقون حول أعمدة النور، ونظراتهم تتطلع إلى أعلى حيث تلك المصابيح التي تشتعل بدون كاز أو نفط أو شخاط (كبريت)، كأنها عيون الجن، وراح بعضهم يصرخ بين المتجمعين بان هذه الأضوية تشتعل بسحر الشيطان، وان الانكليز الكفرة جاءوا بالشيطان معهم بعد أن اخرجوا العراق من رحمة الخلافة الإسلامية، نعم دخلت الكهرباء إلى العراق عام 1917 إذ نصبت أول ماكنة كهرباء في بناية "خان دلة" وقد اقتصر توليد الطاقة الكهربائية على محركات ديزل قدرة واطئة بتوتر 220 فولت تيار مستمر ((DC وتم نصب محركات الديزل بعد ذلك في مناطق مختلفة من المدينة منها (منطقة السراي:لتنوير أبنية السراي والقشلة)، (شريعة المجيدية: لإنارة المستشفيات الموجودة في باب المعظم)، (كرادة مريم: لإنارة المعسكرات معسكر الهنيدي، معسكر الرشيد لاحقاً)، وتمت في العام نفسه (1917) إنارة أول شارع في مدينة بغداد (شارع الرشيد)، وكان الملا (صقر) الذي يتخذ من محلة الدهانة لغاية محلة الخلاني إلى الشورجة مجالاً لنشاطه أكثر الناس كراهية للكهرباء حتى انه أطلق على ذلك اليوم وصف يوم "الاثنين الأسود"، رغم أن الناس كانوا يلبسون السواد ويعيشون في الظلام منذ قرون، وفي عام 1918 بوشر بتوزيع مقدار معين على الراغبين في تنوير مبانيهم ومساكنهم بازدياد الطلب إلى الطاقة الكهربائية. وقامت السلطات المختصة آنذاك بنصب (3) وحدات بمحركات بخارية بتوتر 3.3 ك.ف تيار متناوب ( AC ) في محطة القاطرخانه وكانت الأسلاك تمد تحت الأرض، وتم نصب معدات تحويل ( Rotary_Convertor ) في كل من العبخانة، مستشفى المجيدية ومنطقة العلوية لتغذية شبكة المستهلكين بالتيار المستمر ( + 440) فولت أي استعمال خطوط التيار المتناوب 3.3 ك.ف كخطوط نقل لشبكة بغداد وبوشر بعد ذلك في إمرار الأسلاك إلى الجانب الغربي من بغداد (الكرخ) بواسطة قابلوات تحت الماء (بالقرب من جسر الشهداء)، وفي عام 1927نصبت أعمدة لحمل الأسلاك الكهربائية لإنارة شارع الجعيفر ومنطقة علاوي الحلة، تلاها عام 1928 بمنح الامتياز لشركة التنوير والقوة الكهربائية المحدودة لمدينة بغداد لتجهيز بغداد بالطاقة الكهربائية، وبوشر في عام 1931بإنشاء محطة الصرافية بنصب محطتين بخاريتين سويسرية الصنع Brown-Boveri قدرة كل منها (2.5) ميكاواط مع المرجلين الأول والثاني وتم افتتاح المحطة يوم الاثنين الأول من آيار عام1933، وفي عام 1937 تم نصب وحدة ثالثة إنكليزية الصنع (Parson) بقدرة (5) ميغاواط مع المرجل الثالث، فالوحدة الرابعة سويسرية الصنع (Brown Boveri) قدرة(60) ميغاواط، ثم الوحدتين الخامسة والسادسة الإنكليزية الصنع (Parson) قدرة كل منها (12.5) ميغاواط مع المرجلين السادس والسابع خلال الأعوام 1950-1952 لتصل القدرة الكلية للمحطة عام 1955 (41) ميكاواط، وشهد عام 1955 تم تأميم شركة التنوير والقوة الكهربائية المحدودة لمدينة بغداد وسميت في الأول من تشرين الأول محطة كهرباء بغداد وارتبطت بوزارة المواصلات والأشغال، وفي عام 1958 تم تأسيس مصلحة الكهرباء الوطنية التي تولت امتلاك وتشغيل كل من محطات توليد دبس، جنوب بغداد وخطوط النقل والمحطات الفرعية لها المشيدة من قبل مجلس الأعمار، وتم دمج مصلحة كهرباء بغداد مع مصلحة الكهرباء الوطنية وإبدالها إلى مديرية كهرباء منطقة بغداد عام 1964 على غرار المديريات الثلاث التي كانت ضمن تشكيلات المصلحة، واستحدثت المؤسسة العامة للكهرباء عام 1975 لتضم كافة تشكيلات الكهرباء، وألغيت المؤسسة العامة للكهرباء عام 1987 وأصبحت المنشأة العامة لتوزيع كهرباء بغداد دائرة من دوائر وزارة الصناعة و المعادن، كما استحدثت هيئة الكهرباء عام 1999 ضمن تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن.
في العام 2003 استحدثت وزارة الكهرباء، وهي المسؤولة عن توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في العراق، (الذي يعيش بدون كهرباء)، ودعا المالكي المواطنين العراقيين الكرام إلى ضرورة التعاون مع الحكومة وتفهم مشكلة الكهرباء لأنها تحتاج إلى جهد ووقت ومال، مؤكداً "أنه تم الانتهاء من كل هذه المقدمات، ونحن الآن في عملية التشييد وليست التعاقدات، أي أن المبالغ دفعت لإنجاز العمل، وفي نفس وقت التصريح عرضت وزارة الكهرباء محطتين الأولى في البصرة (1250 ميغا واط) والثانية في العمارة (500 ميغا واط) على المستثمرين، لعدم وجود التخصيصات اللازمة لدى الحكومة لإنجاز المحطتين، وقد كان الجو حاراً جداً فتبخرت التخصيصات.
قال رئيس الحكومة(والله العظيم هو قالها: فتشت العراق بأكمله فلم أجد وزيرا كفوءاً ونزيهاً مثل وحيد كريم(الوزير المختلس الذي صرف خمسة ملايين دولار على حفل زواج ابنه فادي، من ميزانية الكهرباء المزمع إنشاؤها).
في صيف 2010 أثناء دفاع الحكومة المستميت عن وزير الكهرباء أعلن أن مشكلة الكهرباء بحاجة إلى عشر سنوات لحلها، وبشر العراقيين بأنهم سيعيشون في بيوتهم بجو بارد غائم جزئياً إلى غائم أحياناً وتبقى الفرصة مهيأة لسقوط أمطار خفيفة والرياح شمالية غربية معتدلة السرعة.
عشر سنوات من اجل دراسة احتياجات المنظومة والتعاقد مع الشركات المنفذة بينما تريدنا الحكومة أن نصدق أن عملية التشييد تستغرق فقط 12 شهراً لطاقة إضافية مقدارها 15 ألف ميغا واط .
للعلم بالشيء فقط: يتم تشييد المحطة الغازية في أمريكا بمدة تستغرق 24 شهراً وتشييد المحطة البخارية في أمريكا تستغرق 36 شهراً.
الواقع يقول أن مخاض المرأة أيام.. ومخاض بعض اللبونات أسابيع .. والفيل تتمخض أيام أطول .. أما مخاض المسؤول العراقي صاحب القرار فمخاضه عسير جداً.. قد يستغرق سنوات، (والوعد اللي تشوفه (متحقق)، أحسن من ألف وعد ما تشوفه!!)
وختاماً نشكر الحكومة على توفير الكهرباء بعصي قوات مكافحة (الشعب) التابعة لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?


.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد




.. إيه الدرس المستفاد من فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو ب