الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ينتظرون ؟! !

فؤاد قنديل

2013 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية




أي مشكلة ليست في الأساس مشكلة إلا بقدر إحساس صاحبها بها ، وفكرته عنها ..
والمتأمل للأحوال في مصر لا يحتاج إلى تفكير طويل أو تأمل عميق كي يدرك أن
مصر تمضي بسرعة وبمنتهي الحماس نحو السقوط الأخير ..و أن أغلب قواعدها تفككت
.. وأن الفوضي تضرب كل متر فيها .. وأن الانقسامات والنزاعات هي السمة الأساسية لكل فريق ولكل حزب وائتلاف وجمعية ومؤسسة.. وأن الفتن بكافة أشكالها تندلع نيرانها وتحرق النفوس قبل المنشآت .. لابد أن جميع أفراد الشعب حتى من لا يفهم في السياسة انتهوا إلى أن السلطة عمياء وتتجه في الدروب الخطأ ، وتمضي في السكك المهجورة والخالية من أية علامات إلا من علامتين ، سكة الندامة وسكة اللي يروح ما يرجعش .
لابد أن كل المصريين حتى الذين لا يفهمون في الإقتصاد يوقنون أن البلاد على وشك الإفلاس ولا يمكن
الوثوق بالغد لعدم وجود أية مشروعات زراعية كانت أو صناعية أو تجارية ، وليست هناك أية سياسات لدعم الإنتاج وتشغيل العمال ولا تتوفر أية رؤية لبث روح جديدة في السوق المصري من أجل انطلاق
مرحلي لقوي البناء والتنمية ، فالمشهد بكامله يكشف عن الصراعات السياسية والفشل الإداري الذي
يتسبب في احتجاجات وإضرابات تؤدي بالقطع إلى تزايد الاحتقان ومن ثم تدخل الشرطة والالتحام في الشوارع ، وكل الأطراف تستخدم ما لديها من أدوات مثل السلاح المنتج محليا أو الوارد من الخارج فالأبواب مفتوحة والبلاد مستباحة .. ولم تعد هناك كرامة لمؤسسة قضائية أو دينية ولا حرمة للأرواح ولا رحمة بالشيوخ ولا احترام للنساء والأطفال .. وعن سمعة مصر بين الدول فقد تدنت إلى الحضيض ومكانتها في الموازين والقياسات الدولية تراجعت بصورة تسيء لكرامة مصر والمصريين .
كل شيء يتهشم ويحترق ويهان حتى القيم .. مشهد بشع يطحن القلوب ويدمر الإحساس ويقتل الأمل في الحاضر والمستقبل ، نهديه بمنتهى الألم إلى قادة الجيش الذين لا ندري .. ماذا ينتظرون ؟؟؟!!!!
البعض وأشك في رؤيتهم يرون أن نصبر على الجماعة التي شاء قدر مصر الأسود أن تتولي السلطة
في غيبة من الزمن والتاريخ وفي غفلة من الرجال المخلصين الناضجين ، والرد علي هؤلاء وأولئك
يكون بالأمثلة دون السقوط في الجدل العقيم ، وإذا كان الكتاب يبين في العادة من عنوانه
فالإخوان منذ الأيام الأولي وبصرف النظر عن كلامهم المعسول ووعودهم التي انهارت عند التطبيق
طلعت علينا أعمالهم المخالفة للدين والسياسة والفكر والخبرة ويغيب عنها العلم تماما ، دعك من أساليبهم
المخادعة الضالة المضلة ، وانظر لموقفهم من الدستور .. إذا قال لهم خبير :يا سادة الدستور الملفق والمسلوق به مواد كثيرة تضرب الاستقرار السياسي وحقوق الإنسان في الصميم ، فلا يردون وإنما يخطفون الدستور بليل وقبل الصباح يعلنون أنه أفضل دستور في التاريخ ، وإذا حاول البعض الاعتراض والاعتصام وإعلان موقفه عمليا يصدر الإعلان الدستوري الذي يحصن كل قراراتهم ما فات منها وما هو آت .. وهكذا دون تكرار ما هو معروف للعامة والأطفال .. يمضي كل شيء .. فهل إذا دخلت على زوجتك في المطبخ وقالت إنها تعد لك صينية كنافة ووجدتها تفرش القاع بالسمن ثم تفرد عليه ورق الكرنب وقطع الباذنجان والتونة ثم تصب الشطة والملح فهل تعطيها فرصة لتكمل ؟ ، وإذا وجدت في الوعاء كلبا يسلق بدلا من دجاجة أو بطة فهل تعطيها فرصة ؟، وإذا رغبت السفر إلى الإسكندرية و ركبت قطارها ثم لاحظت أن القطار يتجه جنوبا نحو المنيا وأسيوط فهل تعطي السائق فرصة حتى لو قال لك إن هناك إضرابا في الطريق إلى الإسكندرية والقضبان مرفوعة ؟؟!! .. عن أية فرص يتحدثون ؟.. أذكر أننا منذ ستين عاما تقريبا أردنا أن نبنى بيتا فاستعنا بشخص قال الجيران إنه بنّاء .. فكلفناه بالعمل وذهب أبي لقضاء مصلحة ولما عاد لاحظ
أن جدران الغرف ارتفعت لنحو متر دون أن يكون لأي منها فتحة لباب ولا لنافذة .. فنبّه البناء إلى خطأه ، فاعتذر و هدم جزءا من الجدار لكنه ارتكب أخطاء أخري فأنهي أبي عمله وجاء ببناّء آخر يعرفه معرفة وثيقة فطلب منه أن يهدم كل ما تم ويبدأ من جديد .
فماذا ينتظر قادة الجيش ؟؟!!
يا أيها السادة هذه أمة لها تاريخ عريق ولها حضارة قديمة وحديثة وفيها مفكرون وعلماء ورجال مال وفكر وفن .. هذه أمة لها قدرها في العالم وتأثيرها ودورها فكيف يقبل أي مخلوق حتى لو كان معتوها أن
تهان مصر؟؟!! ، وأن يتم دهس مصرمن أجل التمسك بالسلطة وهي الحديقة والبهاء والأخلاق والسمعة والجمال والاعتدال .. رمانة الميزان في المنطقة ومناطق أخري .. أمة كانت فجر الضمير .. ارحموا عزيزة قوم ذلها المتوحشون التعساء ..ارحموها فلم يرحمها تجار الدين وأضرموا في قلبها النار وهم فاقدوا الإحساس لا يتأثرون بما يجري ولا تهتز في جلودهم شعرة لأنهم مشغولون بأطماعهم .. كل من يقبل هذه الأوضاع لأيام أخر فهو خائن .. كل من يأكل بشهية وينام باستغراق بينما أمه يسحلها المجرمون وتنهش لحمها الطيور الجارحة ، ويمزق ثيابها البغاة والطغاة من خريجي المصحات النفسية التي فشلت في علاج أوجاعهم العقلية والروحية المستعصية والمزمنة .. إذا لم تكن مصر لكم في مقام الأم والزوجة والأخت والابنة بل أهم فلا تحق لكم الحياة ولا الكرامة، وتوقعون على موت ضمائركم . أقول هذا للقوات المسلحة وهي مؤسسة وطنية عريقة ورجالها النبلاء الذين يضعون البلاد في حبات العيون وفي أدفأ الأماكن بقلوبهم النابضة بحبها عبر التاريخ ..
فماذا ينتظر قادتها ؟؟!!
هل كانت مصر يوم قام الضباط الأحرار بثورتهم المجيدة في عام 1952 في مثل حالها اليوم ؟؟!! ..
سؤال يجب أن نسأله جميعا لأنفسنا ونحاول الإجابة عليه وإن كنت أري ألا مجال للمقارنة فنحن الآن نعيش أياما لم نعشها أيام الهكسوس أوالمماليك أو العثمانيين ولا أيام أحفاد محمد على بالطبع.
قامت الثورة لأن المصريين كانوا فقراء والملك فاروق في ملاهيه ومشاغله لا يحس ولا يعبأ ، والإنجليز يحتلون البلاد والأحزاب تتبادل الحكومات دون خطط أو إمكانيات لأي تنمية، ثم اندلعت حرب فلسطين لتكشف حاجة البلاد إلى جيش وإلى نهضة في كافة المجالات ،ولم يكن الجيش حينئذ مدججا بالسلاح ولا بالخبراء ولا بمستوي التحديث المتاح الآن ،ومع ذلك خرجت كوكبة من الضباط المؤرقين بأحوال البلاد ليطهروها من الحكام الخاملين و من الاحتلال وينقذوا شعبها من الفقر والجهل والمرض ويفتحوا آفاق جديدة نحو مستقبل أفضل .. فماذا ينتظر قادة الجيش الذي يعد أهم الجيوش في المنطقة بعد إسرائيل وإيران ؟
نعود إلى الجملة الأولي في المقال .. المشكلة لا تكون مشكلة إلا وفقا لإحساس صاحبها بها
فهل يحس قادة الجيش ببلادهم المصلوبة فوق الهاوية ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة السودان.. هل يفعل مجلس الأمن الدولي -البند السابع-؟ | ا


.. الانتخابات التشريعية المبكرة ..بين التحالفات وبرامج الأحزاب




.. حزب الله يحول الجليل إلى حقل رماية.. الحرب في جنوب لبنان على


.. شمال إسرائيل يشتعل.. الجيش يوصي بتحويل الجهود العسكرية إلى ج




.. حماس تتمسك بشروطها في غزة وغليان في الجبهة الشمالية|#غرفة_ال