الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرجوكم، اعتقلوني بعد الامتحان

محسين الهواري

2013 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



"انظروا، بإمكانكم أخذي بعد اجتياز الامتحان"، هكذا تكلم طفل فلسطيني ذو الخمسة عشر ربيعا في وجه جنود الاحتلال الصهيوني، وكأن حال لسانه يقول: أنا فلسطيني، طفولتي لا تخشى الاعتقال ولا حتى الاستشهاد في سبيل الوطن، طفولتي لا تملك لا ذهب أسود يحميني ولا سلاح مدمر يقف في وجه أعدائي، طفولتي لا تمتلك إلا الحلم بمدرسة أكتشف فيها خيانات أنظمة عميلة لوطني.

اعتقال الأطفال وحتى الرضع من قبل الاحتلال الصهيوني لا نستغربه، وصمت المنظمات الدولية التي تتغنى بالدفاع عن حقوق الانسان لا يدهشنا، وتوجيه قنوات "ثورية" لكاميراتها نحو بلاد الشام وتناسيها لجغرافية الأقصى أمر تعودنا عليه، وغض طرف شيوخ الخيانة -ليس طبعا عن قياس شعاع مؤخرات بنات الشام- عن الصمم الذي أصاب حكام العرب بشأن اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني، أمر أصبح سنة مؤكدة بالنسبة لهم.

لكن ما يثير الدهشة والارتياب، هو الغوص في أغوار سيكولوجية بعض الحالمين بالفردوس المفقود حيث أناقة وكياسة حور العين وعذوبة وبركة نهر الكوثر ووفرة كل ما تشتهيه الأنفس، هؤلاء الحالمين الذين أصابهم عمى الألوان، فوجدوا جثتهم بالشام بدل تسجيل حضورهم بالقدس. فالجهاد، حسب رأيي، بسوريا مختلف تماما عن التضحية بالنفس بأرض فلسطين المحتلة لأسباب لا يفهمها إلا مؤمن تقي مثلي.

ففي فلسطين، لن يكون هناك جهاد النكاح ، لن ترسل الى هناك مراهقات من تونس... لرفع معنويات أبطال التحرير بتفريغ كبتهم الذي ختم على عقولهم غشاوة حتى أصبحوا يظنون أن أجر قتل المسلم أعظم من قتل الصهيوني والامبريالي. هذا ما قاله بالضبط شيخهم ومفتيهم القرضاوي حينما عمل على تحريم تفجيرات بوسطن بقوله: " نحن ضد التفجير في المباني والمنشآت المدنية(...) نحن نريد الأمن والسلام للناس"، لكنه يدعو مقابل ذلك الناتو، عوض الله، الى تسليح مليشيات الجيش الحر وكأن هذا السلاح ينبت الورود عوض الدمار والخراب.

ونضيف الى كل ذلك وجود عامل آخر، لا تتناوله قناة الجزيرة، وراء اختيار المجاهدين وجهة سوريا ورفضهم حتى التفكير في الطفل الذي منع من اجتياز امتحانه بفلسطين، إنه الجمال الشامي، حتى أن هناك حديث مأثور يقول: من لم يتزوج شامية مات اعزب. وهو ما دفع الفقهاء والدعاة إلى الافتاء بجواز الزواج من سوريات قذفت بهن نيران الحرب فحولتهن الى جواري وسبايا لدى كلاب جعل منها النفط والغاز بشر. أستغرب لتصدير طفلات من تونس حتى سوريا قصد جهاد النكاح في الوقت الذي يرسلون فيه حوريات سوريا إلى قطر وباقي العشائر النفطية حتى يصرن أجساد تشبع رغبات كائنات من الحرام شرعا اطلاق صفة الإنسانية عليها. إنه الجمال يا أخي !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل