الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلل بالتركيبة

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2013 / 4 / 22
كتابات ساخرة



في الأونة الأخيرة أصبحت الأمور الحياتية التي نحياها لا تطاق، وكأن أشياء دخيلة أقتحمت حياتنا فجأة، فقلبت الأمور رأساً على عقب، فإنتشر الفقر بشكل ملحوظ خاصةً للطبقة الوسطى من عامة الشعب، أي بإختصار الموظفين الذين كانوا يوائمون بين رواتبهم وأيام الشهر المتتالية نتيجةً للإرتفاع المتزايد على الأسعار، هذا ناهيك عن الطبقات الأخرى في المجتمع والتي بدا عليها ملامح الدخول بمرحلة جديدة تنذر بالأسوأ، هذا بالطبع اذا ما دخلت أصلاً.

ولعل هذا الموضوع وبإعتباره الشغل الشاغل للناس، إلا أنه بمثابة جزء بسيط من المشاكل التي أصبحت تعج وتنتشر بكثرة بين الناس، فمثلاً إنتشار الأمراض، وهنا نؤكد على قدرة الخالق عزوجل والإيمان بقضائه وقدره، ولكن هذا الإنتشار الكثيف للأمرض، جعلنا نقف أمام أنفسنا لمحاسبتها ومواجهتها، علا أخطاؤها الكثيرة هي التي تجلب علينا ولنا مثل هكذا أمراض مستعصية يتعرض في كثير من الأحيان الشفاء منها، مع أن الشفاء والإبتلاء من الله ولا أعتراض على حكمه، أم أن هنالك أمور أخرى تعجل في أنتشار مثل هذه الأمراض، لذا ومن هذا المنطلق وجب معرفة السبب أو الأسباب لمثل هذا الوضع الذي أصبحنا نعيشه.

والأهم من هذا كله، أنك أصحبت ترى الناس وكأنهم في معركةً حاسمة شرسة، "الكل واقف على النقرة كما يقولون بالمثل"، أي ان صفات الطيبة والحنان التي كان يتحلى بها الناس باتت في حكم القيم المندثرة بطريقة ملفته للنظر، لدرجة أن البعض فينا يتمنى أن يرى ويشعر بالطيبة التي كان يتمتع بها قبل أن يظهرها للأخرين.

ليس هذا فحسب، بل هنالك الكثير من الأمور التي أحدثت خلل في تركيبتنا الاجتماعية بل والاقتصادية وغيرها من قطاعات الحياة، فمنها الظاهر ومنها المخفي، منها السيء ومنها الأسوأ، ولكن في النهاية لا بد من أكتشاف هذا الخلل والعمل على أصلاحه قبل فوات الآوان، لا بد من معرفة الاسباب التي جعلتنا نعيش وكأننا نحيا حياة الغاب، الكل يفكر في مصالحه ومأربه الشخصية بعيداً عن المصلحة العامة، مصلحة الكل الذين لولاهم لما يستيطع الإنسان أن يحيى حياة كريمة سعيدة، تستند في قواعدها الأساسية على صفات الحب والود، والتعاون والآخاء.

نعم هنا علينا أن نعيد النظر وأن نراجع حساباتنا، لعل كل واحد فينا يهتدي الى السبب الداخلي ويعالجه، يعمل على إصلاحه ويسدد ثغراته، وهكذا يمكن لنا العودة الى ما كنا عليه، أن نصبح أناس يحيون حياةً طيبة، معتمدين في حياتهم على تعاونهم وحبهم لبعضهم البعض، فعلاً لا بد من الوقوف ولو للحظات لمراجعة ضمائرنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو