الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف العراقي ... رؤية احادية

كريم ناشور

2013 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يذهب بعض المثقفين العراقيين الى اعتبار تدني نسبة المشاركة في الانتخابات (أي انتخابات)على انها مؤشراً لـ(تشُوه) التجربة السياسية وفشلها في احداث التحولات الديمقراطية . ولو صح هذا الاعتبار لاحتلت الانظمة الشمولية بأنتخاباتها واستفتاءاتها واقتراعاتها اعلى المراتب في سلًم التطور الديمقراطي ولربما تنهد مواطنو بريطانيا العظمى وهم ينظرون الى مواطني البلدان الشمولية التي تحقق نسبة انتخاباتهم (99.99) وقالوا بحسره : ما أسعدهم انهم يهنأون بديمقراطيتم الرائعة .
المثقف العراقي هنا لايكشف عن مفارقة مضحكة تبرر قولنا ( ان الديكتاتورية هي أفضل الطرق لبلوغ الديمقراطية) انما يكشف عن رؤية احادية تختزل عالم الديمقراطية الثري والواسع بـ(الذهاب الى صناديق الاقتراع فقط) .والديمقراطية كبنية فوقية لايمكن اجتزاءها كعارض منفصل يعبر عن ترف جمالي في خيارات الشعوب وانما هي انعكاساً حتمياً للبنى التحتيه وعلاقات الانتاج السائدة فالتحول الديمقراطي يستدعي مقدمات منطقية لعل اهمها وجود وعيا ديمقراطيا واحساسا متناميا بالحاجة الى الحياة الديمقراطية وذلك من ابرز مهام النخب المثقفة والقوى السياسية التقدمية الفاعلة التي تؤمن ايمانا حقيقيا بفاعلية النظام الديمقراطي وقوته .
لقد كان الاجدر بالمثقف العراقي الانتباه الى خطورة عزوف المواطن عن المشاركة في تقرير مصيره عبر اختياره الواعي لمن يمثله . بدلا من التباكي على حال المواطن ومستقبله وامواله المهدوره . وكان عليه ان يحمل مصباح ديوجين لانارة طريق البسطاء والمحرومين لان الديمقراطية ثقافة ..وفكر ... وسلوك ...وممارسة ..وتلك من البديهيات التي ليس من اللائق تكرارها .ولعل اغرب ما قيل في تدني نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وذلك مانشر على بعض المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي وما قيل في الفضائيات ان المواطن بأمتناعه عن الذهاب الى صناديق الاقتراع قد عاقب الطبقة السياسية واشهر بوجهها شارة تحذير من اجل تحسين مستوى اداءها ولانعرف حجم ونوع العقوبة التي وجهت للطبقة السياسية . فالطبقة السياسية لاتزال تمسك بتلابيب السلطة وتحكم قبضتها عليها والمواطن لايزال قابضاً على اوجاعه وتعبه دون ان تلوح في افقه بارقة امل .وان (زعل) المواطن على صندوق الاقتراع لايعني سوى اهداراً لمصيره هو اما السياسي فلا اراه الا مغتبطاً يردد مع نفسه (وشنو يعني : زعلة الركه على الشط) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة