الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجريح وتهشيم الهوية الوطنية العراقية

حمزة الكرعاوي

2013 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


العنوان مخفف ، لان الذي حصل هو قتل المواطنة والانسانية عند العراقين ، وهناك حملات تجهيل قادتها المرجعيات المستوردة من خارج العراق ، والتي لاتتكلم لغة العراقين ، ولاتعرف ثقافتهم ، خففنا العنوان حتى لاتكون صدمة لمن لايدري ، ويكون وقعها أقل على من جمدوا عقولهم في ثلاجات المراجع التابعين لبريطانية والبيت الابيض ، خففنا العنوان لان الصدمة أكبر اذا قلنا أن مايجري في العراق بعد الاحتلال ، هو القضاء التام على منظومة القيم والاخلاق ، حتى وصل الامر في بلد معروف بعاداته وتقاليده وثقافته ، أنه بلد محافظ ، مئات الدعاوى امام القضاء تنذر بالخطر ، لانها زنا في المحارم ، والارض العراقية مزدحمة بالعمائم التي أظهرت الفساد في البر والبحر .
حرم العراقي من الحديث عن الخائن والخيانة ، والفاسد والفساد ، ومنع العراقي في عهد ( التحرير ) من الحديث عن السارق والمرتزق والمستورد الذي يتحكم بمصيره ، منع العراقي من الدفاع عن شرفه وارضه وعرضه ، وصارت المقاومة إرهابا ، ومن يقتل دفاعا عن شرفه وعرضه ، لم يسمح لاهله ان يشييعوه ، ومن قتله ( أصدقاء السيستاني ) وأصدقاء ( ساسة الخضراء ) يعوض ب60 دولار امريكي فقط ، ويعوض الامريكي بملايين الدولارات من قوت العراقين ، لكنا شاهدنا العمائم التي قدمتها أمريكا في صدارة المشهد ، تشييع من قتل في سوريا ، ليكون شباب العراق حطبا في حرب لاناقة لهم فيها ولا جمل ، ولزيادة الاحتقان الطائفي في المنطقة ، حتى تكون الحروب داخل الدول وبينها ، ويحرم على العراقي ان يقاوم الغريب في بلده ، ويدفع للقتال خارج العراق كما دفع شباب العرب والمسلمين للتقال في أفغانستان للدفاع عن المصالح الامريكية ، ظنا منهم أنهم يجاهدون تحت راية لا اله الا الله ، لا راية البيت الابيض ، كما هو الحال في إصدار فتاوى لتخدير الامة وتضليلها ، من قبيل ( الملائكة تقاتل مع المجاهدين ) ، والملائكة في عرف رجال الدين لايقاتلون الجيوش الامريكية ، لان المارينز الامريكي محصن من الملائكة ويمتلك ( الحرز ) من القرضاوي ومن سيستاني ، وفتوى ( الشيوعية كفر والحاد ) التي كلفت العراق اكثر من عشرين الف شهيد من خيرة ابناء العراق ، ماهي الا خدمة للمصالح الامريكية والغربية لصد الفكر اليساري في المنطقة ، ووقوف محسن الحكيم في وجه تحرير الانسان العراقي من الاقطاع لاتحتاج الى شرح بسبب عفوتنها التي اسقطت كبار العمائم من الخونة .
بعد هذه المقدمة أعود الى مقالي الذي عنونته ب ( تهشيم وتجريح الهوية الوطنية العراقية ) ، لاتحدث عن الاخر وهو معروف للجميع ، واقصد به المحتل الامريكي ، ونحن نعيش لحظاته ، إستعان المحتل بالخدمات الايرانية بذكاء ، لانه يعلم أن ايران تستطيع من خلال التداخل الثقافي المعروف للجميع من دون الخوف في تفاصيله ، والامريكي يعرف أن التداخل الثقافي يوفر لايران قدرة أن تشتغل ، وتقدم خدمات للمحتل الامريكي ، خدمات سياسية لامريكا ، وهذا ماحدث بالفعل ، وقادة ايران يعترفون بذلك ، هنالك أكثر من شهادة واضحة وجلية صرح بها قادة ايرانيون ، ربما شهادة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي واضحة على التعاون الامريكي الايراني ، خاتمي وجه رسالة لامريكا ان تعيد تجربة تعاونها مع ايران في أفغانستان ، لتكرارها في العراق ، هذا فضلا عن تصريحات سابقة لقادة ايرانين ، ايران تعترف بالتعاون الامريكي الايراني في العراق والمنطقة ، وهي لم تخف هذا الامر ، وأعلنت علاقتها مع امريكا .
العنصر الفارسي عبر مثقفيه ذهب ابعد من التعاون مع المحتل الامريكي ، وذهب لتشكيك بنسب محمد ص العربي ، هنالك جزء غير قليل في الحراك الثقافي الفارسي المسيس من قبل دولة ولي الفقيه الايراني ، يحاول أن يجعل من ايران بواسطة إعلامه الذي يروج أن ايران هي التي انتجت الرسالة المحمدية ، ويصفون العرب بالاجلاف ، وبطريقة واضحة وصريحة .
ايران لاتخفي مشروعها في العراق ، ولا لحظة أخفت مشروعها في العراق ، حتى تصدى أحمدي نجاد لمن عارض الاحتلال وحكومته المنصبة امريكيا ، ووصفهم بالفاسدين ، وصرح رفسنجاني عندما دخل سيستاني من صفوان الى العراق بعد القسطرة المزعومة ، أن هذه العودة هي كعودة الخميني من منفاه في فرنسا بعد سقوط نظام الشاه ، تصريحات تهين العراقين وتتدخل بشأنهم بكل وقاحة وصلافة .
ايران لم تعتبر في خطابها السياسي والثقافي أن العراق دولة ذات سيادة وإستقلال ، وشعبه له تأريخ وله إرثه الحضاري ، بل تعتبر العراق جزء منها ، اقليم تابع لايران الفارسية ، حتى ظهر ذلك في النشيد اثناء إفتتاح المدارس الايرانية في كربلاء والنجف والتي اشرف عليها سفير ايران في العراق ، أن العراق أرض ايران الطاهرة .
لايوجد في السياسة الايرانية أن العراق بلد مستقل ، وهذا حاصل على طول الخط و والعلاقة بين تأريخ العراق وايران شاهدة على ذلك ، من كسرى مرورا بالشاه وانتهاء بنجاد ، وحتى هذه اللحظة ايران في حالة حرب مع العراق ، ولاتوجد إتفاقية سلام معها ، بل هي تؤكد على انها جنت ثمار انتصارها بعد الحرب مع العراق .
لايران وباقي دول العالم سيادة واستقلال ودساتير خاصة بها ، وثقافات تعبر عن هوياتها ، والعراق مفتوح لمن هب ودب ، فيستباح العراق تحت ذريعة عالمية المذهب والدين وعالمية العراق .
السؤال المهم : علينا أن نبحث عن الاجابة الحقيقية له ، حتى ننتهي الى أن المنطقة العربية بالكامل كانت ولاتزال محتلة ، وأنتجتها أكثر من مرة مشاريع إمبراطورية ، بإستثناء الفتح الاسلامي ، فإعيد إنتاج مشاريع الامبراطوريات بطريقة عجيبة غريبة ، ولربما العراق يضرب الرقم القياسي في زمن الاحتلالات على ألاقل في تأريخه المعاصر ، فيما لم تتعرض ايران وتركيا لاي احتلال .
ومنذ زمن الخلافة العثمانية الى هذه اللحظة لم تتعرض كل من ايران وتركيا الى اي احتلال اطلاقا ، وهناك دول في المنطقة والعالم بذاتها هي مشاريع احتلال ، ومنها ايران وتركيا ، لذلك ان الغريب ( المحتل ) عندما ياتي الى هذا الجسد ( العراق ) العربي الذي يراد له أن يموت الى الابد ، يشتغل عليه الغريب المحتل كغنيمة ، ويستعين بالاطراف التي هي مشاريع احتلال ( ايران وتركيا ) ، وجميع الاطراف لها مشاريع في كامل المنطقة ، وتعتني بحيزها القومي والاقليمي ، وتعرف كيف تشتغل ، فإذا كان الامر هكذا يكون السؤال : هل كان للعراق في يوم من الايام مشروع في ايران او تركيا ، أم أن ايران وتركيا لديهما ( مشاريع ) وخطط في العراق ؟.
مشروع ايران تجلى بشكل واضح في لحظة إحتلال العراق ، وأشتغل علينا في هذا الزمن الهش الرخو حتى تخدشت هويتنا الوطنية العراقية ، وان ذكرنا ( مسمى ) هوية وطنية نتعرض للتسفيه والتنكيل ، وفي نفس الوقت نجد القوانين التي تجعل هوية كل من ايران وتركيا خطا احمرا ، وما من عراقي الا يشاهد كيف تهشم وتخدش هويته الوطنية ليل نهار .
هناك خدوشات واسعة في هويتنا الوطنية ، والحصيف حسب ما نظن عندما ينظر لهذه الهوية العراقية وهو يريدها ويصير عليها ، يريدها هوية سليمة من كل شيء ، وبدون ان يمتلك العراقي هوية بالمعنى الذي نقصد فهو لاشيء ، هوية منجزة كاملة ، غير قابلة للتخديش ، وإن كنا نمتلك وعيا لهويتنا ، علينا أن نكون في تعابيرنا دقيقين ، خاصة في هذه اللحظة ، لكن للاسف أن من العراقين من لايعي حجم الخدوشات في الهوية الوطنية العراقية ، بسبب حملات التجهيل التي قادها الغريب ( المستورد الذي رفض حتى التشرف بالجنسية العراقية ) ، متحديا اهل البلد بشكل سافر ، ليتسيد عليهم وهو من وراء حجاب ، مستقويا بالغريب ، ولايقبل ان يتوحد العراقيون ، وتكون لهم هوية ، لان ذلك كله خطرا عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي