الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواطن حرامي ومسؤول شريف

عمر قاسم أسعد

2013 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


مواطن حرامي ومسؤول شريف

عندما تمتلك وسيلة إعلامية فأنت ــ بالتأكيد ــ ستقلب الموازيين ، إن كنت كاذب سيتم الالتفاف على كذبك ــ ومن خلال وسيلتك الإعلامية ــ إلى صدق ، إن كنت ( أزعر وهامل ) فأنت أيضا ومن خلال وسيلتك الإعلامية ستبدو أكثر أناقة ببدلتك وربطة عنقك وستكون نموذجا للآخرين بتصرفاتك ، إن كنت جاهل ( أُمي ) فمن خلال بوقك الإعلامي ستغدو مثقفا وتمتلك الكثير من الشهادات اللفظية والمعنوية والورقية ، إن كنت خائنا للوطن ستظهر في بوقك الإعلامي من أشد الناص حرصا وانتماء للوطن ومقدرات الوطن ، بل ستظر أنك الشريف الوحيد وكل ما سواك خائن ، إن كنت فاسدا ( حرامي وسرسري ونصاب ) وبعت كل ما طالته يداك أو أيدي الأخرين غيرك ، وإن كانت لك يد أو قدم أو لسان في شبهة فساد أو سرقة أو نهب ، وإن كنت فاسد بن فاسد ومن عائلة عريقة بالفساد ــ أبا عن جد ــ ستظهر بكامل شرفك وستقوم بتوزيع الشرف على الآخرين .
من يمتلك وسيلة أعلام يمكنه قلب الحقائق وممارسة كل السلوكات من فساد كذب وتهليس وتدليس وقلة شرف ، يمكنه ممارسة كل ما يريده بلا وازع من أخلاق أو حساب للضمير ، الوسيلة الإعلامية تنظفه وتنظف كل سلالته من أي شوائب .
المواطن كاذب لأنه ل يستطع شراء متطلبات أولاده فيكذب عليهم مرارا وتكرارا ، يكذب عليهم لأنه لا يستطيع إصطحابهم لنزهة كبقية خلق الله ، يكذب على زوجته عندما يعدها بأن الأحوال ستتحسن ، يكذب على جيرانه عندما يستدين منهم نقودا لا يستطيع سدادها ... ، المواطن كاذب لأنه يكذب على نفسه كل يوم ألف ألف مرة .
المواطن فاسد لأنه نهاية كل شهر يذهب إلى (الحسبة ) أخر النهار ليشتري لأطفاله بعض الخضراوات وربما بعض الفاكهة وتكون فاسدة وربما إذا حالف أطفاله الحظ سيعود إليهم ببعض الحلوى منتهية الصلاحية .
المواطن حرامي لأنه يبحث عن وسيلة لتوفير قروش قليلة من مصروف أطفاله ، حرامي لأنه يحاول جاهدا تخفيض سعر مادة غذائية ، حرامي لأنه يخبئ رأسه ولا يدفع عن صديقه في وسيلة النقل .
المواطن حرامي لأنه عندما يبحث بين أكوام النفايت عن قطعة خردة أو بلاستيك أو نحاس فإنه سرعان ما يأخذها ليبيعها ويسدد بعضا من ( خوازيقه )، هو حرامي لأنه أستولى على أشياء ليست ملكا له وباعها ، . المواطن هو الوحيد الحرامي الفاسد الكاذب الخائن .
المواطن لا يمتلك وسيلة إعلامية ولا بوق إعلامي ولا منبر ينعق على مدار الساعة ، ولهذا لن يستطيع تطهير نفسه وتبييض صفحته ,
هنيئا للشرفاء في وطني ممن يملكون وسائل ومنابر وأبواق وزوامير وطبول إعلامية ، وهنيئا لكل السحيجة والطبيلة وجوقة الاعلاميين الملونيين الذين ما زالوا يتمسحون بشرف المسؤول .
مواطننا الحرامي الكاذب والفاسد ، فلتكن كما أنت ولا تحاول تلويث نفسك بشرف أي مسؤول .

عمر قاسم أسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ