الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( الطابع الانساني للتخطيط الحضري)).. أ.د. حيدركمونه - جامعة بغداد سنة 1999 في نشرة الالفيه

هادي ناصر سعيد الباقر

2013 / 4 / 23
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


التخطيط الحضري المعاصر القائم على الدراسات النظرية والواقع التطبيقي هو الذي يحدد شكل وطبيعة المدينة مستقبلاً والتي سيعيش فيها سكان اصحاء وسعداء والتي سيتحرك فيها الانسان في فراغات منظمة واشكال هندسية منحوتة بشكل بديع يكيف فضاء المدينة بموجبها، وسيشعر فيها الانسان بان مدينته قد خططت بهدف تحقيق رغباته وتوفير متطلباته وبذا يمكن تسميتها بالمدينة الانسانية.
علم التخطيط الحضري يرفض الاسلوب المبعثر لتوزيع استعمالات الارض في المدينة، حيث ان ذلك لا يوفر للانسان متطلباته الاساسية وتحقيق تطلعاته وان العكس يتطلب قواعد اساسية حديثة تقوم على اجراء الدراسات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من العلوم التي تشكل القاعدة المادية في احداث عملية التطور الحضري.
ان نظرية التخطيط الحضري تبدأ من الانسان، ولذا فانها تضع اسساً جديدة لتركيب جسم المدينة وذلك بترتيب الوظائف والانشطة المختلفة لاستعمالات المدينة وتطوير الحياة الاجتماعية والثقافية وتثبيت اماكن الراحة والنـزهة والرياضة.
والتخطيط المعاصر للمدينة يعمل على بناء مجمعات سكنية جديدة ومراكز خدمية حديثة وتجديد الاجزاء القديمة وهذا التجديد يجب ان يستند على نظرية علمية قائمة على الايمان بالتقدم ومواكبة الحضارة والتطور تكون قادرة على احداث التغيير في البناء والتخطيط بشكل مستمر وهذا التغيير سيرفض بطبيعة الحال واقع العلاقات القائمة والبالية في المدينة وسيبحث عن الحلول البديلة الافضل القائمة على بناء علاقات بين الافراد ترتكز على العامل الانساني من جهة وتنظيم العلاقة بين المدينة والطبيعة من جهة اخرى، ومن خلال عملية الرفض والبحث هذه اصبح للتخطيط الحضري اطار واسع يجب ان يعالج في داخله وضعية الاحياء السكنية والصناعية ومركز المدينة ومراكز القطاعات السكنية وغيرها من استعمالات الارض. لذا نجد ان الاعتقاد القائل بان الفكر التخطيطي والمعماري مرتبط بحدود وشكل البناء الهندسي فقط هو اعتقاد قاصر وخاطئ، حيث ان هذا الفكر اصبح مرتبط مع بناء مدينة الحياة ذو الطابع الانساني بكل علاقاتها ومعالمها. ولذا فان المساكن المعقدة التي تواجه الانسان في تخطيط حياته ومستقبله اصبحت تتطلب من المخطط الحضري ان يكون عمله قائماً على نتائج البحوث والدراسات، وان يكون هو بالذات مشاركاً في اعداد هذه البحوث والدراسات حتى يتمكن من ملاحظة النواحي السلبية والايجابية للظواهر التي تبدو في جسم المدينة وان يستخلص بنفسه نتائج هذه الظواهر والتي ستساعده على ان يكون تصميمه وعمله قائماً على الدراسة والنظرية العلمية، حيث سيكتب لمثل هذا العمل فقط الحياة وتكون له قيمته العلمية التي ستخلده.
فبدون التسلح بالمعرفة النظرية والعمل على تطوير امكانيات الدراسة والبحث يفقد المخطط الحضري قدرته على التطور والتخطبط، حيث ان الثقافة الواسعة والقدرة على تحسس مشاكل المشاكل وادراكها مع الرغبة في تطوير ما يتوصل اليه من نتائج مع الالمام باسس وقواعد التخطيط الحضري سيساعده ان يكون له فكر تخطيطي واضح لواقع انسان المدينة واعداد متطلباته في الحي السكني والمركز المدني والساحات والحدائق والمدينة كلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى