الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ عادة ما يعيد نفسه

ميعاد العباسي

2013 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يجري ارتكاب مجزرة أخرى ضد المدنيين العراقيين بتوجيهات من مكتب المالكي. صباح اليوم الثلاثاء، اجتاحت قوات الامن العراقية حشد من المحتجين السنة مما أسفر عن مقتل 50 على الأقل والتسبب في إصابة العشرات، الذين احتشدوا في التظاهر السلمي ضد أفعال الحكومة العراقية الحالية، تضامنا مع مظاهرات مماثلة في المحافظات السنية الأنبار وغيرها. أعمال العنف التي اندلعت في مدينة الحويجة، وهي بلدة تقطنها غالبية سنية تقع بالقرب من كركوك، أدت إلى تفاقم الغضب السني، والتي من الممكن أن تؤدي إلى صراع اهلي خطير.


ليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها حكومة المالكي القوات المسلحة لقمع المتظاهرين، لتصفه على الاعلام بانه "ارهاب" او "التمرد" أو "عصيان المدني"، نفس الذرائع ذاتها التي تستخدم من قبل الحكومات الاستبدادية، كما يجري من قمع في البحرين ضد الشيعة، وبعض المدنين الثوار في سوريا، وعلى يد النظام المصري الإخواني تجاه اي تعبير بالاستياء من الحكومة.


الفظائع التي ارتكبت من قبل المالكي هو تاريخ يعيد نفسه. ولو أنها قد تختلف في أرقام الضحايا وانتمائهم الطائفي، الا ان الافعال "الشنيعة" نفسها تم ارتكابها خلال نظام صدام حسين، عندما اجتاحت القوات العراقية جموع الشيعة في انتفاضة عام 1991، والذي اعتبر جريمة ضد الإنسانية.

اذا ما نظرنا الى الوضع، ونقل السلطة في مرحلة ما بعد الاحتلال العراقي عام 2003، لوجدنا ان نقل السلطة لم يكن كما نفهمه او تم اقناع العالم به على انه انتقال السلطة من سلطة التحالف التي تقودها الولايات المتحدة إلى العراقيين، بل انه يبدو تحويل الحكم من السنة الى الشيعة ولهذا فان صدام حسين لا يزال على قيد الحياة ينبض داخل قلوب من يحكم العراق اليوم، الا انه هذه المرة لا يتكلم عن القومية العربية او تحرير فلسطين.

هذا يثير الكثير من الانتقادات والأسئلة في العملية السياسية العراقية، وبمثابة جرس إنذار لاصلاحات جذرية. العراق في حاجة إلى حكومة قادرة على ان تحمي مواطنيها من نفسها اولا. العراق بحاجة الى حكومة تطيع القوانين وتطبقها قبل ان تسأل مواطنيها القيام بذلك.

لكن لن يكون في المستقبل القريب عندما تستيقظ مجتمعاتنا القبلية لتدرك انه ليس الامر بـ من ينبغي ان يحكم، بل كيف يحكم. الخلل لا يكمن في شخصية صدام حسين او نوري المالكي، بل الخلل يكمن في شخصية الفرد الذي عندما يجلس على كرسي الحكم يعتقد انه كرسي للحكم وليس كرسي الادارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش