الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يتحقق في مؤتمر البعث القادم

خالد بهلوي

2005 / 4 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


جاء في الصفحة الأولى من جريدة النور العدد 194 تاريخ 13 نيسان 2005
حزب البعث يقود البلاد منذ اكثر من أربعون عاما ويتحكم بمواقع القرار في السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والتعليم والصحة والخدمات والزراعة والتجارة وقيادة الجبهة الوطنية التقدمية وفي كل مفاصل حياة الناس0
لهذا ينتظر المواطنون الإصلاحات والتغييرات في حزب البعث والمترقب حصوله في مؤتمرهم القادم ويعقدون عليه الآمال والأحلام في زيادة الديموقراطية وفي تلفزيون خاص وإلغاء الأحكام الاستثنائية واطلاق سراح السجناء من معتقلي الرأي ومحاربة الفساد والبطالة والرشوة وحل أزمة السكن وتحسين الواقع المعيشي وإلغاء الأحكام العرفية واعطاء الجنسية لمن حرم منها دون وجه حق
أنا أيضا ومع جميع الفقراء أتوقع الكثير من هذا المؤتمر وان يكون محطة هامة على طريق التحديث والتطوير لخير البلد جميعا وتجاوز مرحلة الشعارات والنظريات إلى التطبيق والممارسة الفعلية
وان كل ذلك سيعزز من سياسة سوريا الوطنية في وجه المخططات الأميركية والصهيونية التي تمارس بوحشية وهمجية في مناطق واسعة من العالم وبشكل خاص في الشرق الأوسط لتسهيل دخول إسرائيل إلى العالم العربي لتلعب دورا تجاريا واقتصاديا وان الطريق لذلك اصبح ممهدا بعد أن أعلن عن خارطة الطرق مع عدد من الدول العربية الراكضة هرولة نحو التطبيع مع إسرائيل
إن المواطنون ايضا يسألون الرفاق في الحزب الشيوعي السوري ماذا كان دور ومهام الحزب الشيوعي السوري طيلة الأعوام الأربعين الذي ورد ذكره في الصحيفة علما آن الحزب احتفل هذا العام بعيد ميلاده الثمانين 0ماذا قدم للجماهير وللطبقة العاملة من مكاسب يدونها في ارشيفه ويناقشها في مؤتمره القادم كونه طليعة الطبقة العاملة وهو حزب العمال والفلاحين أم انهم لازالوا يتغنون بمنجزات حزب البعث و بما يقدمونه من تطور خاصة في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية والقضايا الطبقية
لا أحد ينكر نضالات الحزب الشيوعي في الخمسينات من القرن الماضي وكما ورد في مقالة بعنوان ذكريات نيسان للسيد شوقي بغدادي في نفس العدد
وانه لتاريخه يكن الأعداء قبل الأصدقاء احتراما وتقديرا لذلك الماضي المجيد أيام كان الشيوعي مثالا للتضحية والتفاني والمعرفة والنزاهة والإخلاص للعمال والفلاحين 0
ماذا ينتظر المواطنون من مؤتمرات الشيوعيين وهل يهتم المواطن بهذه المؤتمرات وهل تلبي طموحه وأماله ولو نظريا وهل سيهتم بالاقليات وفق مبادئ الماركسية اللينينة فإذا كانت مؤتمرات الشيوعيين لا يلبي مواقف واراء وطموحات الكادحين فمن الطبيعي ان لا تتوجه الأنظار الى اعمالهم
اعلم أن الشيوعيين يطرحون منذ ثلاثين عاما ويطالبون بتعديل ميثاق الجبهة ومحاربة الفساد والسماح للعمل بين الطلاب وللأسف لم يسمعهم أحد إلى أن حان الوقت للتغيير لضرورات المصلحة العامة ولخدمة الجماهير الكادحة ووضع حد للوضع المعيشي والغلاء المستفحل والمهانة والفساد والرشوة وتماشيا مع التغييرات العالمية وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي صديق الشعوب المستضعفة
إذا كان الشيوعيين طليعة الطبقة العاملة ماذا كان دورهم وأين كان أعلامهم عندما خرج عمال الإسكان الى الشوارع متظاهرين مطالبين بأجورهم ورواتبهم المتأخرة ليستطيعوا أن يسددوا ديونهم ويعالجوا أسرهم وأطفالهم ويأمنوا لقمة عيشهم بكرامة من تعبهم وجهدهم طيلة اشهر كاملة
لماذا لم يتطرق صحف الشيوعيين إلى نشر هذا النبأ وأنباء أخرى من أشكال التظاهر والاعتصام التي كانت تحدث من فترة إلى أخرى
إذا كنا ننتظر المعجزات من مؤتمر البعث في الإصلاح الاقتصادي والإداري والتخلي عن الأساليب الأمنية في معالجة الأمور
حيث وردت في الجريدة بان كل القضايا كانت تعالج بالأساليب الأمنية وان تجارب الآخرين لم تذهب عبثا وان الرسالة وصلت 0علينا أن نغير من تلقاء أنفسنا قبل أن يفرض علينا التغيير من الخارج
فاننا على قناعة بان التغيير لم تأتى نتيجة الضغوط الإمبريالية من الخارج الذي يخلق الحجج والافتراءات للتدخل في شوؤن البلدان التي تقاوم سياستها العدوانية والاقتصادية لنهب خيرات الشعوب
بل رغبة حقيقية من الرفاق في حزب البعث لتسريع التطوير والتحديث إضافة إلى نضالات الشيوعيين وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والقوى القومية والقوى الخيرة داخل البلاد ومنهم المجتمع المدني
وكان إطلاق سراح السجناء الأكراد على خلفية أحداث 12 آذار العام الماضي بعفو رئاسي اضافة الى الكثير من المعتقلين وتسمية مديرة لتلفزيون السوري خارج ملاك حزب البعث والسماح لأحزاب الجبهة العمل بين الطلاب والحديث عن إطلاق سراح مأمون الحمصي ورياض سيف واعطاء جوازات سفر للمواطنين السوريين خارج القطر كلها دلائل على التحديث والتطوير وانه حان الوقت لمحاسبة من يعرقل مسيرة البناء تحت أي شعار
فأنني اقترح على رفاقي في الحزب إعادة النظر والتشديد اكثر في القضايا التي تمس حياة الجماهير اليومية وعلى رأسها الوضع المعيشي وارتفاع أسعار المواد وخاصة الأغذية والأدوية وآلا فان نضالهم تصبح تحصيل حاصل لا يزيد ولا ينقص في أي مطلب أو قضيه عمالية أو جماهيرية فمن الضرورة ان يعيدوا النظر في القضايا الاستراتيجية بعد المؤتمر القادم لحزب البعث عندها يستطيعون قراءة المتغيرات والتلاءم معها وتحديد اتجاهات سياستهم دون أي تأثير وسينطلقون من عقلية متفتحة وثورية قادرة على تحليل الأمور بشكل مستقل وليس تابع لأحد عندها فعلا ستعاد للحزب بريقه ويعود الرفاق الذين تركوا الحزب وتقاعدوا استنكارا للسياسات الخاطئة التي مورست ولا تزال تمارس داخل الحزب والتي أدى إلى تراجع الحزب جماهيريا وتنظيميا
وما يجري مؤخرا بحلول توفيقية بعيدة عن الماركسية والنظام الداخلي الذي وضع على الرف تلبية لمصالح البعض الذي فقد كل أمل بتحسين وضعه المعيشي على حساب انتمائه الشيوعي فاتجه الى خلق أعذار وهمية لعرقلة مسيرة الحزب البطيء أصلا ووضع شروط غير مبدئية على التنظيم بالتعاون مع البعض من أصحاب النفوذ في الحزب
مثل هذه الأحداث تخلق ردود أفعال سلبية لدى الرفاق فيضطروا غير آسفين إلى ترك مسيرة الحزب
أن السياسة الصحيحة والنهج الطبقي الصحيح دون النظر إلى الامتيازات هي السبيل الوحيد لتقوية الحزب بالإضافة إلى دراسة الأخطاء واصلاحها بكل جرأة ومحاسبة المقصرين والمتقاعسين ومن يثبت عدم قدرته على التطور والتقدم العلمي والماركسي الصحيح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاث نساء يقدن أوروبا نحو أقصى اليمين.. ما الذي يفرق بينهن؟


.. -أوبن إيه آي- تعيّن مسؤولا استخباراتيا سابقا وتدرس التحول إل




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ضارية في منطقة رفح وسط تعتيم إعلامي


.. نشرة إيجاز - الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل 8 عسكريين في غزة




.. دعوات وتلبية الحجيج على جبل الرحمة يوم عرفة