الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحشائش العالية / براين ترنر

حيدر الكعبي

2013 / 4 / 25
الادب والفن


في الحشائش العالية


شعر براين ترنر

ترجمة حيدر الكعبي



في ضواحي الموصل


إنها تنقع الملابس في البنزين وتفركها بيديها،
في سطل معدني عند مدخل الخيمة.
وفي الفجر تنشر الغسيل،
والأغنام تأكل من أكياس القمامة المفتوحة،
والكلاب الجرباء تتثاءب وتتمطى بظهورها
فيما يخوّض البط في ساقيةٍ
خضراء المياه، آسنة.

عند انتصاف النهار يتبخر العالم تحت هجير الحَرّ.
لقد بيعت آخر قوالب الثلج في البسطيات،
وتحولت الشوارع الى غبار.
ما العمل؟ لم يبق لها سوى أن تقطِّع الثمار
بسكاكينَ حادة، وأن تحبس دموعها
فيما تتعقب ابنتُها ميسمَ الحبر
الموشوم على عنق أمها خطاً خطاً.

وحين يرتفع القمر فوق الموصل
وتريح الكلاب أبوازها على الأرض لتنام،
تتبع هي ظلها داخل الأعشاب الطويلة
داخل جدار الخضرة الرقيق الأوراق
المتمايل على ارتفاع خمسة عشر قدماً،
مواصِلةً السيرَ حتى تلامسَ قدماها حافةَ الماء،
عندئذٍ تخلع ثيابها، وترخي الحجاب
وتطرحه جانباً، مريحة جسدها في الماء الداكن
شاعرة ببرودة لم تكن لتجدَها حتى في الخيال.


ملاحظة من المترجم: لقد استعملتُ كلمة "قدم" هنا مذكرةً تارةً ومؤنثةً تارةً أخرى: مذكرةً بمعنى وحدة قياس للطول، ومؤنثةً بمعنى الجزء الملامس للأرض من الرِّجْل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة