الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك امل ؟

أحمد مهدى

2013 / 4 / 25
الادب والفن


الى النور سأخرج حتما عندما يقبل الحب و يزودنى بالوقود اللازم لشعلة الروح ، هذا الحب الذى جعل قلبى يخفق وعانى الكثير ، والذى من اجله شهدت نفسى أهذى فى بعض الاحيان ، قد تمخض عن لاشئ . كنتى كشئ من النظام وسط بحار من الجدب و الفوضى ! بماذا كنت اعدك الا بهذه الروح الخاوية والنفس التى تتوق الى حبك ! من اجلك ، لن افعل بعد ذلك الامور التى صنعتها لكى من قبل ! لكن ، الى متى سيطاردنى هذا الشعور بالذنب ؟ هل انا مذنب حقا ؟ اى ذنب اقترفت الا حبك !


فى البيت ما زلت وجزء منى ذهب الى الكلية وهناك اخر فى المقهى يرشف قهوة الصباح ، بعد الان لن اتعرف على بشكل كلى . امام هذا الفراغ الساكن فى الوجود يضطرب كيانى و افزع . نحن نترنح ونقاتل اللاشئ ، بدون اى علم عن السبب ، وهكذا ، لن نصبح بخير بعد ذلك ابدا ! ترى ما الذى يدفعنى ان اكتب مثل هذه الاشياء الغبية ؟

اذا لم نمت الان سنمت فيما بعد حتما . ماذا ينتظرنى فى نهاية النفق ؟ المح كما لو تقول بصيص من الضوء ، لكن هل هذا فعلا ضوء ؟ لما البقية ظلام ؟ اين انتهى واين ابدء حيث كل شئ قد خالطه الغموض ! البعض لا يرى فى الحياة الا وجه واحد ويصدق طيلة الوقت هذا الزعم ويقنع بانه على صواب دائما ، اذن ، ارنى ، كيف اجعل من حياتى وعاء شوربة ! لو كنت اقول انى عاجز بشكلا ما ، لا لشئ الا كى اتفوق على عجزى بالفعل . حياتى التى ابغى ان اعيش هى الجكمة التى اروم ان ابلغ ، والعكس . وانت لم تجرب ، اذن انت لا تعلم !

لا اعرف مطلقا ماذا يتحدث الناس ويقولون عنى ، انى لو فكرت لن انتهى ، افضل شئ لا تعرهم انتباهك . فوق هذا الرماد اعلو والا سوف تشحب وتضيع وتسقط . انى فانى ، اعرف ، الا ان هناك ذلك النبض داخلى الذى يسوقنى يوم وراء يوم صوب الخلود . أحيا مائة حياة فى اليوم ، وافنى قليلا قليلا مع كل نفس ألتقطه ، وبعد سنين ، سيزول اى اثر لى . اتبع غريزتك دوما ستأخذك الى بيتك ولا تجعل هذه الكلمات تهدمك .


الزمن القديم يرتسم داخلى الا انه فارغ من الاحبة ، الجميع هناك ولا احد . لو انى كنت حجرا لكان ذلك اجدى عوضا عن هذا الجدب . هل انا انسان ؟ ماذا يكون الانسان ؟ ماذا اكون ؟ الخوف يحكم قبضته وكسجين احيا ، ربما لست انا ، وخلف اليومى احدس ما هو ليس بالطبيعى على الاطلاق . ان
هذا الجحيم الذى خلقته بات ملكى ، وحولى تتهاوى وتتقاذف الاشياء قوى مجهولة ، وارانى اصنع ضجيج اعلى .. اعلى .. حتى انسى ما عليه العالم .


خيبة الامل جزء مما اكون ولا استطيع ان اتعامل معه . لو ما اتجهت للحديث عن لقول اى شئ ، فقط انه سيكون عن الخسران . دوما ، احيانا ان لم يكن فى الغالب تكون الحقيقة محزنة الى حدكبير ، ولكن البعض يحب من يجعل البحر له طحينا ! اين الخلاص ؟ الى ان يسنح لى ارى شروق الشمس ، انتظر . اكون قد تخلصت من الوحل الذى علق بى ، واتنفس مرة اخرى .



المخاوف تقتحمنى ، مخاوف لا بداية لها ولا نهاية .. الذى يخيفنى الاكثر هو الخوف الذى اراه في الاخرين ! لا اقدر ان اكون وحدى فى بعض الاوقات ، تستولى على افكارى وتنال منى ، هل تفهمنى ؟ لا اقدر ان اكون وحدى لان اصوات داخلى تأكل فى . لا اقدر ان اواجه شخص لا اعرفه . انى لا اعرف نفسى .. لااعرف نفسى ..


أشعر كما لو كان كل شئ غائط انما فى النهاية ها انا أشعر بشئ . صباح وغروب ويسدل الليل وشروق من جديد . فى احتساء كوب شاى ارغب مع ثرثرة لا تنفع فى شئ . اين هؤلاء الرفاق الذين اجالسهم على المقهى؟

حينما نعمل سوف نهنى بنداء الوجود ! اولى بنا ان نتشارك السعادة وبعد ذلك لنرى ماذا سوف يأتى حيث كلنا لنا امالنا وكلنا لنا احلامنا . الذى تكتبه سوف يخطف شغافهم وسيفكرون خلال ليلتهم وهم على شفا الوحدة وسيشعرون كم انت تعس و مخلص . انها كثيرة الاسباب التى تضنينا ، وقلما نجد من يواسينا . وكلما سألنى احد آآنت بخير ، يذكرنى كم انا لست بخير .

ما لست احب ساعرف بعد ذلك كم كنت مخطئا لانى لم اعره انتباها ، الاحلام التى لا ترعى كما الزرع الذى لا يسقى ، ستذبل وتموت . والاسى ينمو ولا شئ يوقفه ، يوم وراء يوم ، ويعشش داخلى . الامسية التى انقضت كالامسية التى فى طريقها الى الانقضاء ، هل من جديد ؟!



و مرات و مرات نقرع انفسنا من اجل غلطة ما وهذا لن يصحح شئ ، وبشكل مختلف ، نتغاضى عن مساوئنا شيئا فشيئا حتى نضحى خاسرين بمعنى الكلمة . يا ليت ان نتدارك اخطائنا ونحاول ان ننسى مثالبنا و نحث انفسنا على العمل ، ذلك قبل ان يلهو بنا الفراغ . ان ثمة عمل متقن لن يضيع هباء ، اعمل على ان يتغير بالكامل حاضرى لو استغللت هذا المستقبل الذى يفتح على امكانات هائلة ، لكنه فى نفس الوقت عندما اتكلم عن الامل ، لا ادرى اى امل هذا فى الحقيقة ، لكن من ناحية ما لن يصح ان يعيش المرء دونما امل !



بالمسطرة البعض يقيس كل شئ و ان الكثير من الاشياء لا يقاس . ولانهم اسرى العادة ، لن يبرحوا مكانهم ولو لخطوة على سبيل التغيير . الحمقى ، القدر الكبير من طاقتهم يضيعونه فى التعبير عن مدى استيائهم من كل شئ . اكذب وسوف يعجب بك الاخرون وربما يحبونك !

العادى من الامور لايجذبنى ، انها غالبا تشبه بعضها البعض ولا شئ مثير فى ذلك . ما ازال انتظر الذى هو لا ادرى كنهه الى الان . لو تعرف فهدفى فى غاية الضآلة وهو ان ببساطة أعيش ! ومااشق ذلك ! الوهم الكبير يصنع حياة ملئ بالاكاذيب والساذج من يصدق والخيلاء تزدنا انتفاخا لكنه ليس الا هواء فارغ . اغلب اهتمامك هو ان تسترضى الاخرين . لكن اين نفسك ؟

هذا الحديث العقيم لن يزحزح شئ اذا لم نهب نغير بايدينا ، ومرة اخرى ، ماذا تفيد هذه الحكم و المواعظ ان لم نبنى بها شئ ما ؟ .


لن تسع ذاكرتى كل شئ ومع ذلك عيناى تسجل كل ما تلتقطه حدقاتى كما لو ستتوقف الصورة ولن يسعنى ان ارى بعد ذلك شئ . أن انغماسنا هذا هو طوق النجاة الذى سنظل به متشبثين حتى لا تطوح بنا الامواج بعيدا بعيدا ، فوق شاطئ مهجور على جزيرة غريبة . هذا الذى نعيشه ما هو الا حلم يختلط فيه كل شئ على نحو غامض . ولن يعاقبك احد كونك تحلم




فى المساء اذهب البيت يعنى يوم أنتهى ، كى انام ومن ثم يكنس كل شئ . الانجاز يقتضى ان يمر الوقت لينتهى يوم ويحل مكانه يوم اخر ، وهذا ولا شئ اخر وذلك لكى اكون صادق . الضجر الذى اصاب ارواحنا يرى ينال من حيويتنا لحظة بعد لحظة .

احاول توضيب فوضى غرفتى دون جدوى ، انبش فى الكتب التى لن اقرأها ، افرها دون ان ارى سطر واحد، انظر بعجب الى حاجياتى التى لا نفع لها والتى دوما تنتظر ربما فى وقت ما تحين اهمية ما لها . لابد اقنع نفسى ان هناك شئ ما افعله حتى لو كان مثلا ان انظم افكارى التى لا بداية لها ولا نهاية !

اذن ، داخل غرفتى حتى اعاود البدء مجددا ! الجميع يقضون اوقاتا ممتعة عداى قلما تعرفنى البهجة . شئ يتغير ، هذا ما اظن ، اما انا اما الاشياء ! فى وجودى يزاولنى الشك ، كلما المحنى فى المرايا ، ذلك الشك الذى دونه لا اتعرف على الا بالكاد . اعرف ، انى افكر لحياتى اكثر مما لو عشتها ! كل شئ سيختفى ولن يتبقى غير اثار قدمي فوق الطريق ، لا ، كل شئ سيفنى ولا تحسب ان كلماتك ستنجو ويكتب لها الخلود ، لا . انا هنا لارقب كل لمحة بهتت ، ضحكة رسمت ثم اختفت ، كل الثوانى التى تتلاشى و تضيع .


كونى فى البيت شئ يخفف من الامى ويشحننى بالطاقة مجددا لكى اعاود واواجه العالم بالخارج . ومرة اخرى ، الشك الذى يعمل فى كما لو كنت قد بلعت موس فى بطنى ، لن يترك شئ على حاله بعد الان ، كل شئ بات يدعو الى الريبة . ولا ينحصر سوء الفهم بينى وبين الاخرين بل ايضا بينى وبين نفسى ، لا اعلم ماذا انتابنى لكنى فى احسن الظروف اتوقع انى قد غدوت موضة قديمة . الالم لا حدود له .. وفى المساء ، عندما تغفو المدينة ، اصير لمجهول ، وعلى نحو ما اشعر كما لو كنت متعدد ولا احصى ولا نهائى ... كما لو ان الليلة لن تنتهى ولن تطلع علينا شمس ، لم يزدنى البحث المضنى الا حيرة و ذهول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه