الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتنة مفتحة العيون

جمال الهنداوي

2013 / 4 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لن نكون وحدنا, لو جادلنا في ان جزءا كبيرا, بل قد يكون الاكبر, من مسؤولية الاحداث المؤسفة التي تضرب باطناب المشهد السياسي والامني في العراق تعود الى الممارسة الاعلامية المربكة التي كانت السبب الرئيس-من بين العديد من الاسباب- في الواقع المؤسف الذي انتج سقوط العشرات من العراقيين ما بين قتيل وجريح في تطورات تعد الاسوأ منذ خروج القوات الامريكية من الاراضي العراقية ووضعت الوطن وسلمه الاهلي على قاب قوسين او ادنى من دفع البلاد الى اتون حرب اهلية حقيقية قد تكون في مصلحة الكثير من الاطراف الساعية لمزج حلاوة التغيير والديمقراطية بمرارة التفكك والتشظي المجتمعي..
فلقطات متفرقة لبعض المصابين, وبعض التكرار الملح المريب لتأكيدات شهود العيان المجهولين, مضافا اليها بعض الاشرطة الاخبارية العاجلة والنداءات اللاهثة غير المنضبطة لبعض مذيعي الفضائيات..كانت اكثر من كافية لكي تطلق الشرارة المتوقعة لكل ذلك التعرض الطويل للانهمار المركز من الاخبار والتقارير الصحفية التي تحصر جميع مفردات الحياة العراقية ضمن الخلفيات والنزاعات الطائفية المعتقة.
ان مثل هذه التغطية الاعلامية المنتحلة الحياد والمهنية الزائفة والمبطنة تاجيج نيران الفتنة واللعب على أوتار التناقض الطائفي
لا يمكن لنا كعراقيين الا ان نحيلها الى تفلتات الاعلام المرتزق ودوره في اذكاء الانقسامات الفئوية والثقافية ما بين ابناء الشعب الواحد خدمة لمخططات وتمنيات جهات معادية لحق الشعوب بالحرية والعدالة والحكم الرشيد..كما ان هذا الامتطاء الملتبس لتقنيات الاعلام الحر والفضاء المفتوح لتقديم تغطية محرضة مؤلبة موظفة لخدمة وادامة صورة الشعب المنقسم المختلف المتناقض عن طريق صور وعبارات زاعقة لبعض الغاضبين في برامج مفتوحة على الهواء..لا يمكن ان تكون الا سحتا اعلاميا تعتاش عليها قنوات الحنين للزمن المقتطع من عمر العراق في ممارسة فجة مموهة بخرق ظاهر لتقاليد العمل الاعلامي المهني الملتزم..
ان الاهمية البالغة للاعلام تفرض على المتصدين لمهمة التعبير عن صوت المواطن وهمومه وانشغالاته التي غيبتها المحاصصات الطائفية والعرقية ان يكونوا على مستوى التحديات التي تجابه الشعب في صميم انتمائه الوطني..وان يرتقوا الى سمو المكانة التي يتبوأها الاعلام الجاد والرصين كعامل معزز في بناء أرادة المجتمع وتنمية حسه الوطني من خلال إشاعة مفاهيم المواطنة والمساواة ولغة التسامح وعدم التمييز وقبول الآخر وتعميق الحوار بين أطراف المجتمع الواحد رغم اختلاف أطيافهم ..
ان على السلطات الثقافية الالتفات الى حراجة ودقة المنعطف الذي يحكم مسيرة العملية السياسية الجارية في العراق من خلال العمل على تأطير العمل الرقابي على المؤسسات الإعلامية التي تستهدف الحس الوطني لدى المواطن وتعمل على اضعاف وتشتيت إلغاء قيم الولاء والانتماء للوطن من خلال التثقيف السلبي المشوش والمشوه لوحدة المجتمع ومتانة نسيجه الاجتماعي والثقافي والديني.
انها دعوة لتدارك الاخطار التي يشكلها الانفلات الاعلامي المسيس واللامسؤول عن طريق وضع إستراتيجية إعلامية تسهم في توعية المواطن بالمشتركات والقضايا المصيرية والمهمة، ونشر روح المحبة والمساواة والتسامح بين المواطنين.. وحث جميع شرائح الشعب على الالتزام بالقوانين واللوائح، وتجنب الممارسات السلبية التي تؤرق النسيج الوطني، والعمل على تقريب وجهات النظر من خلال إبراز نقاط الالتقاء، والابتعاد عن نقاط الاختلاف، وإظهار المبادئ والقيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع التي تعزز حب الوطن وتحميه من الأخطار المحدقة به,والا فلن نأمن ان نجد أنفسنا في واقع العودة الى ايام الاحتراب نتيجة تقارير مضللة او خبر عاجل مزيف او نداء خبيث من اعلامي منفلت..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام